صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء

صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء أم المسيح عيسى عليه السلام تعد أحد أهم العوامل التي توضح مدى وجود روابط قوية بين الأديان لما لها من أهمية كبيره ذكرت في كل الكتب السماوية، لذلك يقدم لك موقع زيادة كل ما تريد معرفته عن صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء، بالإضافة إلى التعريف بكلًا منهما.

صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء

يوجد العديد من الأنبياء والرسل التي تربطهم صلة قرابة بغيرهم من الأنبياء، وتعد صلة الرحم بين سيدنا زكريا عليه السلام ومريم العذراء أم سيدنا عيسى عليه السلام من ضمن صِلات الرحم التي ذكرت في الكتب السماوية، بالإضافة للكتب التي تحدثت عن السير النبوية.

كما أنها تكشف عن ترابط صلات أخرى، ليست فقط بين سيدنا زكريا عليه السلام ومريم العذراء أم المسيح عيسى، بل أيضًا بسيدنا يحيى عليه السلام.

فيعد سيدنا زكريا عليه السلام هو (زوج خالة مريم عليها السلام)، حيث ذكر في تفسير (القرطبي) في قوله تعالى: (وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) الآية 5 من (سورة مريم)، حيث كانت زوجة سيدنا زكريا عليه السلام وهي (إيشاع بنت فاقوذا بن قبيل) عاقرًا.

لذلك تكفل زكريا عليه السلام بمريم، والتي تعد أبنة (حنة بنت فاقوذا) وهي أخت زوجته إيشاع، والدليل على ذلك قوله تعالى:

(فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الآية (37) من (سورة آل عمران).

كما جاء في حديث آخر ما يدل على أن (أشياع بنت عمران) أخت (مريم بنت عمرات)، ويرجع ذلك لما ذكر في صحيح البخاري من تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج، ففي الحديث عن الإسراء ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى كلًا من سيدنا يحيى وعيسى عليهم السلام.

حيث جاء بعدها حديثة على ما يثبت أنهم أبناء خاله، وذلك في قوله: (فمررت بابني الخالة) والمقصود بهم يحيى وعيسى.

إذا نسبنا صلة القرابة بين سيدنا زكريا ومريم العذراء بناءً على ما ذكر في الحديث السابق، نجد أن سيدنا زكريا عليه السلام زوج أخت السيدة مريم والله أعلم، ويعتبر الحديث الأول أعم وأشمل لما جاء منه في كتاب الله الكريم من أثبات على نسب الصلة بين زكريا ومريم عليهما السلام.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة السيدة مريم العذراء

صلة الرحم بين سيدنا يحيى ومريم عليهما السلام

أما عن نسب سيدنا يحيى عليه السلام، فهو ابن سيدنا زكريا عليه السلام، حيث قام سيدنا زكريا بدعاء الله سبحانه وتعالى بأن يرزقه بالذرية الطيبة بعدما قالت له مريم أن الله يرزق من يشاء بغير حساب، وجاء ذلك في قوله تعالى:

(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) الآية (38) من سورة (آل عمران).

ثم قام زكريا ليصلي في المحراب، فجاءته الملائكة تخبره بأن الله سوف يرزقه بسيدنا يحيى عليه السلام ابنًا له، وجاء ذلك الحديث في قوله تعالى:

(فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) الآية (39) من (سورة آل عمران).

بذلك يكون سيدنا يحيى هو ابن سيدنا زكريا وابن خالة مريم العذراء أم سيدنا عيسى، عليهم السلام جميعًا.

فيما سبق عرضنا لك صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء، بالإضافة إلى صلة الرحم بين سيدنا يحيى عليه السلام وأم سيدنا عيسى عليه السلام، وفيما يلي نعرض لك نبذة عن قصة سيدنا زكريا عليه السلام، والحكمة منها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة زكريا عليه السلام

قصة سيدنا زكريا

ذكرت قصة سيدنا زكريا عليه السلام في عدد من السور القرآنية منها سورة آل عمران، وسورة مريم، وسورة الأنبياء، وجاءت القصة بكل تفاصيلها في آيتين من سورة مريم، أكثر من سورة آل عمران وسورة الأنبياء، كما أن اسمه ذكر في سبعة مواضع من القرآن الكريم، ويرجع نسب سيدنا زكريا إلى يعقوب بن إسحاق عليهما السلام.

بدأ القرآن الكريم يقص علينا من قصص الأنبياء قصة سيدنا زكريا عليه السلام، حيث بدأ الحديث عنه من سورة مريم تحديدًا الآية 4-6 في قوله تعالى:

(قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا(4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا(5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا(6)).

في تفسير هذه الآيات لحديث سيدنا زكريا لربه فيقول له أنه تقدم في السن وأخذ الشيب من رأسه كل ما أخذ، ولم يمل من دعائه يومًا، فكانت امرأته عاقرًا لا تنجب وكان يريد أن يلد طفلًا يحمل عنه اسمه ويرثه بعد موته، وفي آخر حديثة يدعوا ربه أن يجعل ابنه راضيًا.

بعد ذلك جاءت الآيات التي ذكرناها لكم في الفقرات السابقة، والتي كانت تحكي حديث سيدنا زكريا عليه السلام مع مريم العذراء، عندما قال لها من أين لكِ بكل هذا الرزق فقالت له أنه من عند ربي إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

عند ذلك دعا سيدنا زكريا عليه السلام ربه بأن يرزقه بالولد الصالح، ثم خرج من عندها لكي يقيم صلاته، فإذا بالملائكة تبشره بأن ربه سوف يرزقه بالذرية الصالحة عن قريب.

ثم رزقه الله بعد ذلك بسيدنا يحيى عليه السلام، وفيما يلي نعرض لكم بعضًا من الحكم المستفادة من قصة سيدنا زكريا عليه السلام، استكمالًا لموضوع صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة النبي عيسى ابن مريم

الدروس المستفادة من قصة سيدنا زكريا عليه السلام

لكل قصة من قصص القرآن الكريم دروس مستفادة نتعلم منها حكمة من أحكام الله في هذه الدنيا وأسببها ونتائجها، وتعتبر قصة سيدنا زكريا من القصص التي نتعلم منها حتى يومنا هذا، في النقاط التالية نقدم لك دروس هذه القصة:

• إن الله سبحانه وتعالى قادر على فعل أي شيء، كل ما عليك هو أن تجتهد في الدعاء مثلما فعل سيدنا زكريا علي السلام.
• الإكثار في ذكر الله سبحانه وتعالى وتسبيحه، والإسراع في عمل الخير لوجه الله، حيث ذكر من قوله تعالى في هذه القصة:
  

  (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)) سورة الأنبياء.

• التوكل على الله في كل شيء ودعائه بصدق في كل ما تريده، والصبر على قضاء الله سبحانه وتعالى، حيث تقدم كلًا من سيدنا زكريا وزوجته إيشاع في السن، ولكن لم يفقدوا يقينهم بأن الله قادر على كل شيء.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كم مدة حمل السيدة مريم

فيما سبق ذكرنا لكم صلة القرابة بين زكريا عليه السلام ومريم العذراء بكل ما ذكر منها في القرآن الكريم، بالإضافة إلى صلة الرحم بين سيدنا يحيى عليه السلام ومريم العذراء، كما أضفنا لكم نبذة عن قصة سيدنا زكريا عليه السلام والدروس المستفادة، ونتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم.