لماذا سمي بعام الفيل
لماذا سمي بعام الفيل عام 570 ميلاديًا؟ وما هي قصة هذا العام؟ تعد قصة عام الفيل واحدة من أشهر القصص المتواجدة بالدين الإسلامي، فيتم طرحها وتعليم معانيها لأطفالنا بالمدارس وبالمساجد، وذلك نظرًا لكونها دلالة على عدم تسامح الله -سبحانه وتعالى- مع من يحاولوا المساس بحرمة بيته.
إن كنت من المهتمين بالمعلومات الدينية سواءً التي تخُص قصص القرآن الكريم أو السيرة النبوية الشريفة، موقع زيادة سيُتيح لك العديد من المعلومات القيمة في هذا الموضوع.
لماذا سمي بعام الفيل وما هي قصته؟
حين تُذكر كلمة (عام الفيل) فإنها دائمًا ما تكون مقرونة بقصة أبرهة الحبشي الذي حاول هدم الكعبة الشريفة، إليكم في السطور القادمة القصة الكاملة وراء تسميته بعام الفيل.
في عام 570-571 بعد الميلاد، حاول أبرهة الحبشي أو الذي كان يُدعى وقتها بـ(أبرهة الأشرم) حاكم اليمن في ذلك الوقت هدم الكعبة الشريفة، في مُحاولة منه باءت بالفشل لجعل العرب مُجبرين على التوجه لكنيسة القليس والحج بها، بدلًا من الحج للكعبة الشريفة.
الجدير بالذكر أن (أبرهة الحبشي) كان قد بنى تلك الكنيسة وقام بتزيينها بشكل جيد؛ ليجعل العرب يتوجهون إليها، ولكن باءت محاولته أيضًا بالفشل.
لم تكن الكنيسة محل اهتمام من العرب، بل أنهم أهملوا وجودها وقاموا بإهانتها حيث تسلل إليها أحد العرب في الليل وقام بقضاء حاجته بداخلها كدليل على عدم اهتمامه بها وكبرهان على عدم قدسيتها بالنسبة له.
كنتيجة لما قام بفعله الرجل العربي، أشتد غضب (أبرهة الحبشي) وأمر بإطلاق جيش عظيم وزوده بالفيلة وأمرهم بالتوجه نحو الكعبة الشريفة وهدمها؛ ردًا على ما فعله العربي بكنيسته.
حين وصل الجيش وأبرهة إلى مدينة مكة المكرمة، وجد قطيعًا من النوق ملكًا لجدّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عبد المُطلب، فقام بأخذها دون إرادة جد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- فطلب منه ردها إليه فقام بردها ولكنه رفض أن يعود من حيث أتى هو وجيشه وفيَلتِه، فشعر أهل مكة المُكرمة بالخوف الشديد وهربوا للجبال عسى أن يجدوا بها الحماية والأمان.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هو عام الفيل وما قصة عام الفيل وما تفسير سورة الفيل
مصير أبرهة الحبشي وجيشه
عندما توجه جد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عبد المُطلب لكي يسترد نوقه من (أبرهة) قام بسؤاله، لماذا لا يقوم أهل الكعبة بحمايتها والدفاع عنها؟، فكانت إجابة جد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- قاطعة، حيث قال: (أما النوق فأنا ربها، وأما الكعبة فلها ربُ يحميها).
طلب جدّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- من (أبرهة الحبشي) أن يعود أدراجه ويرجع من مكة ولكنه رفض طلبه وأمر الجيش والفيلة بالتقدم نحو الكعبة الشريفة في مُحاولة منه لهدمها والقضاء عليها، ولكن الفيلة رفضت التقدم بأمرٍ من الله -عزّ وجَل- ولم يقتصر الأمر على ذلك، حيث بعث الله طيورًا ترمي الحجارة على أبرهة وجيشه لرجمهم.
قد نزلت سورة الفيل في مكة مع نزول آيات الله تعالى على نبيه محمد بعد ذلك، فأصبحت بذلك سورة الفيل سورة مكية ومن قِصار السور، وكانت برهانًا ودليلًا قاطعًا على قدرة الله -عزّ وجَل- وعظمته في الرد على كل من رفض الإيمان بوجوده، قال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) صدَقَ اللهُ العظيمُ.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة اصحاب الفيل للاطفال كاملة بأسلوب مبسط
ما علاقة عام الفيل بمولد الرسول؟
ولد النبي الأميَ محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مدينة مكة المكرمة في 12 ربيع الأول من عام 571 ميلاديًا.
قد أرتبط مولد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعام الفيل ارتباطًا وثيقًا، حيث أنه في ذلك العام وقع حادث الفيل كما شرجنا من قبل، وتوفي بنفس الفترة عبد الله والد الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عقب زواجه من والدة الرسول آمنة بنت وهب أبن عبد مناف أبن زهرة أبن حكيم.
حيث سافر للتجارة في الشام قبل ولادتها للرسول الكريم محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقام أخواله بدفنه عند بني عُدي بن النجار، وحدث ذلك أثناء الشهر الثاني من حمل (آمنة) للرسول الشريف -صلَّى الله عليه وسلَّم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة أصحاب الفيل ومتى وقعت حادثة الفيل وفضل سورة الفيل
عِبرَ ودلالات جاءت بها سورة الفيل
أشرنا فيما سبق ذكره لمظاهر الاضطهاد والقهر التي عانا منها العرب في شبه الجزيرة العربية، حيث تمثل ذلك في اعتداء أبرهة الحبشي حاكم اليمن.
أراد أبرهة أن يفرض سيطرته بأرساله لجيش من الجنود والفيلة في مُحاولة منه باءت بالفشل لهدم الكعبة الشريفة، وذلك ردًا منه على عدم اهتمام العرب بكنيسته المُطرفة التي قام ببنائها، والتي قضى أحد العرب حاجته كنوع من أنواع الإهانة لها.
جاءت سورة الفيل تحمل تفاصيل الواقعة باختصار، كنوع من أنواع توثيقها، وتضمنت في آياتها الكريمة بعض العِبرَ التي إن دققت النظر بها ستعرف أن الله -عَزّ وجلّ- قد قدم برهانًا واضحًا على قدرته العظيمة وجعل محاولة (أبرهة) في هدم الكعبة عبرة لكل من يعتبر.
أما عن الأحداث التي تضمنتها سورة الفيل عن الواقعة، فهي وبدون شك تزيد من يقين الإنسان وتُعزز إيمانه بوجود الله تعالى وعظمة قدرته.
ظهر ذلك في آياتها بشكل واضح، حيث جاء السؤال بصيغته التقريرية حين قال الله تعالى (أَلَمْ تَرَ) ليُثير غريزة التأمل عند البشر ليتدبرو خلقه ويتوصلوا لحكمته، كما جاءت إشارات واضحة من الله -عَزّ وجلّ- يوضح فيها أنه قادر على رد كيد الكافرين، وأنه قادر أيضًا على حماية بيته الشريف من أي محاولة لتدنيسها أو النيل منها.
تُعد المعجزة التي حدثت في قريش، حين أرسل الله طير الأبابيل لرجم جيش أبرهة الحبشي بالحجارة من دلائل عظمته، وبديع قدرته، وتضمنت رسالة واضحة مضمونها أن الله يحمي أهل قريش من أي محاولة للاعتداء عليهم أو على الكعبة الشريفة.
على الرغم من أن شعور الخوف والذعر كان قد تملك من أهل قريش حينها، حتى أنهم لجأوا للجبال ليحتموا بها إلا أن الله -عَزّ وجلّ- منحهم الأمن والأمان مرة أخرى بعد أن خيب ظن (أبرهة) وجيشه ورجمهم الطير بالحجارة بأمرٍ من الله تعالى.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة أصحاب الكهف وما هي الدروس المستفادة منها
معاني سورة الفيل
هنالك أكثر من سورة من القرآن الكريم تحكي قصة أو واقعة تقشعر لها الأبدان، وتكون عِبرة للمؤمنين وللبشر بشكل عام، ولسورة الفيل عدة معاني نعرض أهمها فيما يلي:
- جاءت سورة الفيل كرد قاطع من الله تعالى وبشكل صريح على أي محاولة اعتداء على الكعبة الشريفة.
- المُتدبر في آيات السورة الكريمة سيتوصل إلى حُرمة الاعتداء على بيت الله (الكعبة)، وسيستنتج جزاء كل من سيُحاول الإقدام على إلحاق الضرر بها؛ لأن الله تعالى قادر على حمايتها من أي مكروه.
- جاءت آيات سورة الفيل تروي أحداث الواقعة التي حدثت في قريش بشكل مُختصر؛ مما يدل على عظمة الله الخالق وقدرته على حماية بيته الشريف وعباده الصالحين.
- تضمنت الآيات نوعًا من التحذير لكل من يُريد إلحاق الضرر ببيت الله، ويجب الالتزام به حتى لا تكون عبرة مثل أصحاب الفيل.
- توافق مولد الرسول مع حادث الفيل عام 571 ميلاديًا، وكان ذلك بمثابة تأكيد على نصر الله للمؤمنين، وإشارة صريحة للرسول والمؤمنين للثبات على الدعوة وعدم الخضوع لأي اعتداء سيقومون بمواجهته من قِبل المشركين والكفار.
لماذا سمي بعام الفيل وما هي قصة أصحاب الفيل ودلالات ومعاني سورة الفيل، كانت هذه الأسئلة والموضوعات التي تحدثنا عنها في حديثنا اليوم، والعبرة يجب الأخذ بها في كل زمانٍ ومكان، كما قال الله تعالى في سورة الحشر: بسم الله الرحمن الرحيم (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) صدق الله العظيم، فعلى الرغم من أن كيد الكفار كان شديدًا إلا أن الله تعالى قدرته وعظمته قد وسعت كل شيء.