لماذا رفع الإصبع الوسطى عيب

لماذا رفع الإصبع الوسطى عيب؟ وما المعنى الكامن وراء هذه الإشارة؟ عادةً ما نرى حركة رفع الإصبع في السينما الأمريكية وعروض المصارعة وغيرها كدلالة على إهانة الطرف الآخر وكعلامة صارخة على الاعتراض، والواقع أن لهذه العلامة أصول تاريخية غائبة عن الكثيرين، وهذا ما نتناوله في موقع زيادة.

لماذا رفع الأصبع الوسطى عيب

تستعمل الكلمة للاعتراض ويمكن الاستعاضة بها عن كلمات السب، فهي وسيلة للاعتراض في صمت بإيماءة قوية الأثر، وقد يعتقد البعض أن سبب استعمال الإصبع الأوسط هو لأنه أطول الأصابع في اليد، مما يدل على خصائص الصلابة والقوة التي تؤول إلى أكثر من معنى.

فيما يرى المؤرخين المعاصرين بهذا الصدد أن أصل إيماءة رفع الإصبع الأوسط يرجع إلى الإنجليزي في معركة أجينكور التي وقعت مطلع القرن الخامس عشر، وتحديدًا في الخامس والعشرين من أكتوبر 1415.

برز الإنجليز إلى الفرنسيين ملوحين بالإصبع الأوسط لأن الفرنسيين هددوا بقطع أول إصبعين من أيدي من يمسكون به من أسرى الإنجليزي؛ وهي اليد المستعملة في التصويب عند رامي السهام.

بقيادة هنري الخامس انتصر الإنجليز في هذه المعركة رغم أن عددهم بين 6000 إلى 12000 جندي أغلبهم من الرماة، يقابلهم بين 12 إلى 36 ألف جندي من الفرسان الفرنسيين، وبذلك كان الإصبع الأوسط رمزًا لأهم انتصارات الإنجليز على الفرنسيين في حرب المائة عام.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الناس والتأثير فيهم

الفلسفة في رفع الأصبع الوسطى

تتنوع التفسيرات الرافضة لمنطقة قصة حرب أجينكور، ومنها ما أرجع تاريخ الإيماءة إلى زمن بلاد اليونان، حيث احتج فيلسوف المدرسة الكلبية الأشهر “ديوجين” على السياسي “ديموستيني” بأن رفع إصبعه الأوسط له أمام الحاضرين من مشاهدي المحاورة.

كان الإصبع الأوسط عند الإغريق يشير إلى الأعضاء التناسلية الذكرية، والواضح أن هذا المعنى مازال متضمنًا إلى اليوم في الإشارة بالإصبع الأوسط، وهو أمر غير مستبعد من الفيلسوف “ديوجين” الذي كان لا يخشى أن يقضي فضلاته أمام المارة عملًا بفلسفته “الكلبية”.

أيضًا، فمن الجدير أن نشير إلى كون الإغريق كانوا ينظرون إلى صغر العضو عند الرجل كعلامة على التحضر والرقي، وهذا ما يبين التشبيه الغير مجازي للإصبع الأوسط بالعضو الذكري.

اقرأ أيضًا: هل الأغاني حرام؟

أصل رفع الأصبع في التاريخ

يرجح الباحثون عدد من النظريات التي ترجع أصل رفع الأصبع إلى عدد من القصص والمرويات، على سبيل المثال فقد استعمل أحد مثقفي القرن الرابع إيماءة الاصبع قالًا لأحد السياسيين: “هذه هي الديماغوجية العظيمة”، والديماغوجية اختزالًا هي الإقناع بإخافة الغير لا شعوريًا.

وردًا أيضًا في تصانيف “تاسيتوس” المؤرخ الرومان أن: رجال القبائل الألمان أعطوا الإصبع الأوسط للجنود الرومان، وهذه الإشارة المجازية هي التي صدق عليها “توماس كونلي” المتخصص في الاتصالات والكلاسيكيات في جامعة إلينوي.

يقول أستاذ الكلاسيكيات في جامعة كانساس أنتوني كوربيل أن أصل الإشارة يعود إلى روما القديمة، ولكن من الصعب تحديد التاريخ، وحسب ديزموند موريس عالم الأنثروبولوجيا فعلامة الإصبع الأوسط: “واحدة من أقدم إيماءات الإهانة المعروفة”.

لماذا رفع الأصبع الوسطى عيب؟ ولماذا هو منتشر في الثقافة الأمريكية؟ الواقع أنه لا أحد يستطيع الجزم بأصل إيماءة الأصبع الأوسط، ولكن تجمع الترجيحات على أن أصلها يرجع لقرون عديدة خلت.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.