لماذا نصوم يوم عاشوراء

لماذا نصوم يوم عاشوراء؟ وما هو فضل الصيام في هذا اليوم؟ فمنذ صغرنا نشأنا ووجدنا آبائنا وأهلينا يصومون هذا اليوم بل ويحتفلون به وفي بعض الدول يتم الاحتفال به بطهي أنواع معينة من الحلويات.

ففي مظاهر الاحتفال تلك تعظيم لهذا اليوم ودلالة على مكانته في قلوب المسلمين، لكن لماذا كل هذا التعظيم، هذا ما سنعلمه من خلال موقع زيادة حيث سنجيب على سؤال لماذا نصوم يوم عاشوراء.

لماذا نصوم يوم عاشوراء

لماذا نصوم يوم عاشوراء

عند الإجابة عن سؤال لماذا نصوم يوم عاشوراء فالأحاديث المروية في هذا الأمر كثيرة ومفادها أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد قدومه للمدينة واستقراره فيها، وجد اليهود يصومون يوم بعينه ويحتفلون فيه وكان ذلك في العام الثاني من هجرته إلى المدينة.

فسأل عن سبب احتفالهم بهذا اليوم وصيامهم فيه، فأجابوه بأن هذا اليوم هو الذي نجى فيه الله -عز وجل- نبيه موسى عليه وقومه بني إسرائيل من فرعون وأغرقه.

فقام سيدنا موسى بصيام هذا اليوم لذلك يصومون هذا اليوم، فقال الرسول أنه أحق بسيدنا موسى منهم، فالأنبياء إخوة لذلك هم أحق ببعضهم البعض.

كما أن النبي أهدى للحق منهم لذلك هو أولى بشكر الله على نجاة نبيه موسى من فرعون، ويقصد أيضًا بكلمة أولى أو أحق منهم، أنهم قوم ضلال قد غضب الله عليهم فقد حرقوا شريعته وبدلوها.

ما ذكرناه سابقًا هو توضيح لحديث الرسول الذي رواه عبد الله بن عباس فقال: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا، يَعْنِي عَاشُورَاءَ، فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وهو يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فيه مُوسَى، وأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ، فَقالَ: أَنَا أَوْلَى بمُوسَى منهمْ. فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ” (صحيح البخاري).

اقرأ أيضًا: متى عاشوراء لهذا العام 1446-2022

هل صيام يوم عاشوراء فرض؟

ننتقل إلى أمر آخر بعدما أجبنا على سؤال لماذا نصوم يوم عاشوراء، فبالنسبة لأمر رسول الله المسلمين بصيام يوم عاشوراء فهو ليس أمر مفروض أو واجب، بل هو من السنة فمن شاء صام هذا اليوم ومن أراد أن يفطر فليفطر ولا حرج عليه.

ففي حديث آخر عن صيام يوم عاشوراء ذُكر فيه أن نبينا محمد عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم كان يصوم يوم عاشوراء قبل هجرته إلى المدينة.

فقد كانت قريش تصوم هذا اليوم أيضًا، فكان الرسول يأمر بصيام يوم عاشوراء وهذا قبل أن يفرض علينا الصيام في شهر رمضان المبارك.

فلما فرض علينا الله -عز وجل- صيام رمضان قال النبي بأنه سيصوم هذا اليوم ومن شاء أن يصوم هذا اليوم فليصمه ومن شاء أن يفطر فله ذلك.

الحديث الذي نتحدث عنه هو رواية أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “إنَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كانَ رَمَضَانُ الفَرِيضَةَ، وتُرِكَ عَاشُورَاءُ، فَكانَ مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ”

حديث مصدره صحيح البخاري، فخلاصة القول إن صيام هذا اليوم من الأمور المحببة، ذلك لفضل هذا الشهر عند الله -عز وجل- ولأن الرسول صام هذا اليوم وعلينا أن نقتضي به لكن الأمر ليس فرضًا.

فضل صيام يوم عاشوراء

عاشوراء يوم مبارك، وتوجد أحاديث كثيرة تذكر لنا فضل صيام عاشوراء منها الضعيف ومنها الصحيح وسنذكر لكم في موضوعنا لماذا نصوم يوم عاشوراء الحديث الصحيح في فضل يوم عاشوراء.

فالصيام في حد ذاته من الأمور التي يحبها المولى عز وجل، ففي رمضان مثلًا الجزاء على صوم هذا الشهر يكون عظيمًا من الله عز وجل، ويظهر لنا ذلك أيضًا في فضل أيام أخرى من السنة صومها كصيام يوم عرفة مثلًا.

لذلك فللصيام فضل عظيم، وشهر الله المحرم من الشهور التي عظمها الله بعد شهر رمضان، وأضف على هذا أنه مع اختلاف الأديان فهذا اليوم بالذات يأخذ أهمية كبرى.

فكل هذه الأمور اجتمعت معًا في يوم عاشوراء، الذي قال عنه نبينا إن صيام هذا اليوم يكون سببًا في أن يكفر الله عن عبده الذي يصوم يوم عاشوراء ذنوب سنة مضت.

ففي حديث أبو قتادة الحارث بن ربعي في صحيح مسلم قال: “وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقال يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقال يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ”

تخيل أنه بصيام يوم واحد في سبيل الله يكفر الله عنا ذنوب سنة بأكملها، فلا يخلو يوم من الذنوب التي يفعلها الفرد في يومه فمنها ذنوب نعلمها ومنها ما لا يعلمه إلا الله.

اقرأ أيضًا:  فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء

الحكمة من صيام يوم عاشوراء

عندما نقوم بفعل أمر لا نعتاد عليه في يومنا فهذا يجعل اليوم مميز ونتذكره دائمًا ونتذكر كل ما يحدث فيه مهما مر الزمن، فبجانب فضل هذا اليوم يكون سبب صيام يوم عاشوراء أن نتذكر ما حدث لسيدنا موسى مع قومه وما حدث مع فرعون.

فكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أراد أن تتربى أنفسنا على فضائل معينة، ومنها أنه بتذكرنا لما حدث مع نبيه موسى يكون في بالنا دائمًا أن المسلم عليه أن يجاهد نفسه وشهواته.

فسيدنا موسى قد نشأ في بيت فرعون مصر وما أهنئها من عيشة رغدة لا توجد بها أي متاعب، لكنه آثر رضاء ربه على أن يكون من الكافرين.

كما أن الله أراد أن يكون ما حدث مع سيدنا موسى عبرة وعظة على مر الزمن، فقد تحمل موسى وقومه الأذى الكثير بسبب دعوته إلى عبادة رب العالمين وهذا يعلمنا أن الصبر وعدم الجزع مما نصاب به من ابتلاءات تكون نهايته الفرج الكبير وحسن الثواب في الدنيا والآخرة.

فضل يوم العاشر من محرم

من خلال إجابتنا على سؤال لماذا نصوم يوم عاشوراء سنجد أن يوم عاشوراء من الأيام التي لها مكانة كبيرة عند المسلمين وعند اليهود أيضًا، ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم أول شهور السنة الهجرية.

شهر محرم في حد ذاته أولاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- فضل كبير حيث قال في حديثه الذي رواه أبو هريرة: “أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ”.

الحديث صحيح في ذكره مسلم في صحيحه، ويظهر لنا من حديث رسول الله أن شهر الله المحرم له فضل كبير فأفضل الشهور التي يمكن أن نصومها تقربًا إلى الله بعد صيام شهر رمضان هو شهر محرم كما ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

الأخذ بالأسباب من حِكم يوم عاشوراء

الأمر الثاني الحكمة من صوم عاشوراء هو أن نأخذ بالأسباب، فكان من الممكن أن يدعو الله على فرعون وكان سيستجيب المولى -سبحانه وتعالى- إلى نبيه، ونعلم أن كثير من الأنبياء قد فعلوا ذلك.

لكن بالأخذ بالأسباب نجا سيدنا موسى عندما سار بقومه ودخل بهم البحر وهذا الأمر بالنسبة لبني إسرائيل مغامرة كبيرة فالبحر من أمامهم بل هم داخله ومن خلفهم فرعون.

لكن اتباعهم لأمر سيدنا موسى عليه السلام كان أخذًا بالأسباب لذلك نجاهم المولى سبحانه وتعالى.

حكمة أخرى تظهر لنا من صيام هذا اليوم، وهو أن نشكر الله على ما أنعم به علينا من نعم وفضائل فلم يجعل لنا من يبطش أو ينكل بنا بل أن في زماننا هذا حرية العقيدة والدعوة المعتدلة متاحة لكل فرد.

نتعلم أيضًا أن فرعون الذي أماته الله قد فنت جثته لكن الشخصية موجودة وتكرر عبر الأزمان فمن منا يكون مع زميل في عمله أو جار له أو صديق حتى يكون فرعون في شخصيته.

فالأمور تكون واضحة وضوح الشمس لكنهم يجادلون علوًا واستكبارًا، فيريدون دائمًا أن يكونوا هم الأصح رأيًا، لذلك أمرنا الرسول بعدم الجدال بل النصيحة فقط وكل فرد يتحمل مسئولية أفكاره.

اقرأ أيضًا:  حكم صيام يوم عاشوراء منفردًا

هناك الكثير من الحكم والفضائل في صيام يوم عاشوراء، والتي نستدل عليها من السنة النبوية الشريفة، لذا يحرص المسلمون على صيام هذا اليوم العظيم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.