لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة

لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة؟ وكم كان عمرها؟ من المشهور في السيرة النبوية أن أصغر زوجات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ لكن ما هو السبب وراء زواجه لها في سن صغير، لذا ومن خلال موقع زيادة سوف نجيب لكم عن سؤال لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة.

لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة؟

قد يظن البعض أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تزوج السيدة عائشة في سن صغير من أجل الشهوة أو أي أمر من الأمور السيئة التي لا تمت إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصلة، ومن خلال هذا المقال سوف نرد على هذه الشبهات:

سبب زواج السيدة عائشة وهي صغيرة يرجع إلى العديد من الأمور ومن خلال النقاط التالية سوف نجيب عن سؤال لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة مع ذكر العديد من المعلومات المتعلقة بهذا الأمر:

  • من الأسباب التي قيلت في زواج سيدنا محمد من السيدة عائشة رضى الله عنها عند الإجابة عن سؤال لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة أنه تزوجها بناءً على ترشيح السيدة خولة بنت الحكم لها من توطيد وتقوية العلاقات بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر الصديق.
  • من الجدير بالذكر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج السيدة عائشة رضى الله عنها في سن التاسعة، لكنه لم يدخل بها إلا بعد أن بلغت سن النضوج أي بعد حوالي ثلاث سنوات، حيث إنه من المعروف أن النساء التي تعيش في البرية تكون أكثر وأسرع بلوغًا من السيدات التي تعيش في المدن.
  • في عصر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يتزوج العديد من الرجال السيدات الصغيرات في السن فلم يكن الأمر شاذً كما هو الآن، ولو كان هذا الأمر غريب أو مُنافي لما يفعله القوم في ذلك الوقت لانتقدت قريش الرسول على الفور خاصة أن قريش كانت من أعداء الرسول، وكانت تسعى لإيجاد أي فرصة حتى تظهر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصورة سيئة.
  • كانت السيدة عائشة من أكثر نساء الرسول بل من أكثر نساء قومها ذكاءً وحكمة رغم صغر سنها، وقال العلماء وفقهاء الإسلام أن العلم الذي تمتلكه السيدة عائشة لو وزن بعلم كافة نساء المسلمين لرجحت كفة السيدة عائشة رضى الله عنها.
  • توفى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم وكانت السيدة عائشة في عمر الثامنة عشر، عملت السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ بعد موت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على جمع الأحاديث الشريف، وكانت من أكثر من حصل أحاديث عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حياته وبعد وفاته.
  • كانت السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ قبل أن تخطب إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخطوبة لشخص يدعى جبير بن مطعم، وهذا من أكبر الأدلة على أن أهلها بل إن القوم أجمع لم يكن عندهم ما يمنع من زواج الفتاة في سن صغير.

اقرأ أيضًا: كم كان عمر عائشة عندما تزوجها الرسول

حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للسيدة عائشة

في إطار الإجابة عن سؤال لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثير الحب للسيدة عائشة رضى الله عنها، كان كثير ما يصرح لها بحبه سواء بالأفعال أو الأقوال.

كان رقيقًا جميلًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تعاملاته وإظهار محبته، ومما روي في السنة النبوية عن محبة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للسيدة عائشة أنه سُئل عن أحب الناس إلى قلبه فقال إن أحب وأقرب الناس إلى قلبي هي السيدة عائشة رضى الله عنها.

من مظاهر حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للسيدة عائشة ندائه لها بعائش، وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه حينما سأله ” قيل: يا رسولَ اللهِ، مَن أحَبُّ النَّاسِ إليكَ؟ قال: عائشةُ، قيل: مِن الرِّجالِ؟ قال: أبوها.” صحيح.

مظهر جليل لحب الرسول للسيدة عائشة

في نطاق الإجابة عن سؤال لماذا تزوج الرسول عائشة وهي طفلة هناك العديد من الأمور التي تثبت حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ للسيدة عائشة ومحبتها هي أيضًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ منها أنه عندما أنزل الله عز وجل عليه هذه الآية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 28-29].

قام الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالحديث مع السيدة عائشة أول الأمر بعدما نزلت عليه هذه الآية، وهذا دليل على حبه له أنها أول من تحدث معها من زوجاته في أمر من أوامر الله له.

كان السبب وراء نزول هذه الآية أمر أَهَمَ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأحزنه في أمور حياته الشخصية مع زوجاته، وهو أمر الزيادة عن العادة أي الزيادة في النفقة، وقد كان الأمر ذاته عند عدد من الصحابة وتحدثوا فيه مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد ورد في السنة النبوية الآتي:

في الحديث الشريف عن سيدنا جابر بن عبد الله، قال عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ استكمالًا للحديث عن الآية السابقة: ” قالَ: فَبَدَأَ بعَائِشَةَ، فَقالَ: يا عَائِشَةُ، إنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكِ أَمْرًا أُحِبُّ أَنْ لا تَعْجَلِي فيه حتَّى تَسْتَشِيرِي أَبَوَيْكِ، قالَتْ: وَما هو يا رَسولَ اللهِ؟ فَتَلَا عَلَيْهَا الآيَةَ، قالَتْ: أَفِيكَ يا رَسولَ اللهِ، أَسْتَشِيرُ أَبَوَيَّ؟ بَلْ أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسولَهُ، وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ لا تُخْبِرَ امْرَأَةً مِن نِسَائِكَ بالَّذِي قُلتُ، قالَ: لا تَسْأَلُنِي امْرَأَةٌ منهنَّ إلَّا أَخْبَرْتُهَا، إنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا.” صحيح مسلم.

اقرأ أيضًا: مقتل عائشة زوجة الرسول

شرح الحديث الذي يوضح حكم زيادة النفقة

الجدير بالذكر أن الرسول ما قال للسيدة عائشة استشري أبيك إلا؛ لأنه خاف عليها لأنها كانت صغيرة في السن أن تختار أمر الدنيا وزينتها ولا تختار أمر الله ورسوله أي أنها تفضل الدنيا على الآخرة.

فلما سألته عن الأمر وتلى عليها الآية الكريمة اختارت الله ورسوله دون تردد، وهذا يدل حكمتها وكبر تفكيرها رغم صغر سنها، كما يدل أيضًا على محبة الرسول لها وحرصه على أن تختار الأمر الصحيح من البداية، وقد كانت كذلك رضي الله عنها.

في هذا الحديث دليل قوي على محبة السيدة عائشة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتضح هذا الأمر حينما قالت له لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت أي لا تقول لهم كما قلت لي من حديث، وما كان هذا الأمر إلا لغيرة منها على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورغبة في التفرد به والاستكثار منه وحده دون وجود أحد من نسائه يشاركنه معها.

فكان رد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها أنه إذا سأله أحد من نسائه عن هذا الأمر سيجيب كما أمره الله عز وجل؛ لأن الله لم يبعثه للتعسير على الخلق وليست أوامر الله وكلامه خاصة لأحد بعينه، إنما بعثه الله لليسير والتسهيل على الناس في أمور دينهم ودنياهم أجمعين.

مناسبة حديث حكم زيادة النفقة

كان هذا الحديث حينما جلس الصحابة مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان حوله زوجاته وكان يبدو على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الحزن والسكون فقد تحير في أمر زوجاته؛ لأنهن يطلبن منه الزيادة في النفقة أي الزيادة عن العادة.

قد كان الأمر نفسه عند معظم الصحابة، فحينما وجد الصحابي الجليل عمر رضى الله عنه الرسول يبدو حزينًا وقد كان لا يعرف السبب فكر أن يقول شيئًا ليُضحك الرسول فقال إن زوجته طلبت منه الزيادة عن العادة أي فوق حاجته فقام إليك فضربها على عنقها برفق.

فضحك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال إن الأمر نفسه عنده، قال صلى الله عليه وسلم: “هن” أي نسائي، وبعد هذه الحادثة اعتزل نسائه حوالي شهرًا كاملًا لذلك أنزل الله هذه الآية.

اقرأ أيضًا: كم كان عمر عائشة عندما توفيت

الحكمة من الآية والحديث التي تتحدث عن حكم زيادة النفقة

هذه الآية وهذا الحديث دليل على أن المرأة لا يجب أن تُحمل زوجها فوق طاقته، وفي حالة كانت تريد الزوجة متع الدنيا وزينتها ولا تستطيع العيش مع زوجها، ولا تصبر على المعيشة، ففي هذه الحالة لا بأس من أن يفترق الزوجين بالمعروف، فيقوم الزوج بتطليق زوجته دون إلحاق الضرر بها أو ظلها في أي حق من حقوقها.

فحينما عرض هذا الأمر على السيدة عائشة اختارت العيش مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السراء والضراء، ولم يجذب انتباهها أي أمر من أمور الدنيا بل اختارت الله ورسوله.

من الجدير بالذكر أن هناك خصال كثيرة أحبها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السيدة عائشة ومنها قوة الحفظ، والذكاء، والحكمة، وحرصها على تعلم أمور الدين والدنيا، واختيارها لله ورسوله على متاع الدنيا الزائلة رغم صغر سنها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.