لماذا احتلت إسرائيل فلسطين
لماذا احتلت إسرائيل فلسطين؟ ولماذا فلسطين تحديدًا؟ فمن منا منذ طفولته لم يسمع أو يعرف أن إسرائيل احتلت فلسطين منذ حرب فلسطين في 1948؟ وأن إسرائيل قد حاولت أن تمد حدودها بين الدول المحيطة وبالرغم من المحاولات والمساعي العربية والمقاومة الفلسطينية المستمرة منذ بداية الاحتلال وحتى الآن لا تزال فلسطين محتلة من الإسرائيليين، فما هو السر ولماذا احتلت إسرائيل فلسطين؟ جميع تلك الأسئلة نرد عليه في موضوعنا اليوم على موقع زيادة.
لماذا احتلت إسرائيل فلسطين
تنسب إسرائيل لها مملكتي يهوذا وإسرائيل، واللتان قامتا في فلسطين منذ القرن التاسع قبل الميلاد بعد وفاة الملك سليمان وإتمامه بناء هيكل سليمان، وقد تم إبادة كلا منهما على يد البابليين وتدمير هيكل سليمان بالكامل.
من هنا يعتبر الصهيونيين أن فلسطين هي أرض الميعاد الموجودة في تراثهم، فهم يزعمون بأن هيكل سليمان الذي تم تدميره كان قائمًا مكان المسجد الأقصى ومن هنا فقد احتلت إسرائيل فلسطين من وحي عقيدة لديهم بهدم المسجد الأقصى وإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم، ونسأل الله ألا يتحقق لهم مثل هذه الأحلام أبدًا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معلومات عامة عن فلسطين
فلسطين على مر التاريخ
في ظل معرفة لماذا احتلت إسرائيل فلسطين، يجب أن نعرف في البداية أن قبيلة اليبوسيون هم أول من بنوا مدينة القدس وهي قبيلة من قبائل العرب القدامى وقد جاءوا مع الكنعانيين من أكثر من 3000 عامًا قبل الميلاد وأطلقوا على مدينتهم وقتها مدينة أورشالم وهذا ما ورد بالتوراة.
ثم سكن القدس وفلسطين كلها العرب وغيرهم لقرون طويلة من الزمن، حتى جاء نبي الله إبراهيم عليه السلام هو وزوجته السيدة سارة وتذكر التوراة أن نبي الله إبراهيم عندما جاء من العراق إلى فلسطين كان عمره وقتها 75 عام ورزقه الله بابنه إسحاق وماتت السيدة سارة وكما تذكر التوراة فأن سيدنا إبراهيم قد طلب من الفلسطينيين الإذن بدفن السيدة سارة حيث أنه وافد ولا حق له بالأرض.
ويعيش سيدنا إسحاق ويرزق بيعقوب ويرحل يعقوب بأبنائه إلى مصر وكان عددهم وقتها 70 فردًا. وعندما جاء اليهود إلى مصر على يد إسحاق عاشوا بها أكثر من أربعة قرون ثم خرجوا جميعًا مع سيدنا موسى ويموت سيدنا موسي في بلاد الأردن ويكمل اليهود طريقهم حتى يصلوا مرة ثانية إلى فلسطين ليعيشوا بها مرة ثانية.
تقسيم فلسطين كما جاء بالعهد القديم
الإجابة على سؤال “لماذا احتلت إسرائيل فلسطين؟” تتضمن ما يعتقده الإسرائيليون حول تقسيم فلسطين كما بالعهد القديم، فقد تم تقسيم فلسطين على يد يوشع بن نون على أسباط بنو إسرائيل ولم يملكوا الأرض بل أنهم كان محكومين من قبل الفلسطينيين حتى حكمهم سيدنا داوود وسيدنا سليمان وبنى سليمان هيكل ليعبد الله فيه وهو ما يريدوا أن يعيدوا بناؤه. المفارقة في هذا أن اليهود لم يعترفوا بسيدنا داوود أو بسيدنا سليمان أنبياء الله، بل أنهم اعترفوا بهم كملوك فكيف لهم أن يقولا أن هيكل سليمان يخصهم؟
وتمر القرون ويأتي البابليون إلى فلسطين ويقوموا بتدمير هيكل سليمان ،وأعيد بناؤه ثم تم تدميره مرة ثانية على يد المقدونيين لقمع ثورات اليهود، وتم بناء الهيكل مرة الثالثة في القرن السادس قبل الميلاد ولكن ومع الغزو الروماني لفلسطين تم تدميره تمامًا وتدمير مدينة القدس بالكامل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: متى تم فتح فلسطين
فلسطين عربية
ثم تم بناء مدينة القدس مرة ثانية ولكن دون الهيكل وعاش بها الفلسطينيون والعرب على مر التاريخ.
وتأتي معجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرج بالرسول من هناك من مكان الصخرة الشريفة إلى السماء بعد أن صلى بأنبياء الله إمامًا.
ثم يأتي الفتح الإسلامي للقدس وفلسطين كلها على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويطلب منه صفرونيوس أسقف المدينة أن لا سميح لليهود بالعيش فيها فقد كان معروف عن اليهود الغدر وعدم الوفاء بالعهود.
بداية التفكير باستيطان اليهود دولة خاصة لهم
أول من فكر بهذا كان نابليون بونابرت ففي أثناء تحضيره الجيوش للحملة الفرنسية على مصر طلب من اليهود المشاركة في الحملة لبناء مدينة القدس القديمة، ولكن فشلت الحملة الفرنسية وفشلت مخططات نابليون معها.
ما هي الصهيونية؟ وكيف نشأت؟
الصهيونية هي حركة سياسية متطرفة ظهرت في أوروبا أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وترجع تسمية الصهيونية نسبة على جبل صهيون في القدس، والهدف منها هو إقامة دولة يهودية تحكم العالم أجمع.
نشأت الصهيونية على يد تيودور هرتزل اليهودي النمساوي في نهايات القرن التاسع عشر حيث كون المؤتمر الصهيوني الأول وقال فيه أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لبناء دولة قومية خاصة باليهود ثم عقد مؤتمر تالي له طلب فيه التركيز على تنمية النزعة الصهيونية لدى يهود العالم، وقد ركز في خطاباته ومؤتمراته على التأكيد أن اليهود يتعرضوا للعداوة من قبل العالم أجمع وأنه يجب أن يكون لهم وطن خاص بهم.
موقف الدولة العثمانية من الصهيونية
أرسل الصهاينة في تلك الفترة ممثل لهم إلى السلطان العثماني وهو عمانوئيل قرة صو وهو يهودي من السفارديم الأتراك وهو من عائلة ذات نفوذ كبير في الدولة العثمانية وطلب من السلطان العثماني أن يمنح اليهود خمسة مليون ليرة للخزانة العامة كهدية وأن يعطي الخزانة العامة 100 مليون ليرة قرض بدون فوائد بشرط أن يعطوا اليهود الحق في السماح لهم بامتيازات في فلسطين، وقد قوبل هذا الطلب من قبل السلطان العثماني وقتها السلطان عبد الحميد الثاني بالرفض المطلق.
فبدأ اليهود بالنزوح إلى فلسطين عن طريق الهجرة إليها بحرًا فلما علم السلطان عبد الحميد بهذا أمر والي فلسطين ألا يسمح لليهود بالنزول من المراكب إلى أرض فلسطين.
ومن هنا أيقن اليهود أنهم لن يستطيعوا دخول فلسطين في وجود السلطان عبد الحميد الثاني وبالتالي فقد عملوا خلع السلطان من قبل حكومة الاتحاد والترقي والتي كان بها يهود أتراك أعضاء فيها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين
موقف إنجلترا من الصهيونية
كانت إنجلترا تريد أن يهاجر اليهود إلى أي دولة وذلك بسبب احتكار اليهود الرأسماليين التجارة والأموال فهناك كان روتشيلد هو وعائلته كان يمتلكوا أكبر بنك في إنجلترا بل أنهم كانوا يقرضوا الدولة الأموال لاحتياجات الحرب وغيرها وكانت الدولة دائمًا مدينة للبنك ومن هنا كانت إنجلترا تشجع على هجرة اليهود ، وما أن وقع اختيار اليهود على فلسطين ليهاجروا إليها حتى وافقت إنجلترا على الفور.
مساندة روتشيلد للصهيونية
أستغل روتشيلد الثري اليهودي الإنجليزي هذه الحداث وبدأ في شراء الأراضي الزراعية في فلسطين بأسعار عالية جدًا ثم بيعها لليهود بأسعار زهيدة للغاية وذلك من اجل تمكينهم من الأراضي الفلسطينية ولكن علم السلطان عبد الحميد الثاني بهذا وطلب من حاكم فلطسين وقتها أن يوقف بيع الأراضي لروتشيلد ولكن وعلى عادة اليهود فقد استعملوا الحيل والرشاوي وتمكنوا من الاستمرار في شراء الأراضي الفلسطينية.
وتأتي الحرب العالمية الأولى وتخسر الدولة العثمانية فيها ويتم تقسيمها باتفاقية سايكس بيكو من قبل الدول المنتصرة وهي روسيا وفرنسا وانجلترا وتأخذ كل دولة منها جزء لها وتبقى فلسطين تحت رقابة دولية من قبل الدول الثلاث.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كم دولة تحيط بفلسطين
وعد بلفور
بعد انتهاء الحرب أرسل أرثر بلفور وزير الخارجية الإنجليزي إلى روتشيلد خطابًا يؤكد له دعم إنجلترا لبناء وطن لليهود بفلسطين وهو المعروف تاريخيًا بوعد بلفور- الذي وعد من لا يستحق بما لا يملك.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية واضطهاد الألمان لليهود وحرقهم في الهولوكوست بدأ الشعور اليهودي العالمي يتزايد بضرورة وجود وطن لليهود ليحميهم كما زعموا من الاضطهاد العالمي.
منذ وعد بلفور بدأ نزوح اليهود إلى فلسطين وتزايدت الأعداد بعد الحرب العالمية الثانية.
الثورة الفلسطينية وإسرائيل
في عام 1936 قامت الثورة الفلسطينية ضد الحركة الصهيونية مع زيادة دعم إنجلترا والولايات المتحدة لليهود في فلسطين. وبدأت حرب داخل فلسطين بين اليهود والفلسطينيين وقد عانى الفلسطينيين من محاولات الإبادة من جانب الإسرائيليين.
إعلان دولة إسرائيل
في 14 مايو 1948 أعلن الاحتلال الإسرائيلي عن قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية الأمر الذي أدى إلى نشوب حرب 1948 والتي اشتركت فيها الدول العربية من مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية ولكن الخيانة المعهودة من جانب اليهود لعبت دورها في الحرب وانتهت الحرب بهزيمة عربية.
في عام 1950 أعلن الكنيست الإسرائيلي حق كل يهودي في العالم أن يأتي إلى إسرائيل ليستوطن في وطنه الجديد.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حدود فلسطين
من هنا عرفنا جميعًا لماذا احتلت إسرائيل فلسطين؛ فهي أرض الميعاد كما يدعون ولكن وعلى مر العصور لم يكن اليهود موجودين لفترة طويلة في فلسطين منذ القدم ولكن ومع ظهور الصهيونية ظهرت الحاجة الملحة لوجود وطن خاص بهم ليستطيعوا تنفيذ مخططاتهم وهذا هو ما جعلهم يأتوا بالحيل ليستطيعوا احتلال فلسطين وإعلان دولتهم الجديدة دولة إسرائيل.