لماذا حرم الله النكاح من الدبر وما هي عقوبتها وكفارتها
لماذا حرم الله النكاح من الدبر وما هي عقوبتها وكفارتها تكرر هذا السؤال كثيرًا، فالزواج يعتبر أساس التواجد على الأرض لجميع المخلوقات سواء كان إنسان أو حيوان أو نبات، ولكن الله ميز الإنسان بالعقل ووضع شروط لهذا الزواج، ولذلك حرم الله النكاح من الدبر، تعرف معنا على سبب التحريم ومعاقبة الفعل بالإضافة إلى الكفارة المفروضة للتوبة منه في هذا المقال عبر موقع زيادة.
اقرأ أيضًا: حكم إتيان الزوجة من الدبر في الشريعة الإسلامية هل يجوز؟
لماذا حرم الله النكاح من الدبر وما هي عقوبتها وكفارتها
إتيان المرأة من الدبر هذا الفعل حرمه الله على المسلمين ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فالجماع في الدبر محرم بشكل مؤكد، وهو كبيرة من الكبائر وعلى الرغم من ذلك أن هذا الفعل يقوم بعمله بعض الأشخاص المساقين من قبل الشيطان والشهوات والذي يدخل إليهم من باب تزيين الحرام والتمتع به، ومن دلائل تحريم الإتيان في الدبر ما يلي:
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ملعون من أتى امرأة في دبرها” رواه أبو داود.
- لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرها” رواه الترمذي والنسائي.
على الرغم من أن الحلال مباح ولكن الشيطان يدخل للإنسان في لحظة ضعف ولم يتركه إلا عندما يقع في الذنب، والسبب في ذلك أن الرجل والمرأة يرجون متعة لا مثيل لها بسبب فعل هذا الذنب العظيم.
الإتيان من الدبر له أضرار كثيرة والمرأة هي التي تحمل الضرر الأكبر، فعند الإدخال في فتحة الشرج يحدث تقلص لعضلات التغوط ويعتبر هذا بداية للإصابة بالبواسير، وعندما يحدث إنزال في الشرج يسبب الإصابة بالورم الحليمي وهذا بداية لسرطان الشرج، والقيام بهذا الذنب الكبير يقوم بتنشيط البكتيريا الكروية المقاومة للمضادات الحيوية.
عقوبة الإتيان من الدبر وكفارتها
نحن جميعًا نعرف أن الإتيان من الدبر حرام والنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن فاعله ملعون، ولا توجد كفارة في الشرع لهذا الذنب العظيم سوى التوبة والندم الشديد والرجوع إلى الله عز وجل.
وفي الحقيقة يجب أن تقوم الزوجة بمنع زوجها عن الفعل الغريب، فالحلال معروف لنا جميعًا ويجب عدم الانسياق وراء الشيطان في لحظة ضعف، لأن هذه اللحظة سوف تجعلنا نندم عليها طوال حياتنا وإذا لم يرجع الرجل عن المطالبة بهذا الذنب، يجب على المرأة الابتعاد عنه وطلب الطلاق فهذا يكون أفضل لها من فعل هذه المعصية.
اقرأ أيضًا: حكم معاشرة الزوجة بعد أن طهرت قبل الاغتسال
أضرار الجماع من الدبر للزوجة
أثبت الطب أن إتيان المرأة من دبرها يسبب ارتخاء في عضلة الشرج ويقوم بتوسيعها، وهذا يسبب عدم التحكم بشكل كامل في هذا المكان، وبالتالي سوف تخرج النجاسة بشكل غير إرادي وسوف تظل المرأة على غير طهارة طوال الوقت، وبسبب ذلك سوف تزيد قابلية أن تصاب المرأة وزوجها بمرض الإيدز وغيرها من الأمراض التناسلية التي لا علاج لها.
ومع كثرة الممارسة ودخول الحيوانات المنوية في هذا المكان بشكل مستمر، سوف تنتقل إلى مجرى الدم عند المرأة، وهذه تعتبر أجسام غريبة وتقوم الأجسام المضادة في الدم بمحاربتها، بعد ذلك إذا حدث جماع بطريقة صحيحة من أجل حدوث حمل سوف تتعرف الأجسام المضادة للزوجة على هذا الجسم وتقوم بقتله والنتيجة العقم.
كفارة إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
لا توجد كفارة منصوصة على من قام بإتيان زوجته من دبرها ولكن أجمع الفقهاء والعلماء أنه لا يوجد حد على من قام بهذا الفعل، ولكنهم قالوا يجب معاقبته وهذه العقوبة تكون تقديرية يقدرها القاضي أو الحاكم.
وعلى الرغم من عدم وجود كفارة لهذا الذنب إلا أن هذا لا يعني أن الأمر هين، فإتيان الزوجة من دبرها يعتبر من المعاصي والذنوب التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء حديث عن الرسول وقال:
(لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأة من دبرها).
اقرأ أيضًا: شروط النكاح وأركانه في الإسلام وما هي آدابه
دليل تحريم الجماع في الدبر
دل القرآن الكريم وأكد على تحريم الجماع في الدبر، حيث أباح للزوج مجامعة الزوجة في موضع الحرث فقط وهو مكان الولد، فقد قال تعالى:
- “نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ” [البقرة: 223].
- قال ابن عباس رضي الله عنه: جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هلكت، قال: وما أهلكك؟ قال: حولت رحلي البارحة، قال: فلم يرد علي شيئا، قال: فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية: : نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة: 223]. أقبل وأدبر واتقوا الدبر والحيضة. رواه أحمد والترمذي
- قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم: قال العلماء: وقوله تعالى: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة: 223]: أي موضع الزرع من المرأة وهو قبلها الذي يزرع فيه المني لابتغاء الولد، ففيه إباحة وطئها في قبلها، إن شاء من بين يديها، وإن شاء من ورائها، وإن شاء مكبوبة، وأما الدبر، فليس هو بحرث ولا موضع زرع، ومعنى قوله: أنى شئتم، أي كيف شئتم، واتفق العلماء الذين يعتد بهم على تحريم وطء المرأة في دبرها حائضا كانت أو طاهرا، لأحاديث كثيرة مشهورة، كحديث: “ملعون من أتى امرأة في دبرها”، قال أصحابنا: لا يحل الوطء في الدبر في شيء من الآدميين ولا غيرهم من الحيوان في حال من الأحوال.والله أعلم.
وفي نفس السياق فقد قال ابن القيم رحمه الله في بيان المضار المترتبة على الجماع في الدبر: قال -رحمه الله- في زاد المعاد:
وإذا كان الله حرم الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض -يعني الحيض- فما الظن بالحش الذي هو محل الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل والذريعة القريبة جدا من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان، وأيضا، فللمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يفوت حقها، ولا يقضي وطرها، ولا يحصل مقصودها.
وأيضا فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل ولم يخلق له، وإنما الذي هُيء له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر، خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعا، وأيضا فإن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم، لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي.
وأيضا يضر من وجه آخر، وهو إحواجه إلى حركات متعبة جدا لمخالفته للطبيعة، وأيضا فإنه محل القذر والنجو فيستقبله الرجل بوجهه ويلابسه، وأيضا فإنه يضر بالمرأة جدا، لأنه وارد غريب بعيد عن الطباع منافر لها غاية المنافرة، وأيضا فإنه يحدث الهم والغم والنفرة عن الفاعل والمفعول، وأيضا فإنه يسود الوجه ويظلم الصدر ويطمس نور القلب ويكسو الوجه وحشة تصير عليه كالسيماء يعرفها من له أدنى فراسة.
وأيضا فإنه يوجب النفرة والتباغض الشديد والتقاطع بين الفاعل والمفعول، ولا بد، وأيضا فإنه يفسد حال الفاعل والمفعول فسادا لا يكاد يرجى بعده صلاح إلا أن يشاء الله بالتوبة النصوح، وأيضا فإنه يذهب بالمحاسن منهما ويكسوهما ضدها، كما يذهب بالمودة بينهما ويبدلهما بها تباغضا وتلاعنا، وأيضا فإنه من أكبر أسباب زوال النعم وحلول النقم، فإنه يوجب اللعنة والمقت من الله وإعراضه عن فاعله وعدم نظره إليه، فأي خير يرجوه بعد هذا، وأي شر يأمنه وكيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة الله ومقته وأعرض عنه بوجهه ولم ينظر إليه.
وأيضا فإنه يذهب بالحياء جملة، والحياء هو حياة القلوب، فإذا فقدها القلب استحسن القبيح واستقبح الحسن وحينئذ فقد استحكم فساده، وأيضا فإنه يحيل الطباع عما ركبها الله ويخرج الإنسان عن طبعه إلى طبع لم يركب الله عليه شيئا من الحيوان، بل هو طبع منكوس، وإذا نكس الطبع انتكس القلب والعمل والهدى، فيستطيب حينئذ الخبيث من الأعمال والهيئات، ويفسد حاله وعمله وكلامه بغير اختياره.
وأيضا فإنه يورث من الوقاحة والجرأة ما لا يورثه سواه، وأيضا فإنه يورث من المهانة والسفال والحقارة ما لا يورثه غيره، وأيضا فإنه يكسو العبد من حلة المقت والبغضاء وازدراء الناس له واحتقارهم إياه واستصغارهم له ما هو مشاهد بالحس، فصلاة الله وسلامه على من سعادة الدنيا والآخرة في هديه واتباع ما جاء به، وهلاك الدنيا والآخرة في مخالفة هديه وما جاء به.
اقرأ أيضًا: بحث عن النكاح كامل وشروطه
وفي الختام الإنسان هو شخص عاقل يعرف الحلال من الحرام، ولذلك يجب علينا جميعًا عدم الانسياق وراء الشيطان في لحظة ضعف ونحن في هذا المقال قدمنا لكم لماذا حرم الله النكاح من الدبر وما هي عقوبتها وكفارتها وأيضًا أوضحنا أضرار الجماع من الدبر للزوجة.