من هي السيدة زينب عليها السلام
من هي السيدة زينب عليها السلام وما هو نسبها وما هي قصة حياة هذه الشخصية الإسلامية العظيمة؟، حيث يرغب الكثير من الناس في التعرف عليها عن قرب لكثرة تردد اسمها بين الناس، فإن كنت يا عزيزي واحد منهم، فتابعنا عبر موقع زيادة لتعرف معلومات أكثر عن السيدة زينب عليها السلام ونجيبك على ما قد يدور في ذهنك من تساؤلات عنها.
اقرأ أيضًا: صفات السيدة خديجة رضي الله عنها
من هي السيدة زينب عليها السلام
لعلك ترغب يا عزيزي في معرفة من هي السيدة زينب عليها السلام فهي السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأمها هي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخيها هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأختها الصغرى هي السيدة أم كلثوم حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أهل بيت النبوة المكرمين رضي الله عنهم أجمعين.
اقرأ أيضًا: صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
ولادة السيدة زينب رضى الله عنها
بعد أن عرفنا سوياً من هي السيدة زينب عليها السلام دعونا نتعرف أيضا على موعد ولادتها وبعض التفاصيل المرتبطة بهذا اليوم العظيم، فقد ولدت السيدة زينب في أرض المدينة المنورة، وقد وافق هذا الحدث العظيم يوم الخامس من شهر جمادى الأول للعام الخامس من الهجرة النبوية.
وعندما وضعتها أمها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها، ذهبت بها إلى زوجها الإمام علي بن أبي طالب، وطلبت منه أن يقوم بتسميتها، فرفض وقال أنه لا يمكن له أن يسبق رسول الله صلى الله عليه في هذا الأمر.
وكان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم مسافرًا خارج المدينة، فلما عاد سألته السيدة فاطمة عن اسم المولودة فرد عليها قائلًا ماكنت لأسبق الله تعالى، فنزل سيدنا جبريل عليه السلام من السماء وقرأ عليه السلام من الله تعالى، وقال لها له أن يسمي هذه المولودة زينب وأن الله سبحانه وتعالى قد اختار لها هذا الاسم.
فلم يكن قد مضى فترة زمنية طويلة بعد على موعد وفاة السيدة زينب بنت رسول الله، ثم أخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما سيجري على هذه المولودة التي بين يديه من مصائب، فقال صلى الله عليه وسلم أنه من بكى على هذه الفتاة كان كمن بكى على أخويها أي الحسن والحسين رضي الله عنهما.
سيرتها وفضائلها
إذا كنت ترغب يا عزيزي في معرفة من هي السيدة زينب رضي الله عنهما عن قرب، فإن أهم المحاور التي يلزمك إذا معرفتها هي سيرة السيدة زينب وفضائلها، فكانت عليها سلام الله عالمة عاقلة جزلة لبيبة فصيحة اللسان زاهدة في دنياها عابدة لله كأبيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين، وأمها الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه.
فقد اتصفت سلام الله تعالى عليها بالعديد من الصفات الحسنة والأوصاف العظيمة والخصال الطيبة والفضائل الطيبة والشيم السعيدة والمفاخر الواضحة، وقد روت لنا زينب بنت علي بن أبي طالب عليها السلام عن أسماء بنت عميس وعن أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد حدث عنها عطاء بن السائب، وعَبَّاد العامري، ومحمّد بن عمرو، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وفاطمة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنها، وقد عرفت السيدة زينب بكثرة تهجدها إلى الله وصلاتها فقد كانت تقتدي في ذلك يجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ورد لنا عن الإمام زين العابدين رضي الله عنه، أنه قد قال:
(ما رأيت عمّتي تصلّي الليل عن جلوس إلاّ ليلة الحادي عشر)
والمقصود بقوله هذا أن رضي الله تعالى عنها لم تترك التهجد والعبادات المستحبة لها أبدا، إلا عند تلك الليلة الحزينة، عندما ودع الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عياله الوداع الأخير، وقال لها لا تنسيني في نافلة الليل يا أختاه، ويقال أن السيدة زينب عليها السلام كان لها مجلس مخصص تقوم بتفسير القرآن الكريم فيه لنساء المسلمين، وأنها قد عرفت أيضا بدعائها المستجاب.
اقرأ أيضًا: متى توفيت السيدة خديجة
سبب تسميتها بأم المصائب
ربما قد سمعت يوما عن السيدة زينب عليها السلام وأنها قد لقبت بأم المصائب وأثار هذا الأمر دهشتك وتعجبك، فدعونا نتعرف على السبب فهو من أهم ما يجب أن يتعرف عليه كل من يسأل من هي السيدة زينب عليها السلام، فقد سميت بهذا الاسم نظرا لما قد مرت به وشاهدته من مصائب كثيرة.
فقد حضرت مصيبة وفاة جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهاد أمها فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها، وأبيها أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله، وأخيها الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأيضا استشهاد أخيها الحسين رضي الله عنه في “واقعة الطف” مع باقي شهداء المسلمين عليهم رضوان الله ورحمته.
زواجها
تزوجت السيدة زينب عليها السلام من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، ورزقها الله تعالى منه بأربعة أبناء، وهم عباس وعلي وعون ومحمد، وبنتان وهما أم عبد الله وأم كلثوم رضي الله عنهما وعن جميع آل بيت رسول الله، وقد توفي رسول الله صلى الله عليه بعد موعد ولادتها بخمسة أعوام، وبعده بستة أشهر توفيت أمها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها.
اقرأ أيضًا: صفات أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت الرسول
هجرتها إلى الكوفة بعد وفاة أخيها الحسن رضي الله عنه
بعدما توفي أخيها سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنه، ومحاولة يزيد بن معاوية أخذ بيعة الخلافة من أخيها الحسين رضي الله عنه، قام أهل الكوفة بدعوتهم إلى بلادهم وتعهدوا بنصرته، فخرجت معه السيدة زينب رضي الله عنها، سرًا هي وأهلها وذهبوا إلى الكوفة لينصرهم أهلها.
دورها في معركة كربلاء
كان للسيدة زينب عليها السلام دور كبير ومميز في معركة كربلاء، فقد كانت تطبب المرضى وتراقب أخيها سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، وتطور حالته الصحية لحظة بلحظة، وكانت تتحدث معه وتسأله عن كل أمر، وكانت أيضا ترتب أمور أطفال المسلمين، فقد كانت تتولى مهام الرجال وتجيدها وتحسن تدبير الأمور.
وجدير بالذكر أنها رضي الله عنها كانت متزوجة من عبد الله بن جعفر في وقت وقوع معركة كربلاء، ولكنها آثرت أن تتركه وتبقى مع أخيها الحسين رضي الله عنها، وكان زوجها راضٍ تمامًا عن ذلك، بل وأوصى ولديه بأن يلزموا خالهم الحسين رضي الله عنه، ويجاهدوا في سبيل الله تعالى معه.
فلم يكن للسيدة زينب أخ أغلى وأقرب من سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، فلا عجب من أن تقدمه على زوجها بل ونفسها وأولادها، وقد ورد لنا أنه لما جاء اليوم الحادي عشر من المحرّم بعد ما قتل الحسين عليه سلام الله، وقد حمل عمر بن سعد موكب النساء ومر بهن على مصرع الإمام الحسين رضي الله عنه ندبته أخته زينب وأخذت تردد:
(وا محمداه، بناتك سبايا، وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصباء، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والردا، بأبي من أضحى عسكره في يوم الإثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من يقطر شيبه بالدماء، بأبي من جده رسول اله السماء، بأبي من هو سبط نبي الهدى، بأبي محمد المصطفى، بأبي علي المرتضى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي فاطمة الزهراء سيدة النساء، بأبي من ردت عليه الشمس حتى صلى).
وقد ورد لنا عن بشر بن خزيم الأسدي، أنه عندما أسرت نساء أهل البيت وسيق بهم إلى الكوفة بعد انتهاء واقعة الطف الشهيرة، ازداد نحيب أهل الكوفة وبكائهم ونواحهم، أومأت زينب رضي الله عنها إليهم أن يصمتوا فهدأوا واستردوا أنفاسهم من جديد، وقالت لهم خطبتها الشهيرة:
(الحمد الله والصلاة على محمّد وآله الطاهرين، يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر، أتبكون ؟ فلا رقأت الدمعة، ولا قطعت الرنة، إنّما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة ، أنكاثاً تتّخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا وهل فيكم إلاّ الصلف النطف…. إلى آخر الخطبة”.
اقرأ أيضًا: متى ولدت فاطمة الزهراء رضي الله عنها
السيدة زينب عليها السلام في الشام
عندما أرسل والي الكوفة عبيد الله بن زياد، السيدة زينب عليها سلام الله ضمن نساء أهل البيت، ومعهم رأس سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه وباقي رؤوس المسلمين إلى الشام، بعد أن طلب منه يزيد ذلك، ودعا يزيد برأس الحسين فور وصولهم فوضعت بين يديه، وعندما رأتها السيدة زينب تفطر قلبها وصاحب بصوت حزين تردد:
(يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يا ابن فاطمة الزهراء)
فبكى لحالها جميع الحضور وصمت يزيد، ويقال أنه عندما تطاول يزيد على ثنايا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه بعصا من الخيزران، خطبت فيه زينب عليها السلام في هذا المجلس قائلة:
“الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على رسوله وآله أجمعين: أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض، وآفاق السماء، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء، إن بنا هواناً على الله، وبك عليه كرامة، وإنّ ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً، أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك، وسوقك بنات رسول الله صلى الله عليه وآله سبايا، قد هَتكتَ ستورهنّ، وأبدَيتَ وجُوههُن، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد”.
وحينما أراد عبيد الله بن عباد أن يضرب عنق ابن أخيها زين العابدين، عارضته وعانقت ابن أخيها، وقالت أنها لن تفارقه وإن أردت قتله فاقتلني معه، فخلى عبيد الله سبيله وتركه يرحل معهم إلى دمشق ويدل هذا الموقف على شجاعتها وبسالتها.
اقرأ أيضًا: من هي أم فاطمة الزهراء
زينب عليها السلام في مصر وتاريخ وفاتها
عندما سألها الخليفة يزيد بن معاوية عن المكان التي ترغب في الإقامة فيه، اختارت أن تقيم في المدينة المنورة حيثما دفن جدها رسول الله صلى الله عليه، ولكن وجودها عليها السلام أشعل النيران ضد الدولة الأموية، فطالبها والي المدينة بأن ترحل إلى مكان آخر، فاختارت أن تقيم في مصر.
وقد وصلت عليها السلام إلى أرض مصر في شهر شعبان من عام 61 من الهجرة، وقد استقبلهم أهل مصر بترحاب شديد، وخرجت جموع الشعب لتحيتهم وعلى رأسهم والي مصر مسلمة بن مخلد الأنصاري الأموي.
كما استقبلها الوالي للإقامة في بيته، حتى توفيت رضي الله عنها بعد قدومها إلى مصر بعام واحد فقط، تحديدا في يوم 14 من شهر رجب عام 62 هجريًا، ودفنت في بيت الوالي الذي أصبح مع الوقت ضريحًا لها، رغم أن هناك بعض الآراء تقول أنها دفنت في المدينة وأخرى تقول أنها قد دفنت في الشام.
ضريح السيدة زينب رضي الله عنها
أخبرتنا بعض مصادر التاريخ الإسلامي أن ضريح السيدة زينب كان في بداية الأمر زاوية صغيرة في الجهة الغربية للفسطاط، ومع الوقت تم تحويله إلى مسجد، وكثيرا ما تم تجديده وتوسيعه عبر الزمن حتى وصل إلى وضعه الحالي.
فكانت بداية هذا الضريح في عام 951 من الهجرة الموافق 1547 ميلاديا، عندما قام الوالي العثماني علي باشا الوزير ببنائه، وبعدها قام الأمير “عبد الرحمن كتخدا” بتجديده في عام 1174 هـجريًا 1761 ميلاديًا، ثم قام سعيد باشا أيضا بتجديده في عام 1275 من الهجرة 1859من الميلاد، أما البناء الحالي فيرجع إلى عهد الخديوي توفيق الذي انتهى عام 1305 هجريًا، 1888 من الميلاد.
اقرأ أيضًا: بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته
وفي الختام نكون قد عرفنا سويا من هي السيدة زينب عليها السلام، فقد تعرفنا على نسبها وسيرتها، وموقفها في معركة كربلاء وعندما قتل أخاها الحسين وأسرت نساء بيت النبوة وسيق بهم إلى الشام، فهي حفيدة رسول الله الشجاعة الطاهرة الذكية الحنونة التي لم تخش في الحق لومة لائم.