من هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب
من هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه أنزل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم المعجزة المحفوظة حتى قيام الساعة، وهو القرآن الكريم، الذي أخبرنا الله عز وجل فيه الكثير من قصص الأمم السابقين، ليكونوا لنا عبرة وعظة.
ومن هؤلاء الأمم الذين أخبرنا القرآن الكريم عنهم، هم الذين وصفهم الله تعالى بعبدة الكواكب، فمن هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب؟
من هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب
الإجابة هي: الصابئون.
وفي هذا المقال نتناول قصة هؤلاء الصابئة ومن أين جاؤوا.
تحدث الله تعالى في كتابه الكريم عن الصابئة في أكثر من مقام، حيث جاء ذكرهم في سورة البقرة، يقول تعالى: ” إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون”، ونتبين من هذا الموضع أن الصابئة كانوا أقوامًا يؤمنون بالله تعالى ولا يشركون به شيئًا، وهو المعنى الذي أكد عليه قول الله عز وجل في سورة المائدة ” إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحًا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.
أما المقام الأخير الذي ورد فيه الحديث عن الصابئة، ففي قوله تعالى في سورة الحج: ” غن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد”، وفي هذا المقام يتحدث الله عز وجل عن اختلاف العاقبة بين من آمن ومن كفر، على اختلاف عقيدتهم، ففي النهاية لن يكون هناك أي تمييز لفرد على آخر حين يقدم بين يدي الله عز وجل إلا بعمله، ولذلك شمل ذكر كافة الأطياف حتى غير الموحدين وغير المؤمنين بالله عز وجل.
ونخلص من هذه الآيات إلى نقطة هامة، وهي أن الأقوام التي ذكرت في القرآن الكريم هم ستة أقوام، المشركون والمجوس ومصيرهم العذاب بسبب عدم إيمانهم الصريح بالله تعالى، والمسلمون والنصارى واليهود والصابئة، ومصيرهم بين العذاب والنعيم يحدد ذلك ما قدموه في دنياهم من أعمال.
أما المسلمون والنصارى واليهود، فسنجد معظمنا إن لم يكن كلنا نعلم الكثير عنهم وعن قصصهم والأنبياء الذين أرسلهم الله إليهم وعن شرائعهم وما يؤمنون به، على عكس الصابئة، فقد ذكرهم الله تعالى في أكثر من موضع في كتابه الكريم، غير أن التفصيل في تناولهم وبيان أصلهم وعقيدتهم قليل، ولهذا فقد جاءت هذه السطور لبيان المذاهب الفكرية المختلفة التي ناقشت حقيقتهم، وعرض أركان شريعتهم.
ونرشح لك المزيد من التفاصيل من خلال: من هم ابناء سيدنا ابراهيم وعددهم وقومه
ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: اللهم تقبل صيامنا وقيامنا واجعلنا من عتقاء النار
أولًا: من هم الصابئون؟
الحقيقة أن علماء التفسير لم يقدموا إجابة موحدة حول أصل الصابئة، وما إذا كانوا جماعات ارتدوا عن ديانتهم، ولا عقيدة لهم؟، أم أنهم أمة لها عقيدة خاصة؟
يقول بعض المفسرين أن الصابئون هم جماعة ارتدت عن ديانتها ولا ديانة لهم، مستندين في ذلك إلى المعنى اللغوي لكلمة الصابئة.
فالمرء حين يرتد عن ديانته ويعتنق غيرها، يعبر عنه في اللغة العربية بقول ” صبأ فلان”، ويعبر العرب عن النجوم حين تظهر بمصطلح ” صبأت النجوم”، والصابئين هو الجمع لمفردة الصابئ.
وقد ذكر تفسير الطبري أن هذا الرأي هو ما قال به جماعة من مفسري السلف، من بينهم ابن جريج وعبد الرحمن بن زيد ومجاهد، فقد عبر عنهم مجاهد بأنهم قوم لا شريعة لهم، ولا يمكن اعتبارهم من اليهود ولا من النصارى.
ويرى عبد الرحمن بن زيد أنهم طائفة من الطوائف التي كانت تسكن جزيرة الموصل، يؤمنون بأن الله واحد لا شريك له، لا يؤمنون برسول ولا بكتاب، وكل ما يؤمنون به هو أن لا إله إلا الله، وكفروا بنبي الله، ولهذا السبب كان الكفار من أهل مكة يسمون الرسول صلى الله عليه وصحابته بالصابئين، أي يعتبرونهم مثلهم.
ونتبين من قول عبد الرحمن بن زيد المعنى المراد بأن الصابئون لا شريعة لهم، فالمراد أنه لا يمكن اعتبارهم من أهل الكتاب ولا نعلم منهم ممارسات دينية، غير أن هذا لا يتعارض مع كونهم لا يشركون بالله عز وجل شيئًا ويعتقدون بوجوده وفردانيته، وهذا المراد يميز بينهم وبين المشركين، ولو أسقطناه لأصبحوا واحدًا لا فارق بينهم.
وذهب فريق آخر من المفسرين إلى اعتبار الصابئين جماعة أصحاب شريعة خاصة ويؤمنون بكتاب منزل، إلا أنهم لم يجمعوا على الشريعة السماوية التي يؤمنون بها.
فيرى قتادة أن الصابئة يتبعون الزبور، ويتجهون في صلاتهم نحو القبلة، ويعبدون ملائكة الله، ويرى السدي أنهم قوم من أهل الكتاب.
وهناك فريق من المفسرين يرى أن الصابئة واحدة من الشرائع القديمة، وأنها ظهرت قبل المجوسية التي تنسب إلى زرادشث، وكذلك قبل الدين الحنفي الذي جاء به النبي إبراهيم عليه سلام الله، وكان يدين بهذه العقيدة جماعات من الروم والفرس والهنود والنبطيون، حيث يقول الشهرستاني أن الصابئة كانت واحدة من أقدم وأضخم الأقوام، اندرجت تحت لوائها أممًا من المشرق، وأخرى من المغرب.
ويدعم هذا الرأي ما أورده الألوسي في مؤلفه “بلوغ الأرب”، من أن الصابئة هو جماعة الرسول إبراهيم عليه السلام، فهذا هو موطن الصابئون الأول، وهم بحرين، الأول صابئة يدينون بالحنفية، والثاني صابئة لا يدينون بها ولا يوحدون الله.
ومن هذا الرأي نستنتج أن البابليين الذين سكنوا العراق آنذاك كانوا من الصابئة، وحين بعث الله غليهم إبراهيم عليه السلام انقسموا، فمنهم من اتبعه ومنهم من كذبه، ومن ثم نجد ابن حزم يعبر عنهم بأنهم القوم الذين لم يصدقوا إبراهيم عليه السلام وكفروا بما جاء به.
ويقول محمد الفيومي أن الصابئة كعقيدة وشريعة انتشرت في شبه الجزيرة العربية بفعل أقوام ليسوا منها، فإما بواسطة العلاقة السياسية والدينية والاقتصادية التي جمعت دولة الفرس بمدينة مكة، حيث كان الفرس القدامى يأتون إلى الحرم المكي ويطوفون حوله، كذلك كان العرب يذهبون إلى بلاد فارس يمارسون أنشطة تجارية ويبيعون ويشترون، وكذلك يمكن اعتبار الصابئة كفكر نبتت بذورها مع هجرة إبراهيم عليه السلام و زوجته وابنه إلى مدينة مكة، فقد كان إبراهيم عليه السلام يدحض دين الصابئة ويبشر بالدين الحنفي، وكان العرب يستخدمون دين الصابئة في مواجهة رسالة إبراهيم الخليل، ومن ثم كان العرب يطلقون على كل من آمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه صبأ، أي ترك دين آبائه واعتنق دينًا آخر.
وبناء على كل ما تقدم، يمكن القول أن الصابئة كعقيدة وفكر ظهرت منذ القدم قبل ظهور اليهودية والمسيحية وكذلك المجوسية، وكان الصابئة كلما دعوا إلى عقيدة منزلة من الله انقسموا، منهم من يتبعها ومنهم من يكذب بها، في ظل إيمانهم العام بفردانية الله تعالى ووجوده.
والقول بأنهم قوم بلا ديانة، فمعناه أنهم لا يتبعون اليهودية ولا المسيحية.
كما أننا نرشح لك المزيد من التفاصيل من خلال: ترتيب الانبياء والرسل من الاقدم الى الاحدث من ادم الى محمد
ثانيًا: ما هي أركان دين الصابئة؟
يمكن تلخيص الأركان الرئيسية التي استندت عليها شريعة الصابئة، فيما يلي:-
- الإيمان بوجود الله عز وجل وتصريفه للكون والمخلوقات.
- الإقرار بحقيقة الرسل، غير أنهم ليسوا شرطًا للفوز.
- عبادة الكواكب والأجرام السماوية.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم من هم الذين وصفهم الله بعبدة الكواكب وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.