من هم يأجوج ومأجوج وتفاصيل حول قصتهم
من هم يأجوج ومأجوج؟ وما هي قصتهما؟ فللتعرف على هؤلاء القوم لا بد أن نستعرض القصة الخاصة بهم التي ورد ذكرها بالقرآن الكريم، والتي منها سنعلم الكثير عنهم، ومن أي مكان هم، وما هي تلك الأفعال التي سيقومون بها في الأرض، لذلك عن طريق موقع زيادة سنجيب عن سؤال من هم يأجوج ومأجوج من خلال السطور القادمة.
من هم يأجوج ومأجوج؟
إن القرآن الكريم ورد به العديد من القصص والأحكام وأكثر القصص التي وردت كانت عن الأنبياء ومعجزاتهم لكن كان هناك قصص أخرى ذكرت للعبرة والعظة كان منها القصة التي تتحدث عن يأجوج ومأجوج الذي يجهل معرفتهم الكثير من الناس ويرغبون في معرفة من هم يأجوج ومأجوج وهو ما سنجيب عليه الآن.
إن يأجوج ومأجوج قبيلتين كبيرتين يمتد النسل الخاص بهم إلى يافث ابن (نوح عليه السلام)، سيظهرون في آخر الزمان بعد أن يتم إزالة السد الذي يمنعهم من الخروج بأمر من الله، ويقال أنهم من الصين والبلاد المجاورة لها أي أنهم من شعوب شرق آسيا.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى وأمثلة عليها
قصة يأجوج ومأجوج
إن هذه القصة قد تبدو مخيفة عند معرفة من هم قوم يأجوج ومأجوج، كانوا في عهد الملك العادل المعروف بذي القرنين الذي اشتكى إليه القوم من فساد هؤلاء القوم في الأرض فأمره الله- سبحانه وتعالى- ببناء سد عظيم يمنعهم من الوصول إلى أهل الأرض، ويقال أن مكان هذا السد موجود في الشمال الشرقي من آسيا بين البحر الأسود وبحر قزوين، فتم بنائه بين جبلين بأرض القوقاز قرب أذربيجان وأرمينية فهم لا زالوا محبوسين ومحاصرين بهذا السد.
فقال:-الله تعالى- في سورة الكهف: “قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا”.
فقال عن وصف أشكالهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- “فقال: إنَّكم تقولونَ لا عدوَّ وإنَّكم لن تزالوا تُقاتِلونَ حتَّى يأتيَ يأجوجُ ومأجوجُ عراضُ الوجوهِ صغارُ العيونِ صهبُ الشِّعافِ ومن كلِّ حَدَبٍ ينسِلونَ كأنَّ وجوهَهم المَجانُّ المطرقةُ”.
أي من صفاتهم الشكلية أنهم ذو وجوه عريضة ذات شكل دائري غليظة مليئة باللحم يمتلكون عيون صغيرة لديهم شعر أسود به حمرة.
أما عن صفاتهم الاخلاقية فهم من أشر القوم، فقال الرسول- صلى الله وسلم- إن وقت خروجهم شر، “خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فزِعًا محمَرًّا وجهُه يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ ويلٌ للعربِ مِن شرٍّ قدِ اقترَب فُتِح اليومَ مِن رَدْمِ يأجوجَ ومأجوجَ مثلُ هذه ” وحلَّق بأُصبُعِه الإبهامِ والَّتي تليها قالت: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ أنهلِكُ وفينا الصَّالحونَ ؟ قال: “نَعم إذا كثُر الخبَثُ”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة
وقت خروج يأجوج ومأجوج
إن وقت الذي سيخرج فيه هؤلاء القوم سيكون من علامات آخر الزمان، فبعد أن علمنا من هم قوم يأجوج ومأجوج، وأشرنا إلى المكان الذي سيأتون منه، سنستعرض ميعاد خروجهم الذي سيكون أثناء ظهور المسيخ الدجال، وهو وقت نزول (سيدنا عيسى عليه السلام) إلى الأرض لأنه سيكون مكلف بمحاربة المسيخ والقضاء عليه.
فقال الله- سبحانه وتعالى-:
إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ”.
كذلك قال: “الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن وقت خروجهم في عهد عيسى عليه السلام إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى:
إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ”.
فوقت خروجهم بالتحديد لا يعلمه إلا الله -عز وجل- ولا يمكن معرفته بدقة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: القصص الواردة في سورة الكهف بالترتيب والهدف من كل قصة
أفعال يأجوج ومأجوج
إن هؤلاء القوم من أشر الناس فإن تسمية يأجوج مرتبطة بالدمار والنار أما مأجوج تعني الماء شديد الملوحة، وعليه نقول من أفعالهم التالي:
- هم قوم مدمرين سيهلكون الحرث والنسل أي سيقضون على الزرع والبشر.
- أما مأجوج ستقتل، وتنشر السفك والدماء بالأرض وسيخربون كل خير بها.
- إذًا هم قوم فساد وهلاك ودمار لذلك ظهورهم من علامات يوم القيامة.
القضاء على يأجوج ومأجوج
مهما بلغ بهؤلاء القوم من شر وفساد فإن الله -سبحانه وتعالى- قادر على القضاء عليهم، وتدميرهم، حيث إنهم قوم كل يوم يحاولون هدم ذاك السد الذي يمنعهم من الخروج، وعند قرب انتهائهم من إزالته ينتهي اليوم، فيعودوا اليوم التالي يجدوا السد كامل فيبدأو العمل بالحفر من جديد.
بعد خروجهم ونشر الفساد في الأرض وتدميرها سيوحى الله -سبحانه وتعالى- لعيسى عليه السلام بالذهاب هو ومن معه من المؤمنين للحماية بجبل الطور فقال له الله أنهم قوم يصعب التغلب عليهم.
سيتملكهم الغرور بعد قيامهم بالقضاء على أهل الأرض ثم سيوجه أحدهم رمحه نحو السماء بعد وقوفه على صرح عظيم قاموا ببنائه ، ثم يعود إليه ذاك الرمح وهو ملئ بالدماء سيعتقدون أنهم نجحوا في القضاء على أهل السماء، ثم سيبعث الله لهم دود يلتف حول أعناقهم بعد خروجه من رؤوسهم حتى يموتوا فتنتشر جثثهم في كل مكان بالأرض،
ثم يرسل الله طيرًا من السماء تحمل أجسامهم، والقيام برميها في البحر، ثم ينزل الله المطر من السماء لتطهير الأرض من دماء هؤلاء القوم، ومن الفساد والدمار الذي سببوه، فتعود الأرض كما كانت حتى يأتي يوم القيامة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أحاديث فتن اخر الزمان الصحيحة وكيفية الثبات في هذا الوقت
تعرفنا من خلال هذا الموضوع على جواب سؤال من هم يأجوج ومأجوج، وعرضنا أفعالهم وصفاتهم الشكلية والأخلاقية، وأشرنا إلى الطريقة التي سيتم القضاء بها عليهم، وعلمنا أن ظهورهم هو من علامات آخر الزمان، وأنهم لا يزالوا محبوسين في سد منيع يبعدهم عن أهل الأرض نأمل أن نكون قد قدمنا لكم الاستفادة والمعرفة.