أين نزلت سورة لقمان

أين نزلت سورة لقمان؟ وما هو سبب نزول هذه السورة؟ أُنزلت سورة لقمان على سيدنا محمد لتكون بمثابة البيان له في بعض الأمور، إذ أن تلك السورة تحمل مجموعة من الحكم المتعلقة بالعقيدة ونبذ الشرك بالله، فأين نزلت سورة لقمان؟ وما سبب نزولها؟ وهذا ما سنجيب عنه من خلال موقع زيادة.

أين نزلت سورة لقمان

تحتوي سورة لقمان على قصة سيدنا لقمان الحكيم، وعن الحكم التي قام بتقديمها لأبنه لتأديبه بها، وهذه الحكم تتمثل في الأمور اللازمة في العقيدة الإسلامية، وضرورة القيام بأعمال الخير وغيرها.

كما أنها تحث على نبذ الشرك، والبعد عن الأمور السيئة والذنوب، فهي سورة ورد بها الوصايا الثمانية المتعلقة بسيدنا لقمان الحكيم، فنظرًا لما تحمله تلك السورة من حكم ومواعظ اعتاد الكثيرون من المسلمين على قراءتها، والشروع في حفظها.

كذلك فقد سعوا إلى معرفة جميع المعلومات المتعلقة بهذه السورة، وذلك من خلال طرح مختلف الأسئلة في أذهانهم، والبحث عن إجابتها، ومن أبرز تلك الأسئلة هو سؤال أين نزلت سورة لقمان؟

نُزلت سورة لقمان وكما ورد عن لسان البيهقي نقلًا عن لسان عبد الله بن عباس في مدينة مكة المكرمة وذلك بعد الإسراء، وقبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

تتألف سورة لقمان من 34 آية، إذ أنها تعتبر من سور القرآن الكريم المكية، إلا أنها تحمل ثلاثة آيات مدنية وهم الآية 27، و28، و29.

نزلت تلك السورة كاملة قبل نزول سورة سبأ، وكذلك بعد نزول سورة الصافات، حيث إن ترتيبها في المصحف الشريف هو رقم الحادي والثلاثين، كما أنها نزلت في الجزء 21.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة لقمان وسبب تسميتها بهذا الاسم

أسباب نزول سورة لقمان

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال أين نزلت سورة لقمان، سوف نتطرق بشكل أكثر في الموضوع، إذ أننا سوف نعرض لكم المزيد من المعلومات عن تلك السورة، حيث إننا في تلك الفقرة سوف نذكر لكم أسباب نزول سورة لقمان.

إن السبب الرئيسي لنزول سورة لقمان كاملة هو أن المشركون، رغبوا في تعجيز الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال سؤاله عن لقمان الحكيم وقصته مع ابنه، وعن علاقته بوالديه وبره لهما.

فأنزل الله عز وجل هذه السورة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتكون بيانًا له، وتكون بمثابة الإجابة عن أسئلتهم، ولكن هناك بعض الآيات من السورة تحمل سبب خاص بها لنزولها، لذلك سوف نعرضها لكم فيما يلي:

1- سبب نزول الآية 6 من سورة لقمان

قال تعالى في الآية 6 من سورة لقمان “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ “.

يرجع السبب وراء نزول هذه الآية في سورة لقمان إلى أنه كان هناك رجلًا يدعي النضر بن الحارث، ذلك الرجل كان يرسل إلى بلاد فارس تاجرًا لكي يتفقد أحوال الفرس ويخبره بالحكايات عنهم وأخبارهم.

فيأتي النضر بن حارث ويقول في الناس: إذا كان محمدًا يتحدث إليكم عن عاد وثمود، فإننا أحدثكم عن رستم، والأكاسرة، وكذلك إسنفنديار وكل أخبارهم، وذلك من أجل أن يضللهم عن سماع القرآن الكريم.

كما أن البعض قالوا بأن السبب وراء نزول هذه الآية وكما ورد عن ابن عباس هو شراء المغنيات، إذ أنه وكما ورد عن بعض الأحاديث الضعيفة بأن التجارة في المغنيات حرام ولا خير فيها.

2- سبب نزول الآية 15 من سورة لقمان

إن السبب وراء نزول الآية 15 من سورة لقمان هو عندما دخل الإسلام سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه، فغضبت أمه شديدًا وحلفت أن تمتنع عن تناولها الاكل أو الشرب إلى أن يكفر بدين النبي صلى الله عليه وسلم.

كما أنها حلفت آلا يدخل البيت إلا بعد أن يفعل ذلك، لذا أنزل الله عز وجل هذه الآية “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ”.

أما بالنسبة لباقي الآية 15 من سورة لقمان والتي تشمل قوله تعالي “.. وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” فإن سبب نزولها هو تثبيت الله عز وجل لسعد بن أبي وقاص على إسلامه، ولدين الحق.

ذلك من أجل أن يظل يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم بعدما أجبرته أمه وحاولت إبعاده تمامًا عن ذلك الدين مهددة له بامتناعها عن الأكل والشرب.

3- سبب نزول الآية 27 من سورة لقمان

أنزل الله عز وجل في سورة لقمان الآية 27 وذلك بقوله تعالى وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ “.

إذ أن السبب وراء نزول تلك الآية هو عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المكرمة، وجاءه بعض اليهود ليسألوه في بعض الآيات القرآنية بسخرية.

إذ أنهم قالوا بأن الله عز وجل قال “.. وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” (الإسراء، 85)، وهذه الآية تتعارض مع قوله تعالى “.. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ..” (النحل، 89).

فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا هي في علم الله عز وجل قليل، فأنزل الله عز وجل الآية 27 من سورة لقمان ردًا عليهم.

اقرأ أيضًا: من هو لقمان

4- أسباب نزول الآية 34 من سورة لقمان

استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم إجابة سؤال أين نزلت سورة لقمان، فإننا فيما يلي سوف نذكر لكم سبب نزول الآية 34 من سورة لقمان.

أنزل الله قوله تعالى ” ِإٍنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” (لقمان، 34).

ذلك لأنه كان هناك رجلًا اسمه الحارث بن عمرو ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن متى تكون الساعة؟ ومتى تخصب البلاد بعدما أجدبت؟ ومتى تلد امرأته الحبلى؟ وعن ماذا سيكسب غدًا؟ وبأي أرض سوف يموت؟

فأنزل الله عز وجل هذه الآية في سورة لقمان لتكون بيانًا لنبي صلى الله عليه وسلم وإجابةً على الأسئلة التي عرضها الحارث ابن عمرو عليه.

الموضوعات والغايات التي تناولتها سورة لقمان

دفعتنا الإجابة عن سؤال أين نزلت سورة لقمان، إلى التطرق في الموضوع بشكل أكثر شمولًا، وعرض جميع المعلومات المتعلقة بهذه السورة، وذلك لتكونوا أكثر إلمامًا بكل ما يخص هذه السورة الكريمة.

حيث إننا في هذه الفقرة سوف نعرض لكم المواضيع التي تحدثت عنها سورة لقمان، وذلك وفقًا لترتيب الآيات فيها، وإليك بتلك المواضيع:

  • نبهت سورة لقمان في بدايتها عن حكمة القرآن الكريم، وعن الهدي الذي يعمه على الناس، وكذلك الخير.
  • تحدثت السورة عن حكمة سيدنا لقمان، وعن أبرز نصائحه.
  • شملت السورة دعوة للمشركين لكي يؤمنوا بالله ويتركوا الشرك.
  • جاءت بعض الآيات في سورة لقمان للتخفيف عن الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال ذكر الكفر لبعض الأقوام السابقة، وكذلك تكذيبهم لأنبيائهم.
  • تعكس سورة لقمان التوافق بين أمرين وهم حكمة لقمان والأحكام التي نص عليها القرآن الكريم، إذ أن هذه الأمور تتمثل في النهي عن الفواحش، والدعوة إلى التحلي الأخلاق الحسنة.
  • تتحدث سورة لقمان عن نعم الله عز وجل والتي تستوجب الشكر، وذلك من خلال اتباع المسلمين لكتابه الكريم سبحانه وتعالى.
  • توضح السورة علم الله المحيط، وبأنه هو سبحانه وتعالى من يملك بيده مفاتيح الغيب.
  • هناك ربط بين سورة لقمان وسورة البقرة، إذ أنهما تشابهان في حديثهما عن الحكمة، وكذلك في المقدمة والتي تتحدث عن المتقين، ثم تتحدث عن الكافرين، وعلى أن النفاق والكفر لا فرق بينهما.
  • سفهت بعض آيات سورة لقمان من الأشخاص الذين يتخذوا القرآن هزوا، ومن الذين يتبعون الأعمال أو الأقوال التي تبعد عن طاعة الله.
  • سورة لقمان هي سورة تعكس قدرة الله عزل وجل على الخلق والإبداع، وهي مرآة لبعض الأمور في العقيدة والتي تثبت حقيقة توحيد الله.

ما هو السبب وراء تسمية سورة لقمان بهذا الاسم؟

لعل التساؤل عن أين نزلت سورة لقمان دفعك إلى طرح العديد من التساؤلات الأخرى كالسؤال عن أسباب تسمية تلك السورة بهذا الاسم.

إذ أنه في حقيقة الأمر إن السبب وراء تسمية سورة لقمان بذلك الاسم هو أنها ورد فيها قصة الرجل الصالح والحكيم لقمان بن باعوراء، إذ أن ذلك الرجل لم يكن نبيًا، فهو كان مفتيًا وكذلك قاضيًا لبني إسرائيل، وذلك قبل أن يظهر سيدنا دواد عليه السلام.

كان لقمان يتسم ببعض الخصال الحميدة فهو كان صادقًا في إيمانه ويقينه بالله عز وجل، فأحبه الله كثيرًا ومنّ عليه بالعديد من الأمور لا سيما الحكمة، فشرع في تقديم الحكم والمواعظ لابنه، وأنزلها الله عز وجل في هذه السورة.

اقرأ أيضًا: من وصايا لقمان لابنه

الوصايا التي قدمها لقمان لأبنه في سورة لقمان

في إطار حديثنا عن إجابة سؤال أين نزلت سورة لقمان، سوف نذكر لكم الوصايا التي ذُكرت في سورة لقمان والتي قام بذكرها سيدنا لقمان لابنه.

إذ أن لقمان كان رجلًا صالحًا وحكيمًا رزقه الله عز وجل الحكمة والعلم، وذلك بسبب إخلاصه وصدقه مع الله، فاستطاع لقمان نقل حكمته لابنه من خلال تقديم بعض الوصايا له، وتتمثل تلك الحكم في الآتي:

  • البعد عن الشرك بالله عز وجل.
  • التوحيد لله عز وجل لأنه القادر على كل شيء.
  • ذكر لقمان أبنه بالحساب، وبأن علم الله عز وجل واسع ولا يخفى عنه أي أمور يقوم بتأديتها العباد.
  • الإحسان والبر للوالدين، لأن شكر الوالدين من شكر الله عز وجل، وبالنسبة لمن يقوموا بدعوة أبناءهم للشرك فإنه يلزم عدم طاعتهما ولكن يجب الإحسان لهما.
  • علم لقمان ابنه أصول الدين والتي تتمثل في أداء الصلاة والحفاظ عليها، وقول المعروف، والعبد عن المنكر.
  • من وصايا لقمان لأبنه هو الصبر على الإيذاء، وذلك لأن الله يجزي الصابرين بما صبروا.
  • البعد عن احتقار الناس، أو حتى التفكير في ازدرائهم، والتعامل بشكل سخيف.
  • ترك التكبر والغرور، والتحلي الوقار، والاعتدال في المشي.
  • تعلم أدب الحديث وذلك من خلال خفض الصوت عند الكلام، وعدم علوه لكيلا يشبه صوت الحمير.

تعد سورة لقمان واحدة من أهم المراجع الواجب الاطلاع عليها قبل أن تبدأ في غرس أهم القيم والمثل بداخل الأبناء، لما لها من شمول لأغلب تعاليم الإسلام التربوية، لذا فابدأ بالبحث عنها ولتكن على دراية بأين نزلت سورة لقمان.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.