متى كانت غزوة حنين

متى كانت غزوة حنين التي ذيع فيها خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاد المسلمون أن يهزموا فيها بعد كِبرهم وفخرهم بأنفسهم حتى عادوا للرشد وكتب الله لهم النصر؟ ذلك ما سنتعرف عليه عبر السطور القادمة في موقع زيادة، كما سنوضح كل ما يتعلق بغزوة حنين.

متى كانت غزوة حنين

الغزوة لغويًا كما حددها العلماء بأنها الحرب التي خاضها المسلمون تحت قيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الفارق بين الغزوة والفتح، أما السرية فهي فئة أقل من الجيش أرسلت من رسول الله مثل سرية مؤتة.

غزوة حنين كانت وقعت الغزوة في العام الثامن بعد هجرة رسول الله إلى المدينة، والغزوات التي سبقتها غزوة بدر، والأحزاب (الخندق)، غزوة أُحُد، وبعد فتح مكة بأقل من شهر ففتحت يوم عشرين من رمضان من العام الثامن هجريًا.

أما حُنين فكانت يوم الثالث عشر من شوال عام 8 هـ، ثم أتبع غزوة حُنين غزوة الطائف التي كانت في شهر شوال من العام ذاته أي بُعيد أيام من غزوة حنين، بسبب قرب المسافة بين وادي حُنين الذي دارت فيه الغزوة، ومدينة الطائف.

يذكر الشيخ صالح الكرباسي أن رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يمكث بعد فتح مكة إلا خمسة عشر يومًا فقط، وبلغه خبر يفيد بأن قبيلة هوازن تريد الإغارة على المسلمين فأعد رسول الله العُدة لقتالهم، وخرج إليهم في منتصف شوال من عام فتح مكة.

اقرأ أيضًا: غزوات الرسول بالترتيب

غزوة حنين كما جاءت في كتاب البداية والنهاية

عرض العديد من علماء التاريخ الإسلامي في كتبهم إجابة سؤال متى كانت غزوة حنين؟ ومن ضمن هؤلاء العلماء الإمام الحافظ ابن كثير صاحب كتاب البداية والنهاية، الذي يحكي التاريخ منذ بداية الخلق حتى وفاة ابن كثير.

كما عرض الحافظ ابن كثير في الجزء الرابع من كتابه، أن غزوة حنين كانت في العام الثامن من الهجرة، واجتمع شيخ قبيلة هوازن مالك بن عوف في جيش قد جمع فيه من النساء والأموال والأنفس لقتال المسلمين.

عندما وصلوا إلى وادٍ في الحجاز يقال له وادي أوطاس، أو وادي حُنين عسكر جيش مالك بن عوف، وسبب اختيارهم لوادي أوطاس بسبب ضيق الوادي، وعدم قدرة الجيوش على التحرك فيه بطريقة يسيرة، ووجود الأماكن التي يمكن من خلالها نصب الكمائن لجيش المسلمين.

أما عدد الجيش الذي سار به رسول الله إلى مكة قوامه أربعة عشر ألف مقاتل، اثني عشر ألف مما حضروا فتح مكة، ثم أضاف عليهم رسول الله ألفي مقاتل من الطلقاء، وورد في البداية والنهاية أن حديث ذات الأنواط ذكر في المسير إلى أرض أوطاس.

بدأت المعركة بوصول هوازن إلى أرض أوطاس في وقت سابق لرسول الله، مما جعلهم يعدون العدة والكمائن في هذه الغزوة، ومع بداية الصبح وبداية الغزوة أخذت السهام تمطر على جيش المسلمين من كل حدب وصوب.

فأخذ المصطفى ينادي “أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب“، في تلك الغزوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك “من قتلَ كافرًا فلَه سلَبُه“، وصححه السيوطي.

فقتل أبو طلحة عشرين مشركًا يوم حنين وأخذ أسلبتهم، والسلب هو السلاح والدرع والتُرس.

شرح الشيخ الشعراوي لغزوة حنين

الشيخ محمد متولي الشعراوي هو أحد أشهر مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، وعرض الشيخ الشعراوي متى كانت غزوة حنين، في إحدى حلقات برنامجه عن تفسير القرآن الكريم.

بدأ الشيخ كلامه بالآية الخامسة والعشرين من سورة التوبة “وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ“، وذكر الشيخ أن مالك بن عوف نزل بوادي أوطاس، بإشارة لدريد بن الصمة.

أما عن مالك بن عوف فقد جمع أموال قبيلتهم، ونسائهم، من أجل تحفيزهم حتى إذا حمي الوطيس، أثار في جنوده الحماس من أجل الدفاع عن أموالهم وأبنائهم.

ذكر بعض الرواة أن المسلمين لم يلبثوا قدر حلب شاة أي فر المسلمين، ونادى فيهم المصطفى آمر العباس على نداء المسلمين، فاجتمع المسلمون ولم يلبث هوازن أمام جيش المسلمين.

أما الغنائم، فكانت آلاف السبايا، والأموال، وكادت الغنائم أن تزرع الفتنة بين الأنصار لأنها وزعت على المؤلفة قلوبهم، وعرض الشيخ الشعراوي أن الدروس المستفادة من هذه الغزوة، الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، وهو المسبب.

اقرأ أيضًا: بحث عن غزوات الرسول

الشيخ بدر المشاري والدروس المستفادة من غزوة حنين

الشيخ بدر بن بندر المشاري هو عالم ديني سعودي معاصر، تلقى علمه الديني على يد كبار المشايخ في العالم الإسلامي مثل الشيخ ابن باز، والشيخ ابن جبرين –رحمهما الله-، وعرض الشيخ في برنامجه زادنا على قناة دال المجد قصة غزوة حنين.

بدأ الشيخ عرضه للقصة بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن محبًا لسفك الدماء -حاشا لله-، وذكر الشيخ متى كانت غزوة حنين أنها سنة ثمانية للهجرة بعد تسعة عشر يومًا من فتح مكة وهو في طريقه للمدينة، جاءه خبر عزم هوازن وثقيف على هزم المسلمين.

فاجتمع هوازن وثقيف في عشرين ألف مقاتل، وأنهم أعدوا العدة من النساء، والأطفال، والبعير، وأعد رسول الله العدة بعشرة ألاف جندي، وألفي من المؤلفة قلوبهم، واقترض رسول الله من رجل من بني مخزوم أربعين ألف درهم ليعد الجيش، واقترض ثلاثين درع من صفوان بن أمية.

فكان أول درس مستفاد من غزوة حنين هو رد ما اقترضه رسول الله من المخزومي بعد العودة من الغزوة، وفي الطريق جاء لرسول الله أحد من هوازن قد أسلم، وذكر لرسول الله أن هوازن وثقيف قد أخرجوا كل أموالهم معهم للغزوة.

قَسَّم رسول الله الجيش مقدمته وميمنته وميسرته، وكان في المقدمة خالد بن الوليد، وقد حذر رسول الله من أن تدخل الكتائب مرة واحدة، حتى الكتيبة الثالثة وانهالت السهام، وأُصيب المسلمون ومن ضمن من أصيبوا في هذه الغزوة خالد بن الوليد حتى أغشي عليه من كثرة الدماء.

مع احتماء الوطيس بعدما أمر رسول الله العباس بأن ينادي ببيعة الرضوان، وسورة البقرة، انتصر المسلمون، والدرس الثاني المستفاد من هذه القصة هي التوكل على الله، وعدم التفاخر بالكثرة.

غزوة حنين بتفسير الشيخ سعيد الكملي

الشيخ المغربي سعيد بن محمد الكملي، هو عالم ديني في الفقه المالكي، وعالم بحديث رسول الله، وتتلمذ على يد كبار مشايخ المغرب العربي مثل الشيخ أبو أويس بو خبزة، والشيخ مصطفى النجار.

عرض الشيخ في مجلسه المسمى بكرسي الإمام مالك في مسجد السنة في الرباط، متى كانت غزوة حنين؟ والدروس المستفادة منها، فذكر الشيخ أن الحرب بين رسول الله وتحالف بين قبائل من شوارد العرب هوزان، وثقيف، ويشكر، في العام الثامن من هجرة.

كما ذكر الشيخ ما حدث من زجر من دريد بن الصمة على مالك بن عوف -رئيس المشركين في هذه الغزوة- على أخذه لأموال هوازن، ونسائهم، فقال له مالك بن عوف لدريد “أنت رجل كبرت، وكبر عقلك“.

أما في بداية الحرب فقد تفرق المسلمون بعدما اغتروا بأنفسهم، إلا أن نداء العباس لهم بعد ما أمره رسول الله، وتوكلوا على الله مع أخذهم بالأسباب فكانت لهم الغلبة.

اقرأ أيضًا: كم عدد غزوات الرسول بالتفصيل؟

بذلك نكون قد عرضنا لكم إجابة سؤال متى كانت غزوة حنين؟، وعدد المقاتلين فيها، وأبرز الأسماء التي شاركت فيها من الصحابة، وشروحات كبار علماء المسلمين، كما عرضنا ما ذكره ابن كثير في كتابه، ونرجو أن تكون إجابة هذا السؤال وافية لكم.