متى يقال دعاء الاستفتاح
متى يقال دعاء الاستفتاح إذا كنت قد بدأت الصلاة في المسجد وتلاحظ صمت الإمام قليلاً بعد أن يكبر تكبيرة الإحرام وقبل أن يبدأ في التسمية وقراءة الفاتحة في الصلوات الجهرية، فعليك أن تعرف أنه وقت محبب للدعاء فيه بصيغة وردت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) بما يعرف بدعاء الاستفتاح، فمتى يقال وما هي صيغته وما حكم تركه وما هو الدعاء وما هي آدابه، كل ذلك سنتعرف عليه في المقال التالي.
ما هو الدعاء
الدعاء لغة: هو النداء ومنها استدعى فلان فلاناً ودعاه إذا صاح عليه منادياً طالباً منه الإقدام عليه.
الدعاء إصطلاحاً: هو ذلك الكلام الإنشائي الذي يقوم العبد بطلب شئ ما من خالقه بخضوع وتضرع، وإنكسار رغبة فيما لديه من الخير وطمعاً في نيل الرضا والثواب.
فجاء في القرآن الكريم بعدة معاني منها:
- بمعنى الإستغاثة كما في قول تعالى:” قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ “[الأنعام:40-41].
- ويأتى بمعنى الطلب والسؤال كما في قوله تعالى: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ” [البقرة: 186].
- ويأتى بمعنى العبادة كما في قوله تعالي: ” إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ [الأعراف: 194]. وقوله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ” [الكهف: 28].
- بمعنى النداء كما في قوله تعالى: ” قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا “[القصص: 25].
- وقوله تعالى: ” يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ ” [الإسراء: 52].
يمكن التعرف على معلومات عن دعاء لتسهيل الأمور وأدعية تعمل على تفريج الهم والحزن والغم أضغط هنا: دعاء لتسهيل الأمور وأدعية تعمل على تفريج الهم والحزن والغم
متى يقال دعاء الاستفتاح
اجتمع جمهور العلماء على أن الدعاء بدعاء الاستفتاح، يكون بعد تكبيرة الإحرام في الركعة الأولى، وقبل الاستعاذة و البسملة وقراءة الفاتحة وخالفهم في ذلك المالكية بجواز قوله بعد الانتهاء من الوضوء وقبل تكبيرة الإحرام أي قبل الركعة الأولى في الصلاة.
ما حكم دعاء الاستفتاح
حكم الدعاء بدعاء الاستفتاح سنة مستحبة عند جمهور الفقهاء، فهو ليس شرطاً لصحتها إن لم يقوله المصلى بل صلاة صحيحة ولا شئ فيها على الإجماع.
كم مرة يقال دعاء الاستفتاح
تختلف عدد المرات التي يقال فيها دعاء الاستفتاح حسب كون الصلاة فريضة أم نافلة:
- إن كان يصلى فرضاً فإنه يقول دعاء الاستفتاح لكل فريضة على حدى بمعنى إن كان يصلى فرضاً واحداً بتسليمة واحدة يقوله بعد تكبيرة الإحرام مرة واحدة، إما إن كان يصلى فرضين كأن كان يصلي صلاة فائتة أو يجمع فرضين لسفر مثلا فيقول الدعاء عند كل فريضة.
- أما إن كان يصلي نافلة فإنه يقول دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام مرة واحدة في الركعة الأولى.
يمكن التعرف على معلومات عن اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا فوائد هذا الدعاء أضغط هنا: اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا فوائد هذا الدعاء
الصيغ الواردة لدعاء الاستفتاح
وردت في الأحاديث الصحيحة عدة صيغ يستحب قولها عند الدعاء بدعاء الاستفتاح منها ما ورد دعاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الفريضة وما اختص الدعاء به في قيام الليل كالآتي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً – قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ : هُنَيَّةً – فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ : أَقُولُ : ” اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ” رواه مسلم والنسائي .
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ ، قَالَ : “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ” رواه أبو داود والترمذى.
- وقال الإمام بن الباز (رحمه الله) إن ما ورد في الصحيحين : ” اللهم باعد بيني وبين خطاياي ….إلخ” و” سبحانك اللهم وبحمدك …إلخ” هاتان الصيغتان هما المحفوظة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في الفريضة وهما الأكثر .
وهناك عدة صيغ أخرى تمتاز بطولها نسبياً عن الصيغتين السابقتين وقد ورد عن الرسول ( صلى الله عليه وسلم) الدعاء بها في قيام الليل ومنها:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل ، قال :” اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، أَنْتَ الحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ” رواه البخارى ومسلم.
- عن عاصم بن حُمَيْد ، قال : ” سألت عائشة رضي الله عنها : بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح قيام الليل ؟
- قالت : لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ شَيْءٍ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكَبِّرُ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُ عَشْرًا ، وَيُسَبِّحُ عَشْرًا ، وَيُهَلِّلُ عَشْرًا ، وَيَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ، وَيَقُولُ : “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي ، أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ” رواه النسائي.
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ، بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت : ” كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ : اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) .
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : ” وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ” رواه مسلم والنسائي.
لا يفوتكم التعرف على معلومات عن علامات استجابة الدعاء في المنام بالنسبة لشخص المدين أو الفقير أضغط هنا: علامات استجابة الدعاء في المنام بالنسبة لشخص المدين أو الفقير
من آداب الدعاء
- إيمان الداعى بألوهية الله وربوبيته وعلى معرفة ويقين بأسماءه وصفاته.
- إخلاص الدعاء لله الواحد الأحد دون إشراك غيره في الطلب والمسألة.
- الدعاء لله تعالى بأسمائه الحسنى التي وردت في القرآن والسنة الصحيحة.
- ألا يكون الدعاء متكلفاً يحتوي على كثير من السجع والمحسنات البديعية المبالغ فيها.
- البدء بالثناء على الله تعالى وحمده بعدها الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم).
- الوقوف باتجاه القبلة رافعاً باطن كف يديه للسماء وكأنما ينتظر أن يهدى عطية من الله.
- الدعاء مع اليقين باجابة الله تعالى لدعائه.
- الخضوع والخشوع والشعور بعظمته وقدرته أثناء الدعاء.
- تكرار الدعاء وأن يلح في طلبه ومسألته.
- عدم الاستثناء في الدعاء، فالله لا يكره شئ.
- يفضل أن يكون صوت الدعاء ليس مرتفعاً بل هو ما بين المجاهرة بصوت مرتفع و المخافتة.
- الابتعاد عن الدعاء بإثم أو قطيعة رحم أو أذى لأحد.
وفي النهاية يجب الحرص على الدعاء في كل وقت وكذلك الدعاء قبل الصلاة وهذا ما تم تناوله من خلال موضوع المقال متى يقال دعاء الاستفتاح.