متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي

متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي؟ وما هي طريقة التحدث مع النفس الطبيعية؟ فإن أغلبنا يمرّ بذلك الأمر، لكن البعض يظن أن التفكير بصوتٍ عالٍ قد يكون دليل على مرضه النفسي، فسنعرف هل هذا حقيقي أم لا من خلال موقع زيادة، بتوضيح متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي.

متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي

إن التحدث مع النفس من الأمور الشائعة التي يتعرض لها الكثير منّا في يومه، وذلك يرجع لأسباب عدة تختلف من شخص لآخر، فلا يمكن الجزم أن من يتكلم مع نفسه فهو يعاني من مشاكل نفسية.

على هذا فيمكننا تقسيم الحديث إلى النفس إلى نوعين واحد ذو علامات طبيعية، وآخر ذو علامات غير طبيعية، وسيتم توضيحهم بالتفصيل في الفقرات القادمة:

أولًا: علامات التحدث مع النفس الغير طبيعية

هناك بعض العلامات التي قد تظهر وتوضح لك متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي، ففور ظهورها يجب أن يتوجه الشخص لاستشارة متخصص نفسي، للحصول على المساعدة اللازمة، والتي تتمثل في النقاط التالية:

• إن كان الشخص يرد على نفسه أثناء الحديث بشكل مبالغ فيه، فجميعنا نتحدث مع أنفسنا لكن لا نقوم بخلق المحادثات الطويلة، والتي تتضمن أحداث غير واقعية.
• إذا ظهر عليك أية أعراض تشوش فكري، وكأن هناك شخص آخر يقوم بالتفكير بدلًا منك.
• إن كان الشخص يرى أحد يجلس معه، أو يصاب بالهلوسة والتخيلات.
• الاعتقاد بأن هناك من يراقب الشخص أو يرغب في الاستماع إلى حديثه.
• المعاناة من اضطرابات عقلية تخص الذاكرة، واسترجاع المواقف التي مرت على الشخص.
• في حالة أصبح النقاش خارج عن السيطرة، أي أن يفقد الشخص القدرة على التحكم في أعصابه، والتي قد تظهر في البكاء بشكل مبالغ فيه، أو بصريخ.

اقرأ أيضًا: أسباب اضطراب الكلام عند الكبار

طرق التغلب على التفكير بشكل وسواسي

بعد التعرف على إجابة متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي، فمن الجدير بالذكر أن التفكير بشكل مرضي من الممكن التحكم فيه باتباع بعض النقاط، التي تدور كلها حول قدرة الشخص على التحكم في أعصابه، والسيطرة على عقله، وهي:

• عند البدء في الدخول بمرحلة التفكير بشكل مبالغ فيه، يجب أن تقوم بتشتيت عقلك في أي أمر آخر، أو أي هواية تفضلها.
• يفضل ممارسة التمارين الرياضية؛ حيث إنها تساهم في تحسين الحالة النفسية للشخص، وتعمل على تفريغ الطاقة السلبية المتواجدة داخل جسم الإنسان.
• القيام باستشارة طبيب نفسي، من أجل الحصول على الأدوية المضادة للوساوس المناسبة لحالتك.
• إن تنظيم النوم من الأمور التي تساهم في تقليل التفكير، حيث إن الاستيقاظ لوقتٍ متأخر يزيد من التفكير لدى الشخص.
• يجب آلا تجلس وحدك لوقت طويل، حتى لا تترك لعقلك فرصة للانشغال بالتفكير في المخاوف.
• عند الشعور بالرغبة في التحدث مع أمر ما يسبب الضيق، عليك التوجه للحديث مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة المقربين، فإن التحدث إلى شخص آخر من شأنه أن يزيل عنك عبء التفكير، ويعطيك أفكار جيدة للتغلب على الموقف المسبب لك الضيق.
• التقرّب من الله ـ عز وجل ـ بالعبادة من الأمور التي تساهم في التخفيف عن النفس حمل الحياة، وعبء كافة الأمراض النفسية والجسدية.

ثانيًا: علامات التحدث مع النفس الطبيعي

في أغلب الأحيان يكون الحديث مع النفس لا يستدعي القلق أو الخوف من الإصابة بأمراض نفسية، حيث إن علماء النفس قد أثبتوا أن حديث الشخص مع نفسه والتفكير بصوت عالٍ من الأمور التي تساهم في تخفيف العبء والحمل، وتساعد في الوصول إلى حل للمشكلة التي تشغل بال الشخص.

حيث قد أثبتت دراسات نفسية عدة أن الحديث مع النفس يجعل الشخص يُفكر بشكل صحي، ويصل بالشخص للقدرة على تحديد الهدف، وتفريغ الطاقة السلبية المتواجدة بداخله، ومن علامات الحديث مع النفس الطبيعية ما يلي:

• إن كان الحديث بصوتٍ مسموع لك، وآلا يكون مرتفع، وفي أغلب الحالات يتحدث الناس مع أنفسهم بدون كلام من الأساس.
• إذا كان الشخص يحاول التفكير في أمر ما يحدث بحياته، ويحاول الوصول إلى حل جذري له.
• عند استخدام الحسابات والأرقام أثناء التفكير، أو محاولة تذكر مواقف.
• إن كنت تدرك أنك تتحدث مع نفسك بسبب انزعاج، تفكير، محاولة إيجاد حل، ولا تتخيل أي شخص يجلس أمامك ويتكلم معك.
• في حالة عدم تكرار الحديث مع النفس في كل الأوقات، حيث إن الحديث مع النفس الطبيعي لا يكون على أتفه الأسباب.

اقرأ أيضًا: هل الملل مرض نفسي

العلاقة بين الحديث مع النفس والمرض النفسي

استرسالًا للحديث عن إجابة سؤال متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي، ففي واقع الأمر إن جميع الأشخاص قد يمروا بحالة نفسية سيئة أو جيدة، بمرور الأيام والتعرض لمواقف مختلفة، سواء كانت من الأصدقاء أو التعرض لضغط ومشاكل في العمل أو الأسرة.

ينتج عن هذا الضغط التحدث مع النفس ومحاولة إيجاد حل للمشكلة، وقد يصل الأمر إلى الصراخ والبكاء بصوتٍ عالٍ، لكن في نهاية الأمر يهدأ الشخص ويعود لرشده فلا يعني هذا وقتها الاضطراب النفسي، كما قد يتحدث الشخص مع نفسه في حالة السعادة العارمة كذلك.

كما قد أثبت علماء علم النفس أن الحديث مع النفس من الأمور التي تساهم في تعزيز ثقة الإنسان بنفسه، وإكسابه العديد من الفوائد الأخرى التي تتمثل في النقاط التالية:

• يساهم في إيجاد حل للمشكلة التي تواجه الإنسان.
• الحديث بصوتٍ عالٍ يساهم في معرفة حجم المشكلة بقدرها الحقيقي، فكم من مرة كان الموقف في رؤوسنا بحجم البحار، وعندما نقصّه على أحدهم نجد أمره سهل.
• التحدث مع النفس من الأمور الجيدة لصحة الإنسان النفسية، حيث إنه يساهم في تفريغ العقل من الأمور السلبية التي تملأها.
• التفكير بصوتٍ عالٍ يساهم في زيادة القدرة على التركيز على النقاط الهامة، ويحفز العقل نحو الوصول للهدف.
• خوف الإنسان يقل عند التفكير مع النفس.

على كل حال فإن التفكير مع النفس يرتبط بالمرض النفسي في أنه في حالة كتمان المواقف، وعدم تفريغ الشحنات السلبية التي تدور بعقل الإنسان، فإنها من الممكن أن تدخله في فترة اكتئاب، وحالة نفسية سيئة.

اقرأ أيضًا: أسباب الاكتئاب عند النساء

كيفية التفكير مع النفس بطريقة صحية

استرسالًا للحديث عن متى يكون التحدث مع النفس مرض نفسي، فهناك بعض النقاط التي يساهم اتباعها في الحفاظ على الصحة النفسية للجسم، وعدم الوصول إلى الإصابة بحالة نفسية سيئة، ومحاولة إيجاد حل للمشكلة، وتتمثل في:

• استخدام الورقة والقلم لتدوين ما يجول بخاطرك أثناء التحدث مع النفس، حيث إنه يساهم في اختيار الفكرة المناسبة لحل المشكلة التي تمر بها.
• التحدث بشكل هادئ وبسيط وتوضيح الهدف المطلوب الوصول إليه، للتفكير بشكل سليم ومُرتب.
• التفوه بالكلام التحفيزي الذي يساهم في سرعة الوصول إلى الحل، أو على الأقل الوصول إلى الراحة النفسية بعد التفكير، حيث إن التفوه بالكلام السلبي يشتت التفكير، ويتسبب في الدخول في حالة نفسية سيئة بعد التفكير.
• محاولة الوصول إلى القرار المناسب قبل إنهاء التفكير مع النفس.
• يمكنك الحصول على استشارة من طبيب نفسي، فلا يوجد مشكلة في اللجوء إلى شخص خبير في حل المشاكل، والمساعدة في التحكم في النفس.
• الحديث مع الأشخاص المقربين من الأمور التي تساعد في حل المشكلة، ووقاية الشخص من الإصابة بأية أمراض نفسية نتاج الحديث مع النفس.

إن الحديث مع النفس من طرق العلاج النفسي الصحية، التي تساهم في حل مشاكل الشخص وتفريغ شحنته السلبية، إلا في حالة ظهور علامات غريبة عليه أثناء ذلك.