متى يتحول حليب الأم إلى سم
متى يتحول حليب الأم إلى سم؟ وهل من الممكن أن يشكل خطر على الطفل الرضيع؟، تلك أسئلة تدور في ذهن الكثير من الأمهات المرضعات، ويرغبون في البحث عن إجابة لها لتجنب التعرض لمثل هذا الموقف للحفاظ على صحة أطفالهن، حيث أنه من الممكن أن يتحول حليب الأم إلى سم في بعض الأحيان، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال مقالنا التالي عبر موقع زيادة.
تعريف السموم
السموم هي عبارة عن مواد كيميائية سامة موجودة في البيئة المحيطة بنا، إلا أن هذا لا يستدعي الشعور بالقلق، حيث أن السموم التي يتعرض لها الجسم يوميًا ذات مستوى منخفض، ولذلك فمن المرجح أنها لا يوجد لها تأثير على صحة الإنسان مع مرور الوقت.
تلك السموم موجودة في كلٍ من الطعام، ومستحضرات التجميل، وكذلك بعض الأنواع من البلاستيك، كما أنها موجودة أيضًا في الهواء والماء، ولذلك فإن الخبراء قد قاموا بتقدير آثار السموم التي يحتوي عليها الجسم بما يقرب من 200 مادة كيميائية من المواد التي قام الإنسان بتصنيعها.
هناك مجموعة من السموم الشائع التعرض لها بشكل أكبر من غيرها من السموم، وهي ثنائي الفينيل، والديوكسينات، ومتعدد الكلور، حيث أنها لا تتحلل ولها القدرة على العيش في البيئة لفترة طويلة من الوقت تدوم إلى سنوات، ولذلك فإن ما يتعرض له جسم الإنسان من سموم يقوم بامتصاص كميات صغيرة منها، وهو ما يؤدي إلى تراكمها مع مرور الوقت داخل الجسم.
ساعدت الضوابط الصارمة للبيئة بصورة أساسية في التقليل من مستويات السموم التي يتم التعرض إليها خلال الفترة الحالية عن المستويات التي كانت في الفترات السابقة.
اقرأ أيضًا: متى يكون حليب الأم مضر
متى يتحول حليب الأم إلى سم
في أغلب الأحيان تقبل السموم الذوبان في الدهون، وهو ما يعني احتمال ذوبانها في الدهون الموجودة في الجسم، وهو ما يؤدي إلى تراكمها بشكل أكبر في دهون الجسم مع مرور الوقت.
صناعة الحليب خلال فترة الرضاعة يعتمد بشكل أساسي على المواد الدهنية الموجودة في الجسم، ولذلك فإنه من الممكن أن يتم انتقال بعض السموم بنسب قليلة إلى الدهون الداخلة في تكوين حليب الأم.
ليس فقط حليب الأم هو من يتأثر بالسموم، بل أن آثار السموم من الممكن أيضًا أن تكون موجودة في سوائل وأنسجة الجسم، فقد تكون موجودة في البول، أو الدم، أو دم الحبل السري، أو الحيوانات المنوية، أو حليب الثدي.
تأثير السموم في حليب الأم على الطفل
لا داعي للقلق على الطفل من حليب الأم، حيث أنه يعد آمن بشكل تام على الطفل، وذلك لأنه لا يحتوي إلا على آثار السموم فقط، أي أن السموم موجودة بمستوى ضئيل جدًا، وغالبًا ما تكون السموم غير ضارة عند هذا المستوى المنخفض.
من الممكن أن يتعرض الطفل إلى مستويات أعلى من السموم خلال فترة تواجده داخل رحم الأم، إلا أن تلك السموم تكون أيضًا منخفضة المستوى بشكل كبير، وبالرغم من تعدد الأبحاث حول هذا الأمر فلم يوجد حتى الآن دليل مؤكد على أن المستويات المنخفضة للسموم لها تأثير سلبي على نمو الأطفال.
اقرأ أيضًا: كم يوم يجف حليب الام
مميزات الرضاعة الطبيعية
بالرغم من احتمال وجود مستويات ضئيلة من السموم في حليب الأم إلا أنه يظل أفضل أنواع الغذاء التي يمكن تقديمها للطفل، وبشكل خاص خلال أول ستة أشهر من عمره، وذلك لاحتواء حليب الأم على العديد من العناصر المغذية، والتي من أهمها الأجسام المضادة التي تساعد في حماية الطفل من الإصابة بالكثير من الأمراض المنتشرة، والتي من بينها نزلات البرد، والتهابات الأذن، وحشرات البطن، والتهابات الصدر.
حليب الأم يحتوي كذلك على العديد من الأحماض الدهنية التي تتميز بأنها طويلة السلسلة، وغير مشبعة، وهي ذات أهمية كبيرة في تحفيز دماغ الطفل على النمو بشكل طبيعي، ولذلك لا يجب التردد في إرضاع الطفل طبيعيًا، حتى وإن كان به بعض الآثار السامة، حيث أن فوائد الرضاعة الطبيعية تفوق المخاطر المحتملة التي من الممكن أن تنتج عنها.
تساعد الرضاعة الطبيعية في الحفاظ على صحة الطفل، بجانب مقاومة الآثار الناتجة عن التعرض للمواد الكيميائية التي يمكن أن يكون الطفل تعرض لها أثناء فترة الحمل.
كيفية التقليل من السموم الموجودة في حليب الأم
بالرغم من فرض الحكومات الكثير من الضوابط الصارمة على استخدام مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، والديوكسينات في العمليات الصناعية المختلفة، إلا أن هناك بعض الأفعال التي يجب على المواطنين القيام بها لتجنب التعرض لتلك الأنواع من الملوثات، فعلى سبيل المثال يجب تجنب حرق القمامة نظرًا لما تتسبب به من تلوث في البيئة.
يفضل كذلك الابتعاد عن لمس كافة المواد الكيميائية التي تندرج تحت نوع المذيبات، والتي من بينها الأبخرة المتصاعدة من الديزل والبنزين، ومواد الطلاء، والمواد اللاصقة من النوع الغير مائي.
من الممكن اتباع بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل من مستوى السموم الموجودة في حليب الأم، والتي تتمثل في الآتي:
- التخلص قدر الإمكان من الدهون الموجودة في كلٍ من الدواجن واللحوم قبل طهيها.
- الالتزام بتناول نظام غذائي متوازن وصحي لتجنب التعرض للسموم بكميات أكبر، فمن الضروري أن يحتوي هذا النظام على الخضروات، والفاكهة، واللحوم، ومنتجات الألبان، والحبوب، والأسماك، والأطعمة النشوية.
- تعد الأسماك الزيتية من أفضل أنواع الطعام التي يمكن أن تتناولها المرأة المرضعة، كما أنها تفيد الطفل بشكل كبير، وبالرغم من ذلك فمن الضروري التقليل من الكمية التي يتم تناولها من هذا النوع من الأسماك مثل التونة الطازجة بحيث لا تتجاوز مرتين في الأسبوع الواحد.
من الضروري أيضًا أن لا يزيد تناول كلًا من سمك أبو سيف، وسمك القرش، وسمك المارلين عن مرة واحدة في الأسبوع، وذلك لاحتمال تسببها في الزيادة من مستوى الزئبق في الدم بصورة كبيرة.
- تجنب تناول منتجات الألبان كاملة الدسم واستبدالها بقليلة الدسم.
- يفضل تناول الأطعمة العضوية بصدر الإمكان، وبشكل خاص في حالة شراء اللحوم، وفي حالة عدم القدرة على ذلك فمن الضروري أن يتم غسل الخضروات والفواكه الغير عضوية بشكل جيد جدًا، وتقشيرها قبل تناولها.
- يفضل تجنب تناول مكملات زيت كبد السمك، ومن أمثلته زيت كبد سمك القد، وذلك نظرًا لارتفاع احتمال تراكم السموم في كبد السمك، وذلك لأن الكبد هو الجزء الذي يتخلص فيه الجسم من النفايات، ويمكن استبداله بتناول مكملات زيت السمك الذي يتم تصنيعه من لحوم الأسماك.
اقرأ أيضًا: هل يفسد حليب الأم بعد توقف الرضاعة؟
متى يكون حليب الأم غير صالح للرضيع
هناك بعض الحالات التي يكون فيها حليب الأم مضر على الطفل، والتي يجب عندها أن تتوقف عن الرضاعة الطبيعية تمامًا، واستبدالها بالرضاعة الصناعية، ومن بين تلك الحالات ما يلي:
العلاج الإشعاعي
من الضروري التوقف عن إرضاع الطفل طبيعيًا قبل وبعد تلقي العلاج الإشعاعي، كما يجب أن تبتعد الأم المرضعة أيضًا عن أي شخص يخضع للعلاج الإشعاعي، وفي حالة مخالطتها لشخص يتلقى هذا النوع من العلاج فمن الضروري التوقف عن الرضاعة الطبيعية، وذلك نظرًا لما يتسبب فيه العلاج الإشعاعي من خطر كبير على صحة الطفل.
الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة
في حالة كانت الأم مصابة بهذا النوع من الفيروس فمن الضروري تجنب إرضاع الطفل طبيعيًا، وذلك لقدرة الفيروس على الانتقال بكل سهولة من الأم للطفل من خلال الحليب، وفي جميع الأحوال فعلى الأم أن تراجع طبيب مختص في حالة إصابتها بأي مرض معدي للتأكد من عدم انتقاله للطفل.
الأمراض الخطيرة
في حالة إصابة الأم بأحد الأمراض الخطيرة مثل قصور في القلب أو الأنيميا الحادة فمن الضروري أن تتوقف عن إرضاع الطفل طبيعيًا حتى لا يتضرر الطفل.
تناول بعض أنواع الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية
هناك بعض التقارير الحديثة الخاصة بالأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والتي أفادت بأن الغالبية العظمى من التطعيمات والأدوية متاح استخدامها خلال فترة الرضاعة الطبيعية، إلا أن هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تصل إلى حليب الأم.
من بين تلك الأدوية الخاصة بعلاج الغدة الدرقية، وتعديل المزاج، والعلاج الكيميائي، ولذلك فمن الضروري أن تراجع الأم طبيب مختص للتأكد من إمكانية تناول أي دواء قبل استخدامه.
اكتئاب ما بعد الولادة
هناك اقتراح من عدد كبير من الدراسات أن هناك علاقة ما بين الرضاعة وإصابة الأم بحالة اكتئاب ما بعد الولادة، وبالرغم من ذلك فإن الرضاعة الطبيعية لا تتسبب في الإصابة بالاكتئاب، إلا أنها تعد من أهم العوامل التي تتسبب في الإصابة به.
بهذا ينتهي مقالنا عن الإجابة على سؤال متى يتحول حليب الأم إلى سم، حيث أن هناك بعض الحالات التي قد يتسبب فيها حليب الأم ببعض الأضرار على الطفل، والتي يحب عندها التوقف تمامًا عن الرضاعة الطبيعية.