ماهي السورة التي نزلت في غزوة بدر
ماهي السورة التي نزلت في معركة بدر ؟ تعتبر غزوة بدر الكبرى من أهم انتصارات التاريخ الإسلامي، وتسمى كذلك بغزوة الفرقان، كما شهدت هذه الغزوة نزول سورة من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، لذا سنتحدث في هذا المقال عبر موقع زيادة عن أهم النقاط الخاصة بالغزوة، وما هي السورة التي نزلت في معركة بدر، وفضلها.
تتجلى عظمة الله سبحانه في محكم آياته وبديع صنعه في آياته الحكيمة، ومن ضمن المعجزات التي تظهر لنا عبر تدبر القرآن الكريم، أن هناك سورة تنتهي بسجدة تلاوة، فما هي هذه السورة؟ن إذا كنت ترغب في معرفتها يمكنك زيارة مقال: سورة تحوي سجدة في آخر آية.. حزر فزر
ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر؟
- سورة الأنفال هي سورة مدنية أنزلها الله -تعالى- على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، عقب معركة بدر التي انتصر فيها المسلمون انتصارًا عزيزًا.
- تتميز سورة الأنفال بأنها تخاطب، وتنادي المؤمنين في عدة صور، وأشكال، كما وضعت السورة لكل المسلمين ميثاقًا ثابتًا لكل الحروب، ووضعت كذلك شروطًا للسلام، وتقسيم ما حصلوا عليه من غنائم بعد الحرب.
- كما أسست سورة الأنفال للكثير من الأمور المتعلقة بالحروب، تناولت تفاصيل غزوة بدر على وجه الخصوص، والتي تعتبر أحد أهم معارك المسلمين الحربية، وكانت هي اللقاء الأول بين الحق والباطل، وبين الإسلام والكفر.
سبب نزول سورة الأنفال
- بعد أن علمنا ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر، وبعض اللمحات المختصرة عن محتوى هذه السورة، دعونا نعلم ما السبب وراء نزولها.
- بدأ نزول سورة الأنفال عقب بدايات نزول سورة البقرة، وكان ذلك في العام الثاني من الهجرة، وعقب غزوة بدر الكبرى مباشرةً.
- وتعتبر سورة الأنفال أحد أوائل سور القرآن المدنية نزولًا على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما أطلق عليها بعض العلماء السورة البدريّة المدنيّة.
- ويعود السبب الحقيقي لنزول سورة الأنفال إلى الغنائم والمكاسب التي عادت على المسلمين من غزوة بدر الكبرى، وما حدث عليها من خلاف بين صفوف المسلمين في تقسيمها.
- بعد انتهاء أحداث الغزوة، وتجميع الغنائم من كفار قريش، تفرق جيش المسلمين إلى ثلاثة فرق، ففريق منهم التزم بحراسة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفريق آخر استكمل الهجوم على ما تبقى من المشركين، أما الفريق الثالث بدأ في جمع الغنائم.
- اختلف المسلمون بعد انتهاء الغزوة على أي فريق يستحق النصيب الأكبر من الغنائم، وذهبوا في ذلك إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يسألونه؛ فنزلت الآية الكريمة من الله -تعالى-: “يسألونك عن الأنفال”.
- وفيها قال -تعالى-: ” قُل الأنفالُ للهِ والرَّسولِ فاتّقوا الله وأَصلحوا ذاتَ بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كُنتم مؤمنين”، وفي ذلك تنبيه واضح للمسلمين أن كل ما غنموه هو لله، ورسوله يقوم بتقسيمه كما يرى بالتساوي بين المسلمين.
- طلب حينها سعد بن أبي وقاص أنا يأخذ سيفًا أعجبه، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رده من حيث أخذته”، ثم كرر سعد طلبه، فرد عليه النبي بنفس الرد، وبعدها نزلت الآية السابقة.
إذا كنت تعشق الفوازي الدينية، أدعوك للتعرف على المزيد منها عبر الضغط على الرابط التالي: سورة تقع في وسط القران ضربة معلم
سبب تسمية سورة الأنفال
- تمت تسمية هذه السورة بهذا الاسم منذ عهد الصحابة الكرام -رضي الله عنهم جميعًا-، وتم تسجيلها بهذا الاسم في المصحف الشريف.
- لم يثبت عن النبي أن قال في أي حديث له شيء يخص هذه التسمية، ولكن السبب الراجح لذلك أن بدايتها كان الحديث عن الأنفال، كما حدثنا الله -تعالى- فيها عن حكم توزيع الأنفال.
- هناك مسميات أخرى لهذه السورة مثل “سورة الجهاد”؛ وذلك لأن المسلمين قاتلوا أضعاف عددهم من الكفار، وكذلك “سورة القتال”؛ لأن فيها تم ذكر أحداث أول قتال حدث في الإسلام.
- كما سميت أيضًا “سورة بدر”؛ لما فيها من وقائع تمت في أثناء غزوة بدر الكبرى، وسميت بـ “سورة الفرقان” بسبب وجود الآية الكريمة “يوم الفرقان يوم التقى الجمعان”.
- المعنى اللغوي لكلمة “الأنفال” هي الغنائم، والمكاسب التي أخذها المسلمون بعد قتال عدوهم.
من معجزات القرآن أن سورة التوبة لم تبدأ بالبسمة، ولكن هل تعلم السر وراء ذلك؟، وما هو الإعجاز في ذلك؟، إذا كنت ترغب في معرفة ذلك دعني ادعوك لزيارة مقال: لماذا سورة التوبة بدون بسملة ؟ وما هو اعجاز سورة التوبة ؟
فضل سورة الأنفال
- إن سورة الأنفال لها فضل عظيم؛ وذلك لأنها فضت التشابك الحادث في صفوف المسلمين، وعالج فرقتهم، وأوقفت ما حدث من خصام بين بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، وما كان سيتبعها من أخلاق نهى عنها الإسلام.
- بدأ المسلمون بعد ذلك يقرأون تلك السورة الكريمة، قبل كل غزوة لتذكير أنفسهم بقيم ومبادئ الحرب، وتقسيم الغنائم، وكان لها وقع جميل على قلوب المسلمين، حيث كانت تنشر بينهم السكينة والطمأنينة.
- أصبحت قراءة سورة الأنفال سنة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان إما يقرأها بنفسه على المسلمين، أو يطلب منهم قراءتها قبل بداية المعارك، حيث تصلح كسور القلب، وتعطيه قوة عظيمة.
- وبعد ذلك، وفي موقعة القادسية، طلب سعد بن أبي وقاص من أحد الصبية أن يقرأ سورة الأنفال على المسلمين، وأصبحوا كذلك يقرؤونها على أنها سورة الجهاد التي يجب قراءتها قبل ملاقاة الأعداء.
- نزلت بعض الآيات المعالجة لمشكلة الأسرى في العقيدة الإسلامية، وقضية نزول الملائكة لإعانة المسلمين في القتال، والكثير من الآيات ذات الفضل العظيم، والمتعلقة بالحرب عمومًا، وغزوة بدر الكبرى على وجه الخصوص.
لم يترك القرآن الكريم أمر إلا وقد اعطانا الحل له وكيفية التعامل معه، ومن ضمن هذه الأمور الرغبة في الزواج بمن نحب، لذا يمكنك زيارة الرابط التالي والتعرف على أهمية قراءة سورة الإنشراح وأبرز أيات وأدعية تساعدك بالزواج بمن تحب عبر موضوع: سورة الانشراح للزواج بمن تحب وأبرز آيات الزواج والأدعية
تاريخ ومكان وقوع غزوة بدر
- كانت أحداث غزوة بدر في يوم الاثنين السابع عشر من رمضان، في العام الثاني هجريًا، وقعت تلك الأحداث في منطقة بدر، التي تعتبر محطة انتقالية تمر بها قوافل الشام الذاهبة لمكة المكرمة
أسباب غزوة بدر
- وبعدما تعرفنا على ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر، وأسباب نزولها وتسميتها بهذا الاسم، يجب أن نعرف ما هي أسباب تلك الغزوة الكبرى.
- أنزل الله في محكم كتابه الآية الكريمة “كتب عليكم القتال وهو كره لكم”، وهو ما يشره إلى عدم حب المسلمين للقتال، ولكنه واجب عليهم في حالات الاعتداء، والخطر على مصالح المسلمين.
- من الأسباب الأساسية التي أدت إلى وقوع غزوة بدر هو رغبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في رفع راية الإسلام، وإعلاء كلمة الحق، وقتال الباطل، وأعوانه الذين يدافعون عنه في قريش.
- كان هناك خطر يحوم حول تجارة المسلمين، وقد يؤثر على حياتهم بشكل عام، حيث كان أهل قريش من أصحاب التجارة يمرون قرب المدينة المنورة متجهين إلى بلاد الشام.
- سيطرة حالة من الغضب لدى كفار قريش حين قرر النبي الذهاب مع السرية إلى مكان يدعى نخلة، ويقع بين الطائف ومكة.
- طلب المسلمون من الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يسترجعوا ما نهبه منهم أهل قريش، كما أرادوا ضرب القوة الاقتصادية للمشركين.
- كان عدد المسلمين في هذه الغزوة حوالي ثلاثمائة مقاتل فقط كانوا يرغبون في أخذ قافلة تابعة لقريش، وعلى رأسها أبو سفيان صخر بن حرب، ولكن علم المشركون بهذا التحرك فحشدوا كل مقاتلي قريش الذين بلغ عددهم ألف مقاتل.
يلتزم المسلمون في كل مكان صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، ولذا قد جمعنا لك كل ما يتعلق بها عبر موضوع: كم عدد ركعات صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان وكيفية صلاة التهجد ؟
نتائج غزوة بدر
- انتصر المسلمون في هذه الغزوة انتصارًا كبيرًا رغم قلة عددهم، وهزموا كفار قريش هزيمة مهينة، وسمي هذا اليوم بيوم الفرقان، حيث فرق الله فيه بين الحق والباطل ونصر الحق بكلمته.
- غنم المسلمون الكثير من الغنائم بعد هذه المعركة، واستقروا في بدر ثلاث ليالٍ؛ رغبة في الراحة، ودفن شهداء المعركة.
- أنزل الله الآية الكريمة “واعلموا أنما غنمتم من شيءٍ فلله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله”، فاستطاع المسلمون تقسيم الغنائم بالعدل بينهم.
- أسر سبعين مشركًا، وطلب أبو بكر أن يؤخذ منهم الفدية، كما طلب عمر بن الخطاب قتلهم، فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي أبي بكر، وأخذ منهم الفدية، وقدرت بألف إلى أربعة آلاف من الدراهم من كل أسير، أو تعليم عشرة من المسلمين الكتابة.
- استشهد أربعة عشر مقاتلًا من المسلمين في هذه المعركة، وقُتِل من المشركين سبعون فردًا من قادة كفار قريش، منهم أبو جهل، وأميّة بن خلف.
- أصبح بذلك للمسلمين اليد العليا على كفار قريش، وارتفعت مكانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في البلاد، وارتفعت راية الإسلام كذلك بهذا النصر.
- دخول عدد كبير من الكفار من أهل قريش في الإسلام، كما اكتسب مقاتلو المسلمين مهارة في الحرب، وتعلموا طرق جديدة في القتال.
- نزل في فضل الصحابة ممن كانوا في الغزوة الآية: “والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار”.
معجزات غزوة بدر
- منّ الله على المسلمين في تلك الغزوة المباركة بعديد من المعجزات التي ثبت بها أقدامهم، وقوّى بها قلوبهم، وبعث فيها الأمن، والقوة.
- معجزة المطر: حيث أنزل الله عليهم المطر بكمية مناسبة، وذلك بعد كثرة دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن ينصر الله المسلمين، فطهر المطر قلوب المسلمين من أوهام الشياطين، وثبت بها أقدامهم في الرمال فسهل سيرهم عليه.
- معجزة نزول الملائكة: واصل النبي تشجيع المسلمين على مواصلة القتال، وحثهم على الاستمرار في رفع كلمة الحق، ودحر مصادر الباطل، وأعوانه؛ فمدّه الله بعون من عنده جيشًا من الملائكة يؤازرون النبي ومن معه.
- كرامة أبي بكر، وعلي: حيث ذكر الإمام أحمد من حديث عنهما -رضي الله عنهما-: “قيل لعلي وأبي بكر يوم بدر: مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد الصف، أو كما قيل: يشهد القتال”.
ندعوكم للتعرف على فوائد القرآن في علاج الأمراض من خلال الإطلاع على هذا الموضوع: فوائد سور القران الكريم في العلاج من الأمراض
دروس مستفادة من غزوة بدر
- صبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا، بعدما تعرض للكثير من الإهانات من الكفار في قريش، ورغبتهم في قتله عدة مرات، وبعد مرور زمن طويل كان لابد لله من نصر الحق على الباطل؛ لذا كان لهذه الغزوة الكثير من العبر والعظات للجميع.
- إن روح الجيش المعنوية لهي سيفها الأول؛ فعلوها يعطي دليلًا قويًا على الانتصار، كما أن هدف القتال وغايته، وتجديد النيّة لله هي من أهم دعائم النصر، فلا يجب الاعتماد على العدد وحده.
- ينبغي على القادة العسكريين مشاورة الضباط الأصغر، والجنود كذلك قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة في الحرب، ولا يعتمد فقط على ما يراه صحيحًا، ولكن السماع لآراء الغير قد تغير مسار الحرب بالكامل.
- من الضروري على القائد موافقة جنوده في حمايته، حيث يرى المقاتلون دائمًا أن حياة القائد هي أهم دافع لهم لاستكمال المعركة، وأنها مصدر الروح المعنوية القتالية لديهم طول فترة القتال؛ لذا فحمايته واجبة.
- إذا أراد الله نصر فئة أرسل لهم جنوده من الملائكة، والمطر، والروح المعنوية القوية التي تساعد الفئة القليلة المناصرة للحق في قتال الفئة الكبيرة الضالة.
- يجب على القائد الرشيد نصح أعدائه، وتقديم قدوة حسنة لهم، وهذا ما فعله رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، حيث أطلق سراح الأسرى مقابل الفدية، ومنهم من أطلق سراحه مقابل تعليم المسلمين الكتابة، ومنهم من أعفاه من هذا وذاك.
سبب تسمية غزوة بدر
- تعود تسمية غزوة بدر بهذا الاسم إلى المكان المنسوبة إليه، والذي وقعت فيه أحداث تلك المعركة الكبرى، وهي بئر واقعة ما بين مكة، والمدينة المنورة.
- وتسمية بئر بدر بهذا الاسم ترجع إلى صفاء مائها، لدرجة أن البدر كان يرى فيه بشكل واضح للجميع.
- وأعزى البعض سبب تسميتها كذلك إلى من قام بحفر تلك البئر، وهو بدر بن يخلد بن النضر، وسكن في محيطها لفترة طويلة.
هناك فضل عظيم يعم على الإنسان عند قراءة سورة البقرة، وقد جمعناه لك عبر مقال: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء وفضل آخر آيات سورة البقرة
شخصيات فارقة في غزوة بدر
- عند ذكر غزوة بدر يجب ذكر حارثة بن سراقة، وهو أول المقاتلين المسلمين استشهادًا في هذه الموقعة العظيمة، وعمه هو أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
- كما يجب الحديث عن بطولة الصحابي العظيم مصعب بن عمير -رضي الله عنه-، والذي أعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- راية المسلمين قبل بداية المعركة مباشرةً ليحملها، وهو أحد المسلمين والمهاجرين الأوائل.
- كما ذكر ابن عبد البر – عليه رحمة الله- في كتاب الاستيعاب: “لم يختلف أهل السير أن راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدر، ويوم أحد كانت بيد مصعب بن عمير”.
وبهذا نكون قد تكلمنا عن أحداث عظيمة خالدة في التاريخ الإسلامي، وتطرقنا إلى الإجابة عن سؤال ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر، وفضل هذه السور، وأسباب تسميتها، وعظمة غزوة بدر الكبرى، ونصر الله المسلمين فيها.