ما هو حكم الزكاة

ما هو حكم الزكاة؟ ومن الأشخاص الواجبة عليهم الزكاة؟ الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وقد شرعها الله على عباده لتطهيرهم من الذنوب والخطايا، ولزيادة نمو المجتمع من خلال مساعدة الطائفة الصغيرة من الناس وتحقيق مراتب العدل بينهم وإعطاء المحروم حقه، وحددت الشريعة مبلغ معين من المال لأصحاب المقدرة، سنتعرف على ذلك من خلال موقع زيادة، وسنُجيب على ما هو حكم الزكاة، عبر السطور الآتية.

ما هو حكم الزكاة؟

ذلك وفقًا لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ لِمن استَطاعَ إليهِ سَبيلا“، وهذا ما يُبين أن الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الثالث.

أجمع العلماء وأئمة المسلمين على أن الزكاة فريضة فرضها الله على عباده، ولا يُمكن لأحد أن ينكر ذلك، وقد شرع الله الزكاة لأسباب كثيرة، منها أنها تساعد المرء على دخول الجنة، واستدلوا على ذلك من كتابه الكريم فقال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.

كما أجمع جمهور العلماء على أن مرتبة الزكاة أفضل من الصدقة، وذلك لأن الزكاة فرض، أما الصدقة فهي تطوع من العبد، واستدوا على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه“.

بالإضافة إلى أنها تطهير لنفس المسلم من الرجس والشيطان، ودليل على ذلك قول الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ“.

اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام القضاء

ما حكم مانع الزكاة؟

استكمالًا بالتعرف على ما هو حكم الزكاة، وأنها فرض بإجماع أئمة المسلمين، إذن فما حُكم من يمتنع عن أدائها؟ ذكر العلماء أن من أنكر وجوب الزكاة فقد كفر بما أُنزل على محمد، إلا أن يكون الشخص جديدًا في إسلامه، أو يعيش في بادية في الصحراء فبعيد عن أهل العلم، ففي هذه الحالة لا يؤاخذ على نكرانه للزكاة حتى يعلم.

أما إن أصر الشخص على إنكاره لفرضية الزكاة، فقد عده علماء المسلمين من الكافرين المرتدين عن دين الإسلام، أما من امتنع عن أداء الزكاة عمدًا بسبب بخله، فاختلف العلماء في حكمه قال البعض إنه كفر، وهذا في رواية الإمام أحمد بن حنبل، والبعض الآخر قال إنه لا يكفر، ولكنه قد جاء بكبيرة من الكبائر في تركها.

أكد العلماء على ذلك بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عقوبة مانع الزكاة حين قال: (حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ)، في الحديث أن العبد يرى سبيلًا إلى الجنة، لذلك هو ليس بكافر؛ لأن الكافر لا يرى سوى سبيله إلى النار.

ذكر الله تعالى عقوبة شديدة لمانع الزكاة، الذي يبخل بأمواله ولا ينفقها في سبيل الله، ويحتفظ بها لنفسه حتى يصل إلى الثراء، حيث قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ).

من تجب عليه الزكاة؟

بعد التطرق إلى معرفة ما هو حكم الزكاة، لابُد من التعرف على صفات من وجب عليهم أداء الزكاة، وذلك لأن الله لم يفرض أداء الزكاة على كُل عبادة، وهم:

  • تجب الزكاة على المسلم البالغ العاقل الذي يعلم بفرضية الزكاة، فعليه إخراجها ولا عذر له.
  • كما تجب على السيد الحر وليس العبد، ولكن لم يعد في زمننا هذا من هم عبيد، حيث انتهى ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

شروط وجوب الزكاة

ذُكر في الشريعة الإسلامية بعض الشروط الواجبة على المسلمين لقبول الله تعالى الزكاة من عبده، وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:

  • أن يكون المخرج للزكاة مسلم، فهي لا تجوز على الكافر.
  • لابُد أن يكون المال المخرج قد بلغ النصاب، ويظل محتفظًا بالمال مقدار سنة شمسية أو ميلادية واحدة، أي 365 يومًا، أو سنة قمرية كاملة أي مقدار 354 يومًا.
  • يزداد الماء كل حين والآخر، أي أن يكون مال الزكاة ناميًا.
  • يجب ألا يكون المال على قدر حاجة الشخص، وأن يكون زائدًا عن حاجته.
  • إذا كان لديه مانع يمنعه عن أداء الزكاة فلا يُخرجها، أي إذا كان لديه ديون يقوم بتسديدها.
  • يجب أن يكون المال من الأموال التي تجب الزكاة مثل المال ناميًا، كأن يقوم الشخص بإشغاله في التجارة.

اقرأ أيضًا: الزكاة أحكامها ومقاصدها

نسبة الزكاة من المال

بعد الإلمام بما هو حكم الزكاة، يجدر بنا الإشارة توضيح النسبة المقدرة من المال، لكن تختلف النسبة وفقًا لحساب الفرد لسنة الحول على ماله، ونوضح ذلك من خلال ما يلي:

  • إذا قام الشخص بإخراج زكاته وفقًا للسنة الشمسية أو الميلادية أي مقدار 365 يومًا، فيخرج زكاته بنسبة 2.577%.
  • أما إذا كانت سنة ميلادية كبيسة أي 366 يوم، فتخرج الزكاة بنسبة 2.5775%.
  • إذا قام الإنسان بإخراج زكاته وفقًا للسنة القمرية أي مقدار 345 يومًا، فتكون نسبة الزكاة 2.5%.

أصول وأموال لا تجب فيها الزكاة

لم يشرع الله تعالى أداء الزكاة من كافة الأشياء أو الأموال، بل حرم بعض الأموال والأصول أداء الزكاة من خلالها، وهي المتمثلة في الآتي:

  • الزكاة لا تجب في الأموال العامة، أو فيما يتم استخراجه من الأراضي المملوكة للدولة.
  • كذلك لا تجب لدى الأموال الخاصة بصناديق التأمينات التابعة للمؤسسات العامة.
  • يتجنب أداء الزكاة من الأموال الخاصة بالعهدة المالية، أي الأموال المرصدة التابعة للمؤسسات الخيرية، والعلمية، والاجتماعية.
  • لا تجب في الأموال الموقوفة خيريًا، بينما تجب في الأموال الموقوفة وقفًا أهليًا.

اقرأ أيضًا: حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها ما هو؟

الحكمة من مشروعية الزكاة

بعد أن قُمنا بإيضاح ما هو حكم الزكاة، ومعرفة أنها فرض من الله تعالى، ولكنه لم يشرعها حتى يضيق على نفوسنا، ولكنه فرضها لحكم عظيمة قد يتغافل الإنسان عنها، ونوضح الحكمة من ذلك من خلال النقاط التالية:

  • تطهير النفس الإنسانية من الرجس، والبخل والشح، فالزكاة تجعل الشخص سيدًا على ماله لأنه ينفق منه، ولا تجعله عبدًا للمال.
  • الزكاة تساعد على تقليل الجرائم، مثل السرقة والسطو، وذلك لأن معظم السرقة تكون بسبب الفقر، والحاجة، فإخراج المال لِمن يحتاجه، تقلل من هذه الجرائم.
  • نشر السلام والعطف بين الأغنياء والفقراء، فلا يكون هناك حقد أو بغض بينهم؛ لأن كلًا منهم يؤدي حقه.
  • الزكاة تعود المسلم على إيصال الأمانات إلى أصحابها، وتنشر التكافل والتضامن الاجتماعي بين الناس، كما أنها تكفر عنه ذنوب العبد، وترفع درجته في الجنة.
  • إذا قام كل شخص بإخراج زكاة ماله فهذا سيؤدي إلى تقليل نسب الفقراء في المجتمع، فسوف يصلون إلى درجة التوسط، ولم يصبح بعد ذلك من يتفضل على الآخر.
  • من أهم حكم الزكاة، هو تحقيق المودة والإخاء بين الأشخاص، وقد جعلنا الله أمة متفاوتة في الرزق، فلا يوجد شخص يشبه شخصًا آخر في مقدار رزقه، لذلك فرض الله الزكاة.
  • الزكاة تعلمك عدم نسيان شكر الله على نعمة المال.
  • هي سبب في نزول رحمة الله جل وعلا، والدليل على ذلك قوله في كتابه (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ).

فرض الله علينا عبادات تُطهَر بها قلوبُنا، وتشفي ضيق أنفسنا، فقد قدر الله كل شيء بحكمته ولطفه، وجعل الزكاة فريضة على كل مسلم إخراجها، كما جعلها سبب من أسباب دخول الجنة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.