ما هو حكم الوقوف بعرفة
ما هو حكم الوقوف بعرفة؟ وما فضل يوم عرفة؟ فيوم عرفة يعد من أفضل الأيام عند الله، وهي من أسعد الأيام التي تمر على المسلم في عامه، ويجب على كل مسلم أن يعرف حكم الوقوف بعرفة وليس الحاج فقط؛ لذلك من خلال موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال “ما هو حكم الوقوف بعرفة؟”.
ما هو حكم الوقوف بعرفة
إن شهر ذي الحجة من أفضل الشهور عند الله وهو من الأشهر الحُرم، وفي هذا الشهر يوم من أفضل الأيام، وهو يوم التاسع من ذي الحجة، أي يوم عرفة، اليوم الذي يجتمع فيه عباد الله من الحجاج جميعًا في مكان واحد.
فيمكننا أن نعتبر هذا اليوم صورة مصغرة لليوم الذي سيجمع الله فيه عباده في مكان واحد لحسابهم، لكن في يوم عرفة يقف عباد الله ويجتمعون ليغفر لهم ذنوبهم، فيرجعون بصفحة بيضاء لا يوجد بها أي ذنوب.
فللإجابة على سؤالنا ما هو حكم الوقوف بعرفة؟ يجب أن نقرأ قول الله عز وجل “فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ”
فمن هذه الآية نستنتج حكم الوقوف بعرفة من القرآن، وقد عرفنا أيضًا حكم الوقوف بعرفة من السنة النبوية الشريفة، فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه “الحج عرفة”.
فمن القرآن والسنة نعرف إجابة سؤال، ما هو حكم الوقوف بعرفة؟ فالوقوف بعرفة حكمه أنه ركن أساسي كي يتمم الحاج حجه، وبدون الوقوف بعرفة لا يصح الحج.
اقرأ أيضًا: حكم صيام يوم عرفة
الفرق بين عرفة وعرفات
بعدما عرفنا ما هو حكم الوقوف بعرفة، سنتطرق إلى أمور أخرى من المحبب والمفضل للمسلم أن يتعرف عليها، فسنعرف معًا الفرق بين عرفة وعرفات، كما أننا سنتعرف معًا على الشروط الواجبة للوقوف بعرفة.
المستحبات والسنن التي ينبغي على المسلم فعلها يوم عرفة سنذكرها أيضًا، ولكي تكتمل معلوماتنا سنعرض المكروهات التي يجب على الحاج تركها يوم الوقوف بعرفة.
فنعرّف يوم عرفة بأنه يوم التاسع من ذو الحجة، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج في منطقة تبعد عن مكة 23 كيلو متر شرق مكة المكرمة تقريبًا.
أما للتفرقة بين يوم عرفة وعرفات، فقد قيل إنهما لهما نفس المعنى، ويراد الإشارة لاسم المكان الذي يقف به الحجاج، وقيل أيضًا أن المقصود بعرفات هو اسم الجبل، أما عرفة فالمقصود به اليوم نفسه، وهو يوم الوقوف بجبل عرفات.
فلفظ عرفات قيل في تعريفه أنه اسم في لفظ الجمع، أي أنه لا يُجمع، وقد تم تفسيره أيضًا على أنه جمع للفظ عرفة، أي أن كل قطعة في الجبل تسمى بعرفة وجمعها عرفات.
فضل يوم عرفة
سأل رجل يهودي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقال له يا أمير المؤمنين توجد آية في القرآن، لو نزلت علينا لاتخذناها عيدًا، فقرأ أمير المؤمنين “اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا“، وقال لقد عرفنا هذا اليوم، ومكان نزولها على الرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم، وهو قائم بعرفات يوم جمعة.
من الأحاديث التي يعرفنا فيها الرسول بفضل يوم عرفة قوله “صيامُ يومِ عَرَفةَ، أحتسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَة التي قَبْلَه، والسَّنةَ التي بَعْدَه”، ففي هذا الحديث يذكر لنا الرسول فضل هذا اليوم باحتسابه على الله أن يكفر عنا ذنوب السنة الماضية، والسنة القادمة، فسبحان الله، يا له من فضل عظيم لهذا اليوم، صيام يوم واحد يكفر عنا ذنوب سنتين، سنة مضت وسنة قادمة.
يوم عرفة في السنة النبوية
حديث آخر للسيدة عائشة روته عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال “ما مِن يومٍ أكثَرَ مِن أن يُعْتِقَ اللهُ فيه عبدًا مِنَ النَّارِ، من يومِ عَرَفةَ، وإنَّه لَيَدْنو، ثم يُباهِي بهم الملائكةَ، فيقول: ما أرادَ هؤلاءِ؟“.
ففي هذا الحديث يذكر لنا الرسول أن ربنا يباهي بالحجيج يوم عرفة ملائكته، ويسألهم ما أراد هؤلاء، والمقصود من السؤال ترك هؤلاء الناس بلادهم وقاموا بصرف أموال كثيرة، وتكبدوا عناء الحج، وتحملوا المشاق والتعب فماذا أرادوا من وراء ذلك إلا المغفرة.
فما طلبوه أجابه الله لهم، وغفر لهم، والدليل على أن الله غفر لهم هو مباهاة الله الملائكة بهم بعد التوبة والمغفرة.
من الأحاديث التي تثبت لنا فضل الأيام العشر، وليس يوم عرفة وحده هو حديث ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلم “ما العمَلُ في أيَّامِ العَشْرِ أفضَلَ مِنَ العَمَلِ في هذه قالوا ولا الجهادُ؟ قال ولا الجهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلم يرجِعْ بشيءٍ“.
أما في هذا الحديث يخبرنا الرسول بفضل الأيام العشر من ذي الحجة، ففضلها يفوق الجهاد، وما يعادلها هو أن يخاطر الرجل بنفسه وماله، فيضحي بماله ويفقده، وتفيض روحه بجهاده في سبيل الله، فهذا بيان لعظيم شأن هذه الأيام عند الله.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ يوم عرفة ومتى ينتهي؟
شروط الوقوف بعرفة
اشترط العلماء أن يكون الوقوف بعرفة في أرض عرفات ولا مكان غير ذلك، فقد قال الرسول “ووقفتُ ههنا، وعَرَفةُ كلُّها مَوقِفٌ“، وقد أجمع العلماء أن الحج لا يصح بدون الوقوف بعرفة، ويصح الحج عند الوقوف بأي مكان من عرفات.
فلكّي نعرف المكان الصحيح للوقوف بعرفة يجب أن نعلم الحدود التي عرفّنا بها العلماء لعرفات، وهو ما سنعرضه لكم في السطور القادمة.
حدود عرفات
حدد العلماء عرفات بأربعة حدود، فحد عرفات الغربي وادي عُرنة، ويبدأ امتداد هذا الحد عند التقاء وادي وصيق إلى وادي عُرنة إلى أن يصل بمحاذاة جبل نمرة.
فهذا الحد يبلغ طوله 5 كيلومتر، زمن الجدير بالذكر أن هذا الوادي يعتبر فاصل بين عرفات والحرم، ولا يعد جزءً منهما.
أما حد عرفات الشمالي، هو عند التقاء وادي عُرنة بوادي وصيق، عند سفح جبل سعد.
ننتقل إلى حد عرفات الجنوبي ويقع ما بين جبال عرفات الجنوبية وبين وادي عُرنة، وحد عرفات الشرقي، هو الجبال المقوسة على ميدان عرفات، والتي تبدأ من الثنيَّة التي تصل إلى طريق الطائف، وتستمر هذه السلسلة من الجبال وصولًا إلى جبل سعد
فلتسهيل على الحجيج تم وضع علامات حول عرفات لتبيان الحدود التي ينبغي الانتباه لها.
حكم الوقوف بوادي عُرنة
اتفقت المذاهب الأربعة على أنه لا يجوز الوقوف بوادي عُرنة والذي يعرف أيضًا بمسجد عُرنة، وقد بين لنا الرسول هذا الأمر بقوله ” ارفعوا عن بَطْنِ عُرَنةَ” وهذا أمر من الرسول بعدم الوقوف بوادي عُرَنة؛ لذلك من وقف بوادي عُرنة لا يعتبر حجه صحيح.
حكم النزول بنمرة وهل هي من عرفة؟
نمرة من المستحب أن ينزل بها الحاج بعد زوال الشمس، قبل نزوله بعرفة في حالة ذهابه من مِنى، واتفقت المذاهب الأربعة على أن نمرة ليست جزء من عرفات، ولا هي جزء من الحرم أيضًا.
فمن السنة أيضًا عدم دخول عرفات قبل زوال الشمس، أي بعد صلاة الظهر، وصلاة العصر جمعًا.
حكم من لا يعلم أنه واقف بعرفة وهو واقف بها
من كان محرمًا في وقت الوقوف بعرفات، وهو لا يعلم أنه يقف بعرفات، فوقوفه صحيح، حيث إنه في ركن الوقوف بعرفات لا يشترط فيه النية حتى يصح، وهو مثله مثل الصيام يصح في حالة النوم أو الإغماء، وقد اتفقت على ذلك المذاهب الأربعة.
اقرأ أيضًا: فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج
بداية وقت الوقوف بعرفات
اتفقت المذاهب الأربعة على أن وقت الوقوف بعرفة أوله عند زوال شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، كما أن نبينا صلى الله عليه وسلم قد وقف بعدما زالت الشمس، وكذلك فعل الخلفاء الراشدين من بعده، ومن بعدهم، ولم ينقل عن أحد أنه قد وقف قبل أن تزول الشمس.
آخر وقت للوقوف بعرفات
وقت الانتهاء من الوقوف بعرفات هو عند طلوع فجر يوم النحر، فإن أتي الحاج إلى عرفات بعد فجر يوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر، فحجه غير صحيح، وفاته الحج في عامه هذا.
قدر الوقوف بعرفات
من وقت زوال شمس اليوم التاسع من ذي الحجة إلى فجر اليوم العاشر، من وقف بعرفات مقدار لحظات في أي وضعية كانت سواء كان جالسًا أو راكبًا، أو كان قائم فوقوفه صحيح، وهو متفق عليه بين الشافعية، والحنابلة، والحنفية.
من وافا عرفات نهارًا
من وافا عرفات نهارًا يجب عليه الوقوف إلى الغروب، ولا يجوز له أن ينزل من عرفات قبل غروب الشمس، وإن فعل ذلك فوقوفه صحيح، لكن عليه دم، وهذا قول الحنابلة، والمالكية، والمذهب الحنفي.
حكم من دفع قبل غروب التاسع والعودة قبل فجر العاشر
الحاج الذي يدفع قبل غروب الشمس يوم التاسع، ثم عاد مرة أخرى قبل بزوغ فجر يوم النحر، فوقوفه صحيح، وهو قول المذاهب الأربعة، حيث إنه قد استدرك ما فاته، كما أنه من الواجب الإفاضة بعد غروب الشمس، وقد فعل؛ فبذلك يسقط عنه الدم
حكم الوقوف بعرفات ليلًا فقط
من وقف بعرفات ليلة العاشر فقط، فإن وقوفه صحيح، لكن فاتته الفضيلة، ولا شيء عليه.
فقد حدث أن أُناسًا من نجد سألوا رسول الله وهو بعرفة، فأمر مناديا، أن الحج عرفة ومن حضر ليلة جَمع قبلما يطلع الفجر فقد أدرك الحج.
الخطأ في زمن الوقوف بالتقديم أو بالتأخير
إذا أخطأ الجميع في موعد الوقوف، وقد وقفوا في يوم التروية، وهو اليوم الثامن، وكان بإمكانهم أن يقفوا في اليوم التاسع، فوقوفهم غير صحيح.
أما إذا وقفوا يوم النحر وقد أخطأ الجميع أو أغلبهم، فحجهم صحيح، وقد اتفق على ذلك المذاهب الأربعة.
حكم الوقوف بعرفة بغير طهارة
من وقف بعرفات بغير طهارة فوقوفه صحيح، لكن المستحب أن يكون على طهارة، ودليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة “افعلي كما يفعل الحاجُّ غيرَ أن لا تَطُوفي بالبيتِ“، وهذا الحديث يدل على جواز الوقوف بعرفة بغير طهارة جائز
كما أنه من الجدير بالذكر أن نعلم أن استقبال القبلة، وستر العورة ليس من شروط الوقوف بعرفة، وذلك بإجماع العلماء
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل في يوم عرفة
ما يستحب فعله يوم الوقوف بعرفة
توجد بعض الأمور المستحب فعلها يوم فعلها يوم عرفة، وقد اتفق على كثير منها المذاهب الأربعة، وهي كما يلي:
- الاغتسال من الأمور المستحبة عند المذاهب الأربعة.
- من السنن المستحبة أن يسير الحاج من مِنَى إلى عرفات بعدما تطلع الشمس في يوم عرفة.
- من السنة أيضًا أن تكون خطبة يوم عرفة بعد زوال الشمس من نمرة.
- من المستحبات أيضًا أن تكون خطبة يوم عرفة خطبة واحدة عند الذهب الحنبلي.
- يستحب عند مذاهب المالكية، والشافعية، والحنفية، أن تكون الخطبة يوم عرفة خطبتان تفصلهما جلسة خفيفة.
- من السنن المستحبة أن يجمع الحاج الظهر والعصر بعرفات جمع تقديم.
- يجوز لمن صلى منفردًا، أن يجمع ويقصر الظهر، والعصر.
- من السنة الإسرار عند القراءة بصلاة الظهر، وصلاة العصر في عرفات، حتى إذا وافق ذلك يوم جمعة.
- من المستحب أن يكثر الحاج من الذكر، والدعاء، والتلبية.
- يستحب للحاج أن يدفع بعد زوال الشمس إلى المزدلفة، ولا يسرع إلا إذا وجد فجوة.
- من الأمور التي يستحب فعلها عند الدفع، هو أن يدفع الحاج ملبيًا، وذاكر لله تعالى.
ما يكره فعله يوم الوقوف بعرفة
بعدما ذكرنا الأمور التي يستحب فعلها يوم عرفة فيجب علينا أن نعلم أنه توجد بعض الأمور التي يكره أن يفعلها الحاج يوم الوقوف بعرفة، وهي كما يلي:
- من أهم الأمور المكروه أن يفعلها الحاج يوم عرفة، هو الصوم يوم عرفة.
- يكره للحاج أن يتطوع بين صلاة الظهر، وصلاة العصر، وقد اتفق على هذا المذاهب الأربعة.
اقرأ أيضًا: فضائل يوم عرفة
بهذا نكون قد بينّا لكم ما هو حكم الوقوف بعرفة، وقد عرضنا لكم كل ما يخص يوم عرفة من أحكام، وما هو مستحب فعله، وما هو مكروه، والشروط اللازمة للوقوف بعرفة، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.