ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء
كثيرا ما يتساءل الناس عن ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء؟، وذلك لحرصهم الشديد على أداء ما عليهم من صيام طاعة لله عز وجل وامتثال لشريعته، فقد يأتي على الإنسان سواء الرجل أو المرأة أياما في شهر رمضان وقد حل بهم مرضا أو تعبا يحيل بينهم وبين صيامهم هذا ما يجعلهم يفطرون نظرا عدم تحملهم تعب المرض ومشقة الصيام في آن واحد، أو ضرورة شربهم بعلاجهم، وقد يستمر ببعضهم المرض إلى أن يحل رمضان التالي وهو لم يقضوا ما عليهم من صيام الأيام التي فطروها في رمضان الماضي، وهنا تكثر أسئلة الناس فيما يخص نظرة الأحكام التشريعية في هذا الموضوع، سوف نعالج في مقالنا هذا جميع النقاط المهمة المتعلقة بموضوع الصيام والقضاء لمن عليه دين الصيام.
ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء وتعريف الصوم
الصوم ركن من أركان الدين الإسلامي الحنيف وأحد أهم أعمدته،حيث يحتل المرتبة الرابعة في ترتيب أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة والزكاة، وامتثالا لتقوى الله تعالى وطاعته فقد جاء فرض الصيام على المؤمنين في السنة الثانية من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، فلنتعرف على معنى مصطلح الصيام شرعا ولغة.
اقرأ أيضًا : حكم من أفطر في رمضان بدون عذر وما هي الأعذار في الإسلام بخصوص إفطار رمضان
الصيام اصطلاحا:
يحمل مصطلح الصيام عدة معاني اختلفت باختلاف المذاهب الأربعة، ولكل مذهب نظرته في معنى الصيام.
المذهب الحنفي: ينص هذا المذهل أن مفهوم الصيام هو عزم النية في الامتناع عن ثلاثة أمور وهي الأكل والشرب والجماع من قبل شخص مخصوص في وقت مخصوص
المذهب المالكي: يرى هذا المذهب أن مصطلح الصيام يعني أن العبد يمتنع عن شهوة الفرج وشهوة الفم من أول الفجر إلى غروب الشمس أي النهار بأكمله، وذلك بشرط عزم النية في ذلك، ابتغاء لمرضاة الله عز وجل وخضوعا لطاعته
المذهب الحنبلي: يرى الحنابلة أن مفهوم الصيام هو امتناع لشيء معين من قبل شخص معين في وقت مخصوص يسبقه النية في ذلك.
المذهب الشافعي: مفهوم الصيام عند الشافعية هو إمساك شخص معين عن فعل شيء معين في وقت مخصوص
الصيام لغة:
صام، يصوم، صياما أو صوما، و يعرف الصوم على أنه إمساك عن فعل الشيء قولا كان فعلا، وجاءت كلمة الصوم من الفعل صام أي امتنع عن فعل شيء معين، والصوم يكون عن الطعام والشراب، أو عن الكلام عند بعض الناس، ويقال الصيام أو الصوم فكلاهما صحيح في اللغة العربية.
ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء وما هي شروط الصيام:
يقتضي ركن الصوم توفر بعض الشروط في العبد الصائم ليكون الصوم صحيحا، وهنا يرى أهل العلم ما يلي:
1- الإسلام: وهو أول شرط من شروط الصيام، حيث وجل الصيام على المسلم ولا يُلزم به الكافر ولا يقبل منه لقول لله تعالى في محكم تنزيله: ” وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله “، وقوله عز وجل: ” وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا”، أما إذا أسلم في خلال شهر رمضان فوجب عليه صيام من تبقى من الشهر دون قضاء ما فاته وما سبق، وعليه قضاء اليوم الذي أسلم فيه إن كان قد أسلم في النهار، كما لا يلزمه قضاء ما فاته من صوم قبل إسلامه لقول اله تعالى: ” قل للذين كفروا إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف” سورة الأنفال الآية 38.
2- البلوغ: ويقصد به الحلم لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث شريف: ” رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم”، حيث لا يقبل الصوم من مَن لم يبلغوا بعد من بنات أو الأولاد، ولا يجب على الصغير الغير البالغ الصوم لعدم التكليف، أما إذا صام فيعتبر هذا الصيام نافلة ويصح منه، ولا شيء عليه إن أفطر في أي وقت، ومن المستحب أن يصوم من لم يبلغ بعد حتى يكون نوعا من أنواع التعود على الصيام إذا ما بلغ، لقول الرُبيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنها وأرضاها حين فرض صيام عاشوراء: ” كنا نُصَوِّمُ صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ”
3- العقل: وعكسه الجنون، فالمجنون مرفوع عنه القلم حتى يعقل ويفيق، حيث أن الصوم أساسه النية والمجنون لا يرجى منه عزم النية
4- القدرة على الصوم: وعكسها العجز، والمسلم العاجز عن الصيام فعليه القضاء ولا يجب عليه الأداء لقول الله تعالى في محكم تنزيله: ” فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” سورة البقرة الآية 185
ويكون العجز نوعان:
* عجز طارئ: وهو عجز كالمرض الذي يرجى شفاءه، فإذا ما شفي المريض فعليه القضاء
* عجز دائم: كالمريض الذي لا يرجى برءه أي أنه لا يرجى شفاءه من مرضه، أو الشيخ الهرم الذي كبر في السن ولم يعد له المقدرة على الصيام، فعليه في هذه الحالة إطعام مسكين عن كل يوم يفطره.
5- الإقامة: فلا يجب على المسافر الصوم أداءً حتى يزول عذر السفر فيصوم قضاءً الأيام التي أفطرها لقول الله تعالى: ” من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر”
6- الخلو من الموانع: وهذا جزء خاص بالنساء حيث لا صيام للمرأة الحائض أو النافس أداءً بل ولا يجوز لها ذلك مادامت حائضا أو نافسا، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” … أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ فذلك من نقصان دينها”، ويجب عليها القضاء بعد رمضان لقول السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها: ” كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة” رواه مسلم
ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء
كثير من الناس يرتابهم القلق حول حلول شهر رمضان ولم يكونوا قد قضوا ما عليهم من أيام، وخوفا منهم من عدم قبول صيامهم، مما جعلهم يبحثون عن ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء، وفي ما يلي سنذكر حكم الشريعة الإسلامية في ذلك:
اختلف الفقهاء في موضوع القضاء حيث أنه ينقسم إلى مسألتين:
المسألة الأولى: تأخير قضاء رمضان بدون عذر
وهنا يرى المذهب الحنفي والمزني عند الشافعية أن القضاء يكون على التراخي وبدون قيود استدلالا بقول الله تعالى: ” فعدة من أيام أخر” فهذا عام في كل أيام الدهر فعليه القضاء في أي وقت ولا يجب عليه فدية في التأخير، وبالتالي فإن هذا المذهب يرى أنه لا كفارة لمن أخر صيام القضاء حتى وإن حلت رمضانات أخرى
أما المذهب المالكي والحنبلي والشافعي، فيرون أن من كان عليه قضاء رمضان فعليه قضاءه قبل أن يحل عليه رمضان القادم، فإذا أخره لبعد ذلك عليه قضاءه وعليه كفارة كنوع من أنواع الغرامة على التأخير
اقرأ أيضًا : أحاديث عن فضل الصدقة في رمضان
المسألة الثانية: تأخير قضاء رمضان لعذر
إذا كان الإفطار لوجود عذر كالمرض، فالمرض الذي يرجى شفاءه فإن عليه القضاء بعد شفاءه وفي هذه الحالة لا يطعم ولا عليه كفارة، أما إذا كان المرض لا يرجى برؤه ومزمنا أو كبار السن ممن لا يستطيعون الصيام فوجب عليهم الكفارة فقط دون القضاء لقوله تعالى: ” وعلى الذين لا يطيقونه فدية طعام مسكين”
وفي نهاية هذا المقال الذي تطرقنا من خلاله على ما حكم من دخل عليه رمضان وعليه قضاء، نرجو عزيزي القارئ أن نكون قد قدمنا لك العديد من النقاط المهمة التي يسعى الجميع إلى فقهها لما لها من أهمية كبيرة.