ما معنى العلمانية في الاسلام
ما معنى العلمانية في الإسلام، سؤال حير الكثير وشغل أفكارهم، فكثير من الناس قابله هذا اللفظ سواء أكان سمعه في التلفاز أو في الشارع من خلال مناقشة بين اثنين ما مثلًا أو قرأه في صفحة من صفحات الإنترنت، لكن لم يدرك معناه أو علاقته بالإسلام فأغلب الناس لا يعرفون عن العلمانية سوى أنها مذهب من المذاهب ولكن في هذا المقال سيقدم لكم موقع زيادة الإجابة على سؤال ما معنى العلمانية في الإسلام كما يقدم لكم الكثير من المعلومات حول العلمانية ونشأتها وتطورها.
ما معنى العلمانية في الإسلام
العلمانية هي حركة من الحركات الاجتماعية وتهدف إلى الانكباب على الدنيا وشهواتها وجعلها هي الهدف الوحيد في الحياة ومعنى ذلك الاهتمام بالأمور الدنيوية بدلًا من الأمور المتعلقة بالآخرة وتقوم أيضًا هذه الحركة على مبدأ يعمل على فصل كلا من الدين والأفراد الذين يهتمون بالدين عن السلطة السياسية والحكومة بالإضافة إلى أن الدولة لديهم ليس لها الحق في إلزام المواطنين الموجودين بها باعتناق دين معين وباختصار فإن العلمانية مصطلح يعنى عدم تدخل الدولة في أي أمر من الأمور الدينية، ويجب على الدولة أيضًا أن لا تخضع لأي مؤسسة دينية في حال تنفيذ الأنشطة التي تقوم بها الدولة أو اتخاذ أي قرار.
اقرأ أيضًا : ما هي الشيوعية والاشتراكية والفرق بينهما بالنسبة للفرد والمجتمع
نشأة العلمانية
في عام 1851 ميلاديًا، ظهرت ولأول مرة كلمة العلمانية وذلك بواسطة الكاتب البريطاني “جورج هوليوك”، لكن هذا الكاتب لم يضع الفكر والقواعد التي ستندرج تحت هذه الكلمة أو هذه الحركة، بل قام بذكر ما قام الفلاسفة بقولة من قبل حول السلطات والدولة والدين، حيث قام الفيلسوف “مارسيل” بالدعوة إلى الفصل بين الدولة والدين في أوروبا وذلك كان في القرن الثالث عشر، ومن بعد ذلك زاد انتشار مصطلح العلمانية في عصر النهضة فكتب الكثير والكثير من الفلاسفة عن ضرورة فصل الدولة عن الدين من ناحية الأنشطة واتخاذ القرارات والأعمال المختلفة، وتطور بعد ذلك في القرن السابع عشر فأصبحت فكرته الأساسية تقوم على أن الدين يقوم بتحويل قوانين الدولة إلى قوانين تأديبية فقط ولا تعد قوانين رادعة.
أهم وأبرز الدعاة إلى الحركة العلمانية في العالم العربي
هناك الكثير من الفلاسفة العرب الذين دعوا إلى هذه الحركة وهذه أسماء أبرز هؤلاء الدعاة:
- أحمد لطفي السيد
- سوكارنو
- إسماعيل مظهر
- طه حسين
- سوهارتو
- عبد العزيز فهمي
- ميشيل عفلق
- أنطون سعادة
- قاسم أمين
- مصطفى كمال أتاتورك
- نهرو
- مراد وهبة، ويوجد غيرهم الكثير والكثير
اقرأ أيضًا : ما هي الفاشية؟ وما هو أصل نشأة وتاريخ الفاشية؟ والفرق بين الفاشية والدكتاتورية
المبادئ التي تقوم عليها العلمانية
تقوم العلمانية على عدد من المبادئ والأساسيات ومنها:
- الاهتمام بالحياة الدنيا بدون النظر إلى الأخرة.
- الأساس الذي قوم عليه التشريع يجب أن يكون معتمدًا على المصلحة الخاصة والعامة فقط لا غير، وذلك بغض النظر عن الحكم الشرعي.
- عدم معرضة العلمانيين للدين بل هم منفصلون عنه في الأحكام والقرارات.
- أخذ المناهج والأنظمة اللادينية عن الغرب.
- تقديم مبدأ النفعية (البرجماتية) في كل الأمور الموجودة في الحياة.
- فصل الدين عن السياسة فلا يحق للحكومة أو غيرها من السلطات السياسية التدخل في أي أمر من الأمور الدينية.
- الزعم بأن الإسلام لم يصبح يصلح للعصر الحديث.
- الشك في حقيقة مبادئ الإسلام والقرآن الكريم والسنة النبوية.
- الزعم بأن دين الإسلام أصبح لا يلائم الحضارة، أن هذا الدين يدعو إلى التخلف.
- هدم كيان الأسرة باعتبار أن الأسرة هي نواة كل المجتمعات في البنية الاجتماعية نتيجة نشر الفوضى الأخلاقية.
- الحياة تكون قائمة تحت أمر العقل والتجريب وعلى أساس العلم المطلق.
- الاعتماد على مبدأ الميكافيلية في فلسفة السياسة والأخلاق والحكم.
- بعض العلمانيون ينكرون وجود الله عز وجل والبعض الآخر يؤمن به لكن يؤمنون بعدم وجود أي علاقة بين حياة الإنسان والله.
- عمل حاجز كبير بين عالمين العالم الأول هو عالم الروح والعالم الثاني هو عالم المادة.
- الدعوة إلى تحرير المرأة بناءً على الأسلوب الغربي.
- الزعم بأن الفقه الإسلامي تم أخذه من القانون الروماني.
- تربية الأجيال تربية لا علاقة لها بالدين.
المراحل التي مرت بها العلمانية
تعددت المراحل التي مر بها الفكر العلماني فقد مر هذا الفكر بثلاثة مراحل أساسية وهم:
- مرحلة التحديث: وفي هذه المرحلة سيطر الفكر النفعي بشكل عام على العلمانيين.
- مرحلة الحداثة: زاد في هذه المرحلة سيادة الفكر النفعي لن تستمر هذه المرحلة طويلًا حيث تميزت بوقتها القصير.
- مرحلة ما بعد الحداثة: سيطر التعلق بالأمور الحياتية والدنيوية في هذه المرحلة سيطرة كبيرة وبعدوا عن الأمور الخاصة بالدار الآخرة.
اقرأ أيضًا : اهمية علم اصول الفقه بالنسبة للفقه الإسلامي
العلمانية والإسلام
بالنسبة إلى الإسلام تعتبر هذه الحركة غير صحيحة بالمرة بل إنها أيضًا تحرض على الفساد والانشغال بالدنيا وملذاتها عن الدار الأخرة وعدم الاهتمام بالأخرة، ويمكن أن يصدق على العلمانيين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ.” رواه مسلم.
ومن يعتقد أن الشريعة الإسلامية لا تصلح في الأمور المتعلقة بالحياة الدنيا، أو أن الدين الإسلامي يصلح في فترات وفترات مع تغير الزمن أو أن هذا الدين لا يتواكب مع الحضارة ويدعو إلى التأخر والتخلف يجب إعلامه بحقيقة الأمر وشرح الموضوع له ببساطة وبدون تعقيد ولا تشدد فإن تاب وعاد إلى الله أصبح خير لهم وإن ضل على اعتقاده وثبت كفره وارتداده عن الدين الإسلامي مهما فعل من فعل أو قال من كلام، وفي الأسطر التالية فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ.” (سورة البقرة، أيه رقم 208)، وقال جل وعلا: ” شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ” (سورة الشورى، أيه رقم 13)، كما سبحانه: “وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (من سورة آل عمران، أيه رقم 85).
أما عن حكم الإسلام في هذا الأمر فقد قال الله سبحانه وتعالى في وصف اليهود: “أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” (سورة البقرة، أيه رقم 85) وهذا ما يفعله العلمانيون، فيأخذوا ما يناسبهم أو يريدونه من كلام الله ويتركون ما لا تهواه أنفسهم وجزائهم النار وبئس المصير حيث أنهم لا يريدون إلا زينة الحياة الدنيا ذلك جاء في قول الله تعالى: ” مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ”
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال من موقع زيادة والذي قدمنا فيه لكم الجواب على سؤال ما معنى العلمانية في الإسلام كما عرضنا لكم الكثير من المعلومات حول العلمانية ونرجو أن نكون قد أفدناكم.