ما الفرق بين الرحمن والرحيم

ما الفرق بين الرحمن والرحيم؟ ما هي صفات كل اسم؟ حيث يعد الرحمن والرحيم من أسماء الله الحسنى، والتي أيضًا تم ذكرها في العديد من مواضع القرآن الكريم، ليتبين لنا عظمة وقدرة الله في الرأفة بعباده، لذلك سنعرض لكم من خلال موقع زيادة ما الفرق بين الرحمن والرحيم.

ما الفرق بين الرحمن والرحيم؟

يوجد فرق بين كلمتي الرحمن والرحيم، حيث تعد كلمة الرحمن أعم وأشمل من كلمة الرحيم، فالرحمن هي صفة من صفات الله عز وجل والتي تعني فرط رحمة الله التي تحتوي على جميع مخلوقاته، سواءً كانت هؤلاء المخلوقات مؤمنين بالله عز وجل أو غير وغير مؤمنين به، وتظهر كلمة رحمن في قوله تعالى:

(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [سورة طه: الآية 5].

أما الرحيم التي تعد أيضًا من صفات الله عز وجل وأسمائه الحسنى فتدل على من تشمله الرحمة سواء كان إنسان أو حيوان أو غير ذلك من المخلوقات على الأرض، ولكن يجب أن تكون مؤمنة بالله عز وجل لا سواه، ويظهر ذلك في الآية الكريمة: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [سورة الأحزاب: الآية 47]

اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

اسم الرحمن

في صدد التعرف إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نذكر لكم أن الرحمن هو من الأوصاف التي تقتصر فقط على الله سبحانه وتعالى، ومعناه ذو الرحمة التي لا يوجد بعدها رحمة، حيث إن رحمة الله وسعت كل شيء، هو الذي يقضي على الهم والكرب، ويعطف على عباده من خلال العديد من الأمور مثل الهداية إلى الإيمان.

الرحمن يعني أن الله عز وجل يقوم بإسعاد عباده في الآخرة، وينعم على العباد بشكل لا يمكن أن يتخيلوه، كما أن هناك سورة كاملة أتت باسم الرحمن في القرآن الكريم حيث قوله تعالى: (الرَّحْمَٰنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ) [سورة الرحمن: الآيات 1-2].

يقول ابن عباس أن كلمة الرحمن تدل على رأفة الله تعالى بعباده في الدنيا والدين، كما أن الغيث هو رحمة الله تعالى لنا، وقيل إن كلمة الرحمن أبلغ من كلمة رحيم بسبب كثرة حروفها، والمبالغة في كلمة رحمن تأتي بسبب ثرة الأفراد المشمولين من الرحمة وأفراد المرحوم، أو تظهر في كيفية تخصيص جميع النعم ذات الأصل المستمر.

يتم تقديم كلمة الرحمن عن كلمة الرحيم في البسملة بسبب اختصاص الله تعالى بها، وهو اللفظ الذي لا يطلق إلا على الله عز وجل لا غيره سواه.

يتم ذكر اسم الرحمن في البسملة حيث قول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ “، ويتم قول البسلمة قبل قراءة جميع سور القرآن الكريم عدا سورة التوبة.

تم ذكر كلمة الرحمن في القرآن الكريم سبعة وخمسين مرة، وفي ست مرات اقترن اسم الرحمن باسم الرحيم، وفي بقية المواضع لم يقترن اسم الرحمن بأي اسم آخر، حيث قول الله تعالى:

(تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [سورة فصلت: الآية 2]

ذكر اسم الرحمن في السنة النبوية

تم ذكر اسم الرحمن في الأحاديث الشريفة، حيث ذكر من خلال عبد الله بن مسعود عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:”الخيلُ ثلاثةٌ ففرسٌ للرحمنِ وفرسٌ للشيطانِ فأما فرسُ الرحمنِ فالذي يرتبطُ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ فعلفُه وبولُه وروثُه وذكر ما شاء اللهُ وأما فرسُ الشيطانِ فالذي يُقامَرُ عليه ويُراهنُ وأما فرسُ الإنسانِ فالفرسُ يرتبِطُها الإنسانُ يلتمسُ بطنَها فهي سترٌ من فقرٍ“.

إنكار المشركين لاسم الرحمن

في صدد التعرف إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نوضح لكم أنه توجد العديد من الحوادث التي تبين لنا كيف قام المشركين بإنكار اسم الرحمن الذي يعد من أسماء الله عز وجل، ومن تلك الحوادث ما يلي:

  • قيام سهيل بن عمرو بإنكار اسم الرحمن في صلح الحديبية، وذلك عندما دعاه الرسول –عليه الصلاة والسلام- ليقوم بكتابة الصلح، فقال الله الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يكتب “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ” فاستنكر سهيل ذلك، وقال للرسول-عليه الصلاة والسلام- بأنه من ذلك الرحمن الذي لا ندري عنه.
  • في رواية السعدي يذكر أن المشركين قالوا بكل جحود ما الرحمن، زاعمين الفساد بأنهم لا يعرفونه، وقالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كيف يقوم بنهينا عن أن نتخذ آلهة أخرى مع الله وهو يقوم بدعوة إله آخر يقول له يا رحمن.

من تلك الحادثة أنزل الله تعالى قوله الكريم:

(قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلً) [سورة الإسراء: الآية 110].

معنى اسم الرحيم

في صدد التعرف إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نذكر لكم أن اسم الرحيم هو من أسماء الله الحسنى، ويعني أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء، ويقتصر هذا الاسم على الله عز وجل لا سواه، حيث لا يمكن أن يسمى شخص بالرحيم.

يعد اسم رحيم من الأسماء التي تأتي على وزن فعيل، حيث إن الله تعالى يرحم جميع عباده، ويدل الاسم على ذات الله عز وجل، وعلى صفة الرحمة التي يختص بها سواه من جهة الوصف، ويأتي ذلك في الآية الكريمة:

(وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [سورة الأنعام: الآية 54].

يشير اسم الرحيم إلى ان الله سبحانه وتعالى خلق جميع المخلوقات في أرضه لكي يسعدها ويرحمها، حيث قال الله تعالى:

(وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة هود: الآية 41]

تم ذكر اسم الرحيم في البسملة حيث ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ” ويتم ذكر البسملة قبل البدء في قراءة سور القرآن الكريم عدا سورة التوبة.

اسم الرحيم في القرآن الكريم

في إطار التعرف إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نذكر لكم أن اسم الرحيم تم ذكره في القرآن الكريم مقترنًا باسم الرحمن خلال ستة مواضع، حيث قوله تعالى: (تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [سورة فصلت: الآية 2]

أما في مواضع أخرى فقد اقترن اسم الرحيم بأسماء أخرى من أسماء الله الحسنى وهي: الغفور، الرؤوف، الودود، التواب والعزيز، لأن التي يدل عليها اسم الرحيم هي رحمة خاصة تلحق جميع المؤمنين، على عكس الرحمن التي تشمل جميع المخلوقات المؤمنة بالله عز وجل وغير المؤمنة به، يظهر ذلك في القرآن الكريم من خلال الآيات الكريمة حيث قوله تعالى:

(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) [سورة الحجر: الآية 49-50]

اقرأ أيضًا: آيات عن رحمة الله من القرآن الكريم

السنة النبوية واسم الرحيم

من خلال سرد ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نشير إلى أن اسم الرحيم تم ذكره في بعض الأحاديث الشريف، ومنها ما يلي:

  • عن أبي بكر الصديق قال للرسول –صلى الله عليه وسلم-:” عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ” رواه البخاري، ويشير هذا الحديث إلى أن الإنسان يقصر في بعض الأحيان في حق الله تعالى، ويرتكب الذنوب والمعاصي، وهذا الحديث هو دعاء يجمع العبادات التي تخفف من ذنوب الفرد لأن الله تعالى رحيم ورحمته تسع كل شيء.
  • قيل عن ابن عمر في الحديث الشريف:” إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ:ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُرواه عبد الله بن عمر، ويشير الحديث الشريف إلى أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- كان كثير الاستغفار بالله عز وجل، حيث إن اغفر لي تعني أن يقوم الله تعالى بمحو الخطايا، وتب علي تعني أن يقبل الله عز وجل التوبة فهو الرحيم الذي يفتح باب التوبة لأي فرد في أي وقت.

أقوال العلماء حول اسم الرحيم

من خلال تعرفنا إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نذكر لكم أقوال العلماء حول تلك الكلمة، حيث يقول عبد الرحمن بن ناصر السعدي أن كلمات الرحيم والرحمن والوهاب والجواد والرؤوف والبر والحكيم، تقترب معانيها، وجميعها توصف الله تعالى بانه جواد وكريم ويوجد لديه الرحمة.

جميع الأسماء السابقة تدل على سعة رحمة الله عز وجل التي منحها لجميع مخلوقاته على أساس ما تقتضيه حكمته، وكانت تلك الرحمة خاصة بالمؤمنين به بشكل أكبر عن غيرهم من المخلوقات التي لا تؤمن بالله عز وجل.

قام الله تعالى أيضًا كدليل على أنه رحيم، بتخصيص نعمه وإحسانه على جميع المؤمنين به، ومنحهم خيراته وكرمه في الدنيا والآخرة.

تم ذكر ذلك في القرآن الكريم حيث قول الله تعالى:

(وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [سورة الأعراف: الآية 156]

مظاهر الرحمة على الإنسان من قبل الله عز وجل

بعد التعرف إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نذكر لكم مظاهر رحمة الله تعالى على الإنسان في الحياة، وسوف نتناول تلك المظاهر في النقاط التالية:

  • تم خلق الإنسان في أفضل صورة، وأنعم الله عليه بالنعم التي لا يمكن عدها وإحصائها، وانفرد الإنسان عن باقي المخلوقات بأن خُلق له العقل ليفكر ويتدبر في حكمة الله وعظمة خلقه، ويقوم بالتمييز بين النافع والضار، وبين الخير والشر.
  • جميع مخلوقات الله تعالى في الأرض هي لمصلحة الشر جميعًا ولكي تنفعهم في القيام بمهام الحياة، رزق الله تعالى البشر من طيباته، وبسط لهم العيش وسهله في الأرض.
  • من مظاهر رحمة الله تعالى على البشر أنه أنزل الكتب السماوية، وأرسل الرسل إلى جميع البشر وخاتمهم كان النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- فأرشد الناس إلى الصلاح والخير في الدنيا والآخرة.
  • وضع الله تعالى في قلوب البشر جميعًا المودة والرحمة، حيث تحن الأم على أبنائها، والأب على أبنائه، ويحب الفرد أصدقائه، وبالتالي حدوث الترابط الأسري والاجتماعي.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الفاتحة تفسير تحليلي

رحمة الله تعالى على المؤمنين

بعد تعرفنا إلى ما الفرق بين الرحمن والرحيم، نعرض لكم مظاهر رحمة الله على من يؤمنون به عن باقي المخلوقات التي لا تؤمن به، وسوف نعرض تلك المظاهر في النقاط التالية:

  • خلق الله العباد مسلمين، حيث أرسل عليهم رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم- ليكون رحمة لهم، حيث تعد رسالة الإسلام هي رسالة صلاح تقوم بتحقيق الخير والسعادة لمن يتبعها.
  • قام الله عز وجل بملء السماوات بالملائكة الذين يسبحون فيها بحمده، ويقومون بالاستغفار لأهل الأرض.
  • يوجد حملة العرش الذين سخرهم الله تعالى للتسبيح بحمده، ويقومون بالدعاء إلى العباد المؤمنين، ويستغفرون لذنوبهم لحمايتهم من عذاب النار، ويشفعون عند الله عز وجل للمؤمنين لكي يدخلوا الجنة.
  • من مظاهر رحمة الله تعالى بالمؤمنين بأنه يغفر ذنوبهم، ويضاعف حسناتهم، ويدخلهم الجنة في يوم القيامة على أساس إيمانهم وأعمالهم التي تخلو من الفساد.
  • ينال رحمة الله تعالى من يخلص له ويعبده، ويحرص على القيام بالأعمال الصالحة، ويبادر بالاستغفار والتوبة، في حالة الشعور بالتقصير تجاه حق الله تعالى.

تتعدد أسماء الله الحسنى التي تتعدد خصائصها، والتي منها الرحمن والرحيم، اللذان على الرغم من معناهم المتشابه، إلا أن بينهم فروق، وتم ذكرهم في عدة مواضع بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وعلى الناس اللجوء إلى الله عز وجل لتحتويهم رحمته الواسعة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.