ما هو السنا والسنوت
ما هو السنا والسنوت؟ ولماذا هما من النباتات الشهيرة والأكثر طلبًا لدى العطارين ومحلات تجارة الأعشاب؟ وهل حديث رسول الله الوارد فيهما صحيح أم حسن أم موضوع؟
لذا ففي السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال “ما هو السنا والسنوت؟”، كما سنوضح لكم فوائد كلٍ منهما على حِدة.
ما هو السنا والسنوت؟
خلق الله -سبحانه وتعالى- الأرض وأنبت منها الحياة كي تناسب بني آدم، فأخرج من الأرض كل الثمرات التي فيها الشفاء والدواء للإنسان، وفيها ما هو سقم له وحاجة لباقِ المخلوقات، وكل الأعشاب والنباتات تلك تُسقى من ماء واحد.
فقال الله –تعالى- في سورة البقرة الآية الثانية والعشرين:
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ)،
فالأرض تنبت من الثمار الثوم والعدس والبصل، وخلافه، ومن الفاكهة التين، والرمان.
لكن هناك تصنيف مما تخرجه الأرض متفرد لا يتشارك مع أيٍ من التصنيفات السابقة، وهي الأعشاب وهي بعض النباتات التي لا تُثمر، ولكنها تُستعمل لأغراض معينة.
فتوجد أعشاب لطهي الطعام، وتوجد أعشاب علاجية، وفي حالة الإجابة عن سؤال “ما هو السنا والسنوت؟” ستكون الإجابة أنهما من الأعشاب الطبية ذات الفائدة الكبيرة للإنسان، وهو ما يُفسر كونها ذُكرت في حديث عن رسول الله من رواية أم المؤمنين أم سلمة.
“دخَلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: ما لي أراكِ مُرْتَثَّةً؟! فقلتُ: شرِبتُ دَواءً أَسْتمشي به. قال: وما هو؟ قلتُ: الشُّبْرمُ. قال وما لكِ وللشُّبْرمِ؟! فإنَّه حارٌّ، نارٌ عليكِ بالسَّناءِ والسنوتِ، فإنَّ فيهما دواءً مِن كلِّ شيءٍ إلَّا السَّامَ” الحديث ضعفه الهيثمي.
اقرأ أيضًا: هل الشمر هو اليانسون
ما هو السنا وما هي فوائده؟
من أجل عرض الإجابة كاملة لسؤال ما هو السنا والسنوت سنقوم بذكر فوائد كل واحدٍ على حدا، والبداية ستكون في هذه الفقرة بذكر عشبة السنا، وشكلها والأجزاء المستخدمة من هذه العشبة واستخداماتها الطبية، وكيف تستعمل.
عشبة السنا هي عبارة عن أوراق طويلة في الشكل ذات لون أخضر تستعمل بعد قطفها وتجفيفها في الشمس لعدة أيام، وتباع في الأسواق إما بشكلها الكامل الصحيح، أو مطحونة بشكل خشن، أو مسحوق ناعم، ويتم ربها مثل الشاي الأخضر.
أما عن استخدامات عشبة السنا، فهي من الأعشاب التي صرحت هيئة الدواء الأمريكية استعمالها دون روشتة طبية، لكن مع الالتزام بالجرعات الموصى بها، فالأطفال تحت سن 12 سنة 8.5 ملغ في اليوم، والأطفال فوق سن 12 مسموح لهم بجرعة 17 ملغ في اليوم الواحد.
أما البالغين فجرعتهم 28 ملغ، في فترة بعد الحمل تستخدم المرأة 28 ملغ على جرعتين، ولكن يجب الحذر من الآثار الجانبية لهذه العشبة والتي تتمثل في:
- آلام في البطن، والتقلصات الشديدة.
- الإسهال الشديد.
- فقدان سوائل الجسم.
- الشعور بالإغماء بسبب فقد كميات كبيرة من السوائل.
- خلل في حركة الأمعاء ونزيف المستقيم “في حالة الاستخدام طويل الأمد”.
كما يوجد ما يُمنع استخدامه مع عشبة السنا وهو:
- عشبة ذيل الحصان.
- الأدوية التي تحتوي على مركب الديجوكسين، والوافارين، والأستروجين.
- عدم شرب العرق سوس.
- عدم تناول موانع الحمل، أو المواد التي تحتوي على مدرات البول.
الاستخدام الأساسي لعشبة السنا هو علاج حالات الإمساك الشديد، لكن على الرغم من ذلك توجد بعض الحالات التي لا يجب عليها تناول السنا حتى وإن كانت مصابة بالإمساك، وهي:
- حالات الجفاف.
- التهاب الزائدة الدودية.
- أمراض القلب.
- الانسداد المعوي.
- التهاب القولون التقرحي.
اقرأ أيضًا: الفرق بين اليانسون والشمر
السنوت استخداماته والفوائد والأضرار
ذكرنا في خلال عرضنا لإجابة سؤال “ما هو السنا والسنوت؟” أننا سنوضح كل عشبة منهم على حِدة، وفي السطور السابقة قد ذكرنا فوائد عشبة السنا، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم ما هي فوائد عشبة السنوت؟ وهل لها أضرار أو لا؟
السنوت، أو الشمر، أو ما يعرف بالإنجليزية باسم “Fennel” هي من الأعشاب التي تُستعمل في الطهي، وفي الصورة الأولى تظهر بذور الشمر أو بذور السنوت والتي يكون شكلها مقارب للغاية لشكل بذور الكمون.
أما النبتة نفسها فهي تشبه البصل الأبيض، وأوراقها تشبه الشبت، ولبذور السنوت العديد من الفوائد الطبية فهي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية “كل القيم الغذائية حسب عيار كوب من بذور الشمر” كالتالي:
- 360 مللي جرام بوتاسيوم.
- 45 مللي جرام من الصوديوم.
- 838 وحدة من فيتامين أ.
- 15 ملغ من الماغنسيوم.
- 64 من الحديد.
- 4 ملغ من فيتامين ج.
- 43 ملغ من الكالسيوم.
أما من فوائد بذور السنوت ما يلي:
- تعزيز صحة الجهاز الدوري والقلب.
- منظف طبيعي للجسم من الخلايا التي قد تتسبب في الأورام السرطانية.
- تحسين عملية الأيض.
- المساعدة في خسارة الوزن.
- تحسين الوظائف الدماغية.
- تقوية مناعة الجسم لمهاجمة كل الفيروسات كفيروس كورونا.
- يزيد من هرمون الأستروجين لدى النساء.
- يحسن من صحة العظام.
- يعطي البشرة الصحة والنضارة.
- تحسين صحة العيون.
أما عن أضرار بذور السنوت فهي تنتج عن رد فعل تحسسي “حساسية” من بذور الشمر بحد ذاتها، أو من أحد المركبات الموجودة فيها، وقد يتسبب الإفراط في تناول الشمر إلى المشاكل في الكليتين، بسبب ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الجسم.
اقرأ أيضًا: فوائد واضرار القسط الهندي
صحة حديث السنا والسنوت
قد عرضنا عليكم في السطور السابقة فوائد السنا والسنوت، وذكرنا لكم حديثًا روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن السنا والسنوت، وذكرنا أنه ضعيفًا لكن للحديث العديد من الروايات، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم روايتين من روايات الحديث مع توضيح صحتهما.
الحديثين من رواية السيدة أسماء بنت عميس الأول أورده الشيخ ناصر الدين الألباني:
“أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سألها بم تَسْتمْشين قالت بالشُّبرُمِ قال حارٌّ جارٌّ قالت ثمَّ استمشيتُ بالسَّنا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لو أنَّ شيئًا كان فيه شفاءٌ من الموتِ لكان في السَّنا“.
الحديث جاء ضعيف في كتاب ضعيف الترمذي برقم 2081، والراوية الثانية أوردها شعيب بن أرناؤوط في تخريج المسند، والرواية هي:
“قالَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بماذا كُنتِ تستَمْشِينَ؟ قالَتْ: بالشُّبْرُمِ. قالَ: حارٌّ يارٌّ، ثمَّ استَشْفَيْتُ بالسَّنا، قالَ: لو كانَ شيءٌ يَشْفي من الموتِ، كانَ السَّنا، أو السَّنا شِفاءٌ من الموتِ“.
ضعف هذه الرواية أيضًا شعيب بن أرناؤوط، ومن الروايات الثلاثة للحديث بما فيهم الرواية التي وردت عن أم المؤمنين أم سلمة، هي روايات ضعيفة، بل وهناك محدثين ذكروه ضعيفًا جدًا.
فأخرج الذهبي هذا الحديث ضعيفًا جدًا في “تلخيص العلل المتناهية”، في الحديث رقم 329، والشاهد أن ما روي عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في السنا والسنوت لا أصل له في سُنة رسول الله.
لكن لا ضرر في التداوي بهم شرط عدم الإفراط، ومن هنا نستدل على إجابة سؤال ” ما هو السنا والسنوت؟”.
خير الأرض كلها جُعل للإنسان ليُخرج منها ما يفيد ولا يضر؛ لذلك كن حكيمًا في استخدام النباتات الطبية بالقدر الشافي لك، دون إفراط.