ما هي أحب الأعمال إلى الله
ماهي احب الاعمال الى الله التي ترفع من ميزان حسناتنا وتكفر عن سيئاتنا، ويعد العمل الصالح من أحب تلك الأعمال إلى الله، فقد حثنا الرسول (ص)على تلك الأعمال لأنها تساعد في إصلاح الفرد وبالتالي يُصلح المجتمع، ولقد تمثل ذلك العمل الصالح في وقوف المسلم بجانب أخيه المسلم فيكون عون له في شدته، ويحافظ على ماله وعرضه وشرفه، ويقف بجانبه في أزماته المالية، فالمسلم أخو المسلم وظهر ذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام، وأن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل)، لذلك سنناقش في مقالنا هذا ما هي أحب الأعمال الى الله.
ماهي احب الاعمال الى الله وشروطها
يجب أن يكون العمل الصالح خالصاً لله عز وجل، وأن يكون وفقا للتعاليم الإسلامية الموضوعة والتي لا يمكن تغييرها، وهي أن يكون الغرض من ذلك العمل الثواب والأجر من الله عز وجل له، وإذا كان الهدف من هذا العمل تحقيق المصالح الشخصية أو الوصول إلى هدف معين، وخالف هذا العمل الشرع حتى لو كان هناك فائدة من هذا العمل، فهذا العمل غير مقبول، ويظهر هذا الحديث جزاء العمل الصالح، وأن العمل الصالح من الأمور المحببة لله عز وجل قوله تعالى: (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ المَأْوَى نُزُلًا بِمَا كانوا يَعْمَلُونَ) فجزاء العمل الصالح عظيم.
والآن سوف نناقش بعض الأمور الأخرى التي تعتبر أيضاً من أحب الأعمال إلى الله.
اقرأ أيضًا : الحب في الله والبغض في الله وفضائل الحب في الله عند الصحابة
أعظم وأحب الأعمال لله عز وجل
هناك العديد من الأعمال المحببه إلى الله والتي يمكن من خلالها أن يتقرب الإنسان أكثر إلى خالقه، وتتلخص هذه الأعمال في الأتي :
-
الصلاة وبر الوالدين:
تعتبر الصلاة من الأعمال التي يجب الالتزام بها، لأنها ثاني ركن من أركان الإسلام، كما تعتبر الصلاة من أكثر الأشياء التي يتميز بها المسلم، ومن أكثر الأعمال التي تقربنا من الله عز وجل، عن الرسول صلى الله عليه وسلم: “أن أحب الأعمال إِلَى اللَّهِ الصَّلَاةُ وَالْبِرُّ وَالْجِهَادُ”، ويجب على المسلم الالتزام بها، فهي تنقي نفس المسلم وتبعده عن المحرمات والشهوات.
-
بر الوالدين:
يعتبر بر الوالدين أيضاً شيء مهم لا يقل أهمية عن الصلاة، فثواب بر الوالدين ممتد في الدنيا وفي الأخرة فطاعة الوالدين ثوابها عظيم فلقد عظم الله تعالى من طاعة الوالدين، فجعل من أكبر الكبائر الشرك بالله يليها عدم طاعة الوالدين، عن النبي ﷺ (أنبئكم بأكبر الكبائر؟ -ثلاث مرات- قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكأن متكئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور)، فبعضنا لا يتذكر والديه إلا في المناسبات وهذا ذنب عظيم لأن الوقوف فجانب الآباء يجلب خير عظيم في الدنيا وثواب في الأخرة، (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إحسانا) فلقد أشار الله تعالى أن الإيمان به يأتي بعد الإحسان إلى الوالدين وطاعة الوالدين.
اقرأ أيضًا : اللهم بارك لهما وبارك عليهما فضل هذا الدعاء
-
الإيمان بالله وصلة الرحم والامر بالمعروف والنهي عن منكر
يعد الأيمان بالله تعالى وبكتبه ورسله جميعهم من أهم شروط الإيمان لأن بينهم علاقة مترابطة ولقد ظهر ذلك في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): (أحب الأعمال إلى الله : الإيمان بالله ، ثم صِلَة الرَّحم ، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فلقد حثنا الرسول (ص) عن أهميه صلة الرحم، فلصلة الرحم ثواب عظيم، فهي من أسباب سعة الرزق والصحة، وأصبح من الأمور الهامة المنتشرة في وقتنا الحالي هو قطيعة الرحم وهي كارثة مجتمعية نواجها الآن بشكل كبير، فأصبح هناك قطيعة بين الأخوة وبين الأقارب وعلى أتفه الأسباب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من وصلني وصلة اللهُ، ومن قطعني قطعه اللهُ)، يدل هذا الحديث على أن صلة الرحم من الأشياء التي ترتبط بعلاقتنا بالله عز وجل.
-
النهي عن المنكر:
من أهم الأعمال التي سوف نحاسب عليها فأمر الناس بفعل الأمور الجيدة والُبعد عن المحرمات من الأمور التي حثنا عليها الرسول (ص) حيث كان يقوم الرسول (ص) بنصح قومه بالبعد عن الخمر والميسر والشهوات، ولقد امرنا الله تعالى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بسم الله الرحمن الرحيم (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَأن خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ).
-
الأخلاق وحسن المعاملة
حسن الخلق من أهم الأشياء التي يجب أن يتصف بها كل مسلم، ويعتبر الرسول أكبر قضوه عظيمة في حسن الخلق، وكان يتميز بحسن معاملته مع المشركين، فعندما دخل الرسول (ص) مكة قال للمشركين أذهبوا فأنتم الطلقاء وهذا يدل على سماحة الرسول وحسن معاملته، ولقد أمرنا الله تعالى بحسن الخلق (وَأنكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )، ومن حسن الخلق كف الأذى عن المسلم، السماحة في المعاملة، واللين في المعاملة والرفق بالغير، وحسن الأقوال والأفعال وظهر ذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( الكلمة الطيبة صدقة)، حسن الخلق والمعاملة في تقوية إيماننا بالله تعالى، فقال الرسول صلى الصلاة والسلام: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقاً)، وحسن المعاملة في الأقوال والأفعال واللين في المعاملة والرفق بالغير: قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الكلمة الطيبة صدقة).
-
الجهاد في سبيل الله
أحب الأعمال إلى الله الجهاد في سبيل الله، ولا يشترط أن يكون الجهاد بالنفس فمن الممكن أن يكون بالمال، قَالَ صَلَّى اللهُ من عليه وَسَلَّمَ: “رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنامِهِ الْجِهَادُ“(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ الألباني مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ)، وأختلف البعض في أفضلهم الصلاة ام الجهاد ام الحج، ولكن ذلك يعتمد على قدرة الشخص فالصلاة لا غنى عنها، فإذا كان لديه القدرة بالمال على الحج فيقوم به، وإذا كأن لديه القوة فعليه بالجهاد.
اقرأ أيضًا : دعاء الخوف من عدو وعلاج الخوف عن طريق كتاب الله
-
المداومة على العمل الصالح
الله عز وجل يحب من المسلم المداومة على العمل الصالح الذي يحفظ للمؤمن نفسه، فالكثير من الأشخاص يداومون على الصلاة ويبعدوا عن الشهوات والمحرمات في شهر رمضان الكريم، وعندما ينتهي يعود إلى العبث وهذا تصرف خاطئ لأن العبادة الخالصة لله تعالى تكون في أي وقت وليس لها توقيت معين، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت عندما سئل أحدهم الرسول (ص)عن أحب الأعمال إلى الله قال: (أَدْوَمُها وأن قَلَّ)، ويجب على المسلم المداومة على قراءة القرآن حتى لا يخلو لسانه من ذكر الله تعالى، إذا مات الفرد يموت وقلبه ولسانه عامر بذكر الله.
وفي نهاية موضوعنا أرجو أن نكون اخبرناكم ماهي احب الاعمال الى الله، لكن الأمر غير مقتصر على تلك الأمور فقط، ولكن البعد عن المحرمات وكف النفس عن الشهوات من الأمور المحببة لله عز وجل، والدعاء الخالص لله عز وجل، على الرغم من أنها أعمال بسيطة ولكن يجب علينا الالتزام بتلك الأمور المحببة لله عز وجل.