ماذا قال الرسول عن الذئب وقتله
ماذا قال الرسول عن الذئب؟ من الأسئلة التي يجهل إجابتها العديد من المسلين، حيث ذكره الرسول بصورته الحقيقية الحسية أو بالتشبيه به بحكم البيئة العربية التي نشأ والهيبة العظيمة التي يتمتع بها هذا الحيوان.
لذا في هذا الموضوع على موقع زيادة سنتناول ماذا قال الرسول عن الذئب بالطبع على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر بجانب المرور بالحديث الذي تحدث فيه الذئب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ماذا قال الرسول عن الذئب
هناك عدة أحاديث صحيحة ورد فيها ذِكر الذئب، وبعض الأحاديث التي تبتعد عن مرتبة الصحيح سواء ضعيفة أو موضوعة أو فيها راوي ضعيف، من تلك الأحاديث:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معلومات خطيرة عن الذئب
حديث إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
في الحديث الصحيح عن أبو الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“ما من ثلاثةٍ في قريةِ ولا بَدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصلاةُ إلا قد استحوذَ عليْهِمُ الشيطانُ، عليكَ بالجماعةِ فإنَّما يأكلُ الذئبُ منَ الغنمِ القاصيةَ” (أخرجه أحمد 21710).
في هذا الحديث الشريف قد استخدم الرسول الذئب بصورته العقلي في التمثيل للصحابة -ذلك الأسلوب الفعال في إيصال الفكرة للمُتعلم- فيقول:
- “ما من ثلاثةٍ” أي ثلاثة مسلمين من الرجال لأن الصلاة في جماعة تجب على الرجال دون النساء من المسلمين، وقد تم التقيد بثلاثة لتفيد ما هو أعلى من ذلك وأن صلاة الجماعة في صورتها الكاملة تكون بثلاث رجال وأن أكثر من ذلك العدد الأولى لهم الصلاة في جماعة –قال الفقهاء باجتماع الرأي أن الجماعة تحصل بإثنين.
- “في قريةِ ولا بَدو” القرية هي المكان الذي يكون فيه البناء متصل ومقر معاش البشر وسكنهم، البدو المقصود هي بادية الصحراء التي لا يسكنها أحد في الغالب.
- “لا تقامُ فيهمُ الصلاةُ” أي أن هذه الجماعة لا يقيمون صلاة الجماعة.
- “إلا قد استحوذَ عليْهِمُ الشيطانُ” أس سيطر عليهم الشيطان واستحوذ هلليهم وحولهم إلى طريقه فنسوا الشريعة والعمل بأحكامها.
- يردف الرسول حديثه بوصية لأمته بأن يتمسكوا بالجماعة في كافة أحوالهم، وجاء اللفظ نكرة لفيد العموم فالمقصود هي صلاة الجماعة أو رأي الجماعة والوحدة بين المسلمين في كافة الأحوال.
- ” فإنَّما يأكلُ الذئبُ منَ الغنمِ القاصيةَ” يشبه الرسول صلى الله في آخر الحديث الشطان بأنه مثل الذئب الذي يترقب الغنم التي تشرد عن القطيع ليفترسها، بالطبع لن يقدر على الغنم متجمعة وإنما ينتظر تلمك التي تخالف الجماعة وتشرد بعيدة؛ هكذا المؤمن الذي يبتعد عن الجماعة يكون فريسة سهلة للشيطان.
ففي الحديث الشريف السابق يرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التمسك بصلاة في جماعة وعدم الابتعاد عن الرأي الصواب للجماعة المسلمة الصالحة من أجل المخالفة فقط حتى لا يكون المسلم فريسة للشيطان.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما اسم ابن الذئب
حديث ما ذئبان جائعان
في الحديث الصحيح عن كعب بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“ما ذِئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنَمٍ، بأفسدَ لَها من حِرصِ المَرءِ علَى المالِ والشَّرَفِ لدينِهِ” (أخرجه الترمذي 2376)
في بيان عظيم آثّر للعقول قبل القلوب فيضرب المثل لأمته لتثبيت المعاني في العقول، وتوضيح الأفكار وتبسيطها فيقول مثلًا موضحًا به الفساد الناتج عن حب المسلم الزائد للمال والشرف (الرفعة بين القوم والجاه والرياسة) قال:
- “ما ذِئبانِ جائعانِ أُرْسِلا في غنَمٍ” لو ذئبان ألم بهم الجوع وفي شراسة الصيد والبحث عن الفريسة تم تركهما في قطيع من الغنم، فالكل يعلم أنه لن ينجو من الغنم إلا قليل بعدما يفسد فيه الذئبين.
- “بأفسد لها” أي أكثر فسادًا أو مساويًا لما سيحدث.
- “لَها من حِرصِ المَرءِ علَى المالِ والشَّرَفِ لدينِهِ” أي أن حرص المسلم على المال وحرصه على الشرف والرفعة؛ سيفسدان الدين كما يفسد الذئبين قطيع الأغنام.
تفصيل ذلك بأن المرء إذا كان في شدة الخرصة على مع المال بأي طريقة قد لا يبالي سواء كانت هذه الطريقة من الحلال أم من الحرام مما يفسد عليه آخرته ودينه.
بذلك حرصه على الشهرة والجاه بين الناس قد يجعله يقع في الرياء والكذب أو حتى الأسوأ من ذلك بأن يطلب الرفعة بين الناس متسلق الدين والعلم؛ لأن تلك الأعمال لا يراد بهلا إلا وجه الله تعالى وإذا أرا بها المسلم غير ذلك تفسد.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل الذئب يأكل الجن
حديث إقْعاءَ الذئْبِ على العَقِبَيْنِ
استكمالًا لحديثنا حول ماذا قال الرسول عن الذئب نذكر أنه فهناك حديث ضعيف الإسناد والمتن منسوب إلى رواية أبو هريرة رضي الله عنه في صفة الصلة التي علمه إياها النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه شعيب الأرناؤوط في “تخريج مشكل الآثار” برقم 6177 يقول:
“نَهاني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ أُقْعيَ في صَلاتي إقْعاءَ الذئْبِ على العَقِبَيْنِ”
فالخلل في المتن كما يقول المحدث أن الذئب ليس له عقبان، وقد يكن المقصود هو عقب أبو هريرة نفسه.
حديث تكلم الذئب عن النبي والشهادة له
في الحديث الصحيح عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: عدا الذئبُ على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعَها منه فأقعى الذئبُ على ذَنَبِه قال:
“ألا تتقِي اللهَ؟ تنزعُ مني رزقًا ساقه اللهُ إليَّ”، فقال: “يا عجَبي ذئبٌ مُقعٍ على ذنَبِه يكلِّمُني كلامَ الإنسِ”، فقال الذئبُ: “ألا أخبرُك بأعجبَ من ذلك؟ محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيثربَ يخبرُ الناسَ بأنباءِ ما قد سبق” قال: فأقبل الراعي يسوقُ غنمَه حتى دخل المدينةَ فزواها إلى زاويةٍ من زواياها ثم أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبره فأمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنُوديَ بالصلاةِ جامعةً ثم خرج فقال للرَّاعي: أخبِرْهم فأخبرَهم؛ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: “صدق والذي نفسي بيدِه لا تقومُ الساعةُ حتى يكلمَ السِّباعُ الإنسَ ويكلِّمُ الرجلُ عذبةَ سوطِه وشِراكَ نعلِه ويُخبرُه فخُذْه بما أحدث أهلُه بعدَه”.
سند الحديث
روات هذا الحديث كلهم ثقات وقد ورد هذا الحديث الصحيح في عدة كتب أحاديث صحيحة مثل:
- الترمذي في صحيحه برقم (2181).
- الإمام أحمد، برقم (11792).
- عبد بن حميد في مسنده برقم (835).
هذا الحديث يقع تحت باب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الحسية بجانب القرآن الكريم فبرغم قوله في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه:
“ما مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيٌّ إلَّا أُعْطِيَ ما مِثْلهُ آمَنَ عليه البَشَرُ، وإنَّما كانَ الذي أُوتِيتُ وحْيًا أوْحاهُ اللَّهُ إلَيَّ، فأرْجُو أنْ أكُونَ أكْثَرَهُمْ تابِعًا يَومَ القِيامَةِ”
إلا أن ذلك لا ينفي أن للنبي صلى الله عليه وسلم العديد من المعجزات التي يقف العقل أمامها ولا تكون إلا من عند الله.
هذا المعجزات مثل انشقاق القمر لعه أو المياه التي نبع من بين أصابعه الشريفة أو تسبيح الخصى بين يديه أو حنين جزع النخلة … كثيرة جدًا ويصعب حصرها لضيق المقام، وقد قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية: “ومعجزاته صلى الله عليه وسلم تزيد على ألف معجزة، مثل انشقاق القمر وغيره من الآيات”، وقال عنها الإمام البيهقي إنها بلغت الألف، وقد حاول الإمام محمد متولي الشعراوي جمعها في كتابه “معجزات الرسول” في عام 1991م.
فلا شك أن هذا حدث وأهل السنة والجماعة يؤمنون به –على صحة سنده- كما آمنوا بالله بالملائكة والرسل أجمعين والغيب.
ماذا قال الرسول عن الذئب وقتله
ورد عدد كبير من الأحاديث ضعيفة السند عن أن للمحرم قتل الذئب –الرغم من أن المحرم لا يحل له صيد البر ولا القتل- إلا أن بعد البحث في كتب الحديث الصحية هناك حديث سنده صحيح وقوي بهذا المعنى هو:
عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
” يَقتُلُ المُحرِمُ الذِّئبَ والغُرابَ والحِدأةَ والفأْرةَ” (تخريج سنن الدارقطني 2476).
في هذا الحديث الشريف أقر الرسول صلى الله عليه وسلم أن للمحرم أن يقتل الذئب إذا تعرض له حفاظَا على نفسه وماله من التلف، وهذا الحديث يؤكده حديث آخر روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“خمسٌ فواسقُ يُقتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ: الحيةُ والفأرةُ والغرابُ الأبقعُ والكلبُ والحِدَأَةُ” (بدر المنير 9/373).
يرى الشُراح في هذا الحديث أن الحدأة والغراب يقاس عليها كل ما يفسد المال علنًا وبالمجاهرة، وأن الفأر يقاس عليه كل ما يفسد المال في الخفاء، اما الكلب العقور يقاس عليه كل ما يعقر الإنسان مثل الأسد والفهد والنمر والذئب…
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين الذئب والكلب
ماذا قال الرسول عن الذئب وأكل ما نجى منه
في الحديث الصحيح عن زيد بن ثابت أنه قال:
“أنَّ ذئبًا نَيَّبَ في شاةٍ، فذبحوها بمروةٍ فرخَّصَ لَهُم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في أَكْلِها” (صحيح ابن ماجة 2589).
نيب أي غرس فيها أنيابه ولكنه لم يصيبها وتموت منه (الناب هو السن المدبب الذي يقع بجوار الأسنان الرباعية في مقدمة الفك) فإذا لحقها أصحابها وذبحوها قد رخص لهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأكلوها بعد الذبح على الشريعة الإسلامية ما دامت حية عند الذبح.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: صفات الذئب عند العرب