ما هي حدود فلسطين
ما هي حدود فلسطين؟ وما هو موقع فلسطين؟ من خلال التعرف على إجابة تلك الأسئلة يمكن التعرف على أهمية فلسطين والموقع الاستراتيجي لها والذي جعلها مطمع لكثير من الدول منذ فجر التاريخ، وجعلها تتبوأ مكانة دولية مميزة، ففلسطين ليست مجرد دولة عربية صغيرة بل هي همزة وصل بين حضارتي الشرق والغرب وجسرًا بين آسيا وإفريقيا، ونحن في موضوعنا هذا ومن خلال موقع زيادة سنعرف معًا ما هي حدود فلسطين؟ وتفاصيل أخرى عنها.
ما هي حدود فلسطين
إن فلسطين واحدة من الدول العربية الآسيوية وتقع تحديدًا في الجزء الغربي الجنوبي لقارة آسيا ولذلك فهي تربط بين القارتين “آسيا وإفريقيا” وتربط بين البحرين “البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط”، وقد كانت فلسطين جسرًا يمر من خلاله الناس لا سيما الجماعات المهاجرة والجيوش والقوافل التجارية.
فهي من الطرق المهمة التي يمر بها المسافرون عن طريق استخدام مختلف طرق المواصلات سواء كانت بحرية أم برية أم جوية، وهي من البلاد البرية والبحرية في نفس الوقت، لذا نجد أنه من المهم معرفة ما هي حدود فلسطين؟ حتى نتعرف على مكانتها، وهو ما سنتطرق إليه بشيءِ من التفصيل عبر السطور المقبلة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: مدن فلسطين المحتلة
الحدود الفلسطينية
قبل أن نعرف ما هي حدود فلسطين؟ لا بد من أن نكون على علم بأن الحدود تختلف أنواعها، ونحن هنا سنذكر نوعين من الحدود الخاصة بدولة فلسطين وهي كالتالي:
الحدود الجغرافية لفلسطين
ضمن إطار التعرف على ما هي حدود فلسطين، فتجد الإشارة إلى أن الحدود الفلسطينية تأخذ الشكل المستطيل والذي يمتد طوليًا من الشمال إلى الجنوب بمساحة 430 كيلومتر، أما العرض فمن الشرق إلى الغرب ويزداد باتجاه الجنوب ويتسع تدريجيًا حتى يصل إلى أكبر عرض لها وهو 117 كيلومتر، وتبلغ منطقة الوسط من 70 إلى 95 كيلومتر ويضيق ذلك الاتجاه عند الشمال ليمتد لمسافة 50 إلى 70 كيلو متر، كما يضيق بالقرب من منطقة العقبة ليصل لحوالي 10 كيلو متر فقط.
كمتا تعتبر فلسطين من البلاد التي لها حدود طويلة مقارنةً بمساحتها الصفيرة نسبيًا، حيث يبلغ مجموع حدودها حول 985 كيلو متر، وتقع في غرب آسيا فيحدها من الشمال سوريا ولبنان ومن الشمال الشرقي سوريا فقط حيث تصل الحدود بين فلسطين وسوريا إلى 70 كيلو متر، أما عن لبنان فتبلغ الحدود بينهما نحو 70 كيلو متر، ويحدها من الغرب البحر الأبيض المتوسط حيث يبلغ طول لساحل الفلسطيني عليه نحو 224 كيلو متر.
أما عن الحدود بين فلسطين والأردن فيبلغ طولها نحة 360 كيلو متر، وتطل فلسطين على الجانب الشمالي من خليج العقبة حيث يبلغ طول ساحلها حوالي 10.5 في أقصى الجنوب، أما بالنسبة لحدودها من الدولة المصرية فتتضح في رأس طابا الواقعة على خليج العقبة عند رفح والتي تبلغ حدودها مع مصر حوالي 240 كيلو متر.
الحدود السياسية لفلسطين
إن انهيار الدولة العثمانية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ومن ثم تقسيم بلاد الشام ما بين الإنجليز والفرنسيين جعل لفلسطين صفة سياسية دولية، حيث تم تقسيمها سياسيًا وذلك بناءً على اتفاقيات ومعاهدات مختلفة نتج عنها صراعات قوية، تسعى كل دولة فيها لضمان مصالحها، ومن تلك التقسيمات السياسية الشهيرة ما يلي:
اتفاقية سايكس بيكو
كان لاتفاقية سايكس بيكو تأثير على شكل الحدود الفلسطينية، حيث نصت تلك الاتفاقية على أن حدود فلسطين التي تبدأ من جنوب رأس الناقورة التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن ثم تمتد إلى الجنوب الشرقي لتترك منطقة منابع نهر الأردن وبحيرة الحولة؛ وذلك لتقع تحت النفوذ الفرنسي وحدودها الساحل الغربي لبحيرة طبرية وصولًا إلى الضفة الغربية ونهر الأردن في الجنوب إلى الساحل الغربي للبحر الميت.
ثم تتجه إلى بئر السبع في الاتجاه الجنوبي الغربي، حتى تنتهي بين غزة ورفح على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
اتفاقية 1922
وقعت تلك الاتفاقية في 3 فبراير سنة 1922 وكان طرفيها فرنسا وإنجلترا، وقد قسمت الحدود الفلسطينية إلى ثلاثة حدود وهي: حدود الشمال التي تبدأ من رأس ناقرة، وصولًا إلى شرق سوريا وغرب لبنان إلى العمق من الجزء الشمالي الشرقي، ومن ثم تتجه إلى الجنوب عند حماة.
أما عن الحدود الشرقية مع الأردن فتبدأ من نقطة تبعد حوالي 3.2 كيلو متر غرب العقبة وتمر عبر وادي عربة، ومن ثم تنتقل إلى البحر الميت إلى أن تصل إلى نهر الأردن ومنه إلى نهر اليرموك، أما بالنسبة إلى الحدود الغربية الجنوبية مع الدولة المصرية فتبدأ من رفح وصولًا إلى الجنوب الشرقي حتى خليج العقبة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين
مراحل مختلفة للحدود الفلسطينية
اختلفت حدود الدولة الفلسطينية في القرن الأخير أكثر من مرة، لذلك بعد أن عرفنا ما هي حدود فلسطين دعونا نتعرف على الطريقة التي تغيرت بها تلك الحدود فيما يلي:
حدود فلسطين 1946
كانت الدولة الفلسطينية قبل الانتداب البريطاني عليها تتمتع بحدود طويلة مع أكثر من دولة عربية مجاورة، والبحر الأبيض المتوسط على الجانب الشمالي الغربي وخط رفح العقبة والذي يفصلها عن سيناء من الجنوب الغربي، ورأس خليج العقبة في الجنوب، ونهر الأردن ووادي عربة والبحر الميت من الشرق، ومنحدر هضبة الجولان قرب شواطئ طبريا الشرقية ومسار نهر الأردن في الشمال الشرقي.
يحدها من الشمال لبنان في خط متعرج يبدأ غربًا برأس الناقورة على البحر المتوسط ويتجه شرقًا إلى قرية يارون ثم ينعطف شمالًا حتى قريتي المالكية والقدس، ويشكل مسار الحدود الشمالي الشرقي شكل إصبع ولذلك أطلق على تلك المنطقة اسم “إصبع الجليل”.
حدود فلسطين بعد الانتداب البريطاني
بعد الانتداب البريطاني على فلسطين تغيرت حدود الدولة الفلسطينية، حيث كانت التجمعات اليهودية والاحتلال يسيطر على الحدود الشمالية الشرقية والتي كانت حدود سورية فلسطينية وكذلك حدود غربية شمالية مع دولة لبنان، كما لم تعد حدود فلسطين من عكا إلى يافا خاضعة للسيطرة الفلسطينية بل سيطرت عليها قوات الاحتلال والخريطة التالية توضح شكل الحدود الفلسطينية حينئذ.
حدود فلسطين 1967
تآكلت في تلك الفترة الحدود الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني المحتل، وقد احتلت إسرائيل وقتها الضفة الغربية بالكامل وقطاع غزة والقدس الشرقية والتي كانت خاضعة آنذاك لإشراف المملكة الأردنية الهاشمية، ولذلك أصبحت حدود دولة فلسطين قاصرة على الغربي مع لبنان جزء صغير مع الحدود الأردنية، أما الحدود السورية واللبنانية والمصرية فقد أصبحت تحت حكم إسرائيل.
حدود فلسطين 2010
في الفترة ما بين 1967 إلى 2010 تقلصت الحدود الفلسطينية وتآكلت شيئًا فشيء من إسرائيل إلى أن أصبحت معظم الحدود خاضعة للسيادة الإسرائيلية، وأصبحت دولة فلسطين والفلسطينيون يتمركزون في أماكن متناثرة وذلك بعد إعلان الاستقلال المزي سنة 1988 ومن وقتها إلى زمننا هذا تسعى السلطات الفلسطينية إلى إنشاء حدود للأراضي الفلسطينية المحتلة.
حدود فلسطين 2024
بعد تابعنا ما هي حدود فلسطين؟ في فترات زمنية مختلفة ومتنوعة منها ما هو إبان الانتداب البريطاني ومنها ما هو قبله وبعده، لا بد أن نعرف ما هي حدود فلسطين؟ لكن في الوقت الحالي.
تسعى السلطات الفلسطينية إلى إنشاء حدود على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 وهي قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية هي العاصمة وهو ما سيشكل 22% فقط من الأراضي الفلسطينية الحقيقية المتعارف عليها قبل الاحتلال الإسرائيلي، إذًا نستطيع القول أنه لا توجد حدود فعلية لدولة فلسطين في الوقت الحالي.
الخريطة التالية ستوضح لنا كيف تقلصت حدود دولة فلسطين مع الوقت بسبب توسع وتمكن الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية.
موقع فلسطين وأهميته
كي نعرف ما هي حدود فلسطين؟ لا بد وأن نشير لأهمية موقعها، حيث تتميز فلسطين بموقع استراتيجي وجغرافي مهم، فهي تقع في قلب العالم القديم وتمثل حلقة وصل بين قارات العالم القديمة أوروبا وإفريقيا وآسيا، ونقطة اتصال بين البحر الأبيض المتوسط ودول شرق المتوسط مثل إيران والعراق والخليج العربي، وهو ما زاد من أهميتها الجيوبوليتيكية حيث إنها تشرف على بحرين مهمين جدًا ألا وهما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
قد ظلت فلسطين حلقة اتصال بين الحضارات والأمم والثقافات المختلفة، وهو ما انعكس بشكل إيجابي عليها في عدة نواحي، وبشكل سلبي في نواحِ أخرى، وانتشرت في فلسطين التجارة المدن والقرى، وتعرضت للعديد من الأطماع من غزاة وأعداء؛ وذلك نظرًا لموقها الاستراتيجي المهم، سواء لكونها تطل على البحر الأبيض المتوسط أو الموانئ الطبيعية فيها أو لموقعها المهم بالنسبة للوطن العربي أو وسط العالم.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحيرة في فلسطين
الأهمية الاستراتيجية لفلسطين
بعد أن عرفنا ما هي حدود فلسطين؟ يجب أن نذكر أهميتها الاستراتيجية، حيث تعد فلسطين هي الجسر البري الوحيد الذي يربط بين أفريقيا وآسا وأوروبا، وتعتبر فلسطين البوابة الجنوبية لبلاد الشمل وخط الدفاع الأولي لها؛ لذلك فإن لها أهمية استراتيجية كبيرة جعلها مطمع للغزاة الذين سعوا للسيطرة عليها من أجل تأمين وضمان نفوذهم في بلاد أخرى، فنرى إذا تتبعنا التاريخ أن الهكسوس مثلًا سعوا لضمان وجودهم في مصر عن طريق فلسطين، ونجد أن الآشوريون قد سيطروا أيضًا عليها.
قد وقعت العديد من المعارك التاريخية الفاصلة على أرض فلسطين مثل معركة عين جالوت عام 1260م ومعركة حطين عام 1187م، وقد تحطم حلم القائد الفرنسي ـ نابليون بونابرت في السيطرة على بلاد الشام بعد أن فشل في السيطرة على مدينة عكا الفلسطينية عام 1799.
كما تأكد الاستعمار الأوربي في القرن العشرين وبشكل خاص فرنسا وإنجلترا أنه حتى تتم المحافظة على مصالحهم وأطماعهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط، لا بد من السيطرة على فلسطين، الأمر الذي جعلهم يدعمون تأسيس وطن قومي لليهود في دولة فلسطين من أجل حفظ مصالح بريطانيا في الخليج العربي وقناة السويس؛ وذلك منعًا لقيام أي وحدة عربية تتيح للعرب قوة أو تميزهم بين الأمم الأخرى.
الأهمية الدينية لفلسطين
تعتبر فلسطين من الأراضي المقدسة لمن يعتنق الديانات السماوية الثلاث سواء كان مسلمًا أو يهوديًا أو مسيحيًا، فيقع المجسد الأقصى في فلسطين وكذلك قبة الصخرة التي تعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتعتبر مدينة القدس من أكثر المدن المقدسة لدى كل المسلمين في العالم؛ وذلك نظرًا لوجود المسجد الأقصى فيها ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها في ليلية الإسراء والمعراج.
قد صلى فيها الرسول -صلى الله عله وسلم- بجميع الأنبياء إمامًا، وبها حائط البراق الذي ربط فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- براقه الذي كان يعرج به إلى السماوات، كما أنها من المدن المقدسة للمسيحين ففيها كنيسة القيامة وكنيسة المهد؛ مما يشجع العديد من الحجاج المسيحيين والمسلمين بالذهاب إليها، وهي من الأمور التي تزيد السياحة في فلسطين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين
الأهمية التجارية لفلسطين
بعد أن عرفنا ما هي حدود فلسطين؟ لا بد أن نتعرف على أهميتها التجارية حيث ساعد الموقع الجغرافي لها ووقوعها في قلب قارات العالم القديم في جعلها ممر للقوافل التجارية الهامة التي تتجه من الشرق إلى الغرب، فالتجارة التي تأتي من آسيا وشبه الجزيرة العربية والهند تصل إلى الموانئ الفلسطينية على البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا.
قد شجعت الحدود الجنوبية لفلسطين التي تربط بين أفريقيا وآسيا برًا على وجود الكثير من المحطات التجارية، الأمر الذي ساعد على الاستقرار وتحقيق الازدهار الاقتصادي والرفاهية في فلسطين، ولكن ذلك كان في الفترات التي سبقت الحروب والغزاة والاحتلال.
أما في العصر الحالي كان للموانئ الفلسطينية على سواحل البحر المتوسط، وهي “حيفا، غزة، ويافا” دور مهم في التجارة ولا سيما ميناء حافي، والذي كان يصدر النفط العراقي من العراق إلى أوروبا، ولا زالت فلسطين إلى الآن تحتفظ بمكانتها التجارية وموانئها المميزة؛ وذلك من أجل التجارة العالمية.
رغم تقدم شبكة الاتصالات العالمية والتقدم العلمي والتكنولوجي، إلا أن فلسطين ما زالت لها المكانة الأكثر أهمية والمؤشر الحقيقي على السياسات الدولية والعالمية على اعتبار أهمية وموقعها الاستراتيجي، حيث يظل استقرار العالم مرهونًا باستقرار فلسطين والأزمة فيها والاعتراف بالحق المشروع للفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم، وإقامة دولة مستقلة عاصمتها مدينة القدس.
ملاحظات حول الدولة الفلسطينية
بعد إعلان الاستقلال الفلسطيني الرسمي في نوفمبر 1988 في الجزائر تم الاعتراف بهذا الإعلان بشكل سريع من قبل عدد كبير من الدول إلا أن وصل الاعتراف في نهاية 1989 إلى 80 دولة وثم إلى 96.
لكن إلى الآن لا يعترف بفلسطين كدولة من قبل إسرائيل وبلدان أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي وأستراليا، وقد أعترف بها ما يقارب 193 دولة حول العالم من الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ودولتين غير عضوين في الأمم المتحدة اعترفوا أيضًا بدولة فلسطين، وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة تحاول حل الصراع العربي الإسرائيلي إلا أنها لمن تمنح منظمة التحرير الفلسطينية عضوية في مجلس الأمم المتحدة بل اكتفت بمنحها درجة دولة مراقبة فقط، وما زالت منظمة التحرير للآن تناضل للحصول على حدود لدولة فلسطين.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين؟
هكذا بعد أن عرفنا ما هي حدود فلسطين؟ وتطرقنا إلى موقعها المتميز وأهميتها من كل النواحي الدينية والسياحية والتجارية والاستراتيجية، بقي أن نشير إلى أن دولة فلسطين لا تزال إلى الآن محتلة من الكيان الصهيوني الغاصب وأن الشعب الفلسطيني لا يزال يتكبد مرارة الاحتلال ويسعى للحصول على استقلاله والاعتراف الدولي بدولة فلسطين، لذلك نجد أن حدود الدول العربية مع فلسطين تعرضهم أيضًا للخطر الأمر الذي يجعل الاهتمام بتأمين الحدود أمرًا مهمًا، لا يجب غض الطرف عنه.