التهاب الكبد الفيروسي C
التهاب الكبد الفيروسي C هو أحد أنواع العدوى الفيروسية التي تصيب الكبد، وقد ينتج عنها الكثير من الأعراض الجانبية والأضرار الخطيرة للكبد، وهو من الأمراض التي تختلف طرق علاجها حسب شدة الحالة، لذا سنعرض لكم من خلال موقع زيادة كل ما تحتاجون معرفته عن التهاب الكبد الفيروسي C.
التهاب الكبد الفيروسي C
يعد التهاب الكبد الفيروسي C من أشهر الأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد نتيجة العدوى البكتيرية، وفي الغالب تكون تلك العدوى الفيروسية قد انتشرت عن طريق الدم الذي يكون ملوثًا.
في القدم كان علاج التهاب الكبد الفيروسي C من الأمور الصعبة التي تتطلب الكثير من الوقت مع المتابعة المستمرة للطبيب، بالأخص في الحالات المزمنة من الإصابة به.
فبسبب المشاكل الصحية التي قد ترافق التهاب الكبد الفيروسي C، والآثار الجانبية المضرة التي كانت تظهر على المرضى بعد أخذ العلاج والاستمرار عليه، كان هناك العديد من مرضى هذا النوع من الالتهاب الكبدي الفيروسي الذين لم يتمكنوا من استخدام تلك الطرق العلاجية.
أما الآن، وبعد التطور الذي حدث في مجالات الطب والأدوية، أصبح علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي C ـ وحتى الحالات المزمنة من الإصابة ـ أمرًا سهلًا، وذلك عن طريق بعض الأدوية الفموية التي يصفها الأطباء، والتي يتم تناولها يوميًا لمدة تتراوح ما بين الشهرين إلى ستة أشهر بشكل منتظم حسب ما ينصح به الطبيب، وتكون مدة العلاج حسب شدة إصابة المريض بهذا النوع من الالتهاب.
ما زال هناك العديد من الحالات المصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C ولا يعرفون أنهم مصابون به، وذلك نظرًا للأعراض التي لا تظهر عليهم، فمن المعروف أن أعراض هذا النوع من الالتهابات الكبدية يحتاج إلى بعض الوقت الذي قد يصل لسنوات ليظهر على المريض أيٍ من أعراض الإصابة به.
لذا أوصت الفرقة المعنية بالخدمات الوقائية بالولايات المتحدة أن يتم فحص البالغين الذين تبدأ أعمارهم ما بين الثامنة عشر إلى الثمانين عامًا، وذلك للتأكد من عدم إصابتهم بأمراض الكبد أو التهاب الكبد الفيروسي C.
اقرأ أيضًا: أعراض الدهون على الكبد
أسباب الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي C
يعد مرض التهاب الكبد الفيروسي C أحد الأمراض التي تنتج عن الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي، وهذا النوع من العدوى عادةً ما تنتشر نتيجة لدخول الدم الملوث المحمل بالعدوى إلى مجرى الدم للشخص الغير مصاب.
كما قد تكون الإصابة بالتهاب الكبد من النوع C عائدًا لأحد الأسباب الوراثية من وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمثل هذه الأمراض، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد العديد من أشكال الإصابة بالالتهاب الكبدي، وهي تقريبًا حوالي سبعة أنواع وأحدها هو النوع C.
أعراض الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي C
كما سبق وذكرنا أن أعراض الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C من الأعراض التي تأخذ بعض الوقت حتى تبدأ في الظهور على الجسم، وتبدأ تلك الأعراض الصامتة بالظهور بعد أن يكون الكبد المصاب قد تلف بما يكفي للحد الذي يسمح لتلك الأعراض بالظهور، ويكون في هذه الحالة قد وصل المرض إلى مرحلة متأخرة تسمى التهاب الكبد الوبائي C المزمن، ومن أبرز الأعراض التي تظهر على المريض في هذه المرحلة ما يلي:
- الشعور المستمر بالإرهاق وهمدان الجسد.
- يكون المريض عرضة للإصابة بالنزيف بسهولة.
- يصبح مريض الالتهاب الكبدي الوبائي عرضة للإصابة بالكدمات في جسمه بشكلٍ أكثر سهولة من الطبيعي.
- حدوث بعض التغيرات في الشهية، حيث يبدأ المريض في فقدان شهيته تدريجيًا على الطعام، ويفقد الرغبة في تناول الطعام أو الشعور بالجوع.
- يلاحَظ على مريض الالتهاب الكبدي الوبائي اصفرار لون جلده وكذلك عينيه.
- بعد التغيرات في البول الذي يكون لونه داكنًا أكثر من الطبيعي.
- الشعور بالحكة في الجلد بشكلٍ مستمر.
- حدوث ما يسمى بالاستسقاء، وهو ما يعني تراكم السوائل في بطن المريض بشكل كبير.
- ملاحظة التورم الذي يصيب كلا قدمي المريض من الأسفل.
- نتيجة لفقدان الشهية للأكل وقلة تناول الطعام، يبدأ المريض في فقدان الوزن بشكلٍ كبير ليصبح جسده ضعيفًا وهزيلًا.
- الإصابة بالاعتلال الدماغي الكبدي، وهو أحد الأعراض التي تظهر في الحالات المتأخرة جدًا من الإصابة، ويسبب الارتباك المستمر للمريض والشعور بتداخل الكلام لديه.
- ظهور بعض الأوعية على سطح الجلد، والتي تتشابك مع بعضها كالعنكبوت، وفي الطب يسمى هذا العرض بالأورام الوعائية العنكبوتية.
في الكثير من الحالات التي تصاب بفيروس الكبد من النوع C لا يصل بهم الأمر إلى المراحل المزمنة المتأخرة من المرض، وهذا نتيجة لما يعرف باسم التطهير الفيروسي التلقائي الذي كان له دور فعال في خفض نسب الحالات التي تصاب بالفيروس الكبدي، كما أنه قلل عدد الحالات التي تصل إلى تأخر المرض.
اقرأ أيضًا: أدوية لعلاج التهاب المعدة والقولون
مضاعفات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع C
في حال إهمال الإصابة بالالتهاب الكبدي C وعدم ملاحظة الأعراض التي سبق ذكرها على المريض، فقد يكون هناك بعض المضاعفات التي تظهر على الحالة، ومن أبرزها:
- الإصابة بتندب أو ما يسمى بتشمع الكبد، الأمر الذي يصيب الكبد بعد مرور سنوات طويلة من الإصابة بفيروس C الكبدي ويعيق الكبد تمامًا عن أداء وظيفته.
- في بعض الحالات قد يؤدي التهاب الكبد الفيروسي من النوع C إلى الإصابة بسرطان الكبد، لكن هذه الحالات تكون نادرة تمامًا.
- التعرض للفشل الكلوي الذي فيما بعد سيسبب التشمع الكبدي ويعيق الكبد من أداء دوره في العمليات الحيوية التي تتم بالجسم.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من النوع C
هناك بعض الحالات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الفيروسات الكبدية، ومن تلك الحالات ما يلي:
- من هم يعملون بمجال الرعاية الصحية، حيث إنهم يكونون عرضة من خلال هذا العمل للدم الذي قد يكون ملوثًا أو حاملًا للعدوى، كما قد ينتقل الفيروس من خلال الإبر التي تخترق الجلد وقد تكون ملوثة أو معدية.
- الحالات التي تكون مصابة بما يسمى نقص المناعة البشري، أو التي سبق لها الإصابة به.
- الأشخاص الذين يضعون الوشوم أو يقومون بثقب جلدهم لأي غرض من الأغراض، ويتم ذلك باستخدام معدات غير نظيفة أو غير معقمة، فقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي C.
- من كانوا يقومون بعمليات غسيل الكلى لفترات طويلة.
- الذين قد سبق لهم أن حقنوا أنفسهم بالمخدرات الغير مشروعة عن طريق الأوردة، أو حتى من استنشقوا هذه المواد كالهروين وغيرها.
- الكبار في السن الذين قد سبق لهم أن خضعوا لعمليات زراعة الأعضاء، أو نقل الدم من أشخاص أخرى، وذلك قبل العام 1992.
- الأشخاص الذين قد سبق لهم الدخول إلى السجن.
- المتقدمون بالعمر بشكلٍ كبير قد يكونوا أيضًا عرضة للإصابة بمثل هذا النوع من الفيروسات الكبدية.
- أن تكون الأم قد سبق لها الإصابة بالفيروس الكبدي من النوع C، أو أن يكون هناك أي تاريخ عائلي ن الإصابة بأي مرض من أمراض الكلى.
اقرأ أيضًا: علاج سرطان الكبد بالأعشاب
طرق علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي C
تعتمد الطرق التي يختارها الطبيب للعلاج على النمط الجيني للفيروس النامي بالكبد، كما يعتمد كذلك على وضع كبد المريض، وما إذا كان يعاني من أي أمراض أخرى أو لا، والعلامة التي تدل على نجاح الطريقة المتبعة للعلاج هي مدى استجابة الجسم البيولوجية له، أي اختفاء الأعرض تدريجيًا واختفاء ظهور الفيروس في دم المريض بعد مرور اثنا عشر أسبوعًا من تلقي العلاج.
هناك ما يسمى بالاستجابة البيولوجية المستدامة، وهي استجابة المريض للعلاج وعدم رجوع الفيروس إلى دمه مرةً أخرى، وفي هذه حالة عدم وجود أي استجابة من جسم المريض للعلاج الذي يتلقاه، يفضل الأطباء إعادة تكرار العلاج مرةً أخرى وانتظار نتائجه، وهناك العديد من الأدوية المضادة للفيروسات التي يتم استخدامها لعلاج التهاب الكبد الفيروسي C والتي سنعرضها لكم من خلال الفقرات التالية.
مضادات الفيروسات التي يتم استخدامها لعلاج الالتهاب الكبدي C
هذا النوع من الأدوية قد وجد فيه الأطباء أفضل طريقة لعلاج الإصابة بالالتهاب الكبدي C، وذلك لأن هذا النوع من العلاج له القليل من الآثار الجانبية البسيطة التي لا تؤثر على المريض بالسلب، وتتمثل هذه الأعراض في الشعور بالدوخة أو الصداع أو الإصابة بالإسهال أو القيء، ومن أبرز أنواع مضادات الفيروسات التي يتم استخدامها هي:
1- أدوية مثبطات إنزيم البروتييز
هذا النوع من الأدوية له دور فعال في تنشيط ما يسمى بإنزيم البروتييز، هذا الإنزيم الذي عند نشاطه يعمل على منع فيروس الكبد من النوع C من التكاثر.
2- أدوية مثبطات البوليميريز
هذا النوع من الأدوية يتم استخدامه في العلاج؛ لأنه يعمل على منع الفيروس الكبدي من التكاثر عن طريق التأثير على الحمض النووي للفيروس ومنعه من التكاثر، ويمكن أن يصف بعض الأطباء هذا النوع من الأدوية بجانب الأدوية الأخرى.
3- مثبطات بروتين
هذه المجموعة من الأدوية تعمل على وقف تكاثر الفيروس الكبدي عن طريق التأثير على بروتين يسمى NS5A الذي له دورًا هامًا في تضاعف وتكاثر هذا الفيروس الخطر.
الأبحاث التي تخص الالتهاب الكبدي C
في هذه الفترة ومع تطور العلم، بدأت الأبحاث في التوجه إلى تحضير علاج يحتوي على الحمض النووي الذي يساعد على رفع مناعة الجسم، وبالتالي يتخلص الجسم من الفيروس بسهولة.
بعام 2019 بدأ الأطباء استخدام علاجين من مضادات الفيروس الكبدي Cوهما الغليكابريفير والبيبرنتاسفير واستخدامهما لمدة 8 أسابيع متتالية، وتمت الموافقة على استخدام هذا العلاج للبالغين والأطفال من هم فوق الـ 12 عامًا، لكن يشترط عدم استخدام أيٍ من علاجات الفيروس الكبدي C قبل ذلك.
كما يتم استخدام ما يسمى بالتصوير الإلستوغرافي العابر وأيضًا التصوير الإلستوجرافي بالرنين المغنطيسي الذي يعمل على تحديد وضع الكبد ومدى التهابه، بدلًا من الطرق القديمة التي تشمل أخذ الخزعات التي قد تصيب الكبد بأضرار أكثر.
هل يمكن شفاء مرض التهاب الكبد الفيروسي C تمامًا
عند الإصابة بمثل هذا المرض الخطير الذي له العديد من المضاعفات الضارة، يبدأ المريض بالقلق نحو إمكانية شفائه، لكن لا داعٍ للقلق، فالآن قد أصبح الشفاء التام من الالتهاب الكبدي الفيروسي C من الأمور الممكنة، ويتم ذلك عن طريق استشارة الطبيب لمعرفة الطرق العلاجية الصحيحة، التي يجب على المريض أن يتبعها حتى ينعم بالصحة الكاملة دون التعرض للإصابة بأيٍ من المضاعفات الخطيرة التي قد تلي الإصابة بمثل هذا المرض.
اقرأ أيضًا: فحص وظائف الكبد والكلى
الوقاية من الإصابة بمرض الالتهاب الكبدي الفيروسي C
هناك بعض الطرق والنصائح التي في حال اتباعها تعمل على وقاية أجسامنا من الإصابة بمثل هذا الفيروس المضر، ومن أبرز هذه النصائح ما يلي:
- الابتعاد التام والتوقف عن تناول أي نوع من أنواع المخدرات الغير مشروعة، خاصةً التي يتم توصيلها للدم عن طريق الاستنشاق أو الحقن الوريدي.
- الحذر الشديد عند القيام برسم الوشوم أو ثقب الجسم، حيث يجب أن تكون جميع المعدات التي يتم استخدامها نظيفة تمامًا ومعقمة بشكلٍ جيد.
- الامتناع عن ممارسة الجنس الغير شرعي، واللجوء للجنس الأكثر أمانًا، كما يجب التأكد من الصحة التامة لشريك الحياة، وأنه لا يعاني من أيٍ من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ومن أحد هذه الأمراض هو التهاب الكبد الفيروسي C.
- عدم مشاركة أي من الحقن أو الأدوات الطبية مع أي شخص، وعند الذهاب للمستشفيات أو الصيدليات يجب التأكد أن الأدوات التي يستخدمها الأطباء جديدة ومعقمة تمامًا.
ننصح باتباع الطرق الوقائية التي سبق ذكرها لحماية الجسم من خطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C، وننصح بمتابعة الطبيب في حال ظهور أيٍ من أعراض الالتهاب الكبدي.