ما المصاعب الداخليه التي واجهت الدوله الامويه
ما المصاعب الداخليه التي واجهت الدوله الامويه في نشأتها الأولى، وما الحلول التي قام بها مؤسسي الدولة لقيام دولتهم؟ هذا ما سنعرفه في هذا الموضوع المقدم لكم من موقع زيادة.
ما المصاعب الداخليه التي واجهت الدوله الامويه
حين نبحث عن إجابة سؤال ما المصاعب الداخليه التي واجهت الدوله الامويه سنجد أن الدولة الأموية نشأت من الصراع والخلافات الداخلي لدولة الخلافة، وبالتالي استمرت بعض المشاكل الداخلية في فترة النشأة بل وتولدت عنها بعض المشاكل الأخرى فيما بعد، من هذه المشاكل:
الإجابة
- القبائل العربية التعصب.
- رحيل بعض الخلفاء إلى حياة الرفاهية.
- تعصب الأمويين.
- غياب القيادة الإسلامية.
- تجاهل الكثير من الناس لأميتي.
وإليكم المصاعب بالتفصيل..
الفتنة التي وقعت بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب
أحداث الفتنة الكبرى التي توالت وتفاقمت بعد مقتل الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وكثرت المشاكل داخلية، تلك التي تحدث عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال:
” تَمْرُقُ مارِقَةٌ عِنْدَ فُرْقَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، يَقْتُلُها أوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بالحَقِّ” (صحيح مسلم 1064)
وفي صحيح البخاري عن أبو هريرة قال:
“لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتانِ دَعْواهُما واحِدَةٌ” (3608)
قال علماء تفسير الحديث أن هذه هي الفتنة المقصودة، انقسم المسلمون إلى فرقين وحزيبين كبيرين.
فبعد تولية معاوية أبن أبي سفيان الخلافة ظل الحزب الذي كان يناصر سيدنا علي بن أبي طالب يعارض معاوية ويهدم في أساس دولته الناشئة.
اقرأ أيضًا: الدولة الاموية في الاندلس تاريخها ونهاية الدولة الأموية في الأندلس
الثأر لعثمان بن عفان
من أحدى الدعائم التي وقف عليها معاوية بن أبي سفيان في خروجه على سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه هو طلب بنو أمية للثأر من قتلة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه على التعجيل، وعدم انتظارهم حتى تهدأ الأمور.
لكن رغم ذلك لما تولى بني أمية الخلافة لم يثأروا من قتلة عثمان بن عفان بعينهم، ولم ينفذوا ما ادعوا إنهم طالبين له، مما ولد لدى عامة المسلمين وأهل الحل والعقد التفكير بأن بني أمية ما أرادوا إلا الوصول للحكم.
وقوع دولة بني أمية بعد دولة الخلافة
وقوع دولة بني أمية كان بسبب التقارب التاريخي بين دولة بني أمية وبين عصر الخلافة الراشدة المثالية، وبالطبع كان الفرق كبير جدًا في سياسات الحكم الداخلية وصرف أموال الدولة.
فشتان بين عصر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذي كان يخاف على التمرة في بيت مال المسلمين ويعيش على الكفاف من الحياة ما يبقيه حيًا فقط، وبين بزخ الدولة الأموية والعطايا التي كانت توزع ومصاريف الخلفاء الشخصية.
الأثر الشعبي للحروب الداخلية
بسبب نشأة الدولة الأموية على جثث المسلمين من أطراف مختلفة، وكان أول مرة في تاريخ الدولة الإسلامية أن يتقابل جيشان كلاهما مسلمين مثل محركة الجمل ومعركة صفين.. هذا يقول لا إله إلا الله، وذاك يقول لا إله إلا الله!
كان هناك حنق شعبي بين الدولة الإسلامية وبعضها وثأر قديم عند المسلمين لبعض.
بجانب أن العقلاء من المسلمين ربطوا هذه الدولة الجديدة التي على رأسها بني أمية بالموت والخراب والقتل المتعمد.
اقرأ أيضًا: أسباب سقوط الدولة العباسية والأحوال الاقتصادية التي مرت بها الدولة
بقاء الخوارج
رغم كل ما حدث من صراعات وحروب وموت وسيل دماء المسلمين على أرض المعارك لم يتوانى الخوارج الذين قد خرجوا على سيدنا علي رضوان الله عليه في أن يكملوا نهجهم الفوضوي في الثورة والاعتراض بجهل
بدأت ثوراتهم بخروج رجل يسمى “فروة بن نوفل الأشجعي”، في سنة 41 هـ، وظلت الثورات في كل مكان طوال فترة حكم الدولة الأموية وكان أخرها هو خروج رجل من حضر موت يسمى “عبد الله بن يحيى” ولقبه العامة بـ”طالب الحق” وذلك في سنة 128 هـ، وقتل سنة 130 هـ عندما بعث إليه مروان بن محمد عبد الملك قائده “محمد بن عطية السعدي” الذي أتى له برأسه في الشام.
وانتهت ثورات الخوارج على بني أمية لا لإن الدولة قضت عليها، بالعكس لأن الدولة ذاتها انتهت في عام 132 هـ بقيام الدولة العباسية.
توقف الفتوحات فترة
في بداية الدولة الأموية توقفت الفتوحات لحل المشاكل الداخلية مما تسبب في حنق العامة، وانتشار القول بأن هذه الدولة حكامها طالبين للدنيا فقط ولا يردون منفعة الإسلام.
لكن بعدما استقر معاوية بن أبي سفيان في الحكم استأنف حركة الفتوحات الإسلامية، فقام بتطوير الأسطول البحري للدولة للحرب مع الروم.
أرسل حملات بحرية استطلاعية مثل حملة فضالة بن عبيد الأنصاري، وتوالت أعظم حركة فتوحات في الشرق والغرب طوال فترة الدولة الأموية.
اقرأ أيضًا: بحث عن الدولة الأموية وأسباب قيام الدولة الأموية وأبرز خلفائها وإنجازاتها
أسباب استحقار المسلمين لبني أمية
كان بني أمية في نظر العامة أقل منزلة من باقي الصحابة والسابقين الأولين في الإسلام، وذلك لعدة أسباب أهمها:
- الكثير من الأموين الكبار تأخروا في الدخول في الإسلام وكان هناك من هو أولى منهم من السابقين الأولين في الإسلام.
- وصول بني أمية لسدة الحكم عبر الحروب والصراح مع سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما ذكرنا سابقًا.
- تحويل معاوية بن أبي سفيان نظام الحكم في الدولة الإسلامية من نظام الشورة إلى تولية العهد بالوراثة، وتحويل النظام إلى ملك.
- إن بني أمية لم يجروا أي نشاط يذكر في البحث وراء الصراعات الداخلية التي تعاني منها الأمة الإسلامية وحلها من الأساس بدلًا من حلول العسكرة وقمع الثورات.
اتهامهم بسم الحسن بن علي
ذكرت بعض الروايات أن الحسن بن علي مات مسمومًا، وتم توجيه أصابه الاتهام نحو زوجته “جعدة بن الأشعث بن قيس”، لكن هذه القصة لا تصح على أغلب الروايات وإنما محاولة لتشويه الدولة الإسلامية، وذكرت هذه القصص في “مرويات خلافة معاوية في تاريخ الطبري” صفحة 393 وما بعدها، ومن أدعى ذلك هو ” ابن المطهر الحّشلي الرافضي” وهو من جملة من لا يُؤخذ منهم تاريخ بسبب اشتهار كذبهم.
أقوال المؤرخين في قتل الحسن بن علي
- قال ابن كثير: “وَرَوَى بَعْضُهُمْ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بَعْثَ إِلَى جَعْدَةَ بِنْتِ الْأَشْعَثِ أَنْ سُمِّي الْحَسَنَ، وَأَنَا أَتَزَوَّجُكِ بَعْدَهُ، فَفَعَلَتْ، فَلَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بَعَثَتْ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّا وَاللَّهِ لَمْ نَرْضَكِ لِلْحَسَنِ، أَفَنَرْضَاكِ لِأَنْفُسِنَا؟ وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَعَدَمُ صِحَّتِهِ عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بِطَرِيقِ الْأُولَى والأخرى” (البداية والنهاية 277/7).
- وكذلك قال بذلك أيضًا أبو بكر بن العربي في كتابه: “العواصم من القواصم”.
- وحين تكلم الذهبي عن موته لم يذكر أن زوجته من فعلت ذلك ولم يجذم بمن دس له السم فقال: “قال ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: عُدْنَا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ الْخَلَاءِ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي قَلّبْتُهَا بِعُودٍ، وَإِنِّي قَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا، فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، فَحَرَّضَ بِهِ الْحُسَيْنُ أَنْ يُخْبِرَهُ مَنْ سَقَاهُ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ وَقَالَ: اللَّهُ أَشَدُّ نِقْمَةً إِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُّ، وَإِلَّا فَلَا يقتل بي، والله، بريء” (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام) 209/8.
ومما نخلص إليه أن هذه التهمة باطلة.
اقرأ أيضًا: آخر معاقل المسلمين في الأندلس وكيف سقطت غرناطة
خروج الحسين بن علي على الدولة الأموية
كان الحسين بن علي من المعارضين للبيعة التي تمت ليزيد بن معاوية، بجانب عبد الله بن الزبير ولفيف من الكبار في الدولة الإسلامية، فرفض البيعة ليزيد بن معاوية وقاوم الحكم الأموي بشدة، وطرح نفسه بديلًا للسلطة في دمشق، وأعتبره الفقهاء حينها خارجًا على الإمام.
توافد زعماء الكوفة عليه وطلبوا منه الانضمام إليهم وسوف يناصرونه، وكان العدد الذي أتاه مبشرًا بالخير؛ فأرسل الحسين بن علي ابن عمه “مسلم بن عقيل بن أبي طالب” لكي يذهب ويأتيه بالخبر
في الطريق مات أحد ممن كانوا معه بسبب العطش فبعث مسلم بن عقيل إلى ابن أخيه يطلب منه أن يعفيه من هذه المهمة بسبب الصعوبة التي سيلاقيها في الكوفة؛ إلا أن الحسين رفض.
عندما وصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة فرج إليها أهله وبايعه قرابة الاثنا عشر ألف (ورد العدد في كتاب تهذيب الكمال في صفحة رقم 232)، فلما رأى مسلم بن عقيل هذا الجمع بعث لابن عمه رسالة يقول فيها: “أمّا بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وأن جميع أهل الكوفة معك، فعجّل الإقبال حين تقرأ كتابي هذا، والسلام”.
فلما وصل إلى الحسين كتاب ابن عمه تجهز وعزم على الخروج على الكوفة مع أهله وخاصته، وفشلت هذه الثورة وانتهت بمقتل الحسين بن علي في 61هـ، بعدما تم القبض على مسلم بن عقيل وقتله.
اقرأ أيضًا: الدولة الفاطمية في مصر التاريخ والنشأة
حركة عبد الله بن الزبير
كان عبد الله بن الزبير قد رفض البيعة ليزيد وأختار أن يقيم دولته في مكة وذلك لعدة أسباب مثل:
- المكان الوحيد الآمن الذي يمكن اللجوء إليه في هذه الفترة، لأن باقي الأقاليم لا يمكن ضمان أهلها.
- أن وجود البيت الحرام بمكة يجعلها مكان آمن لا يجوز سفك الدماء به، أو سيفكر الأموين ألف مرة قبل القتال فيها وسيكون حلهم الأخير (هكذا كان يعتقد)
- موسم الحج في مكة يجتمع به الألوف من كل مكان كل عام وستكون فرصة جيدة لنشر دعوته.
- قبضة الأموين لم تكن قوية على مكة.
- أقوى مناصرين عبد الله بن الزبير في المدينة ويجب أن يكون قريبًا منهم.
بعد مناقشات وعروض بين القادة الأمويين ويزيد بن معاوية وعبد الله بين الزبير بالسلم ورفض عبد الله بن الزبير لها وأتباعه لرأي أتباعه، وجه إليه يزيد أكثر من حملة حربية نحو:
- حملة بقيادة عمرو بن الزبير.
- حملة بقيادة الحصين بن نمير: التي انتهت بحصار عبد الله بن الزبير وحرق بيت الله الحرام.
مات يزيد بن معاوية وتولى خلفه معاوية بن يزيد وكان الأمر قد استتب لعبد الله بن الزبير في مكة، لكن مروان بن الحكم خرج عليه، وتم القضاء على أتباعه في الشام وأقاموا مؤتمر الجابية وقيام معركة مرج راهط.
تولى بعد “مروان بن الحكم” ابنه “عبد الملك بن مروان بن الحكم” وقد قام بحصار عبد الله بن الزبير عسكريًا واقتصاديًا، بمجموعة من الحملات مثل:
- حملة حبيش بن دجلة القيني.
- حملة نائل بن قيس الجذامي.
- حملة عروة بن أنيف.
- حملة عبد الملك بن الحارث بن الحكم.
- حملة طارق بن عمرو.
استشهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنه على يد الحجاج.. وبذلك انتهت دولة الخليفة عبد الله بن الزبير.
هكذا نكون قد أجبنا على سؤال ما المصاعب الداخليه التي واجهت الدوله الامويه في إيجاز، نرجو أن نكون قد أفدناكم