من أنواع الانتحال العلمي

من أنواع الانتحال العلمي؟ كيف يمكننا تجنب الانتحال العلمي؟ فالانتحال العلمي هو أن يُنسب شخص ما لنفسه عملًا كتابيًا لشخص آخر، سواء بنقله لهذا العمل كليًا أو جزئيًا، كما يُطلق عليه أيضًا الانتحال الغير شرعي، وسوف نعرض لكم في هذا المقال وعبر موقع زيادة من أنواع الانتحال العلمي.

من أنواع الانتحال العلمي

للإجابة عن أنواع الانتحال العلمي نجد أن هناك العديد من أنواع هذا الانتحال الغير شرعي، وهي ما سنعرضها لكم على النحو التالي:

1– الاستنساخ العلمي الكامل

الاستنساخ العلمي الكامل هو من أنواع الانتحال العلمي التي تعتمد على قيام شخص ما بانساب عمل أدبي أو علمي أو حتى مقالة كتبها كاتب آخر لنفسه، دون أن يعدل فيها أي شيء ثم يقوم بنشرها وكأنها إحدى أعماله، ويجدر الذكر بأن هذا النوع يدخل ضمن نطاق السرقة الفكرية العلنية.

اقرأ أيضًا: عقوبة الجرائم الإلكترونية في السعودية

2- النسخ الحرفي أو المباشر

هو من أنواع الانتحال العلمي التي تقوم على نسخ جملة أو نص من مقال أو بحث آخر، ثم يقوم بلصقها في مقالة دون الإشارة بأنه قد اقتبس هذه الجملة أو هذا النص من مقال آخر بواسطة تحديدها بعلامات التنصيص أو حتى توضيح المصدر الأصلي الذي قام بالنسخ منه.

كما أن هذا النوع من الانتحال يدخل ضمن نطاق الاحتيال والسرقة العلمية والأدبية، فعلى الرغم من عدم شيوعه إلا أنه ينتهك المقاييس التربوية والأكاديمية، وبالتالي يجب على من يقوم بهذا النوع من الانتحال بأن يخضع للتأديب الأكاديمي.

3- الانتحال العفوي أو التلقائي

هو إحدى أنواع الانتحال العلمي التي تتمثل في قيام الكاتب بإدخال بعض الأجزاء أو النصوص من أعماله الخاصة التي سبق نشرها دون أن يشير باستشهاده منها.

هذا النوع يُطلق عليه أيضًا التكرار أو الازدواجية في النشر حيث يتم فيه تكرار بعض المعلومات المذكورة في الكتابات السابقة للكتاب فتجد نفس النص والمعلومات متكررة في أكثر من عمل، كما تقوم الجهات الأكاديمية بفرض العقوبات التأديبية الصارمة بهذا الصدد.

4- إعادة الصياغة

تُعد إعادة الصياغة من أنواع الانتحال العلمي الأكثر انتشارًا، ويقوم هذا النوع من الانتحال على قيام شخص ما بإعادة صياغة بعض المعلومات أو الجمل في مقال كاتب آخر.

يكون هذا إما بواسطة التغيير الطفيف في ترتيب تلك الجمل أو الاستبدال الطفيف لبعض الألفاظ، وتتركز السرقة الأدبية أو الانتحال العلمي في هذا النوع على كون المعلومة كما هي ولكن الصياغة مختلفة.

5- الإسناد الخاطئ

يقوم هذا النوع من الانتحال العلمي على إدراج بعض الأسماء للمؤلفين بشكل خاطئ، وقد يتمثل ذلك في إدراج كاتب ما (لم يشترك بالعمل) ضمن قائمة المؤلفين بهدف مجاملته، أو عدم ذكر إسهامات أحد مؤلفي العمل الأدبي والثناء عليه أو حتى إقصائه من قائمة مؤلفي العمل احتقارًا له.

كما يدخل ضمن إطار الإسناد الخاطئ أيضًا قيام شخص ما بتحرير مقال خاص بشخص آخر، مما يتسبب في انساب العمل إليه بالخطأ، وفي تلك الحالة يُعد الإسناد الخاطئ انتحالًا كاملًا.

يجدر الذكر أيضًا بأن هذا النوع من الانتحال من أشد صور الانتهاك للضوابط السلوكية للبحث العلمي أو الأدبي، فيجب على الجهات الأكاديمية المختصة بصدد هذا التحقق من المشاركين في وقت نشر العمل، وهذا هدف معرفة القائمة الحقيقية لمؤلفي هذا العمل.

6- الانتحال المعتمد على المزج

هو من أنواع الانتحال العلمي التي تقوم على إدراج الناشر لبعض المعلومات والنصوص، ويرجعها لبعض المصادر الغير معتمدة والغير موثوق بصحتها، أو حتى مصادر غير موجودة، ويُطلق عليه الاقتباس المضلل.

كما أنه قد يتمثل في استعانة الباحث ببعض المعلومات والجمل والنصوص من المصادر الثانوية، وانساب تلك المعلومات للمصدر الرئيس، مع التغاضي عن ذكر الاستشهاد من تلك المصادر الثانوية.

7- الانتحال التعاوني الغير تربوي

يقوم هذا النوع من أنواع الانتحال العلمي على استعانة ناشر ما ببعض الجهات المختصة في الكتابة والنشر بهدف صياغة بحثه أو مقاله عن طريق منحها مبلغ كبير من المال.

فتقوم تلك الجهات بكتابة بعض النصوص في البحث، أو التدقيق اللغوي أو إدراج الاحصائيات المختلفة، وإخراج البحث في أفضل صورة، ويتمثل الانتحال هنا في الناحية الأخلاقية فهو لم يقم بشيء في هذا المقال، ولكن في النهاية تم انساب هذا المقال إليه.

8- الانتحال التضليلي

يقوم هذا النوع من الانتحال العلمي على قيام الباحث أو الناشر بكتابة بعض المراجع التي لم يستخدمها أو يستعن بها في الأساس في مقاله، ويُطلق عليه الانتحال التضليلي لأنه يعتمد على تضليل القراء وإيهامهم بأن المعلومات المذكورة في المقال تعود لبعض المراجع الموثوقة.

اقرأ أيضًا: سرقة أفكار وكتابات الآخرين ونسبتها للذات دون ذكر المصدر

أسباب الانتحال العلمي

بعد الإشارة إلى ثمانية من أنواع الانتحال العلمي، نتطرق لعرض الأسباب التي تساهم في اتجاه الباحثين والناشرين للانتحال العلمي، وتلك الأسباب تتمثل في الآتي:

  • قد يتجه الباحث لبعض المقالات أو الأبحاث بسبب نجاح محتواها العلمي، فيجعل ذلك الباحث يرغب في الاستعانة بالمعلومات الواردة في هذا المقال الناجح أملًا في تحقيق النجاح الذي حققه الكاتب الحقيقي للمقال.
  • كما أنه من أسباب توجه بعض الباحثين للانتحال العلمي قد يعود إلى قصور القدرة الأكاديمية والتحصيلية للباحث، فيجعل ذلك الباحث يتجه للانتحال العلمي بهدف زيادة قدرته التحصيلية والأكاديمية.
  • قد يرجع اتجاه الباحث للانتحال العلمي إلى تكاسل الباحث وتواكله، وعدم رغبته في بذل المجهود في كتابة المقال بواسطة قدراته الشخصية، فيلجأ للاعتماد على الآخرين عن طريق النقل من أعمالهم.
  • وجود بعض المصطلحات والتعريفات التي لا تمتلك العديد من الطرق في التعبير عنها أو تعريفها، فمثلًا المصطلحات العلمية غالبًا ما نجد لها تعريفات محددة.

بالتالي هذا يجعل الباحث يظن أن نقله لتلك المعلومات كما هي ليس من صور الانتحال العلمي، ولا يُعد انتهاكًا للملكيات الفكرية، وأنه أمر لا يتطلب الخضوع للعقوبات الأكاديمية.

  • ضعف الجهات القائمة على فحص المحتوى العلمي، وبالتالي فهذا يسهل على الباحث الانتحال العلمي وانتهاك الحقوق الفكرية.
  • كما قد يعود توجه بعض الباحثين للانتحال العلمي للمحتويات العلمية الأخرى إلى امتلاكه قدرة لغوية عالية، والتي تساعده على سرقة المعلومات والانتحال العلمي للمقالات والمحتويات العلمية دون أن يلاحظ أحد ذلك.
  • لجوء بعض الباحثين إلى الترجمة كوسيلة للانتحال العلمي، وذلك عن طريق استعانتهم ببعض المحتويات التي لم تخضع للترجمة، ثم قيامهم بتشكيل وإعادة صياغة تلك المحتويات وانسابها لأنفسهم، وذلك أيضًا دون أن يلاحظ أحد الانتحال العلمي في ذلك.
  • انعدام مفهوم الأمانة العلمية لدى الباحثين الذين يقومون بالانتحال العلمي.
  • قد يعود سبب التوجه للانتحال العلمي إلى ضيق الوقت لدى الباحث مما يجعله يتجه للانتحال العلمي كوسيلة سهلة ومتاحة.
  • قدرة الإنترنت على توفير العديد من مصادر المعلومات مما يسهل على الباحث الاستعانة بالكثير من المعلومات وإمكانية انسابها لنفسه.
  • قد يتسبب طموح الباحث في تحقيق ذاته في توجهه للطريق الغير شرعي لتحقيق تلك الطموحات عن طريق استخدام سياسة الانتحال العلمي.
  • عدم القدرة على إدارة الوقت وكثرة التأجيل.
  • التنشئة التربوية الغير سليمة للباحث منذ كان طفلًا، والتي جعلته لا يرى عيبًا في الغش أو سرقة مجهود غيره.

هل يوجد عقوبة قانونية للانتحال العلمي

على الرغم من اعتبار الانتحال العلمي كنوع من أنواع انتهاك الملكية الفكرية والسرقات الأدبية إلا أنه سابقًا كان لا يوجد قانون واضح ينص على تلقي الشخص الذي يقوم بالانتحال للعقوبة.

لكن حاليًا وبتطور الشبكة المعلوماتية للإنترنت وزيادة الاحتيال، أصبح هناك العديد من الجهات المختصة في القانون، والتي تعمل على حماية المحتويات العلمية من السرقة أو الانتحال العلمي.

كما أن تلك الجهات أصدرت العديد من الضوابط والقوانين التي تنص على تلقي الشخص الذي يقوم بالانتحال العلمي للعقوبة، باعتبار ذلك تعديًا على الملكيات الفكرية، وتلك العقوبة تتمثل في توقيع غرامات مالية وإدخال السارق في السجن لمدة عام على الأقل.

اقرأ أيضًا: رأي المعاصرين بقضية انتحال الشعر

برامج لكشف الانتحال العلمي

بعد عرضنا لثمانية من أنواع الانتحال العلمي، تجدر الإشارة إلى بعض البرامج التي تساهم في الكشف عن السرقة أو الانتحال العلمي، ومن تلك البرامج الآتي:

  • برنامج :Plagiarisma هو إحدى البرامج التي تعمل على الكشف عن الانتحال العلمي منذ فترة كبيرة، فيتيح هذا البرنامج إمكانية استخدامه للباحثين والأساتذة بفحص عدد معين من المقالات المشكوك بوجود انتحال علمي فيها.

لكن يجدر الذكر بأنه إذا أراد الباحث فحص المزيد من المقالات فوق الحد الأقصى المحدد من البرنامج فعليه أن يدفع المال لقاء ذلك.

  • برنامج Grammarly: هو إحدى البرامج المجانية بصدد فحص المقالات ضد الانتحال العلمي، ويتميز هذا البرنامج بالتصويب اللغوي والإملائي للنصوص، كما يتيح لك إنشاء حساب خاص بك عبره للاستفادة منه في فحص الانتحال العلمي.
  • برنامج Paperrater: هو من أكثر برامج فحص الانتحال العلمي تميزًا، حيث إنه سهل الاستخدام عن طريق إتاحته للباحث بوضع النص المشكوك في أمانته العلمية في مكان معين من البرنامج.

ثم يقوم البرنامج تلقائيًا بفحص هذا النص ضد الانتحال العلمي، كما أنه يعمل على تحديد الأخطاء الإملائية والنحوية مع الإشارة للكلمات المقترحة الصحيحة.

بعض الجهود العامة لفحص الانتحال العلمي

الانتحال العلمي يُعد جريمة ضد حقوق الإنسان، حيث إن انتحال باحث ما لشخصية باحث آخر أو حتى اقتباسه من إحدى نصوصه في عمل ما يُعد تعديًا على الملكية الفكرية له.

لذلك يوجد بعض الجهات المختلفة التي تسعى باستمرار للكشف عن السرقة الأدبية والانتحال العلمي، وتلك الجهات سنتناولها كالآتي:

  • تعمل الجامعات ومؤسسات البحث العلمي بشكل دوري على الكشف عن السرقات الأدبية والانتحال العلمي، وذلك عن طريق دراسة أسباب التوجه للانتحال العلمي والعمل على معالجتها بالطرق المتاحة والمناسبة.
  • تجدر الإشارة لمجهودات الجامعات في توعية الطالب بأن الانتحال العلمي يمثل عائقًا أمام الطالب في رغبته في تنمية قدراته المعرفية والعلمية، وأن الانتحال العلمي لا يساهم في وصوله لطموحاته كما يظن.
  • كما أنه يوجد بعض المؤسسات التي تنادي بالدفاع عن الملكية الفكرية لكل باحث، وذلك أيضًا عن طريق توضيح أسباب توجه المنتحل العلمي للسرقة من كاتب آخر.

اقرأ أيضًا: مواقع ترجمة ابحاث علمية

نصائح لتجنب الانتحال العلمي

يوجد بعض النصائح التي يساعد اتباعها على التقليل من التعرض للانتحال العلمي قدر الإمكان، ومن تلك النصائح:

  • التدرب على كيفية إعادة صياغة النصوص العلمية بصورة صحيحة.
  • اعتمد على التخطيط قبل أن تبدأ في كتابة عملك، فهو أهم خطوة لتجنب الانتحال العلمي، وذلك عن طريق تنظيم أفكارك وتحديد المصادر المعلوماتية التي سوف تقتبس منها.
  • اجعل لنفسك مسودة تكتب فيها كل الملاحظات حول كتابتك للمقال، وهذا سيساعدك على تنظيم أفكارك ومعرفة الحدود المناسبة للاستشهاد من المصادر الأخرى.
  • إذا وجدت أنك أثناء الكتابة مصدرًا يتشابه بشدة مع معلوماتك وطريقة صياغتك، فمن الممكن أن تعيد صياغة معلوماتك جيدًا أو تذكر المصدر الأصلي وتشير باقتباسك منه، حتى لا تدخل ضمن المنتحلين العلميين.
  • أثناء إعادة صوغك للمعلومة عليك أن تعرف أن إعادة الصياغة ليست فقط تغيير الكلمات وترتيب الجمل، وإنما قم بتغيير الكلمات والبناء الأصلي ويا حبذا إذا أضفت المزيد من المعلومات حول الأفكار التي تكتب عنها لتحقيق أكبر قدر من الإفادة للقارئ.

الانتحال العلمي جريمة ضد حقوق الإنسان وتعدي على ملكيته الفكرية، كما أن القانون فرض العديد من العقوبات ضد تلك الجريمة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.