فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء عظيم وذو قدر كبير عند الله، فإن سورة الفاتحة من السور التي لها مكانه عظيمة بين السور الأخرى، ارتبطت سورة الفاتحة بالصلاة، فلا تقبل صلاة بدون الفاتحة، لذلك نشرح لكم اليوم في موقع زيادة فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء.

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء

فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء ورد في كتاب الله العزيز إلى جانب العديد من الأحاديث الشريفة، فلها الكثير من المميزات فبها نففتتح الصلاة.

كذلك فيعد فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء من أكثر الأفضال عظمة، فهي تشتمل على الدعاء الأعظم بين الأدعية الأخرى، وهو دعاء بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، وتشتمل الفاتحة أيضًا آداب الدعاء وهي عبارة عن الحمد أولًا، ثم الثناء، ومن ثم التمجيد وإفراد العبودية لله والاستعانة به وحده، ثم ذكر الدعاء والطلب.

دليل على ذلك ما رواه فضالة بن عبيد أنه سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الفاتحة السعدي

أحاديث وضحت فضل سورة الفاتحة

بعد عرضنا لفضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، فمن الأحاديث التي وردت عن سورة الفاتحة وفضلها كما روي عن اب سعيد بن معلي رضي الله عنهكُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟ ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ.

كذلك فمن فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، كما جاء في الحديث روي عن أبو هريرة رضي الله عنه قال إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ : { الرحمنُ الرحيمُ } قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { مالكِ يومِ الدينِ } قال اللهُ عز وجل : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ } قال : فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ

فضل سورة الفاتحة لقضاء الحوائج

في إطار عرضنا لفضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، فجدير بنا التحدث عن كون سورة الفاتحة هي الوسيلة الواصلة بين العبد وربه، ولذلك ففي قراءتها بتأمل وتدبير تقوية لعلاقتك بالله سبحانه وتعالي وتواصلك معه، كما أنها تمد بالشعور بالقوة وأنك في معية الله وحده.

فمن أهم ما ذكر في قراءة الفاتحة لقضاء الحائجة هو أنها تكون شفاء للمرضي وتستخدم في الرقية الشرعية والاستعانة بالله لقضاء الحوائج، وتساعد سورة الفاتحة العبد على تيسير الأمور في حياته، وهي من أكثر الصور التي تعد غذاء للروح وتحمي من أمراض الحسد.

 فضل سورة الفاتحة للميت

بعدما تعرفنا على فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، فها نحن نتظرق إلى جانب آخر، وهو عند احتضار الشخص وحتى دفنه ودخوله القبر، فقد أشار العلماء إلى خمسة سور يفضل قراءتهم بعد الدفن وهم (الفاتحة، البقرة وتكون فاتحتها وخاتمتها، الإخلاص، التكاثر ويس).

كما أنهم أكدوا على ضرورة قراءة تلك السور مستدلين على ما قاله عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذَا ماتَ أحدُكم فلا تَحْبِسُوهُ وأَسْرِعُوا بِهِ إلى قبرِهِ“.

فضل سورة الفاتحة للميت تكون منذ الاحتضار وحتى دفنه تركه في القبر، وجاء الشرع بقراءة سورة الفاتحة على الجنازة، بسبب ما فيها من خصوصية في نفع الميت وطلب له الرحمة والمعفرة.

كما جاءت السنة أيضًا بقراءة سورة يس على الموتى، فروي عن معقل بن يسار رضي الله عنه أنه سمع عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول اقرَؤوا يس على مَوْتاكُمفيكون احتماله قراءتها عند موته أو قراءتها عند قبره.

اقرأ أيضًا: أسرار سورة الفاتحة للرزق وفضائلها

فضل سورة الفاتحة في شفاء المرضي

بالحديث عن فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، فهناك فضل كبير من سورة الفاتحة أيضًا كونها شفاء لكل داء، ففيها نقول “وأيك نستعين”، فهنا تكون شفاء لكل سقم وموضع الرقية والاستشفاء وقد ذكرت بعض الأحاديث النبوية عن فضل سورة الفاتحة لشفاء الامراض واستخدمها الصحابة في الرقية.

روي عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه بعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَريَّةٍ فمرَرْنا على أهلِ أبياتٍ فاستضَفْناهم فأبَوْا أنْ يُضيِّفونا فنزَلوا بالعَراءِ فلُدِغ سيِّدُهم فأتَوْنا فقالوا : هل فيكم أحَدٌ يَرقي ؟ قال : قُلْتُ : نَعم أنا أَرقي قالوا : ارقِ صاحبَنا قُلْتُ : لا قد استضَفْناكم فأبَيْتُم أنْ تُضيِّفونا قالوا : فإنَّا نجعَلُ لكم جُعْلًا قال : فجعَلوا لي ثلاثينَ شاةً قال : فأتَيْتُه فجعَلْتُ أمسَحُه وأقرَأُ بفاتحةِ الكتابِ حتَّى برَأ فأخَذ الشَّاءَ فقُلْنا : نأخُذُها ونحنُ لا نُحسِنُ نَرقي فما نحنُ بالَّذي نأكُلَها حتَّى نسأَلَ عنها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْناه فذكَرْنا ذلك له قال : فجعَل يقولُ : ( وما يُدريكَ أنَّها رُقْيةٌ ) ؟ قال : قُلْتُ : يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( كُلوا واضرِبوا لي معكم بسَهمٍ ) “.

وبين هذا الحديث أن سورة الفاتحة تقرئ على المريض فتكون له شفاء بأذن الله.

كما ذكر أن قراءة سورة الفاتحة 7 مرات للرقية، فتكون سورة الفاتحة شفاء للناس ولا تنفع الرقية إلا بها وأنها مكن الشروط الآزمة لتتم الرقية.

 من فضائل سورة الفاتحة  

استكمالًا لعرضنا لفضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، فهي أيضًا اختصارًا للقرآن الكريم كله، ولأنها وردت فيها العديد من الافاضل والمميزات وكان ذلك لما قاله رسول الله صل الله عليه وسلم ألَا أُعلِّمُكَ أعظَمَ سورةٍ في القُرْآنِ قبْلَ أن أخرُجَ مِن المسجِدِ؟ قال: فذهَب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليخرُجَ فأذكَرْتُه، فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وهي السَّبْعُ المَثَانِي، والقُرْآنُ العظيمُ الَّذي أُوتِيتُه. “.

فسورة الفاتحة سميت في هذا الحديث بالسبع المثاني ووصفها الرسول أنها اختصارا للقرآن كله، فلقد جاء بها توحيد للقرآن كله وتوحيد الله عبر الأقسام الثلاثة وهم الحمد لله وحده وتوحيد أسمائه (الرحمن، الرحيم، مالك يوم الدين) وتوحيد الإلهية بقول (غياك نعبد وإياك نستعين).

لذلك سميت سورة الفاتحة بأنها اختصارً للقرآن كله وأم القرآن، وذلك بسبب ما تشتمله من أركان التوحيد وأحكام الجزاء.

قسم العلماء سورة الفاتحة بأنها أولها رحمة، وأوسطها هدايا، وآخرها نعمة، وتكون الرحمة تتمثل في العقيدة ومعرفة الله، أما الهداية تكون عبر عبادة الله المذكورة في وسط السورة واتباع المنهج الصحيح والسليم وأتباع أوامر الله.

تكون الفاتحة من أصل التربية في الإسلام وتكون بصورة جماعية وكان ذلك دليل على استخدام ضمير الجمع في السورة.

حقائق عن سورة الفاتحة

بعدما عرضنا فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، ففي سورة الفاتحة نبهت لعدد من الحقائق، ومن هذه الحقائق الفرق بين أسم الله والإلهية، فاسم الله هو مخصص له وحده فهو أسم للذات القدسية العليا، أما لفظ الإله فهو يطلق على من يُعبد إذ كان على حق أو باطل.

ظهور أهمية الصحبة الصالحة في حياة الإنسان، ففي قول (صراط الذين أنعمت عليهم)، ضرورة التنويه عن وحدة الأمة واجتماع أناس على كلمة الحق.

ذكر المسلم الحاجة إلى الهداية وتكون بجميع أنواعها ومنها هداية الإرشاد وهداية التوفيق وهداية التثبيت.

يجب أن تكون حريص في اختيار الألفاظ والكلمات وآداب الكلام مع الله، فعليك أن تنسب النعمة والفضل لله.

والمعني العام لأيات سورة الفاتحة، فالبداء بالبسملة ليدل على أهميتها، وطلب العون من الله، وتم ذكر في سورة الفاتحة وبينت عن أهمية الإيمان بتحقيق عبادة الله وحدة وعدم الإشراك به

اقرأ أيضًا: اذكر ما تعرفه عن سورة الفاتحة

شرح أجزاء سورة الفاتحة

بالحديث عن فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء، تبدأ سورة الفاتحة بالبسملة في قوله تعالي (بسم الله الرحمن الرحيم)، ويقصد بالبسملة هو الطلب من الله بالبركة والمعونة منه وحده، فيفيد حرف الباء بالحصر أي لا تكون هناك استعانة إلا بالله وحدة.

قول الله تعالي (الحمد لله رب العالمين)، ويكون الحمد عبارة عن ثناء جميل، ويعبر عن الرضي والمحبة، والحمد على الابتلاءات والأمراض والمصائب، فالله تعالى يقينا منها وهو مُبتلينا.

قوله تعالي (الرحمن الرحيم)، تكون صفتان تشبيه والاثنين مشتقين من الرحمة، ودليل على أن الله تعالى عظيم في رحمته على الناس.

قول الله تعالي (مالك يوم الدين)، ويكون على أن الله سبحانه هو صاحب التصرف في يوم الجزاء ويوم الحساب وهو وحدة المتفرد في الملك.

قوله تعالي (إياك نعبد وغياك نستعين)، فتكون العبادة محصورة ومقصورة لله واحده، ويكون القصد بها هو كل ما يحبه الله من أفعال واقوال ظاهرة وباطنة، ويجب أن يكون العابد بفعلها بتذلل وخضوع والامتثال إلى الأوامر، والتعظيم والاستعانة بالله وحدة وتفويض الأمور وتوكيله له.

قول الله تعالي (اهدنا الصراط المستقيم)، وهو طلب من المؤمن من الله أن يدله الله على الطريق الموصل إليه وتحقيق الهدايا في تكون الطريق المؤدي إلى السعادة في الدنيا والاخرة.

قول الله تعالي (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، وهو الاستعانة بالله في طلب الصحبة الصالحة ومقابلة العباد الذين أنعم عليهم وليس الذين ممن غضب عليهم وخالفوه.

سورة الفاتحة من السور التي أعطا الله لها الفضل الكثير، وخصص فيها الكثير من الآداب في التعامل الإلاهي، ولها الكثير من المعلومات ذكرنا بعضًا منها في هذا المقال، فإذا اردت شيئا من الله فعليك بالبدء بقراءة سورة الفاتحة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.