فضل سورة التكاثر

فضل سورة التكاثر لا حصر له، حيث إن هذه السورة تضمنت في آياتها الرسائل التي تنقذ كل إنسان غارق وملهي في أمور الدنيا، فهي بمثابة الهدى، والرحمة للمسلمين، لذلك فإننا من خلال موقع زيادة سوف نساعدكم في التعرف إلى فضل سورة التكاثر، وسنوافيكم بجميع المعلومات اللازمة عنها.

فضل سورة التكاثر

فضل سورة التكاثر

تعد سورة التكاثر واحدة من السور المكية، حيث إنها أُنزلت على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة في بداية الوحي، كما أنها أيضًا تعد من سور المفصَّل، وهذا لأن عدد آياتها ثماني آيات.

بالنسبة لترتيب سورة التكاثر في القرآن الكريم فإنها الآية الثانية بعد المئة، كما أنها تقع في الجزء الثلاثين، وفي الحزب الستين، ويرجع سبب تسميتها بذلك إلى افتتاحها بفعل ماضٍ جاء في مطلعها وهو أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (التكاثر، 1).

وضحت آيات سورة التكاثر العديد من الرسائل التنبيهية لكل مسلم غارق في أمور دنياه، كما أنها وضحت أن النهاية والمصير الذي لا مفر منه هو البقاء في القبر المظلم، وذلك لكي يتم الاتعاظ والعمل لمثل هذا اليوم، والتعرف إلى الحقيقة الباقية أي الآخرة.

إلى جانب ذلك فإنها شملت بعض الفضائل التي تعود على قارئها وحافظها، فإن سورة التكاثر سورة عظيمة للغاية، لهذا فإننا في النقاط التالية سوف نذكر لكم فضل سورة التكاثر:

  • يتركز فضل هذه الصورة في أنها من سور المفصل، حيث إنه ورد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كان يقرأها في الصلوات.
  • ورد فضل سورة التكاثر في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب حيث إنه قال كان رسولُ اللهِ يُوتِرُ بثلاثٍ يقَرُأ في الأُولى {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}، {إِذَا زُلْزِلَتِ} ويقرَأُ في الثَّانيةِ بـ: {العَصْرِ} و{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} و{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} وفي الثَّالثةِ بـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، و{تَبَّتْ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}“.

كما أن عبد الله بن الشخير روى ” أتَيْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يقرَأُ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] قال: (يقولُ ابنُ آدَمَ: مالي مالي، وهل لك مِن مالِك إلَّا ما أكَلْتَ فأفنَيْتَ أو لبِسْتَ فأبلَيْتَ أو تصدَّقْتَ فأمضَيْتَ)“.

  • كمثل باقي السور من يقرأ حرف منها له به حسنة، والحسنة أجرها بعشر أمثالها.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الماعون وسبب نزولها

الرسائل التي تحملها آيات سورة التكاثر

لكي يتضح لنا فضل سورة التكاثر بشكل أكثر، فينبغي أن نكون على دراية بما تحمله كل آية من رسالة للمسلمين، لذلك فإننا في السطور التالية سوف نذكر لكم رسائل وشرح آيات سورة التكاثر:

1- الانشغال بالدنيا حتى بلوغ القبور (الآية الأولى والثانية من سورة التكاثر)

الآية الأولى والثانية من سورة التكاثر هي قوله تعالى ” أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)“، حيث إن هاتين الآتين يوضحان تحذير الله عز وجل للإنسان من أن يغتر بالدنيا والمتاع الذي فيها، إذ إنه أشار إلى أن نهاية التفاخر والانسياق إلى المال والبنون هو العقاب.

لأن التفاخر يعمل على الانشغال عن عبادة الله، وتحقيق الغاية التي خلقنا الله عز وجل من أجلها، فحب الجاه والولع بالتفاخر يجعل الإنسان يضل طريقة، ويفني عمره إلى أن يدركه الموت وهو على هذا الحال.

فكما أسلفنا الذكر في الحديث الشريف أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال “(يقولُ ابنُ آدَمَ: مالي مالي، وهل لك مِن مالِك إلَّا ما أكَلْتَ فأفنَيْتَ أو لبِسْتَ فأبلَيْتَ أو تصدَّقْتَ فأمضَيْتَ)“.

2- تكرار الوعيد (الآية الثالثة والرابعة من سورة التكاثر)

حملت الآيتين الثالثة والرابعة التوكيد اللفظي الدال على الزجر والوعيد، حيث إن الله عز وجل أكد على الوعيد لكي يتوقف الإنسان عما يفعله من الانشغال في التكاثر.

فإن هذين الآيتين هما “كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)(سورة التكاثر)، وعلى الرغم من أنهما يحملنا نفس المعنى إلا أن مقاصدهما مختلفة.

فالآية الثالثة من سورة التكاثر يوضح فيها الله تعالى أنه في القبور سوف يجد المتفاخرون بالدنيا العذاب الذي ينتظرهم.

أما في الآية الرابعة من سورة التكاثر فإن الله عز وجل يقول بأنه عند البعث سوف يجد هؤلاء الأشخاص المنشغلون في الدنيا المصير الذي وعدهم به.

3- التحذير من العاقبة (الآية الخامسة والسادسة من سورة التكاثر)

في سياق حديثنا عن فضل سورة التكاثر، فإننا سعينا على توضيح وشرح معاني آياتها، حيث إنه من خلال تفسير الآيات سوف ندرك أن فضل هذه السورة هو بث العظة في القلوب من الانشغال بالدنيا عن عبادة الله وعن الآخرة.

فسوف نستطرد شرحنا للآيات، حيث إن الآيتين الخامسة والسادسة وهما قوله تعالى كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)” (سورة التكاثر)، يوضحان ما هو في السطور التالية.

فإن الله عز وجل ينبه المسلمين من خلال قوله كلّا، وهذا لكيلا يفعلوا ما هم عليه من الانشغال في الدنيا حتى لا يندموا بعد ذلك، لأن نهاية هذا الأمر هو العقاب والوعيد.

كما أنه قصد بكلمة اليقين البعث، فعند بلوغ البعث سوف يدرك كل شخص من هو الشقي ومن هو السعيد حقًا، فالدنيا ما هي إلا دار الشقاء، والمنشغلون بها هم الأشقياء.

في هاتين الآيتين أيضًا أقسم الله عز وجل بوعيد آخر غير الذي كان في الآيتين السابقتين، إذ إنه خص الكافرين الذين لا يستحقون سوى دخول جهنم، كما أنه أنذر باقي الناس من خلال قوله تعالى “ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ” (التكاثر، 6).
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة القارعة

4- اليقين في الآخرة (الآية 7 من سورة التكاثر)

قال تعالى ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ حيث إن هذه الآية جاءت للتأكيد على الآية السابقة، إذ إن الله عز وجل يوضح بأن الكافرين سوف يرون عذاب الجحيم في القبور وذلك عن بعض، ثم سوف يرونه يقينًا أي حقيقيًا أمام أعينهم يوم القيامة بعد البعث.

قيل بشأن تفسير هذه الآية بأن القصد منها هو أن يعلم الإنسان باليقين أن الله عز وجل هو من خلقه، وأنه هو من سوف يبعثه بعد الموت.

5- السؤال عن النعم في الآخرة (الآية الأخيرة من سورة التكاثر)

في الآية الثامنة من سورة التكاثر والأخيرة قال تعالى ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ“، وذلك توضيحًا إلى أنه يوم القيامة سوف يُسأل كل إنسان عن النعم التي منحه الله عز وجل إياها، وعن فيما استعملوها.

فإن الله أعلم منهم بذلك، ولكن لكي يدرك كل إنسان أن الانشغال بالله عز وجل في الطاعة أمر ضروري، فالانشغال بالدنيا لا ينفع بل إنه سوف يقود إلى العذاب في القبر، ويوم البعث.

الأسباب التي أدت إلى نزول سورة التكاثر

استكمالًا لموضوعنا الذي يتحدث عن فضل سورة التكاثر، فإننا في السطور التالية سوف نتناول ذكر الأسباب التي أنزلت فيها سورة التكاثر.

حيث إن الله عز وجل أنزل هذه السورة في حيين من قريش وهم بنو عبد مناف، وبنو سهم، وهما قبيلتين من الأنصار كانوا يعملون على التفاخر بأحيائهم، وبما تكاثروا، فكانت إحداهما تقول للأخر هل فيكم مثل فلان بن فلان؟

هذا للمفاخرة بالنسب والرجال، ففي يوم قال بنو عبد مناف إننا الأكثر والأعظم نفرًا وعزًا، فرد عليهم بنو سهم مثل ذلك، إلى أن اتفقوا للذهاب لعد الموتى في القبول لأن بنو سهم كانوا الأكثر من حيث العدد في الجاهلية.

فألهاهم ذلك الأمر حتى ماتوا هاتين القبيلتين ضلالًا، وأنزل الله سبحانه وتعالى سورة التكاثر لذلك الأمر، في حين أنه قيل بإن السورة أنزلت على اليهود.

كما قيل أيضًا بإن سبب نزول سورة التكاثر هو وجود قبيلتين من الأنصار كانوا في بني حارثة وبني الحارث، كانوا يتفاخرون أيضًا بالأحياء، وكانوا يشيرون إلى القبر ويقولون من فيكم مثل فلان وفلان.

فأنزل الله عز وجل ” أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)”.

اقرأ أيضًا: ماذا يقرأ للميت بعد وفاته

ما نتعلمه من سورة التكاثر

إن الدروس المستفادة من سورة التكاثر توضح لنا بشكل أكثر فضل سورة التكاثر على المسلمين، حيث إننا سوف نوضح لكم أبرز ما نتعلمه من هذه السورة في النقاط التالية:

  • من خلال سورة التكاثر نتعلم أن الموت والقبر، ويوم الحساب هم الحق، فلا ينبغي أن ننسى الآخرة.
  • توضح لنا سورة التكاثر أن الانشغال بأمور الدنيا والجاه والأبناء عن طاعة الله من الأمور المذمومة التي تكون نهايتها العقاب.
  • نتعلم أيضًا أنه عند البعث يوم القيامة لن تغنينا قوتنا، ولا أموالنا، ولا مكانتنا في الحياة الدنيا عن العذاب، فالعمل الصالح هو النفاع لنا فقط.
  • سورة التكاثر تعلمنا ضرورة التصرف السليم في النعم التي منحنا الله إياها في الدنيا، وذلك لأننا سوف نُسأل عنها في الآخرة.
  • علينا أن نتذكر يوم القيامة، وأن الهدف الحقيقي الذي خلقنا الله عز وجل من أجله هو عبادته.
  • تدل السورة على جواز زيارة القبور، وذلك من أجل أخذ العظة والعبرة، وتذكر أن هذه نهايتنا.

يتركز فضل سورة التكاثر في منح الأجر والثواب لمن يقرأ آياتها، وفي تعليم المسلمين بعض الأمور التي تغنيهم عن العقاب في الآخرة بسبب اللهو في الدنيا والانشغال عن طاعة الله.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.