فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان
فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان، يبحث الجميع عن هذا الأمر وذلك لأن العديد من المؤمنين يجهلون عظيم أجر الصدقات في هذه الفترة الزمنية من شهر رمضان المعظم، وكما جاءنا في ديننا الحنيف أن أي عمل صالح يقبل عليه المسلم في شهر رمضان فإنه ينال جزاؤه أضعافا مضاعفة ويكون الأجرين مضاعفا في هذا الشهر الفاضل، والذي نسعى فيه لتقديم الخيرات ونقبل على العبادات التي نبتغي من خلالها مرضاة الله عز وجل، فعلينا أن نغتنم هذه الفرصة الثمينة التي تتاح لنا مرة واحدة في السنة ونسعى جاهدين في فعل الخيرات ما استطعنا، حتى ننال رضوان الله تعالى علينا وأجره العظيم.
فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان وما هي الصدقة
إن سنة الله تعالى في خلقه وفي الحياة الدنيا لم تكن يوما هباءً، فإن من سنته جل وعلى أن خلق الغني والفقير لنكمل بعضنا في هذا المجتمع ونحقق مبدأ التكافل الاجتماعي وأن يتصدق الغني على الفقير من المال الذي رزقه إياه الله تعالى، فالصدقة باب من أبواب البر في الدين الإسلامي، وقد جاءت لترفعه الهمم وترفع درجات المسلم عند الله تعالى، فما هي الصدقة؟
تعريف الصدقة:
الصدقة هي كل مساعدة يقدمها شخص لشخص آخر بحاجة لهذا الدعم، وجرت العادة أن يتصدق الغني على الفقير من ماله على الفقير والذي هو في الأصل رزق من الله تعالى، والصدقة لا تقتصر فقط على تقديم المساعدة من الغني للفقير، بل من الفقير للفقير أيضا وهي ما تعرف بالإيثار وهو تفضيل الغير على نفسك، وكل هذا وذاك له أجور عظيمة عند خالق الكون عز وجل والأجر أجران للمتصدق، أجر في الدنيا وآخر في الآخرة، فمنهم ما يؤتى أجره في الدنيا ومنهم من يؤخر أجره في دار الآخرة.
إن الصدقة من أحب الأعمال إلى الله تعالى وأفضلها، فالعبد يتقرب إلى الله تعالى بالصدقات اسعيا منه لتقوية إيمانه بربه، فلم توجد الصدقة لتنقص من مال المؤمن قط، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ “، وقال أيضا: ” ما نقص مال عبد من صدقة “، وجاء في محكم تنزيله عز وجل قال: “ويمحق الله الربا ويربي الصدقات”
اقرأ أيضًا : أحاديث عن فضل الصدقة في رمضان
أهمية الصدقة:
للصدقة فضل كبير في الدنيا والآخرة وأجر عظيم من الله تعالى لعباده المتصدقين، نذكر هذه الأهمية في ما يلي:
- الصدقة تفتح بابا للمؤمن لنيل رضوان الله تعالى عليه والفوز بمكانة عظيمة عنده جل علاه، فالمسلم التقي يبحث عن مرضات الله تعالى في مساعدة غيره وبالتالي فإنه يتمتع بطاقة روحانية رهيبة.
- الصدقة تطفئ غضب الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صدقة السر تطفئ غضب الرب “
- تلعب الصدقة دورا في شفاء المرضى لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ” داووا مرضاكم بالصدقات “
- المتصدق ينعم تحت ظل عرش الرحمن، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:” سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه مُعلَّق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه”
- إن الملائكة يدعون للمتصدق كل يوم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا “
- تعتبر الصدقة مخرجا للفقراء من عوزهم، كما أنها تساهم في حل العديد من مشاكلهم وتعد متنفسا لهم من ضيق العيش وظروف المعيشة الصعبة.
- الصدقة تظل صاحبها يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب، أي أنه يستظل في ظل صدقاتها حتى ينتهي حساب الناس، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ الرَّجلُ في ظلِّ صدقتِه حتَّى يُقضَى بين النَّاسِ “
- الصدقة تزيد من الحسنات وتحط من السيئات وتكفر الذنوب
- الصدقة سبب في دفع البلاء وإزالة الهم والكرب والغم
- في الجنة باب يدعى باب الصدقة، يدخله عباد الرحمن المتصدقين، فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: “ومن كان من أهل الصًدق، دعي من باب الصدقة”
فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان، وما هي أنواع الصدقة:
لقد قمنا بتعريف الصدقة وذكر أهميتها وفضلها في الدنيا والآخرة، فالصدقة تتمثل في عدة أنواع مادية منها ومعنوي، دعونا نتعرف على أنواع الصدقة:
1- صدقات المال (مادية):
– الصدقة على الأبناء: إذا أنفق الرجل على أولاده واحتسب ذلك عند الله تعالى كتبت له صدقة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إذا أنفق الرجل النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة “
ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ” أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينا، ودينار أعطيته في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك: أفضلها الذي أنفقته على أهلك”
– الصدقة على اليتيم: لقد حثنا الله تعالى بالتصدق على اليتيم وقال في محكم تنزيله في سورة البلد: ” فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة، أو مسكينا ذا متربة “
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة “
– الصدقة على الجار: لقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم خيرا بالجار وقال عليه الصلاة والسلام: ” وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها “
– الصدقة الجارية: هي كل صدقة يسري أجرها بعد موت العبد ويستمر ثوابها من بعده، فقد الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إذا ما ت الرجل انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له.أو صدقة جارية. أو علم ينتفع به “
– الإنفاق في الجهاد في سبيل الله: يعتبر ذلك من أعظم الأعمال عند الله سواء جهاد الكفار أو جهاد المنافقين، وقد أظهر الله تعالى فضل الإنفاق في الجهاد في سبيل الله في عدة مواضع في القرآن الكريم لقوله عز وجل: ” أنفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ “، فلقد قدم الله تعالى الجهاد بالمال قبل الأنفس.
2- الصدقة المعنوية:
تعتبر التسابيح والتكبيرات والتهليلات التي يرددها العبد المؤمن نوع من أنواع الصدقات، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً ”
كما ويعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة تكتب في ميزان صاحبها، لقول المصطفى الهادي صلى الله عليه وسلم: ” وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ ”
أقرأ أيضًا : فضل الصدقة في دفع البلاء وأهم آدابها
فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان:
يعتبر شهر رمضان الكريم من أشهر الخير، فيسعى العبد إلى الاجتهاد والإكثار من فعل الخيرات وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، فجميع أعمال الخير يضاعف أجرها في هذا الشهر الفاضل، لذلك يمتثل المسلم لإحياء هذه الأيام المباركة بالذكر والصلاة والصدقات، لما لهذه الأخيرة من فضل عظيم عند الله عز وجل، فالصدقة في رمضان عامة وفي العشر الأواخر منه أفضل من أي وقت، فقد أجمع العلماء على ذلك واتفقوا أن العمل الصالح يكون أفضل كلما جاء في وقت فاضل مثل رمضان، ولأن العشر الأواخر من رمضان تتميز بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فمن تصدق بدرهم واحد في هذه الليلة المباركة كأنما تصدق بثلاثين ألف درهم، وقد تبث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان.
وفي ختام هذا المقال الشيق نكون قد وصلنا لذكر فضل الصدقة في العشر الأواخر من رمضان وتناولنا أنواع الصدقات التي نتقرب بها من الله عز وجل وبينا عظيم أجرها وثوابها في الدارين الدنيا والآخرة، وندعو أهل البر والتقوى للإنفاق ولو بدينار واحد فقط بغية نيل الأجر والفوز بالجنة.