سبق السيف العذل فما هو العذل؟

تحرير: راندا في 27 فبراير 2023

سبق السيف العذل فما هو العذل؟ لقد تعددت الأمثال التي يقوم العرب بقولها تلك الأمثال التي اختص بها العرب، وتداولها، وتفننوا في قولها فيما بينهم فكانت لديهم الحنكة في قول مثل هذه الأمثال لما لديهم من حصيلة لغوية عريقة، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .

يمكنك التعرف على كيفية تحليل الشخصية وفق علم النفس الحديث من خلال قراءة هذا الموضوع: كيفية تحليل الشخصية وفق علم النفس الحديث

اللوم

اللوم من الصفات الغير محمودة والتي قد يتحلى بها الشخص ليسقط سخطه على غيره من خلال إصدار الكلمات السلبية التي تجعلهم في موضع حرج وحزن والتي تسبب الكثير من الحرج وضيق القلب.
يعتبر اللوم نوع من أنواع الانتقاد الذي يقدمه الشخص للآخرين بسبب ما قاموا به من تصرفات خاطئة وغير منضبطة اجتماعيًا ولا أخلاقيًا كذلك.
اللوم على عكس المديح تمام فذلك عندما يكون الشخص المكلف بمسؤولية ما ولا يتمها بالشكل اللائق فيتم تقديم اللوم له بسبب أنه قد أصبح غير مسؤول وأنه لا يستحق المديح نهائيًا.

كثرة اللوم من أعلى مراتب الغباء

كثرة اللوم يعتبرها البعض من أعلي مراتب الغباء خاصة وإن كان اللوم دون فائدة ولا جدوى منه بسبب عدم اهتمام الشخص الملام بما يلام عليه ولا يأخذه في الاعتبار فهناك أسباب تجعل اللوم من أعلى مراتب الغباء.
إذا كان اللوم بكثرة لا يأتي بأي نتيجة تذكر وذلك لأن كثرة اللوم هنا جعلت الشخص الملام لا يحب هذا الشخص كما أنه تعمل على أن تزيد من كرهه له وابتعاده عنه.
كثرة اللوم لم تكن بالشيء الحميد فلا توجد في سنن الأنبياء تلك العادة نهائيًا ولم نقوم بالسماع عنها حيث أن اللوم إذا لم يأتي بنتيجة تذكر فلا فائدة منه ولا من الصواب القيام به ثانية.
أن اللوم يعمل على التغاضي عن كل الأشياء الصحيحة ويذكر فقط ما هو سيء فعند ذلك يظن اللائم أنه هو الشخص الوحيد فقط الذي على صواب والباقين على خطأ ولا يتم إقناعه بغير ذلك.
يقوم الشخص اللائم بفضح الأسرار وإفشاء كل فضائح الملام عليه وذكر الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة وتتبع العورات فهنا يفقد اللوم دوره وينتقل لمرحلة يتدخل فيه الكره والبغض.
عندما نظن في الآخرين الظن السيء ونقف على جميع أفعالهم وأخطائهم ونتصيد منها ما نلوم به على المرء فهذا يدخل الضيق في قلوبهم ويجعلهم في حيرة من أمرهم بل وأحيانًا يتشككون في أمرهم.
فنجد أن ذلك يكسب هذا الشخص الشعور السلبي الذي يكون من الصعب عليه التخلص منه إلا بعض وقت طويل جدًا.

دعا النبي الكريم في بداية الإسلام أن يكرمه بأحد العمرين حتى يساعدوا المسلمين الضعفاء ويقووا شوكته في هذه الفترة، فمن هم العمرين؟، يمكنك التعرف عليهم عبر مقال: اللهم اعز الاسلام باحد العمرين من هم العمرين في الحديث

آداب اللوم

لابد من التحلي بالأدب أثناء قيامنا باللوم من أجل إنجاح تلك العملية والوصول للنتائج المرجوة من الشخص الملام عليه والاعتراف بخطئه وعدم القيام به مرة ثانية نهائيًا والإقلاع عنه.
لابد أن يكون اللوم في إطار الاحترام المتبادل بين الطرفين وفي شمل صغير بين المقربين والأحباب بشكل غير مبالغ حتى لا يدخل الإحراج طرفًا في هذا اللوم.
لا بد من التغاضي عن الأخطاء والصفح عنه وعدم اللوم الكثير والنبش في دفاتر الماضي فهذا لا يجلب إلا المشاكل التي نحن في غنى عنها في موقف كهذا.
لابد من غض النظر عن بعض الأفعال وعدم الوقوف على كل شيء بل يجب أن يكون هناك بعض العفو والتسامح والتراحم بين بعضنا البعض فلا نجلد من أخطأ فهو بشر والبشر خطاؤون.
يجب تقديم النصيحة بشكل مهذب وراقي وبطريق غير مباشر حتى لا نقوم بجرح هذا الشخص جرح يترك أثرًا سيئًا بداخله ويأخذ الكثير من الوقت حتى يتعافى منه نفسيًا.
التوقف عن إخراجه وعدم لوم الشخص أمام أحد فمن المستحب عند لوم شخص ما أن يكون ذلك بينه وبينك فقط حتى لا تقوم بإحراجه أمام نفسه وأمام الآخرين.

آداب يجب الالتزام بها

عدم التقليل من شأن الشخص الملام وإهانته أمام الآخرين فإذا قام بالاعتراف بما يلام بع انتهي الأمر وعفا الله عما سلف فنظل أصدقاء بدلًا من أن نصبح أعداءً فالصلح خير.
يجب على اللائم عدم تكرار كلمات اللوم أكثر من مرة فهذا له وقع سيء في نفس الملام عليه وينتهي نهاية سيئة.
التوقف عن الإساءة وتحقير الشخص المخطئ فنجد أن ذلك من الممكن أن يأتي بنتيجة عكسية عن المتوقع.
يجب عدم إعطاء الموقف أو المشكلة حجم أكبر من حجمها فبمجرد انتهاء اللوم تنتهي المشكلة.
لابد من الحفاظ على مساحة من الحب والود والسماحة فنجد أن الدنيا فانية لن يبقى فيها أحد إلا وجه الله الكريم فليس هناك حاجة في زرع الكره بين بعضنا البعض.
يجب عدم المبالغة وتبسيط الأمور وتناولها بشكل سهل ويسير وأن نقوم بالكلام الحسن الذي يضفي على القلب السكينة.

ما هي النفس اللوامة؟

يعرف اللوام بأنه الشخص كثير العذل فهي تعتبر صيغة مبالغة من الفعل لام ولقد قال الله تعالى في سورة القيامة بسم الله الرحمن الرحيم (ولا أقسم بالنفس اللوامة) صدق الله العظيم
قد اختلف العلماء في تفسير اللوامة هنا فمنهم من قال إن معناها النفس التي لا تثبت على موضع ودائما في حالة تشتت وتوتر وتقلب.
فنجده أحيانا يشعر بالفرح والسعادة والسرور وأحيانا أخرى نجده يغلب عليه الحزن والضيق وأحيانا نجده يحب ثم بعدها يكره وهكذا على هذا المنوال.
ومنهم من قال إنها جاءت من لوم الشخص لنفسه بعد فعل الشيء الذي لا يجب أن يفعله.
فنجد أن الشخص بعد قيامه بذنب ما تلح عليه نفسه في اللوم وأنه كيف فعل هذا.
وآخرون ذهبوا برأيهم إلى أن النفس سوف تلوم نفسها يوم القيامة.
فعند ذلك نرى الشخص المقصر والمذنب والمخطئ يلوم نفسه لما فعله ولتقصيره على ما فاته.
ويعتبر لوم الشخص لنفسه أمر في غاية الصحة لأنه بهذا يشعر بما أخطئ فيه.
ويجب عدم المبالغة في لوم الشخص لنفسه ويحب ألا يستمر في لوم نفسه لأن في هذه الحالة تعتبر حالته حالة مرضية ويجب التوقف عن اللوم.

أنواع النفس اللوامة

لو الشخص لنفسه يعتبر شيء صحي جدا ولكن إذا استخدم هذا اللوم في صالحة وليس ضده فشعور الشخص أنه يجب أن يلوم نفسه على فعل ما دليل على طهارته ونقاءه فالنفس اللوامة لها أنواع منها:

1- النفس اللوامة الملومة

وهي تلك النفس التي يقوم الله عز وجل وملائكته بلومها بسبب ما تحلت به من جهل وظلم ورزيلة.

2- النفس اللوامة غير الملومة

هذه النفس تقوم بلوم غيرها بسبب تقصيره وقلة اهتمامه ولكثرة أخطائه ولا تلوم نفسها لما ترتكبه وتخطيء فيه.

مراتب النفس الأخرى

النفس اللوامة هي أحد مرات النفس ولكن هنا أنواع أخرى من النفوس يجب أن نعرفها فمنها:

1- النفس المطمئنة

وهي النفس التي تم خضوعها لخالقها وقامت بالاستسلام له نفس تحمل كل معاني الرضا وأيضًا الإخلاص قامت بالانشغال بالآخرة عن الحياة الدنيا.

2- النفس الأمارة بالسوء

وهي تلك النفس التي تقوم بالميل للراحة والغفلة والنسيان.

هل تعلم متى يموت الانسان وهو على قيد الحياة؟، يمكنك التعرف على التفاصيل عبر مقال: متى يموت الانسان وهو على قيد الحياة ؟

في نهاية تلك المقالة نكون قد تحدثنا عن اللوم بشكل مفصل، ومبسط، وتحدثنا عن الآداب التي يجب أن نقوم باتباعها لكي نحصل على حياة هانئة دون أي خسران لأي عزيز على قلوبنا.