قصة الفيل وهدم الكعبة مكتوبة كاملة
قصة الفيل وهدم الكعبة مكتوبة كاملة توضح قدرة الله تعالى وصفات المسلم الحق، حيث إن التدبر في آيات القرآن الكريم يساهم في معرفة قدرة الله تعالى، وحمايته لدينه وبيته الحرام.
كما أن تلك القصص الدينية من المهم معرفتها لأن فيها أمثلة يُحتذى بها في المواقف المختلفة بالحياة، لذا سوف نتطرق إلى عرض قصة الفيل وهدم الكعبة مكتوبة كاملة من خلال موقع زيادة.
قصة الفيل وهدم الكعبة مكتوبة كاملة
قصة الفيل وهدم الكعبة هي التي نزلت فيها آيات الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول) [سورة الفيل: 1 – 5]
كان أصحاب الفيل هم قوم أبرهة الأشرم، وكانوا من بلاد الحبشة، وحاولوا الخروج من الحبشة إلى بيت الله الحرام لكي يقوموا بهدم الكعبة، وذلك بسبب أن أبرهة الحبشي قد بنى كنيسة، ولكنه لم يجد الناس تأتي إليها، بل تنصرف عنها إلى بيت الله تعالى.
اقرأ أيضًا: من أول من بنى الكعبة ومتى بنيت؟
لماذا سمي عام مولد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعام الفيل؟
قد تم تسمية عام مولد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعام الفيل، وذلك نسبةً لقصة الفيل وهدم الكعبة، حيث حاول أبرهة الحبشي أن يهدم الكعبة بفيل حجمه ضخم، وذلك قبل أن يولد رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ، لكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد أنقذ الكعبة بمعجزة سوف نتطرق إلى الحديث عنها في الفقرات القادمة.
سبب عزم أبرهة على هدم الكعبة
قد كان أبرهة الحبشي نصرانيًا، ولما تولى أبرهة حكم الحبشة قد بنى كنيسة على قدر عالٍ من العظمة والجمال، فقد استعمل في بنائها الرخام والأحجار، بالإضافة إلى الأمتعة التي أخذها من قصر ملكة بلقيس، وجعل في الكنيسة صلبانًا من الذهب والفضة.
كما كانت منابر تلك الكنيسة مصنوعة من العاج، الذي قد أخذه من أنياب الفيلة، وجعل أبرهة الخشب المتواجد في الكنسية من الأبنوس، وكانت شديدة الارتفاع ومساحتها كبيرة، وظلت أكبر كنيسة متواجدة حتى العصر العباسي.
فعندما انتهى أبرهة من بناء تلك الكنيسة كتب إلى النجاشي وقال له: “إِنِّي قَدْ بَنَيْتُ لَكَ كَنِيسَةً، لَمْ يُبْنَ مِثْلُهَا لِمَلِكٍ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَسْتُ بِمُنْتَهٍ حَتَّى أَصْرِفَ إِلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ”، ولكن العرب قد استقبحوا رسالته ولم يتبعوها، وقد كان لدى أبرهة رغبة في أن ينصرف العرب من الكعبة إلى كنيسته.
كما أن واحد من هؤلاء العرب قد ذهب إلى الكنيسة دون أن يراه أحد بسبب غضبه الشديد من رسالة أبرهة، وجال فيها في الخفاء دون أن يراه أحد، وبعدها خرج منها في هدوء وعاد إلى بلده؛ لغضب أبرهة بشدة لذلك.
قتال العرب مع جيش أبرهة الأشرم
بعد معرفة أبرهة الحبشي أن ما حدث في كنيسته كان بسبب واحد من العرب المقدسين للكعبة الشريفة، قد اغتاظ غيظًا شديدًا، وهو ما جعله يقسم أن يهدم الكعبة بنفسه، ومن ثم أمر أهل الحبشة أن يجهزوا لكي يتم غزو الكعبة، وأعدوا عدتهم، وساق في ذلك الغزو أبرهة فيلًا ضخمًا في الحجم.
علم العرب بأن أبرهة قد أعلن عليهم الحرب، فاستاءوا لذلك كثيرًا، وهو ما جعلهم يستعدوا لكي يتم رد هجوم أبرهة، وقام رجل من اليمن بدعوة العرب لقتال أبرهة، ووافقه عدد من الناس إلا أن البعض الآخر لم يستجب للنداء.
من ثم دار قتالًا بين العرب وأبرهة الحبشي لكن لم يُفلح العرب في أن يصدوا هجوم أبرهة عليهم، وذلك لأن جيش أبرهة كان أكبر من جيشهم، وقد أخذ أبرهة رجل اليمن أسيرًا.
اقرأ أيضًا: من هو ابن رشد الفيلسوف
لقاء أبرهة الحبشي لنفيل بن حبيب
من ضمن العرب الذين تصدوا لهجوم أبرهة الحبشي على الكعبة هو نفيل بن حبيب، حيث إنه قاتله ما إن وصل إلى مكة، إلا أنه وقع أسيرًا لديه، وكان أبرهة سيقتل نفيل، إلا أنه أخبره بطريق الوصول إلى أرض العرب، فتركه يمضي دون أن يأسره.
دليل أبرهة إلى مكة
عندما مر أبرهة الحبشي بالطائف، فقد جاءه مسعود بن معتب الثقفي وقومه من ثقيف، طالبين منه أن يترك بيتهم اللات، وقد بايعوه بالسمع والطاعة لأوامره، وأرسلوا معه دليل وهو “أبو رغال”، فسار به إلى مكة المكرمة.
لقاء أبرهة الحبشي بعبد المطلب
قد سمع عبد المطلب بكلام أبرهة الحبشي، وعلم أن قريش لن تستطيع مقاومة ومواجهة جيش أبرهة، فطلب أن يتحدث مع أبرهة الحبشي، وانطلق عبد المطلب مصاحبًا لبعض من أبنائه إلى معسكر أبرهة، فإذن أبرهة بدخول عبد المطلب.
ثم طلب منه عبد المطلب أن يأخذ بعيره، واستنكر أبرهة فعله بأن يطالب ببعيره ولا يريد أن يتحدث معه بخصوص هدمه للكعبة، فقال: “لَقَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَنِي حِينَ رَأَيْتُكَ، ثُمَّ قَدْ زَهِدْتُ فِيكَ حِينَ كَلَّمْتَنِي، أَتُكَلِّمُنِي فِي مِائَتَيْ بَعِيرٍ أَصَبْتُهَا لَكَ، وَتَتْرُكُ بَيْتًا هُوَ دِينُكَ، وَدِينُ آبَائِكَ قَدْ جِئْتُ لِأَهْدِمَهُ لَا تُكَلِّمُنِي فِيهِ؟”
فقال له عبد المطلب أنه يرعى الإبل وأن البيت يحميه الله تعالى، قم ردّ أبرهة لعبد المطلب إبله، وبعدها عاد عبد المطلب إلى قوم قريش وأخبرهم أن أبرهة يعزم على هدم الكعبة، وأمرهم أن يخرجوا من مكة إلى الجبال.
توجه أبرهة إلى الكعبة لهدمها
توجه أبرهة الحبشي بعد ذلك إلى الكعبة لكي يهدمها مع جيش كبير من أهل الحبشة، فعندما تقدم أبرهة إلى الكعبة بالفيل جاء نفيل بن حبيب ليحدث أمر أثار تعجب وغضب أبرهة، فقال للفيل في أذنيه: “ابْرُكْ مَحْمُودُ وَارْجِعْ رَاشِدًا مِنْ حَيْثُ أَتَيْتَ فَإِنَّكَ فِي بَلَدِ اللَّهِ الْحَرَامِ”.
فما أن أنهى نفيل جملته فجلس الفيل في مكانه ولم يتحرك، ومن ثم ذهب نفيل بن حبيب إلى الجبال التي أوى فيها الناس، وحاولوا قوم أبرهة أن يحركوا الفيل إلى الكعبة لكنه يأبى التحرك، ولكن حينما يوجهوه إلى جهة الشام يتحرك معهم.
قصة الطير والحجارة وهلاك أبرهة
بينما كان القوم منشغلون في تحريك الفيل من مكانه لكي يهدم الكعبة، قد حدثت المعجزة التي دافع بها الله تعالى عن بيته الحرام، فأرسل عليهم طيرًا من جهة البحر، كل منها تحمل في منقارها حجارة بحجم حبة العدس، وثلاثة أحجار في قدميها.
فقامت الطيور بإلقاء الحجارة على كل فرد في جيش أبرهة الحبشي، وما لبثت الحجارة أن تلمس أحدهم إلا وقد هلك، فأصبحوا في هلع وخوف وحاولوا الخروج والهرب.
باحثين عن نفيل بن حبيب لكي يدلهم لطريقه؛ فخرجوا مصابين ومشوهين، وخرج أبرهة يحاول الهروب مشوهًا، وكلما سار خطوة تساقطت أجزاء من جسده حتى مات.
اقرأ أيضًا: قصة أصحاب الفيل
الدروس المستفادة من قصة الفيل وهدم الكعبة
بعد التعرف إلى قصة الفيل وهدم الكعبة، فهناك بعض الدروس المستفادة التي نستنتجها بالتدبر في آيات الله تعالى، وقصص الأنبياء والتي تتمثل في النقاط التالية:
- أول ما يلجأ إليه الإنسان فور إحساسه بالضعف هو الله تعالى، فهو الوحيد القادر على إحداث المعجزات وتحقيق النصر لعباده.
- الدعاء ومناجاة الله تعالى بنية صادقة تتحقق.
- يجب الرضا بقضاء الله وقدره حتى وإن لم يكن موافقًا لما نحبه.
- قدرة الله عظيمة وكبيرة، فهو القادر على هلاك الظالمين وأعداء دين رسوله الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ.
إن قصة الفيل وهدم الكعبة فيها بيان كبير لقدرة الله عز وجل، فلم يفلح أبرهة الحبشي في هدم الكعبة رغم امتلاكه لفيل ضخم وأعداد كبيرة في جيشه.