قصة سيدنا لوط في القرآن

تحرير: موقع زيادة في 5 أكتوبر 2022

قصة سيدنا لوط من القصص القرآنية التي تشمل على العبر والعظات، ومن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يأخذوا هذه القصص بعين الاعتبار، فالله سبحانه وتعالى ذكر لنا هذه القصص لكي نتعلم منها، وليس كمجرد قصة نسمعها فقط، فدعونا نتحدث سويًا عن قصة سيدنا لوط التي تحمل الكثير من المواعظ والعبر.

يمكنك التعرف على قصة النبى صالح وارساله الى ثمود ومعجزاته من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة النبي صالح ارساله الى ثمود ومعجزاته

اسم النبي لوط الحقيقي

ذكر أن سيدنا لوط عليه السلام اسمه لوط بن هارون بن تارح، وقيل أن تارح هو آزر.
وسيدنا إبراهيم يعتبر عم سيدنا لوط لأنه ابن أخيه، وقد آمن سيدنا لوط مع سيدنا إبراهيم، وأيضًا سافر معه مهاجرًا إلى الشام.
وبعثه الله تعالى إلى منطقة تسمى سدوم، حتى يبلغ رسالة الله وهي رسالة جميع الأنبياء عبادة الله وحده، وكان ينهاهم عن فعل المنكرات.

لماذا سمي قوم لوط بهذا الاسم

قصة سيدنا لوط توضح لنا أن قوم لوط لقبوا بهذا لاسم؛ لأنهم كانوا يفعلون الفاحشة بإتيان الذكور بعضهم ببعض، وهذا يخالف شرع الله والفطرة التي خلق عليها الإنسان.
فيجب أن ننتبه جيدًا أن نسبة قوم لوط ليس المقصود سيدنا لوط، ولكن المقصود بفعل اللواط الذي كانوا يفعلونه.
أما سيدنا لوط عليه السلام كان ينهاهم عن فعل هذا الأمر القبيح.
فمن يفعل هذه الفاحشة يسمى باللواط ويكون مثل قوم لوط.

تعرف على قصة الاسراء والمعراج كما وردة فى القران الكريم من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة الإسراء والمعراج كما وردت في القرآن الكريم والدروس المستفادة منها

قصة سيدنا لوط في القرآن

القرآن العظيم له طريقة رائعة في عرض القصص القرآنية، حتى تدخل على القلوب فتؤثر في النفوس، والجدير أن هذه القصة ذكرت في سور كثيرة.
وقصة لوط عليه السلام التي ذكرت في كتاب الله، توضح أسس التوحيد، وترسيخ الإيمان في القلوب، وكيف الله سبحانه وتعالى يتعامل مع الظالمين الهالكين لأنفسهم ولغيرهم.
ومن جمال القرآن أنه عرض هذه القصة مرة بطريقة مفصلة، ومرة بطريقة مختصرة، وسبحانه الله في كل مرة تأتي بأسلوب ومقاصد وتأثير على القلوب، وهذا من إعجاز القرآن.
قصة لوط في القرآن توضح لنا موقف سيدنا لوط مع قومه وكيف تعامل معهم، وقد أمرهم بتقوى الله فقال {فاتقوا الله وأطيعون} (الشعراء:163).
كما بين لهم سيدنا لوط أنه لا يسألهم أجرًا عن هذه الدعوة، وأنه يفعل ذلك لجل الله تعالى فقال عليه السلام: {وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين} (الشعراء:164).
موقفه عليه السلام في أنه أنكر عليهم المعصية التي كانوا يمارسونها، ووضح القرآن هذا في الكثير من الآيات فمنها:

الاعراف: {أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} (الأعراف:80).

العنكبوت: {أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر} (العنكبوت:29).

النمل: {أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون} (النمل:54).

ووضح القرآن أن قوم لوط عارضوا سيدنا لوط عليه السلام، وقابلوا ذلك بالتهديد والاستهزاء، فقد قال الله تعالى عنهم: {أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} (الأعراف:82)، وأيضًا في الآية أخر قال تعالى: {ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} (العنكبوت:29).
أما سيدنا لوط فقد كره هذه المعصية حيث قال: {قال إني لعملكم من القالين} (الشعراء:168)، ولم يكتفِ بذلك بل دعا الله تعالى أن ينجيه من هذه الفتنة ومن قومه الذين انتهكوا ما حرمه الله تعالى، وكانوا يظاهرون بفاحشتهم ولا يخافون ولا يستحيون، فقال: {رب نجني وأهلي مما يعملون} (الشعراء:169).
لكي يصرف سيدنا لوط قومه عن فعل هذا الشيء المحرم، دعاهم للزواج من النساء، حتى يمتنعوا عن فعل هذا المنكر، ولكن أبوا عن ذلك وقالوا أنهم لا يرغبون فعل هذا مع النساء، بالرغم أن هذا هو الحلال وما شرعه الله تعالى.
ومن رحمة الله تعالى أن يثبت أهل الإيمان في المواقف الصعبة، فقد أرسل سبحانه وتعالى ملائكة إلى سيدنا لوط، حتى يثبتوه ويبعثوا فيه الطمأنينة، فقال الله تعالى في كتابه العزيز {وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك} (العنكبوت:33).
فبين الله العقاب الذي استحقوه في بعض الآيات التي ذكرت في مواضع مختلفة من السور، فقال تعال: {فأخذتهم الصيحة مشرقين * فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل} (الحجر:73-74)، والآية الأخرى: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود} (هود:82).
وسنة الله في النهاية تنصر المظلوم ، وتفرق بين الحق والباطل وبين الخير والشر، فقد نصر الله تعالى سيدنا لوط وكذلك الذي آمنوا معه {فنجيناه وأهله أجمعين} (الشعراء:170).

تضمنت أيضًا هذه القصة التي ذكرت في القرآن العديد من الدروس المستفادة، فمن أهمها أن الداعي لا بد أن يدعو الناس بالتقوى والصلاح أولًا، ويستخدم أسلوب الحكمة في تعليم الناس أمور دينهم، ويكون هذا العمل ابتغاء وجه الله تعالى، وليس لتحصيل الأموال.

تعرف على زوجة سيدنا يوسف اسينات من خلال قراءة هذا المقال: زوجة سيدنا يوسف اسينات وقصة حياته مكتوبة كاملة

عذاب قوم لوط

أمر الله تعالى يإنزال العذاب على قوم لوط عقابًا على ما فعلوه، فقام سيدنا جبريل عليه السلام برفع المدن السبع التي تضم تقريبًا 400 نسة، وقد قيل 4000 نسمة، وبالإضافة إلى الحيوانات جميع الأراضي والممتلكات.

فرفعهم كلهم بجناحيه حتى بلغوا السماء، إلى أن وصل أصوات نباح كلابهم ودكتهم إلى الملائكة، ثم قلبهم رأسًا على عقب، حتى جعل عاليها سافلها.
ويجب أن ننتبه جيدًا أن العذاب الذي وقع على قوم لوط ليس مقصورًا عليهم فقط، بل أيضًا كل من يفعل مثلهم فسوف يذوق من نفس الكأس.
ولذلك بعض من الفقهاء ذهبوا إلى أن اللائط عقابه يرمى من مرتفع وبالحجارة يتبع مثل ما فُعل بقوم لوط.

تفسير آية فأنجيناه وأهله إِلَّا امْرَأَتَهُ كانت من الغابرين

الله تعالى يذكر لنا في قصة سيدنا لوط أنه أنجى سيدنا لوط وكل من آمن معه، ولكن امرأته ألحقها العذاب؛ لأنها لم تؤمن، فكانت من الباقين في العذاب.

تعرف على قصة بناء الكعبة واهم المعلومات التى لم تعرفها من قبل من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة بناء الكعبة وأهم المعلومات الهامة التي لم تعرفها من قبل

كم مرة ذكرت قصة لوط في القرآن

قد ذكرت قصة سيدنا لوط في القرآن في العديد من السور، فسوف نذكر منها بعض الآيات وليس جميعها.
خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠ هود﴾.
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤ هود﴾.
أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴿٨٩ هود﴾.
فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴿٥٦ النمل﴾.
مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا ﴿١٠ التحريم﴾.
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦ الأنعام﴾.
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠ الأعراف﴾.
وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴿٧٧ هود﴾.
وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨ العنكبوت﴾.

يمكنك الاطلاع على قصة سيدنا ادم عليه السلام من خلال قراءة هذا الموضوع: قصة آدم عليه السلام في القرآن للأطفال والكبار بالتفصيل

وبذلك يكون انتهى حديثنا الشيق عن قصة سيدنا لوط، فهذه القصة يجب أن نحرص على ألا نفعل مثل ما فعل قوم لوط، وأن لا نخالف الفطرة البشرية التي أباحها الله، وهي أن يأتي الرجل شهوته من النساء، ويكون ذلك من خلال النكاح، وليس عبر الطرق غير المشروعة.