بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته

بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته وهذا ما نسميه بـ سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهو من أهم ما يمكن للإنسان أن يبحث فيه أو يقرأ عنه، ولنتخيل ما فعله رجل اختاره الله تعالى ليكون خاتم النبيين والمرسلين، ومن موقع زيادة نعرض لكم هذا البحث.

بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته

إن بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته نموذجًا للبشرية جمعاء، لما احتوى فيه من دروس مستفادة من سيرة خير خلق الله أجمعين، حتى إن الله تعالى بين للناس أن النبي (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعلمين.

قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [107 الأنبياء]

وذلك لما في رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) من خير وصلاح، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وتحريمًا للحرام وتزكية لما أحله الله تعالى، كما أن بعثة النبي جاءت تذكيرًا بمن سبقه من الأنبياء والرسل.

ووصلًا لكل ما جاء به موسى وعيسى عليها الصلاة والسلام، وبيانًا لما اختلف عليه الناس فتقاتلوا عليه وتنافروا، فوحد الله تعالى الكلمة على الحق، وأظهر أن أصل الأمر هو الإسلام لله تعالى، وأن الإيمان بالله تعالى والإيمان باليوم الآخر، يقي من عذاب الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضًا: بحث عن حياة الرسول شامل مع العناصر

النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل البعثة المطهرة

لنقدم لكم بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، يجب علينا ذكر سيرته المشرفة قبل البعثة، حيث ولد الرسول (صلى الله عليه وسلم) يوم الإثنين من شهر ربيع الأول في عام الفيل، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة بفيل عظيم أحضره من الحبشة، طمعًا في أن يحج الناس إلى الحبشة بدلًا من مكة.

فأرسل الله تعالى معجزه بالطير التي رمت جيش أبرهة وفيله بالحجارة من السماء حتى سقطوا جميعهم قتلى.

قال تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5) [سورة الفيل]

أما عن مولده (صلى الله عليه وسلم)، فقد أتى أمه آمنة وهي تلده نورًا خرج منها حتى أضاءت له قصور الشام على مد بصرها.

قد ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاة أبيه عبد الله بن عبد المطلب، فولد يتيم الأب، وقد أرضعته المرضعات منذ ولادته، فكانت أول من أرضعته هي “ثويبة مولاة أبي لهب” ثم ساقته أمه إلى بني سعد تلتمس مرضعة من الأعراب.

فكانت مرضعته هي السيدة “حليمة السعدية”، وعندها نزل جبريل عليه السلام فشق صدر النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو طفل يلعب بالبادية، فأخرج جبريل قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) ونزع منه النكتة السوداء، وهي حظ الشيطان منه.

ثم غسل جبريل قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) بماء زمزم، فصار قلب النبي طاهرًا سليما على الفطرة الخالصة التي تعيد الأمر كله لله تعالى، وتقر بوحدانية الخالق تعالى، ثم أعاد جبريل القلب إلى مكانه، فهلعت حليمة لما رأت هذا المنظر، وسارعت لتعيده إلى أمه.

فلما تبينت أم النبي (صلى الله عليه وسلم) من أن حليمة في توتر واتضح أنها تخفي أمرًا، استوضحت من حليمة عما بها، فأجابتها بما رأته من الملك الذي شق صدر النبي، وتعجبت حليمة السعدية لما بدا على أم النبي (صلى الله عليه وسلم)، من تفهم وعدم جزع.

فبينت لها آمنة أم النبي (صلى الله عليه وسلم)، ما رأته عند مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) من نور إلى قصور الشام، وبينت لها أن ذلك ما كان بحلم.

فبينت حليمة لآمنة ما كان من البركة التي سرت في دارها بسبب وجود النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقالت آمنة مستريحة “إن ولدي هذا له شأن عظيم”.

وفاة أم النبي (صلى الله عليه وسلم)

لنكمل جميع الجوانب في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، حيث نذكر لكم حادثة الوفاة التي ابتليَّ بها النبي (صلى الله عليه وسلم)، فلما كانت آمنة أم النبي (صلى الله عليه وسلم) تزور أخواله من بني النجار في المدينة، وافاها أمر الله تعالى، فأصبح النبي (صلى الله عليه وسلم يتيم) الأب والأم، فكفله جده عبد المطلب، وما لبث أن توفي هو الآخر.

فكفله عمه أبو طالب ونشأ النبي (صلى الله عليه وسلم) في بيته، وكان للنبي (صلى الله عليه وسلم) أفعال جعلت أبي طالب يفضله على أبنائه، فمما ذُكر أنه كان يلاحظ أن النبي إذا وضع الطعام، اجتمع الأبناء وتصارعوا عليه.

فكان النبي (صلى الله عليه وسلم)، يترك المجلس وينزوي حتى ينتهي الطعام ولم ينل منه شيء، فلما سأله عن ذلك بين له النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يحب تصارعهم على الطعام ويزكَ عن فعل ذلك، فأمر عمه بأن يحاش نصيبه قبل أن يوضع الطعام.

كما أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لما رأى على عمه أبي طالب مظاهر الإرهاق من عيالة البيت ومصروفه قرر أن يعمل، فأعانه على مصروف البيت ونفقاته، فأصبح يجمع من المال ما يجمع من عمله كل يوم ويضعه في يد عمه.

فرعى النبي (صلى الله عليه وسلم) غنم قريش زمنًا كبيرًا، ولو ندقق بالبحث لوجدنا أن الله تعالى سبب لجميع الأنبياء رعي الغنم في صغرهم، وذلك لما فيه من الصبر والحرص على الرعية.

بدايات النبوة

هي أهم مراحل موضوعنا بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، ففي إحدى رحلات النبي (صلى الله عليه وسلم) التجارية اتجهت القافلة التي كان بها إلى الشام، فدخل القائم على القافلة إلى السوق تاركًا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) على القافلة لحراستها، فلما عاد من كان بالسوق، توجه إليه أحد الرهبان يسأله عن محمد، فقال له هو طفل يتيم، ثم قص عليه قصته.

فبين له الراهب أنه استظل بشجرة ما استظل بها إلا الأنبياء، وابلغه بأنه سيكون النبي القادم بعد عيسى عليه السلام، فتعجب الرجل من كلام الراهب، ولم يلق له من باله الكثير.

غير أن الرجل القائم على القافلة لاحظ في عودة القافلة، أن هناك غيمة ظلت فوقهم، سارت تلك الخيمة معهم من مكة حتى وصلوا الشام، ولما عادوا عادت معهم على نحو ملفت، فتذكر الرجل كلام الراهب.

غير أن الربح للقافلة كان على غير العادة من المكسب، فقد كان مضاعفًا مباركًا فاستبشر الرجل بمحمد (صلى الله عليه وسلم).

ومن المعروف في سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وما يجب أن نذكره في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، هو أن النبي وحتى قبل البعثة كان يسجد له الشجر ويسلم عليه الحجر في الطرقات، وأينما سار ظللته الغيوم لحين وصوله.

اقرأ أيضًا: ماذا كان يعبد الرسول قبل نزول الوحي عليه

عهد شباب النبي (صلى الله عليه وسلم)

هي فترة بيان أساسية لتكون خلق النبي (صلى الله عليه وسلم)، وبيان آخر يعد جزء هام من بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، حيث عُرف النبي (صلى الله عليه وسلم) بين أهل مكة بـ “الصادق الأمين”.

فكان (صلى الله عليه وسلم) يضرب به المثل في الصدق، فلم يعلم أحدًا عنه أنه كذب ولو مرة، كما أن أهل مكة كانوا يتركون أماناتهم عنده، ولم يلقوا لها بالًا طالما أنها عنده، فلما ذاع عنه هذا الخلق أرسلت السيدة خديجة في طلبه للتجارة بمالها.

فلمست منه الصدق والأمانة والمهارة المنقطعة النظير في التجارة، وأدر عليها من المال الكثير، فلما رأت منه كل ذلك طلبته للزواج فقبل (صلى الله عليه وسلم) وكان ابن الخامسة والعشرين ربيعًا، وكانت السيدة خديجة في الأربعين من عمرها.

عند بلوغ النبي سن الخامسة والثلاثين، زاد صيته بين أهل قريش ومكة، حينما دخل على الكعبة فوجد قريشًا قد أوشكت على أن تتقاتل بسبب وضع الحجر في مكانه بالكعبة أثناء إعادة البناء، فلما رأوه قالوا بأن قوله هو الفاصل، فهو الصادق الأمين.

فكان من النبي أن جعل كلمتهم سواء بما آتاه الله تعالى من رجاحة العقل وحسن التصرف، ففرش (صلى الله عليه وسلم) بردة ليضعوا بها الحجر الأسود، ثم حملته كل طائفة من ناحية إلى أن وصل إلى يد النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخذه ووضعه بمكانه بالكعبة.

غار حراء وبداية البعثة

نقدم لكم في موضوعنا بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته وقت بدء البعثة النبوية الشريفة ونزول آخر الرسالات السماوية، فمنذ أن تم شق صدر النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقد لوحظ أنه لا يذهب إلى الأعياد والزينة والأفراح، لكنه كان دائمَ الوحدة والنظر إلى السماء، حتى بلغ ما بلغ من عمره، وقد ناهز الأربعين، في خلال تلك العقود ففضل النبي صلاة الله وسلامه عليه أن يختلي بربه.

فكان غار حراء هو ملاذه الدائم، وقد بدت علامات النبوة عليه منذ بلوغه، فكانت رؤياه تتحقق كفلق الصبح.

حتى أتم النبي (صلى الله عليه وسلم) الأربعين عامًا، وذات يوم وهو بالغار، رأى النبي أمامه رجل قد ظهر له من حيث لا يدري، يقول له: اقرأ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): ما أنا بقارئ، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) أُميٌّ يجهل القراءة والكتابة.

ظل الرجل يسأل النبي (صلى الله عليه وسلم) في كل ضمة شديدة ثم يتركه بقوة، حتى أُرهق، وخاف منه خوفًا شديدًا، ثم استطرد جبريل عليه السلام كلامه فتلى على النبي قول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) [1-5 العلق]

فرجع النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى السيدة خديجة وهو خائف يرتعد، فطمأنته السيدة خديجة لما رأى وذكرته بأن الله لن يضيعه فهو يصل الرحم ويقري الضيف ويكسب المعدوم ويعين على النوائب.

ثم قادته رضوان الله عليها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان نصرانيًا موحدًا بالله عنده علم الكتاب، فلما حدثته بما وقع للنبي (صلى الله عليه وسلم)، أخبرهم بأن من زاره بالغار هو الناموس الذي نزل على موسى وعيسى، ومن هذه اللحظة تبين للنبي (صلى الله عليه وسلم) حقيقة أمره.

عودة الوحينهأنه

كان أول ما نزل الوحي على النبي (صلى الله عليه وسلم)، نوع من التهيئة والإعداد النفسي لما هو قادم بقوة، ثم عاد جبريل بأمر الله إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد ستة أشهر، لبداية انطلاق الدعوة إلى الله تعالى.

كان لعودة نزول جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم) أثر بالغ في حياته وحياتنا نحن المسلمون، لذلك كان من اللازم أن نتعرض لـ بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته.

الدعوة سرًا

بدأ النبي (صلى الله عليه وسلم) بالاستجابة لأمر الله تعالى في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) [1-2 المدثر]

فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) القريبين والمقربين منه سرًا، دون غيرهم لكي لا يؤذوا ولكي لا يقضي على الدعوة في مهدها، واستمرت الدعوة للإسلام سرًا لمدة ثلاثة أعوام كاملة.

وكان ممن دعا فيها، زوجته خديجة، وعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب وأبي بكر الصديق، وغيرهم القلائل ممن وثق فيهم النبي (صلى الله عليه وسلم).

الجهر بالدعوة

قبل بدايات الاحتكاك مع قريش كان من الحرص أن يتروى النبي في أمر من يبلغهم، لكن الله تعالى أمره في الوقت اللازم بالجهر بالإسلام، وهي مرحلة نبينها لكم في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، فلما نزل قول الله تعالى: ﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) [الشعراء: 214 – 220].

بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة جهرًا، فوقف فوق جبل الصفا، وقبل أن يبلغهم بأنه رسول الله، ذكرهم جميعًا بمكانته بينهم ومحبتهم وتقديرهم لصدقه وأمانته، ثم أخبرهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن الله بعثه لينذرهم من العذاب الأليم لو بقوا على شركهم.

اقرأ أيضًا: بحث عن المولد النبوي الشريف

بطش قريش

ما خلت العشر سنوات منذ بداية جهر النبي (صلى الله عليه وسلم) بدعوته، إلا وتخللها كل ما يخطر على بال البشر من إيذاء للمسلمين، بسبهم ولمزهم وقذفهم وتعذيبهم وإهانتهم، حتى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد لحقه ذلك الأذى.

فناله منهم التشهير والإيذاء واتهم بالسحر والشعر والجنون، وطوال السنين العشر لم تهن قريش أو تتهاون في إيذاء النبي وأصحابه أبدًا، وكان من الحرص توضيحنا لما حل بالنبي (صلى الله عليه وسلم) في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته.

هجرة الحبشة

وصلنا لموضوعنا في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته إلى مرحلة الهجرة الأولى للمسلمين، فلما بلغ بالمسلمين ما بلغوه من التعذيب في سبيل الله، أمرهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالهجرة إلى الحبشة، لما كان من ملك الحبشة من صيت في العدل، وكان دين ملك الحبشة هو النصرانية.

فكانت الهجرة إليها على مرتين، أولهما كانت عبارة عن 12 رجلًا و4 من النساء، أما في الثانية فقد بلغ العدد 83 رجل و11من النساء.

وزاد التنكيل بمكة حتى أعلنت قريش مقاطعتها لبني هاشم، وامتدت هذه المقاطعة لثلاث سنوات، امتنعت فيها قريش عن التعامل معهم أو الزواج منهم أو المتاجرة معهم، فسخر الله من العاقلين من يفض هذه المقاطعة عن المسلمين، الذين صاروا إلى وضع عدم كفاف لقمة العيش.

في العام العاشر من البعثة ووسط هذه الأحداث شاء الله تعالى أن يتوفى كل من عم النبي أبي طالب وزوجته خديجة، فأصبح النبي (صلى الله عليه وسلم)، في حزن وضيق شديدين.

فسمي هذا العام بعام الحزن، فقد مات من كانوا يدفعون عنه أذى قريش، فلما رأى النبي ذلك من أهل مكة، خرج في سبيل الله ليدعوا غيرهم لعلهم يستجيبون لأمر الله تعالى، فتوجه صلى الله عليه وسلم إلى بني ثقيف بالطائف، فوجد منهم مالم يجده من أهل مكة حتى أنهم سبوه، ورموه بالحجارة هو ومولاه “ابن حارثة” حتى أدموا قدما النبي (صلى الله عليه وسلم)، وشج رأس ابن حارثة في أكثر من موضع برأسه.

فلما دعا النبي ربه يشكوه من ضعف الحيلة وتكالب الناس عليه، أرسل الله له ملك الجبال، فقال له (لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين) فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم (لا، عسى أن يخرج من أظهرهم من يعبد الله تعالى، اللهم اهدِ قومي إنهم لا يعلمون).

فأراد الله تعالى أن يخفف عنه ويعلمه من العلم ما لم يكن يعلم، فيسر الله للنبي (صلى الله عليه وسلم) رحلة الإسراء والمعراج، والتي كانت خير طريقة لرفع معنويات النبي (صلى الله عليه وسلم)، ليبين له ربه أنه منصور بأمر الله.

بل إن رسل وأنبياء الرحمن جميعهم بايعوا النبي (صلى الله عليه وسلم)، وصلوا خلفه في القدس، وبين له الله من الأحداث والحقائق ما بين، ثم فرض عليه الصلاة من فوق سبع سماوات.

فكانت أصلها خمسين صلاة فما زال النبي (صلى الله عليه وسلم) يراجع ربه ويستجديه إلى أن منَّ الله على النبي بخمس صلوات لأمته، وحفظ أجرها كأجر خمسين صلاة.

الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة

من أهم ما يجب ذكره في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، هو أحداث الرسالة بعد الهجرة، بعد حادثة الإسراء والمعراج أقبل النبي (صلى الله عليه وسلم) على الدعوة بشكل ظاهر وواضح وفي تحدٍ كبير لقريش.

لذلك نبين لكم في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، أهمية هذا الحدث، حيث اغتنم النبي (صلى الله عليه وسلم) موسم الحج لدعوة الناس من خارج مكة، وكان من الذين جاؤوا للحج شبابًا من المدينة المنورة، فدعاهم النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الإسلام فاستجابوا لدعوته ورحلوا إلى المدينة، ليعوا قومهم إلى الإسلام.

فقبلت المدينة الإسلام ودخلت في دين الله تعالى، فكانت فتحًا عظيمًا على الإسلام والمسلمين، واستعدت المدينة لاستقبال النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقاموا بمبايعته على حماية المسلمين والإسلام، فإذن النبي للصحابة بالتسلل من مكة إلى المدينة لكي لا يؤذوا.

ثم خرج من مكة إلى المدينة بصحبة الصديق أبي بكر، ولا شك في أن قريش أرسلت في أثر النبي (صلى الله عليه وسلم) من يقتله، وكان “سراقة بن مالك” الذي أسلم بعد أن حاول قتل النبي (صلى الله عليه وسلم) أثناء الهجرة.

ثم خرجت قريش على أثر النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه، حتى بلغا غار ثور، وهناك اختبأ النبي (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن الله ضلل المشركين بأمر حمامة بوضع عشها على الغار، وعنكبوت نسج خيوطه بعد دخول النبي وصاحبه، فلما مرت قريش، استنكرت وجود أحد بالغار لما بات عليه من علامات الوحشة والخلاء.

المسجد النبوي والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

من أهم ما حثنا عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) من الدروس هي المؤاخاة، فكان واجبًا أن نبين في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته ما يوضح هذا بين المهاجرين والأنصار، فلا شك في أن المسجد النبوي من أهم الدعائم التي من الله بها على الأمة الإسلامية كلها، فكان أول ما فعله النبي (صلى الله عليه وسلم بعد) وصوله إلى المدينة، أن أمر ببناء المسجد لإقامة الصلاة، وكان مكانه من وحي الله تعالى لناقة النبي الذي أمر ببناء المسجد حيث تبرك الناقة.

منذ أن بدأ المسلمون بناء المسجد، وعندما جمعهم النبي (صلى الله عليه وسلم) بمنزل أنس بن مالك، آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بين المهاجرين والأنصار، فتقاسموا المال والزوجات والأرض، وهذا في سماحة ورحمة مرضاةً لله رب العالمين.

غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

من أكثر الدروس المستفادة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، هي الغزوات التي خاضها النبي ليسري قواعد الدعوة الإسلامية، وكانت الغزوات قد بدأت ببدر ثم أحد ثم توالت إلى وصلت إلى 25غزوة، وقيل 27، قاتل النبي (صلى الله عليه وسلم) في تسع منها، وكانت أهمهم فتح مكة.

وفيها من الدروس ما دفعنا للخوض في بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته، فكانت هي فاصلة القتال بين قبائل الجزيرة والنبي ومعه المسلمين ففيها أصبح الإسلام ظاهرًا على الملأ، وباتت له قوة ينظر إليها بحذر وثقل بين الجميع، كما أن النبي (صلى الله عليه وسلم) دخلها من دون قتال، فسلمت قريش مكة بعد هذا التاريخ المؤلم.

وذلك خوفًا من بطش النبي الذي دخلها مطأطأ رأسه متواضع، فعفى عن أهلها، وأمنهم، وحطم الأصنام، ثم ترك عليها من ترك وعاد إلى المدينة لتكون عاصمة المسلمين.

فأرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) السرايا بالرسل إلى كل من ملك الفرس كسرى، وهرقل عظيم الروم، وسيد أقباط مصر، ليدعوهم إلى الإسلام، وينهاهم عن الاستمرار في الشرك، فبشر وأنذر.

اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم مع العناصر

وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

قام النبي (صلى الله عليه وسلم) بأداء الحج في السنة العاشرة من هجرة، وكانت هي الحجة الوحيدة التي قام بها، فكانت بشرى من ربه بقرب اللقاء، وجمع النبي (صلى الله عليه وسلم) في خطبته ما من الله به عليه من خير الكلام والوصاية للأمة الإسلامية.

فلما بدأ مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) في آخر شهر صفر من السنة الـ 11 من الهجرة، استأذن زوجاته في أن يطبب عند أم المؤمنين عائشة، فأذنوا له، فأوكل الصديق أبو بكر لأن يؤم الناس في الصلاة، إشارة بينة منه على أن أبي بكر سيكون خليفته عليهم، إلا أنه ترك الأمر شورى بينهم مع مجرد إشارة.

مات النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة النبوية.
إن حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) حياة كريمة تمتلئ بالعديد من العظات، وظلت رسالته مستمرة إلى يومنا هذا، وستظل مستمرة إلى يوم القيامة بإذن الله.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.