ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم
ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم يعني مواظبة، واستمراره، وتمسكه بدينه، وإصراره على موقفه على الرغم من جميع أشكال الأذى التي تعرض لها، ولم يتشتت في دينه، حتى الموت، فتلقى النبي عليه أفضل الصلاة، والسلام الكثير من الابتلاءات بالصدر الرحب، والصبر الكبير، وهذا هو الأساس الذي جعله يستمر على الطريق الصحيح في أن يحصل على توفيق الخالق عز وجل في أداء رسالته.
ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم
ثبات الرسول صلى الله عليه، وسلم يعتبر من الأمور التي جعلته القدوة في حياة جميع المسلمين، فنجد أنه أثبت على دينه، حتى أتاه اليقين أيده الله بالنصر العظيم، وأعزه بالمكانة الكبيرة في جميع الأحوال، فلابد أن نقتدي به عليه أفضل الصلاة، والسلام، ونلتزم، ونثبت على دين الإسلام حتى الممات، هناك الكثير من الوقائع التي حدثت له، وعلى الرغم من هذا ظل ثابت يتمسك بقول الحق.
ومن هنا سنتعرف على حديث رسول الله عن ليلة القدر وعن فضل ليلة القدر وعلامات ليلة القدر: حديث الرسول عن ليلة القدر وعن فضل ليلة القدر وعلامات ليلة القدر
صور ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم
- ثبات الرسول في مواجهة قريش
رفض عليه أفضل الصلاة، والسلام جميع التنازلات، والمساومات التي كانت على حساب دينه، ورفض جميع العروض التي قدمها أهل قريش، وزعماء هم من المشركين.
الثبات على أمر التعذيب الذي أصدره الكفار على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة، والسلام في بداية الدعوة.
الثبات أمام جميع المساومات، والتي منها الحصول على الجاه، والسلطان، والمال، فرفض النبي الحق كل هذه الأمور في مقابل أن يثبت على دينه، وعلى رأيه.
رفض جميع المقاومات التي قدمها أهل قريش من الشرف، والرفعة، والمكانة، والمال، وغيرها من الأمور في سبيل لعبادة الهتهم، كما أنه رفض أن يعبد الههم سنة، وهم يعبدون إلهه سنة، وهذا الأمر الذي نزلت فيه سورة الكافرون أقتنع جميع مشتركين قريش أن هذه الأساليب لن تنفع مع النبي.
- ثبات الرسول أمام إيذاء المشركين
تنوعت الأساليب التي استخدمها المشركين في إيذاء النبي، حتى يصدون عن الدعوى، فقد قام جاره أبو لهب، وعمه بالعديد من صور الإيذاء، مثل إلقاء أعضاء الشاة عليه، وهو يصلي وضع بعض الأشياء الثقيلة على ظهره، وهو ساجد عند الكعبة، حتى أنه في أحدى المرات جاءت ابنته فاطمة، وإزالة ما وضع على ظهره الشريف، بالإضافة إلى العظمة الذي كان يأتي به المشركين، ويعملون على تكسيره، ونفخه في وجهه الكريم في جميع هذه الصور من الإيذاء ثبت النبي عليه الصلاة، والسلام، وتحملها.
- ثبات النبي أمام سخرية قريش واستهزائهم به
هناك الكثير من المواقف التي قام فيها كفار قريش بالاستهزاء بالنبي عليه أفضل الصلاة، والسلام، ودعوته، ومن أهم هذه المواقف أنهم قالوا عنه أنه مجنون، وساحر، وكذاب، وشاعر، وكاهن.
كما طلب منهم أن يأتي لهم بقرآن غير هذا، أو أن يأتيهم بالقرآن مرة واحدة.
كم طلب منه في كثير من الأحيان بعض الأمور الصعبة، حتى يتم إحراجه أمام الجميع، مثل إخراج الينابيع من الأرض، وأن يجعل لهم الجنات، والأنهار، فأجابهم بأنه مثله مثلهم بشر، ولكن أنزله الله عز، وجل حتى يكون شهيداً عليهم يوم القيامة.
- ثبات الرسول أمام استخدام أقاربه للضغط عليه
عندما فشل المشركين قريش في جميع المحاولات التي قام بها ليتخلى الرسول عن دين الإسلام استخدموا أهله، وأقاربه للضغط عليه، فذهبوا إلى عمه أبي طالب حتى يتحدث معه، ويوقفه عن الدعوة الإسلامية الا أن أبي طالب ردهم الرد الجميل، لأنه يعلم أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، ثبت على إيمانه، ودينه، لأنه قوي الإيمان.
- ثبات الرسول في الهجرة
جميع مشتركين قريش على الرغم من دعوة النبي عليه أفضل الصلاة، والسلام إلا أنهم جميعاً يعلمون أنه الصادق الأمين، وعندما حاولوا ايذاءه بجميع الوسائل، حتى يمنعوا هذا الدين من أن ينتشر، ظل النبي ثابت على دعوته.
عندما أذن الله له بالهجرة أجتمع الكفار، حتى يتمكنوا من الوصول إلى حل لوقف هجرته إلى المدينة، فقرر أن يقتلوه، ولكن النبي عليه أفضل الصلاة، والسلام على دعوته للإسلام على أمره للهجرة.
خطط لخروجه من قريش، واتخذ طريقه المعتاد الذي رسمه، وأمن جميع الأشياء الضرورية التي يحتاج إليها في الطريق، مثل الدليل، والطعام.
و قام بإخفاء آثار الأقدام، حتى يتوجه إلى غار ثور، وأكتب فيه عدد من الليالي، تم حظر ثابت على أمره، حتى يتمكن من الخروج من مكة إلى المدينة.
- ثبات الرسول في القتال
أظهر النبي عليه السلام الكثير من الثبات خلال جميع المعارك، والغزوات التي قام بها ضد الكفار، حتى في غزوة أحد التي نزل المسلمين ليجمعوا الغنائم، ظل النبي ثابت ضد جيش المشركين، فرأى الصحابة الشجاعة، والثبات تجمعوا حول النبي عليه أفضل الصلاة، والسلام، وقاتلوا المشركين، كما تبدو أيضا في غزوة حنين.
على الرغم من أن تعرض النبي إلى الكثير من صور الأذى من خلال الحروب، والمعارك، والغزوات، والتي منها أنه كسر رباعيته، وتعرض إلى جرح في رأسه الا أنه يظل ثابت، وحارب بكل قواه الكفار، ويشد من عزم المسلمين كان رمزاً إلى الصبر، والثبات في جميع الغزوات.
- ثبات الرسول و صبر على فقد الأحبة
تعرض النبي عليه الصلاة، والسلام إلى الكثير من الأمور التي أثارت لديه الحزن، والوجع، مثل فقدان زوجته خديجة بنت خويلد، وبكى بكاء شديد، وحزن على فراقها، ولكنه يظل ثابت، و صابر، فوضع الله عز وجل الرحمة في قلبه.
وندعوكم أيضا لقراءة موضوع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأبنائه ومعجزاته: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (وزوجاته وأبنائه ومعجزاته)
العوامل التي ساعدت الرسول على الثبات
كان هناك عدد من العوامل التي ساعدت الرسول على أن يظل ثابت، وصابر، ومحتسب أمام جميع التحديات، والمغريات التي يقدمها إليه كفار قريش:
- اتصافه بالكثير من الصفات الحميدة، مثل ضبط النفس، وتحمل المصاعب، وامتلاك المعنويات المرتفعة، والنفسية، راضياً بقضاء الله.
- حرص على أن يكون متصلاً بجميع الناس، ومختلط معهم على الرغم من الكثير من المحاولات التي قام بها المشركين يعزلوه عن الناس، ويقلل من دعوتها، وينشروا الإشاعات التي تثير الناس ضده.
- شخصيته الإرسالية الراقية التي جعلته يتمكن من كتمان جميع ما يشعر به من المتاعب، والآم، ويتجاهل ما تتعرض له نفسه في سبيل نشر دينه، ودعوته الإسلامية، وهذا الأمر جعل الكثير من الأشخاص يقبلون على اعتناق دين الإسلام.
- إيمانه الشديد بالله عز وجل، ويظهر هذا الأمر في الكثير من الأعمال التي قام بها، ذكر القرآن الكريم هذا الأمر عندما تحدث عن ثبته بالقول، والفعل في الحياة الدنيا، والأخرة.
- شعوره الدائم بأنه فقير محتاج إلى الخالق عز وجل أن الإنسان مهما وصل لابد أن يسألني الله عز وجل الثبات في جميع أموره، سواء كانت الدينية، أو الدنيوية.
- إقباله الشديد على القرآن الكريم من خلال التعلم، والقراءة، والعمل به، فإن القرآن يثبت قلوب المؤمنين لما جاء في قول الخالق عز وجل بأن القرآن هو الحق الذي يثبت الذين آمنوا، ويهديهم، ويبشر المسلمين.
ولمزيد من المعلومات عن اسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وكم عددهن: اسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وكم عددهن
النتائج المترتبة على ثبات الرسول
هناك الكثير من النتائج التي ترتبت على ثبات الرسول:
- تزايد الأعداد التي تقبل على الدخول في الدعوة الإسلامية يوم بعد الآخر.
- كان الرسول عليه أفضل الصلاة، والسلام المربى الفاضل للجيل الذي تمكن من أن يحمي الدعوة الإسلامية و يسير على الطريق الذي بدائه به سواء من الناحية الأخلاقية، أو الفكرية.
- النشر، والدعوة الإسلامية، فتمكن من دخول الإسلام في الكثير من العشائر، والقبائل، والفئات سواء من الأغنياء، والفقراء، فوصل بهذا الدين إلى أبعد الأماكن، مثل اليمن، والحبشة.
- أقبل الكثير من الأفواج، والجماعات على الدخول في دين الله.
الدروس المستفادة من ثبات الرسول
هناك دروس متنوعة استفاد منها المسلمون من ثبات النبي، ومن أهمها:
- الثبات على دين الإسلام، وأن يكون العبد صابر على جميع الأوامر التي تلقاها من الخالق عز وجل الثبات على هذا الأمر يمكنهم من الفوز العظيم على أعدائهم.
- لابد أن يجتهد الإنسان في الدنيا، و جميع المباريات التي تقدمها له، حتى يفوز.
- التمسك بكتاب الله عز وجل، والصدق مع الخالق يكون سبب من أسباب حفظ الخالق للعباد.
- لابد أن يكون لدى الإنسان يقين تام بأن النصر لدين الله عز وجل أن يثبت جميع المسلمين على دينهم، لأن الله عز وجل لا يضيع أجر من يثبت على دينه، ويصلح في عمله.
- لابد أن نجعل نبي الأمة هو القدوة الحسنة التي يقتدي بها في الثبات على أمور الحياة الدنيا، ونتمكن من التحكم في جميع الزخارف، والمغريات التي تقدمها لنا، حتى نتمكن من المحافظة على ديننا، و طريقنا إلى الجنة.
ولا يفوتكم قراءة بحث عن هجرة الرسول مفصل الأسباب و الاحداث والنتائج والدروس المستفادة: بحث عن هجرة الرسول مفصل (الأسباب، الأحداث، النتائج، الدروس المستفادة)
الأحاديث النبوية التي تدل على ثبات الرسول عليه الصلاة والسلام
دعاؤه -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاته، بقوله: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك الثَّباتَ في الأمرِ)
دعاؤه بقوله: (تقبَّلْ توبَتي، و اغسِلْ حَوْبَتي، وأجبْ دعوتي، و ثبِّتْ حُجَّتي )
الآيات القرآنية التي تدل على ثبات الرسول عليه الصلاة والسلام
قوله -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
قوله -تعالى-: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هـذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ).
تناولنا في هذا المقال ثبات النبي عليه أفضل الصلاة، والسلام في جميع أموره، وخاصة الدعوة الإسلامية، ولهذا لابد أن نقتدي بنبينا، وأن نثبت على ديننا مهما وأجهنا من الحياة الدنيا، ومهما تعرضنا إلى الإغراءات حتى ننال ثواب الجزاء.