حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية
حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية من الأمور التي يلزم توضيحها للنساء حتى يكن على علم بحكمها في الشرعية الإسلامية، وهذه الأحكام تختص بتحديد طهارة المرأة تبعًا لها حتى تقوم بتأدية الطاعات المفروضة عليها مثل الصلاة والصيام، لذا سوف نتعرف من خلال موقع زيادة على حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية من خلال السطور التالية.
حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية
أختلف العلماء حول حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية فبعضهم من رأى بأنها ليست من الدورة الشهرية، وبعضهم رأى أنها تعد دورة ويجب الاغتسال منها، وسوف نتعرف على الرأيين من خلال التالي:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم خيانة الزوج لزوجته بالهاتف
الرأي الأول
ذهب مذاهب أهل العلم إلى أن الإفرازات الصفراء أو الكدرة إذا جاءت للمرأة في فترة الدورة الشهرية أو جاءت هذه الإفرازات مختلطة بالدم، فأنها تعتبر دورة شهرية، وذلك استنادًا إلى ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن النساء كن يبعثن إليها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول: “انتظرن لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء“.
كما أنه إذا كانت الإفرازات قليلة تأخذ حكم الحيض إذا كانت متصلة بالدم، فيجب الاغتسال منها بعد انقطاعها وتأدية العبادات من الصيام والصلاة والطواف.
الرأي الثاني
ذهب أهل العلم إلى أنه إذا جاءت الإفرازات الصفراء بعد الطهارة وليس في فترة الحيض، فهذه الإفرازات لا يأخذ بها ولا يلتفت إليها؛ وذلك لأن الإفرازات الصفراء بعد الطهر لا تعد شيئًا ولا تعتبر حيضًا، أما في حالة نزول الإفرازات الصفراء في موعد الدورة الشهرية فهي تعامل معاملة الحيض نفسه.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم الجماع في نهار رمضان؟
كيفية التأكد من طهارة المرأة بعد الحيض
تتأكد المرأة من طهارتها حينما ترى القصة البيضاء أي رؤية البياض الخالي من الصفرة، وهذا هو الدليل على الطهارة، وأنه لا طهرًا إلا برؤيتها، أما في حالة أن تطهرت المرأة ورأت إفرازات صفراء وكانت في فترة الدورة الشهرية فأنها تعد حيضًا ويجب الاغتسال منها، أما إذا كانت في غير فترة الحيض فأنها لا تعتبر حيض.
ذلك استنادًا إلى ما أتى في أتي حاشية الصاوي على الشرح الصغير:
“عَلَامَةَ الطُّهْرِ أَيْ انْقِطَاعِ الْحَيْضِ أَمْرَانِ : الْجُفُوفُ ؛ أَيْ خُرُوجُ الْخِرْقَةِ خَالِيَةً مِنْ أَثَرِ الدَّمِ وَإِنْ كَانَتْ مُبْتَلَّةً مِنْ رُطُوبَةِ الْفَرْجِ، وَالْقُصَّةُ وَهِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ كَالْمَنِيِّ أَوْ الْجِيرِ الْمَبْلُولِ”.
أما القصة البيضاء فلا تأتي مصفرة، ولا تعتبر المرأة طاهرةً إلا إذا كانت تخلو من الصفرة والكدرة، ولكن ما لم يتجاوز هذا فترة أكثر من فترة الدورة الشهرية وهي مدة خمسة عشر يومًا، واختلف العلماء حول حكم التطهر مع وجود الصفرة فذهبوا إلى:
قال جمهور أهل العلم إن المرأة إذا اغتسلت مع وجود إفرازات صفراء وقامت بالعبادات المفروضة عليها مثل الصلاة والصيام والطواف فيجب عليها القضاء بعد ذلك، أما رأي شيخ الإسلام ابن تميمة فأنه لا إعادة عليها إذًا لهذه العبادات.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم صيام يوم عاشوراء فقط عند كبار علماء الفقه
هل يجب التطهر بمجرد انقطاع الحيض؟
عادةً ما تود المرأة معرفة موعد التطهر حتى تقوم بالفروض التي فرضها الله -سبحانه وتعالى- عليها، فإجابة هذا السؤال هي أنه يمكن التطهر بعد انقطاع الدورة مباشرةً وعند رؤية القصة البيضاء ولا يلزم أن يكون المكان جاف تمامًا.
ذلك استنادًا إلى الذي جاء في حاشية الروض:
“فحين ترى الجفوف تغتسل وتصلي، والجفوف أن تدخل الخرقة فتخرجها جافة ليس عليها شيء من الدم، ولا من الصفرة، ولا من الكدرة؛ لأن فرج المرأة لا يخلو من الرطوبة غالبًا”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب
فترة انتظار المرأة بعد انقطاع الدم عنها
في حالة كانت السيدة تتطهر عادةً بعد انقطاع الدورة الشهرية عنها أي تتطهر بالجفاف فقط، واغتسلت بعد أن رأته وأدت صلاتها ولم تنتظر فأنها أصابت بهذا الفعل، أو في حالة أنها تطهرت عند رؤية القصة البيضاء وأدت صلاتها فأنها أيضًا أصابت بذلك.
أما في حالة كانت المرأة تتطهر عند رؤية القصة البيضاء ولكنها رأت الجفاف، فيلزم لها في هذه الحالة الانتظار إلى آخر الوقت المختار للصلاة وهي رؤية القصة البيضاء وهذا في رأي المالكية، حيث أنهم قالو:
“عَلاَمَةُ الطُّهْرِ جُفُوفٌ، أَوْ قَصَّةٌ -وَهِيَ أَبْلَغُ-، فَتَنْتَظِرُهَا مُعْتَادَتُهَا لآِخِرِ الْوَقْتِ الْمُخْتَارِ، بِخِلاَفِ مُعْتَادَةِ الْجُفُوفِ، فَلاَ تَنْتَظِرُ مَا تَأَخَّرَ مِنْهُمَا”.
كما ذهب أغلب العلماء إلى أنه في حالة انقطاع الدم قبل تمام مدة الدورة، ولم تر المرأة القصة البيضاء، فيجب عليها في هذه الحالة الانتظار يوم ونصف كي تتأكد من انقطاع الدم، وهذا الرأي رجحه ابن قدامة -رحمة الله عليه- حيث قال:
“ويتوجّه أن انقطاع الدم متى نقص عن اليوم، فليس بطهر، لا تلتفت إلى ما دون اليوم، وهو الصحيح -إن شاء الله-؛ لأن الدم يجري مرة، وينقطع أخرى، وفي إيجاب الغسل على من تطهّر ساعة، حرج، ينتفي بقوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الاستمناء في نهار رمضان
هكذا نكون قدمنا لكم حكم الافرازات الصفراء بعد الدورة الشهرية، كما تعرفنا على كيفية التأكد من طهارة المرأة بعد الحيض، وذكرنا لكم أيضًا الإجابة عن سؤال هل يجب التطهر بمجرد انقطاع الحيض؟، كما تطرقنا لمعرفة فترة انتظار المرأة بعد انقطاع الدم عنها، ونتمنى أن نكون أفدناكم.