حكم الأبراج في الإسلام
حكم الأبراج في الإسلام قد ذُكر في القرآن الكريم والسيرة النبوية، ونظرًا لأن بنهاية كل عام جديد تبدأ التوقعات للأبراج والنجوم، التي تتضمن صفات صاحب البرج، والأمور المتوقع مروره بها.
ناهينا عن التوقعات اليومية للأبراج، سوف نتطرق إلى عرض حكم الأبراج في الإسلام، وهل يجوز قراءتها سواء للتسلية أو التصديق بها أم لا، وذلك كله سنوضحه لكم من خلال موقع زيادة.
حكم الأبراج في الإسلام
قال الله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) [سورة الجن: الآية 26].
الأبراج وقراءة النجوم من الأمور التي تثبت فكرة ارتباط سمات الشخص بصفات برجه، والحقيقة أن الفقهاء قد أشادوا بأن دين الإسلام لا يعتنق تلك الأفكار، فالاعتقاد في النجوم والكواكب مُحرمٌ في الإسلام، ويجب على المسلم الحق بعد معرفة أوامر الله ـ عز وجل ـ أن يتخلى عن تلك العادة.
فالظن بأن جميع الناس المواليد ببرج معين لهم صفات مشتركة غير صحيح أو منطقي، فبكل ساعة واحدة في اليوم يولد آلاف الناس، وجميعهم صفاتهم مختلفة، ناهينا عن المواليد في نفس الشهر، أو المواليد لنفس البرج.
اقرأ أيضًا: هل قراءة الفنجان حرام
حكم الأبراج في السيرة النبوية
كل مؤمن يسعى إلى اتباع سنة نبيه محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ومعرفة تعاليمه ونصائحه التي تزيد من القرب لله تعالى، وبشأن الأبراج فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “من اقتبس شُعبةً من النجومِ فقد اقتبس شُعبةً من السِّحرِ” [حديث صحيح الفتح الرباني].
موقف الإسلام معروف من السحر والسحرة، وهو النكران والتحذير الشديد من اتباعه، وفي هذا الحديث دليل على تحريم اتباع الأبراج والتصديق فيها، حيث إنه علم مرتبط بالسحر بشكل غير واضح لأغلب الناس، وفي كلمة “من اقتبس شعبة” تأكيد على ذلك.
فمعناها أي اقتطع أو علم ولو جزء بسيط من تلك العلوم المرتبطة بالسحر، كالأبراج وعلم النجوم وأنه من السحر، ويحمل الشخص إثم اتباعه لكن بعلمه لتلك المعلومة.
فعليه بالتوبة النصوح وترك قراءة الأبراج، والله عز وجل لا يملّ من توبة العبد، ويتقبله في جميع الأوقات، أما من لا يعلم ولا زال يبحث عن حكم الأبراج في الإسلام فمن المهم الحفاظ على قلبك النقي كما هو، وتحصين النفس من مثل تلك الأمور.
حكم التطير في الإسلام
عن علقمة بن قيس أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: من أتى عرافًا أو كاهنًا، يؤمنُ بما يقولُ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ” [حديث صحيح الترغيب].
العرّاف في الحديث هو الشخص الذي يدّعي معرفته بعلم الغيب، وقدرته على توقع ما سيحدث، وهو ما يرتبط بعلم الأبراج وقراءتها، ويعد هذا الحديث توضيح قوي لحكم الأبراج في الإسلام، فقد نصحنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ في حديث شريف آخر بأن المسلم لا يتطيّر.
أي لا يتشائم أو يتوقع حدوث الأمور السيئة له والأقدار الغير حسنة، وإن تدبرت وحاولت ربط الأمر بالأبراج سيصل قلبك إلى الطريق الصحيح، ومعرفة أن هدى الله تعالى وتعاليم نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليست سوى لحكمة، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: 50]
أما الكاهن فهي اسم فاعل من كلمة التكهن ومعناه ادّعاء العلم بالغيب، ومعرفة الأمور التي ستحدث في المستقبل، وهو ما يتم من خلال النجوم وأشكالها والأبراج، وهي من الأمور البعيدة كل البعد عن شيَّم المسلم الحق، الذي يعلم أن الله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة.
اقرأ أيضًا: كيف اعرف برجي بالهجري
حكم قراءة الأبراج بهدف التسلية
الجدير بالذكر أثناء الحديث عن حكم الأبراج في الإسلام التطرق إلى ذكر الحكم الشرعي في قراءة الأبراج بهدف التسلية، دون التصديق في أقوالها أو لمجرد الاطلاع، فالقول هنا إن قراءة الأبراج من الأمور التي نهانا مالك الكون كله عنها، وهو لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى.
فالنفس البشرية ضعيفة وقد يتخبط أحدهم بسبب اطّلاعه على حظه اليوم بالنسبة لبرجه، ناهينا عن أنه يكون مخالف لتعاليم نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأنه من التدخل في الغيبيات التي يختص بها سبحانه وتعالى فقط، فقد يتسبب في زيادة وسوسة الشيطان.
فمن بعض الأقاويل عن الأبراج أنها توضح الحظ في الحب والفراق، ذلك ما يجعل الشخص يقلق من توقعه حدوث أمر ما اليوم يتسبب في الأذى له، وينتظر قدره السيئ الذي قاله بعض البشر مثله! وينسى كلام الله ـ عز وجل ـ وأنه لا يعلم الغيب إلا هو.
حكم قراءة الأبراج جهلًا بحكم الشرع فيها
الإسلام دين التسامح واللطف واللين فكيف لله تعالى أن يحاسب شخص على أمر يجهله! فالله ـ عز وجل ـ لا يعاقب من ارتكب إثم قراءة الأبراج وهو غير عالم بحكمه في الشرع.
فيسقط عنه الإثم والعقاب، بل إن اللطيف الغفور يتقبل توبة العبد في كل الأوقات، حتى بعد ارتكابه لذنب يعلم عقابه وأنه مُحرم، فهو القائل في كتابه الكريم عدة مرات أنه تواب رحيم، وغفور رحيم.
رأي دار الإفتاء في علم الأبراج
قد أشاد فقهاء دار الإفتاء بخصوص حكم الشرع في قراءة الأبراج، وقالوا في ذلك أنه يجب التفرقة ما بين كلمة العلم والدجل، وأنه لا يمكن نكران أن علم النجوم له فضل في معرفة الإنسان المواعيد ووقت الساعة، وأضافوا أن الأبراج من الدجل وليس علم.
فالعلم هو ما ينفع الإنسان ويكون في صالح دينه ودنياه، أما عن الأبراج فهي تدخلات في غيبيات الكون، التي لا يعلمها سوى الله تعالى، وإن صدقت فما هي إلا مجرد صدف، ولا يجب أن يعتمد المؤمن عليها ولا يجوز أن يعتمد عليه أو يؤمن به.
اقرأ أيضًا: أكثر الأبراج ذكاء من النساء
قراءة الأبراج تبطل الصلاة
من الأمور الجديرة بالذكر أثناء الحديث عن حكم الأبراج في الإسلام، هي الحديث عن قبول الصلاة من المتطلع على الأبراج ومُصدقها، فتلك من القضايا الشائكة في المجتمع الواجب تسليط الضوء عليها ليعلم المؤمن طريق الهدى.
فعن بعض أزواج النبي ـ رضي الله عنهن ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً.” [حديث صحيح مسلم].
يوضح الحديث أمر جلل ألا وهو عدم قبول الصلاة للمسلم طيلة أربعين يومًا، في حالة اتّباع أقوال العرّافين والمدّعين بعلم الغيب ومعرفة الصفات، وهو ما يوضح حكم الأبراج في الإسلام بشكل صريح.
قال تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة لقمان: الآية 34]، قد استأثر الله ـ عز وجل ـ بعلم الغيب لنفسه، ولا يمكن لأي شخص أن يعلم بقدرك أو نصيبك في الدنيا سواه، ويعد الدعاء هو السلاح الوحيد لتغيير القدر؛ لذا اترك متابعة الأبراج ومعرفة الصفات والحظ اليوم، فهي ليست من شيم المسلم.
قراءة الأبراج لا تجوز في دين الإسلام، وهي من الأمور التي يجب لكل مسلم تحصين نفسه منها، لأنها تؤذي القلب بالتوقعات السيئة، وتؤثر على الدين، فاتّباع تعاليم الله تعالى وسنة نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ هي وسيلة الأمان في الدنيا.