سبب نزول سورة المرسلات
سبب نزول سورة المرسلات ، تعددت وتختلف أسباب نزول السور في القرآن الكريم لنتعلم منها دروسًا في الكثير من المَواقف التي تمر في حياتنا، وسورة المرسلات من السور التي نزلت على رسول الله (صل) في مكة والتي تعنى بالجانب العقائدي، حيث تتمحور آياتها حول أمور العقيدة وحول يوم القيامة وكل ما يتعلّق بدلائل قدرة الله عز وجل وإثبات الوحدانية لله سبحانه وتعالى وغيرها من الأمور الغيبية، سنتعرف في هذا المقال على سبب نزول سورة المرسلات، وتسلط الضوء على السورة من نوافذ عدة.
سبب نزول سورة المرسلات
قد نزلت سورة المرسلات بعد سورة الهمزة وتقع في الجزء التاسع والعشرين وهو جزء تبارك، ويبلغ عدد آيات سورة المرسلات خمسين آية، و ترتيبها السابعة والسبعون بحسب المصحف العثماني، أمّا ترتيبها من حيث نزول القرآن الكريم وهي السورة الثالثة والثلاثون، وسورة المرسلات تخلو من لفظ الجلالة افتتحت آياتها بالقسم، وقد نزلت سورة المرسلات على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غارٍ بمني كان يختبئ فيه هو وأصحابه هاربين من بطش الكفار في قريش، فأنزل الله سورة المرسلات دون سبب، وذلك على أرجح أقوال أهل التفسير.
سبب تسمية سورة المرسلات
سميت سورة المرسلات بهذا الاسم لورودِ كلمة المرسلات فيها والتي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من السورة “والمرسلات عرفا”، واختلف أهل التفسير في معنى كلمة المرسلات المقسم بها في السورة، قال أبو هريرة المقصود بالمرسلات هي الملائكة وهو القول الأرجح والأشهر، وقيل المرسلات هي رياح العذاب التي يعاقب بها الله تعالى الكفار، ولم يرد عن النبي (صل) أنه سمى سورة المرسلات باسم فيه إضافةٌ إلى كلمة المرسلات.
يمكن التعرف على معلومات عن أفضل سورة في القرآن وفضلها وسبب تسميتها والمواضيع التي تناولتها أضغط هنا: أفضل سورة في القرآن وفضلها وسبب تسميتها والمواضيع التي تناولتها
فضل سورة المرسلات
سور القرآن الكريم كلها ذات فضل عظيم وخير على المسلمين، وقراءة القرآن الكريم من أعظم القربات والأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وقراءة بعض سور القرآن الكريم في أوقات معينة لها فضل كبير.
سورة المرسلات فضل كبير فهي من السور القرآنية التي حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراءتها لما فيها من أخبار عن يوم القيامة وأهوالها وما يحدث فيها من أهوال، تعد سورة المرسلات من السور التي خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث مع عدد من السور الأخرى، وهم سور هود والنبأ والواقعة والشمس، وقد ذكر أنها شيبته (صل) قبل الأوان لما فيها من وصف شديد لأهوال يوم القيامة وما ينتظر الكفار والمكذبين لرسل من أشد أنواع العذاب، وأيضا ما ينتظر المؤمنين والمصدقين لرسله من النعيم.
مقاصد سورة المرسلات
تبدأ سورة المرسلات بقسم من الله سبحانه وتعالى ملائكة العذاب التي يرسلها الله تعالى على الكافرين، وبريح العذاب التي يرسلها الله تعالى على العصاة، وعندما يقسم الله عز وجل بأحد مخلوقاته فإن ذلك تعظيما لما أقسم به لشأنه ونظرا لأهمية المهمة التي أوكلها الله عز وجل إليه، قال تعالى” والمرسلات عرفا، فالعاصفات عصفا، والناشِرات نشرا، فالفَارِقات فرقا.
تصوير الأهوال
من مقاصد سورة المرسلات تصوير الأهوال التي ستحل على الكون يوم القيامة، والحديث عن كثير من التغيرات التي تطرأ على السماوات وما فيها وعلى الأرض وما فيها، قال الله سبحانه وتعالى” فإِذا النجوم طمست، وإِذا السماء فرِجت، وإِذا الجِبال نسفت”.
الحديث عن العذاب
تتابع الآيات في سورة المرسلات بالحديث عن العذاب الذي عاقبَ به الله سبحانه وتعالى الأمم السابقة التي كفرت به عز وجل، وتشير الآيات إلى أصل الإنسان مذكرا بذلك كل من تسول له نفسه أن ينسى أصله.
الحديث عن قدرة الله
من مقاصد سورة المرسلات أيضًا أنها تتحدث على قدرة الله سبحانه وتعالى وعن والآيات التي تدل علي هذه من خلق الأرضِ وما فيها من آيات وخلق السموات وما فيها، قال تعالى” أَلم نجعل الأرض كفاتا، أحياء وأمواتا، وجعلنا فيها رواسي شامخات وأَسقَيناكم ماء فراتًا، وتشير السورة إلى المصير والعذاب الأليم الذي سيلاقيه المجرمون والكافرين في الآخرة، وتتحدث عن ألوان العذاب الذي سيحل بهم.
مقارنة بين الكافرين والمؤمنين
في سورة المرسلات تجري مقارنة بين كلا من الكافرين والمؤمنين، ومصير كل فريق منهم، حيث النعيم الذي أعده الله عز وجل للمؤمنين، والعذاب الشديد القاسي الذي أعده الله عز وجل للكفار، قال الله سبحانه وتعالى، ويل يومئذ للمكذبِين، كلوا وتمَتعوا قلِيلًا إِنكم مجرِمون، ويل يومئذ للمكذبِين، وإِذَا قيل لهم اركعوا لا يركعون، ويل يومئذ للمكذبِين، فَبِأَي حدِيث بعده يؤمنون، وذلك من أجل إظهار غضب الله عز وجل عليهم وتكذيبهم رسله في الحياة الدنيا.
لا يفوتكم التعرف على معلومات عن سورة بدأت بوصف الخيل من 8 حروف .. ما هي؟ وما هو سبب نزولها؟ أضغط هنا: سورة بدأت بوصف الخيل من 8 حروف .. ما هي؟ وما هو سبب نزولها؟
دروس مستفادة من سورة المرسلات
سورة المرسلات من السورة حادة الملامح، شديدة الإيقاع، وعنيفة المشاهد، إذ تواجه مجموعة من الاستنكارات والاستفهامات والتهديدات، إنّ الدروس المستفادة من هذه سورة المرسلات ما يأتي.
- من يكذب القرآن الكريم وما جاء فيه لا يمكن أن يصدق شيء آخر؛ لأن القرآن أعظم الكلام بيانًا وإعجازًا وروعة، وهو حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فبالتالي علينا نشر القرآن الكريم والعمل بما جاء فيه في حياتنا كلها.
- على المسلم أن يكون على يقين بكل ما جاء في القرآن الكريم.
- سيعود الإسلام ويهلك الله عز وجل الكافرين ، كما أهلك الكافرين الذين كذبوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.
- الإيمان بالبعث والحساب والجزاء.
تنبيهات تربوية في سورة المرسلات
بعد الوقوف عند تأملات في سورة المرسلات، سيتم الالتفات إلى التنبيه الإلهي التربوي لعباده من خلال قول الله تعالى” ألم نهلك الأولين، ثم نتبعهم الآخرين، كذلك نفعل بالمجرمين، ويل يومئذ للمكذبين، يخبر الله سبحانه وتعالى عباده بما فعل بالقرون السابقة، تلك القرون التي أهلكها الله عز وجل بسبب كفرهم وتكذيبهم للرسل وتكبرهم على الله عز وجل، فكان الانتقام من الله لهم حتى يكونوا عبرة لمن خلفهم، وهذا ما يفعله الله سبحانه وتعالى بالمكذبين، قال الله عز وجل في كتابه الكريم، ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين، ان الويل والعذاب الذي وعد الله به المكذبين في الدنيا سينالهم مهما طال عليهم الزمان، سيفعل الله بهم مثل ما فَعل بمن سبقهم من أقوام فعلوا مثلما فعلوا بالقرون، لأنّهم لم يستفيدوا من تنبيه الله لهم فكانوا كما قال الله تعالى فيهم، كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون.
يمكن التعرف على معلومات عن سبب نزول سورة التحريم وما هي الدروس المستفادة من سورة التحريم أضغط هنا: سبب نزول سورة التحريم وما هي الدروس المستفادة من سورة التحريم
تكرار ويل يومئذ للمكذبين في سورة المرسلات
سورة المرسلات تكررت فيها آية” ويل يومئذٍ للمكذبين” عشر مرات، وذلك يدل على وعيد شديد من الله عز وجل بعذاب أليم يوم القيامة، لكل من كذب رسله، ولقد تكررت الآية عقب بيان قدرة الله سبحانه وتعالى على تغيير الكون، والحوادث الكونية الهائلة المصاحبة ليوم القيامة، وتكررت أيضا عقب عذاب الله للمجرمين، وعقب بيان قدرة الله وعظمته في خلقه لعباده وخلق الأرض والسموات، وعقب وصف الله للنار التي أعدها للكافرين، وعقب وصف الجنة وما فيها من نعيم، وعقب تهديد المجرمين بعذابهم، في السورة كلها تدور حول أحداث الوعيد الشديد من الله لكل من كذب بآياته ورسله، والتكرير هذا الوعيد دور كبير في ترسيخ المعنى في النفس، نجد في هذه السورة وعيد “ويل يومئذ للمكذبين” من أول السورة إلى آخرها من دون أن يتغير، هذا الوعيد يزلزل النفوس ويملئ القلوب خوفاً وفزعاً من المواقف التي تعرضها السورة.
وفي النهاية تعرفنا على سبب نزول سورة المرسلات وفضلها واسباب تسمتها بهذا الاسم والدروس المستفدة من السورة ونتمني أن نكون قدمنا معلومات مفيدة.