سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة بخلاف باقي السور بالقرآن الكريم، حيث تبدأ جميع سور القرآن الكريم بالتعوذ ومن ثم البسملة، ماعدا سورة التوبة فلا يجوز أن نبدأها بالبسملة، وإنما تبدأ السورة بالتعوذ فقط ويقصد بالتعوذ هو قول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من سياق الحديث السابق ومن خلال موقع زيادة سنقوم بتسليط الضوء على سؤال لماذا لم تقرأ البسملة في سورة التوبة؟ وهو ما سنتحدث عنه في السطور القادمة.

سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

ذهبت الأقوال إلى أن العرب قديمًا عند كتابة عهد فيما بينهم تذكر البسملة في بداية العهد، أما عند الرغبة في التوقف عنه فإنهم يمتنعوا عن قول البسملة أو كتابتها بالعهد أو الميثاق.

فعند نزول سورة التوبة ببداية كلمة البراءة لنقض الميثاق بين الرسول – صلى الله عليه وسلم- وبين المنافقين، أرسلها الرسول إلى على بن أبي طالب حتى يقرأها على الكفار وأمره الرسول بأن لا يقوم بالبسملة عند التلاوة كما اعتاد العرب على البسملة.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة التوبة

سبب نزول سورة التوبة

مثلما تعرفنا على سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة، فيجدر بنا الإشارة للتعرف على سبب نزولها.

حيث إن سورة التوبة هي سورة مدنية تم تنزيلها على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في العام التاسع من الهجرة، وتعد سورة التوبة أحد أواخر السور التي أنزلها الله على النبي صلى الله عليه وسلم، ونزلت عند الذهاب لقتال الروم.

تسمى سورة التوبة بسورة البراءة، حيث أوضح فيها الله سبحانه وتعالى للنبي جميع أمور المشركين والمكائد التي يديرونها، كما أوضح الله عز وجل في سورة التوبة ما حدث في غزوة تبوك من حيث الوقائع والأحداث التي دارت بها.

يرجع أيضًا سبب تسمية سورة التوبة بهذا الاسم لذكر قصة الثلاثة مسلمين الذين لم يذهبوا إلى الجهاد مع باقي إخوانهم في غزوة تبوك، من بعد توبتهم إلى الله قبلها عز وجل، لذلك سميت بسورة التوبة لأن الله تاب عليهم.

اقرأ أيضًا: لماذا لم تبدأ سورة التوبة بالبسملة

الأسباب الواردة في عدم ذكر البسملة في سورة التوبة

من المتعارف عليه أن أي سورة نزلها الله عز وجل في القرآن الكريم يجب أن تبدأ وتفتتح بالبسملة وهو ما يقوم به جميع قراء القرآن الكريم ومتفق عليه فيما بينهم، أما عند تلاوة سورة التوبة فلا تذكر البسملة بها.

حيث تتواجد بعض المقاصد والأهداف التي كانت سورة التوبة سبب لنزولها، فقد جاءت لتوضيح مدة العهود التي تقوم بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين، وأيضًا لتوضيح الأحكام المتعلقة بالوفاء ونقض العهود، لبيان امنان الله عز وجل على المسلمين من خلال إرسال رسول الله لهم، ولتوضيح أقسام الزكاة، ووصف الأحوال القائمة على العرب داخل المدينة وحولها.

أوضحت سورة التوبة أيضًا أن استغفار المنافقين والكفار هو أمر محرم وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهم حين الموت، كما توضيح صفات المنافقين والمشركين من خلال افتعال المنكر والأمر به والنهي عن المعروف والابتعاد عنه ومن ثم نقض العهود.

فسرت سورة التوبة حرمة الأشهر الحرم وهي الشهور التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال، لذا فالأشهر الحرم لا يمكن إقامة الحرب فيها، ومن ثم حث المسلمين على الجهاد وأنه فرض من الله وينبغي عليهم الحماس وعدم التراخي.

فمن خلال الحديث التالي توضيح بعض الأسباب لعدم ذكر البسملة في سورة التوبة، وهذا وفقًا لتحدث كتب التفاسير عن هذا الموضوع، فسنذكر منها ما يلي:

عدم بدء سورة التوبة بالبسملة

إن سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة لعدم ملائمة بدء سورة التوبة بالبسملة، حيث تبدأ سورة التوبة بقوله تعالى: بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ، فكانت بداية السورة الكريمة بكلمة البراءة من المشركين وأهلهم وإقامة الحرب عليهم، وهذا لا يلائم الأمان والرحمة الموجودة في البسملة.

قد تعددت آراء الفقهاء في الهدف من عدم ذكر البسملة في بداية سورة التوبة، وفيما يلي توضيح لذلك:

  1. إن مسمى البراءة هو السخط والبسملة هي الرحمة، فلا يمكن الجمع بين سخط الله ورحمته في قول موحد.
  2. أن كلمة البراءة قد منعت الأمان والرحمة عن المشركين، أما البسملة فهي إشارة الأمان لدى العرب.
  3. نظرًا لأنها ابتدأت بذكر المشركين فلا تذكر البسملة بعد الشرك، ولكن هذا القول يعد ضعيف.

احتمالية أن سورة التوبة وسورة الأنفال هما سورة واحدة

هناك بعض الفقهاء يرجعون سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة إلى أن سورة التوبة وسورة الأنفال هما سورة واحدة، حيث يتعلق هذا الاحتمال برواية ضعيفة عن ابن عباس رضي الله عنه حين سأل عثمان ابن عفان رضي الله عنه عن السبب تتابع سورة الأنفال بسورة التوبة دون ذكر البسملة بينهما، فرد عليه عثمان بن عفان أن كتاب الوحي هم منفذين لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم.

فإذا نزل أمر من القرآن الكريم أخبر النبي بعض من الكتبة فيقول لهم أن يضعوا الآيات في السورة التي سيتلوها، وكانت سورة الأنفال أول ما أنزل الله على النبي – صلى الله عليه وسلم – وسورة التوبة آخر ما أنزل على النبي، ونظرًا للتشابهات الموجودة بينهما فلم يكتب كلمة بسم الله الرحمن الرحيم بين السورتين.

فمن المتعارف عليه أن ترتيب السور بالقرآن الكريم يعد ترتيب توقيفي، حيث أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو من أصدر الأمر للصحابة بأن تكون سورة التوبة دون وجود البسملة عند تلاوتهم لها، أي أن ذلك بأمر وإشارة من جبريل عليه السلام لما ورد في اللوح المحفوظ عند الله سبحانه وتعالى.

بناءً على ما سبق فإن ما يقال حول أن سورة التوبة تتبع سورة الأنفال أو أنهما سورة واحدة، هو قول غير صائب ولا يجوز الاستناد عليه، نظرًا لأنه إن كانت السورتين هما سورة واحدة فكان النبي – صلى الله عليه وسلم – جمع بينهم، ولذلك فهما سورتان كل واحدة منفردة عن السورة الأخرى، وبين كل سورة منهما ما يقارب السبع سنوات.

اقرأ أيضًا: لماذا سورة التوبة بدون بسملة ؟

عدم وجود البسملة في سورة التوبة بنسخ القرآن المتعلقة بالصحابة

يعد سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة هو عدم وجودها في نسخ القرآن الكريم الخاصة بالصحابة رضوان الله عليهم، حيث يعد هذه هو واحد من بعض التفسيرات أو الأسباب المتعلقة بعدم وجود البسملة في سورة التوبة.

فقد نزلت سورة التوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم عند عودته من غزوة تبوك في أثناء تأدية مناسك الحج، فهي أواخر السور التي أنزلها الله عز وجل على الرسول صلى الله عليه وسلم.

فلم يتم كتابة البسملة في أول سورة التوبة لأن الصحابة اتبعوا مصحف الإمام عثمان ابن عفان، ولم يورد في هذا المصحف بسملة لسورة التوبة، وبناءً عليه لم يكتب الصحابة رضوان الله عليهم البسملة نظرًا لما هو موجود بمصحف عثمان ابن عفان، وهو ما يرجع إلى العلة من عدم وجود البسملة في سورة التوبة.

تبدأ جميع سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة التوبة التي لم تبدأ بها مثل باقي السور، فهي السورة الوحيدة التي لم تفتتح بالبسملة وفقًا للعديد من الأسباب.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.