سبب تسمية سورة قاف
سبب تسمية سورة قاف سورة (ق) من السور المكيّة، وترتيبها الخمسون في سور القرآن، ويبلغ عددُ آياتِها خمس وأربعون آيةً، ونزلت بعد سورة المرسلات، وقبل سورة البلد، وموقعها ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن، لذا أدعوك للتعرف عليها عبر موقع زيادة .
هل تعلم ما هي فوائد قراءة سورة البقرة 7 أيام للرزق والواج وفضلها، يمكنك الآن التعرف عليها عبر مقال: فوائد قراءة سورة البقرة 7 أيام للرزق والواج وفضلها
سبب تسمية سورة قاف
سبب تسميتها بهذا الاسم لأن أول آية في السورة تبدأ بحرف القاف (ق)، وهو حرف من الحروف المُقطَّعة التي استُخدِامها في القرآن في مواضعَ عدة؛ كنوع من التحدّي للعرب، لتقول لهم إنّ هذه حروف اللّغة التي تستخدمونها وتعرفونها جيّدًا، وأن القرآن أنزلَ بلغتهم لكي يأتوا بمثله، أو بسورةٍ في مثل إعجازه.
- بدأت السورة بقوله تعالى (ق)؛ والقاف حرفٌ قويٌّ، من حروف الاستعلاء المتجمعة في قول (خصّ ضغطٍ قظ).
- ثمّ بعده يأتي قوله تعالى (وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)؛ فالله يُتبِعها بالقسم بالقرآن، وقسم الله بشيءٍ يدلّ على عظمته.
- وهنا القسمُ دليلٌ على عظمة القرآن، ووجوب احترامه وتَمجيد آياته، ودراستها، وتدبُّرها.
- وسماها الصحابة سورة (ق)، فروى مسلم عن قطبة بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الصبح سورة ق، والقرآن المجيد).
- وهي من السور التي تسمت بالحروف التي ابتدائها مثل {طه، ص، ق، يس}.
- وروى مسلم عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها، قالت (ما أخذت {ق والقرآن المجيد} إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرأها في كل جمعة على المنبر إذا خطب للناس).
- وعند أبي داود وكانت تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه يقصد سورة (ق).
- وروى الترمذي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سأل أبا واقد الليثي رضي الله عنه “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ به في الفطر والأضحى؟ قال يقرأ بـ {ق والقرآن المجيد}، و{اقتربت الساعة وانشق القمر}”.
ما هو تفسير علماء تفسير القرآن لقوله “إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا”؟، قد جمعنا لك ما تبحث عنه عبر مقال: إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا.. تفسير أئمة العلماء
أسباب نزول سورة قاف
- سبب نزولها بحسب ما ورد في الأثر، أن اليهود كانوا يقولون “أن الله خلق الخلق في ستة أيام، ثم أخذ استراحة في اليوم السابع” ويقصدون يوم السبت، والذي يعدُّونه هم اليهود يوم راحتهم، فأنزل الله قوله “وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ”.
- وكما روي عن عبد الله بن العباس “أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَتْ عن خلق السموات وَالْأَرْضِ فَقَالَ
“خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ وَمَا فِيهِنَّ مِنَ الْمَنَافِعِ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ وَالْمَاءَ وَخَلَقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةَ النُّجُومَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ”
قَالَتِ الْيَهُودُ ثُمَّ مَاذَا يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ
“ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ”، قَالُوا قَدْ أَصَبْتَ لَوْ تَمَّمْتَ ثُمَّ اسْتَرَاحَ”.
- فشاط رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غَضَبًا، فَنَزَل الله قوله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ).
هناك بعض الصفات التي قد أطلقت على بعض السور القرآنية، فما هي السورة التي يطلق عليها سنام القرآن وسبب تسميتها بهذا الاسم؟، كل هذا وأكثر يمكنك التعرف عليه عبر مقال: ما هي السورة التي تسمى سنام القرآن؟
مقاصد سورة قاف
- المقصد من وراء نزولها إثبات النبوة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- وتبيان التوحيد، وأنه وجب هلاك كل الأمم من قبل، وليعلم الله ما في ضمائر خلقه.
- وذكر وتبيان الملائكة الموكلين على البشر، والمستمعين والمُسجلين لأحاديثهم.
- وذكر البعث يوم القيامة، وإذلال العاصين.
- واحتوت على عظة للرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن في قوله (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد).
- وتضمنت السورة أيضًا تعجب المشركين لمجيء منذر ورسول منهم، وأنكروا البعث قائلين {ذلك رجع بعيد} (ق 3).
- وكيف أنهم لم ينظروا ويتدبروا آيات قدرة الله في خلق السموات والأرض وما بينهما في قوله {تبصره وذكرى لكل عبد منيب} (ق 8).
- رغم أنهم يشاهدون بأعينهم إحياء الله للأموات كل يوم حولهم في الزروع والأشجار فقال {كذلك الخروج} (ق11) بمعنى كذلك البعث.
- ثم ذكرت أنبياء الله السابقين من أقوامهم، فنزل وعيد الله باستئصالهم.
- وأظهرت أيضًا أن سبحانه خلق الإنسان، ويعلم ما يدور وتوسوس به نفسه، وأنه تعالى أقرب إليه من حبل الوريد، وأن معه ملائكة ثابتين يكتبون ويسجلون.
- وتناولت أهوال يوم القيامة، وما فيه الإنسان من غفلة.
- وأظهرت كيف أن التابعين والمتبوعين في الكفر، يختصمون ووكيف يلقي التابعون المسؤولية في كفرهم على المتبوعين، وأولئك يتبرؤون منهم، فيقول الله {لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد} (ق 28-29).
- كما أوردت فوز المتقين بنعيم الجنة فقال تعالى {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} (ق 35).
- ثم أوردت الآيات حث النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر والتسبيح في قوله تعالى {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود} (ق 39).
- ثم أظهرت عظم الخالق بأنه سبحانه يحيى ويميت.
- ثم نفت الآيات عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحمل المسئولية بكفرهم، وحثت عليه مداومة الذكير والتذكير فقال تعالى {نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} (ق 45).
- هي من السور شديدة الإيقاع لقوة بنائها التعبيري وحقائقها.
- ومن السور الغنية جدًا بظلالها ودروسها.
بعض السور القرآنية قد أطلق عليها بعض الصفات نسبة إلى سبب نزولها ومكان نزولها، فما هي سورة الفرائض؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟، إذا كنت تبحث عن التفاصيل يمكنك زيارة مقال: ما هي سورة الفرائض؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
تلخيص المقاصد
- التنبيه بشأن القرآن.
- ثم أنهم كذبوا الرسول كونه من البشر.
- ثم الاستدلال على إثبات البعث، كونه ليس بأعظم من بدء خلق السماوات والأرض، إنبات النبات من ماء السماء مثال للإحياء بعد الموت.
- تكذيب المشركين بالبعث والرسالة كالأمم السابقة، ووعيد لهم بأنهم سينالون عقابهم.
- تذكير بالوعيد وبعذاب الآخرة بدءًا من الاحتضار، وأهوال يوم الحساب.
- وعد المؤمنين بالجنة وبالنعيم.
- التخفيف عن النبي صلى الله عليه وسلم بتكذيبهم إياه، ودعوته لطاعة ربه وترك أمر المكذبين ليوم القيامة.
- الثناء على المؤمنين بالبعث وتذكرهم القرآن.
- إحاطة علم الله بخبايا وخواطر النفوس.
هل تعلم أن هناك سورة في القرآن تسمى القتال؟، إذا كنت ترغب في التعرف عليها وعلى محاورها يمكنك زيارة مقال: ما هي السورة التي تسمى القتال وبعض محاورها
فضل سورة قاف
- كان صلّى الله عليه وسلّم يخطُبُ ويقرأ بسورة (ق) في خطبتَي العيد، والجمعة.
- فإذا صعد المنبر، أخذ في قراءة سورة (ق)، واكتفى بتلاوتها؛ لشموليّتها، وعِظَم مقاصدها ومعانيها، وتصلح كخطبة وحدها.
- لأنها بناءٌ متكاملٌ، بدءًا من الولادة، للموت والبعث، وأهميّة طاعة لله، وإظهار بأنّ الموت حاضرٌ في كلّ لحظة.
- وأنّ الله يعلم ما يدور في نفس الإنسان، وما تزيّنه له، وأن الله سبحانه ليس ببعيد بل أقرب من حبل الوريد الذي يغذي الجسد كلّه بالدماء.
- وفي فضلها وردت العديد من الأحاديث النبويّة، وأنّ الرسول كان يتلوها دومًا في صلاته، وخاصًة بصلاة الفجر، حتى بعض الصحابة حفظوها من ترديد الرسول صلى الله عليه وسلم لها.
- وفي رواية عن أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان رضي الله عنها أنَها قالت “مَا حفِظْتُ “ق” إِلاَّ منْ فِيّ رسُول اللَّه -عليه الصّلاة والسّلام- يَخْطُبُ بِهَا كُل جمعة، قَالَتْ وَكَانَ تنورُنَا وتنورُ رسُول الله -عليه الصّلاة والسّلام- وَاحِدًا”.
- وكان صلى الله عليه وسلم يُرددها في عيدي الفطر والأضحى، فقد روي أن عمرَ بنَ الخطَّاب سأل أبا واقد اللَّيثي ما كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقرَأُ في الفطرِ والأضحى؟ قال “كان النَّبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقرَأُ “ق” وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ” و”اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ”.
- تُقرأ بصلاة الجمعة؛ لأنها تتحدث عن الخلق والبعث ويوم الحساب، والثّواب والعقاب.
- تحوي آيات للتّرغيب والتّرهيب.
- تُعتبر قال المُفسّرين أنَّها أوَّل المُفصَّل في القرآن، ويُقصَدون بالمُفصَّل سور القرآن القصيرة، فهي حدُّ بداية المُفصَّل وأوَّله.
- وجاءت بالبراهين والأدلة، والحجج على البعث والنّشور.
- وشملت آياتها التّرغيب للمؤمنين والتّرهيب للكافرين المُنكرين.
تعطينا الآيات القرآنية الحكم والمواعظ والكثير من الأحكام الشرعية التي قد وضعها الله سبحانه لعبادة لإعمار الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما قيل في الفاحشة والحكم الشرعي الذي يجب تطبيقه على صاحبها، وقد جمعنا لك عبر مقال: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم.. تفسير الآيات
الموضوعات والمحاور الأساسية في سورة قاف
تناولت بالتّفصيل الآتي:
- التأكيد على وحدانيّة الله.
- تكلمت عن الرّسالة، والكتاب واللّوح المحفوظ.
- تكلمت أيضًا عن البعث والنّشور، ويوم القيامة، وأهواله.
- تحدثت عن الجنّة والنّار.
- كما تحدّثت عن قدرة الله وإعجازه في إعادة الخلق وإحيائها بعد الموت.
- وبينت أنّ الله يعلم مِثقال كلّ ذرّةٍ تنقص من جسد الميت حتى يبعث.
- ذكرت أنّ الرّسول كان رحيمًا وهادي لهم ولم يكن جبّارًا.
- تحذير للكافرين من ثباتهم على الكفر، وأنّ الغطاء سينكشف وسيرون الحق، وما يعقب من ندمٍ.
- وتحدّثت عن جزاء المُؤمنين من النعيمٍ والجنّات، ومصير الكافرين، وما ينتظرهم من عذاب.
- وذكرت مناداة مَلَك الموت للأموات في القبور.
- وفيها تسلية وتخفيف عن النّبي من تكذيب الكافرين.
سورة الطارق أحد السور التي قد وردت في جزء عم، والتي يحفظها الأطفال منذ نعومة أظافرهم، ولكن ما هو تفسير سورة الطارق للأطفال؟، إذا كنت ترغب في التعرف عليه يمكنك وخاصة تفسير ابن كثير والسعدي يمكنك زيارة مقال: تفسير سورة الطارق للأطفال لابن كثير والسعدي
فضل سورة قاف للمس
- وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين.
- إنّ قراءة سورة ق سبع مرات في الماء؛ تحميك من القرين والوساوس.
- وتوفر الحماية للإنسان من السحر وشر القرين والشياطين فعليك بقراءتها والرقية الشرعية من أجل علاج القرين، وإنها تهلك القرين هلاكًا شديدًا.
قد ورد في السنة المطهرة أن هناك أسباب وراء نزول سور القرآن الكريم وآياته، وللتعرف على سبب نزول سورة المدثر ومضامين سورة المدثر يمكنك زيارة مقال: سبب نزول سورة المدثر ومضامين سورة المدثر
سورة قاف من السور العظيمة رغم قلة عدد آياتها، إلّا أن لها فضل وتأثير عميق وقوي، وفيها تبيان لأمور شتى، وأن آياتها شمولية المعنى، وكان لها عند رسول الله قدر عظيم وكان يداوم على قراءتها.