حديث الرسول عن الغضب

حديث الرسول عن الغضب فيه نهي واضح وصريح عن هذا الفعل، فكما نعلم أن الغضب ليس من الأفعال الجيدة للمسلم والتي أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم القيام بها، وورد ذلك في الحديث الشريف، كما أن الله سبحانه وتعالى نهى عنه في القرآن الكريم، فمن خلال موقع زيادة سوف نتعرف إلى هذا الحديث والآيات الكريمة مع ذكر الكيفية التي يجب أن يتعامل بها المسلم في حالة شعوره بالغضب.

حديث الرسول عن الغضب

يعتبر الغضب من الأفعال التي لا يجب على المسلم فعلها، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة العالم أجمعين، كان لا يغضب أبدًا، فكان عليه الصلاة والسلام يتحلى بالخلق الكريم، كما أنه أوصى بعدم فعل هذا الأمر في العديد من الأحاديث الشريفة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنْ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم “أَوْصِنِي. قَالَ: “لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: لَا تَغْضَبْ” رواه البخاري.

ففي هذا الحديث الشريف بعد أحد الصحابة من الرسول الكريم أن يوصيه بشيء، فأول ما أوصي به النبي ألا يغضب، وألا يتعرض للأسباب التي تجعله يغصب وإذا حدث ذلك، فإن عليه أن يمسك أعصابه.

من الجدير بالذكر أن النبي الكريم كان يجيب من يسأله وفقًا لما يراه في أحوالهم، فلا يكون هناك إجابة تتشابه مع الأخرى، وذلك في حالة أن طلب منه مجموعة من الناس أن يوصيهم بأي شيء أو ينصحهم.

اقرأ أيضًا: ما هو الحديث القدسي

علاج الغضب

تتبعًا لذكر حديث الرسول عن الغضب، فلقد جاء هذا الحديث لكي يؤكد على ذم الغضب والنهي عنه، فإن الغضب ينتج عنه الكثير من العواقب الوخيمة التي تؤدي إلى التفرقة بين الناس، ولعل أهم العلاجات التي تجنب الغضب ما يلي:

1- ترويض النفس

إن أهم الطرق التي تجنب الغضب هي القدرة على إمساك النفس ومحاولة تهدئة الأعصاب، كما أن تدريب النفس على الأخلاق الحسنة من أعظم ما يمكن فعله المسلم من أفضل العلاجات التي تجنب الغضب، ومن أهم الأشياء التي يمكن أن يقوم بها المسلم من أجل ترويض النفس هي الصبر والتأني في حالة التعرض للأسباب التي تؤدي إلى الغضب.

2- التذكر الدائم لنتائج الغضب.

فمن أكثر الطرق التي تجنب الغضب فعالية ألا تنسى أن الغضب في النهاية يؤدي إلى عواقب غير مستحبة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فضل من يكظم غيظه ومدح فيمن يفعل ذلك، فقال عز وجل وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ” ] آل عمران:134[ فهذه الآية تحمل بداخلها فضل من يكظم غيظه ويصبر ولا يغضب، مما يدل على مدى بشاعة الغضب عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله.

3- الاستعاذة بالله من الشيطان

الجدير بالذكر أن الغضب من وسوسة الشيطان التي تعمل على إبعاده لنا عن الله سبحانه وتعالى، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في حديثه الشريف فذات يوم غضب رجل بشدة حتى أن وجهه توهج احمرارًا، فقال عليه الصلاة والسلام إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” رواه مسلم، فإن في ذلك فضل كبير لهذه الكلمة وما تفعله في حالة غضب الإنسان، فإنها تذهب عنه الغضب وتبعد عنه وسوسة الشيطان.

4- تغيير وضع الجسم

في سياق ذكر حديث الرسول عن الغضب، فإن تغيير وضع الشخص في حالة الغضب يعمل على التهدئة وإذهاب الغضب، فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص واقفًا عليه أن يجلس أو يمشي أو خرج من المنزل، ففي هذه الحالة قد تسكن نفسه ويذهب عنه الغضب تمامًا.

5- تجنب أسباب الغضب

انطلاقًا من القاعدة الطبية أن الوقاية خير من العلاج، فإنه من الأفضل أن تبتعد عن الأسباب التي تؤدي إلى الغضب، فإن في ذلك تجنب لحدوث أي شيء لا ترغب في حدوثه، أو فقدان السيطرة على تصرفاتك وأعصابك.

اقرأ أيضًا: 40 حديث عن التسامح والعفو والرحمه

أضرار الغضب على الصحة

إلى جانب أن الغضب يعمل على التفرقة والنزاع والمقاطعة بين الناس وهذا ما ينهى عنه الدين الإسلامي، فهناك أيضًا أسبابًا طبية تنهى عن الغضب، والتي تندرج تحت أسباب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل.

كذلك من الجدير بالذكر أن تحسين الصحة النفسية من أهم الأشياء التي تساعد في الحفاظ على الصحة العامة للجسم، فهناك الكثير من الأضرار الصحية التي تنتج عن الغضب والتي تعد من أخطر الأضرار التي تصيب الإنسان، وفي الفقرات التالية سوف نتعرف إلى هذه الأضرار.

1-  الإصابة بأمراض القلب

يعد القلب هو أكثر عضو يؤثر عليه الغضب، ففي حالة الغضب يكون معدل ضربات القلب سريع جدًا، وفي حالة استمرار الغضب واستمرار سرعة نبضات القلب، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأزمات القلبية.

كذلك في حالة الغضب يحدث زيادة في إفراز هرمونات تتعلق بالاستجابة إلى التوتر والضغط النفسي، بنسبة قد تبلغ أربعة أضعاف المعدل الطبيعي لإفرازها، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة ببعض الأضرار في عضلة القلب، كما أن الغضب أيضًا يكون السبب في تراكم الكوليسترول على شرايين القلب.

2- اضطراب النوم

إن الاضطرابات التي تحدث في الهرمونات عند الشعور بالغضب الشديد تؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات في النوم والتسبب في الأرق المستمر، مما قد يؤدي إلى التعرض للإصابة بالكثير من الأمراض.

كما أن قلة عدد ساعات النوم يمكن أن تؤدي إلى انخفاض معدل التركيز مما يؤدي إلى التراجع في المستوى المهني والدراسي.

3- ارتفاع ضغط الدم

يعتبر من الأضرار التي تنتج عن الغضب الشديد زيادة ضغط الدم، ويرجع ذلك إلى في حالة الغضب فإن القلب يعمل على ضخ الدم بشكل متزايد، مما يؤدي إلى حدوث ضغط كبير على الأوعية الدموية، مما قد يكون سبب في حدوث بعض أمراض القلب التي تنتج عن ارتفاع ضغط الدم.

4- حدوث مشاكل في الجهاز التنفسي

يعتبر الأشخاص الذين لديهم أمراض في الجهاز التنفسي من أكثر الأشخاص الذين يكنون عرضة للتأثير السلبي الذي يفعله الغضب، حيث إن الغضب يؤدي إلى عدم قدرتهم على التنفس بشكل سليم.

اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الأم

5- السكتة الدماغية

مازلنا في صدد ذكر حديث الرسول عن الغضب، فإن ارتفاع ضغط الدم على الأوعية الدموية يؤدي إلى تمزقها، مما يعمل على إعاقة وصول الدم إلى منطقة معينة في الدماغ، مما يعمل على الإصابة بالسكتة الدماغية التي تؤدي في أغلب الأحيان إلى الإصابة بالشلل.

تعتبر أجسامنا أمانة من الله سبحانه وتعالى يجب الحفاظ عليها وعدم التقصير في حقها، لذلك من الضروري تجنب الغضب وأي شيء قد يعمل على الإضرار بصحة الجيم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.