ظاهرة الشعر الحديث
ظاهرة الشعر الحديث وتطوراتها وأهم روادها هو ما سوف نتعرف عليه اليوم عبر موقع زيادة ، حيث يعد الشعر الحديث ضمن المناهج الجديدة التي يتبعها الشعراء في كتابة أشعارهم، وقد سمى بهذا الاسم من قبل علماء النقد المعاصر ليكون الشعر الحديث بذلك ضمن أحد التعريفات الجديدة التي دشنتها الدراسة النقدية المعاصرة، ولكن ما هي ظاهرة الشعر الحديث؟ .
اقرأ أيضاً: بحور الشعر العربي وأسباب تسميته بهذا الاسم
مفهوم الشعر الحديث
أطلق هذا الاسم على الأشعار التي تقع تحت وقت زمني محدد والذي يوجد به حياة أدبية وشعرية مختلفة في نهجها عن الحيوات الأدبية السابقة لها، لذا فإن تعريف ظاهرة الشعر الحديث هي هذه القصائد الشعرية التي تمت كتابتها بعد زمن الحضارة العربية والحضارة الإسلامية مثل حضارات “الجاهلية، الأموية، العباسية”.
ظاهرة الشعر الحديث
- عرفت ظاهرة الشعر الحديث بأنها دراسة نقدية تمتلك نهج مختلفاً عن أي دراسة اعتمدت من سابقاتها.
- ويعتبر أهم سبب من أسباب إنشاء هذه الظاهرة الشعرية الحديثة هو أن الشعراء أصبحوا يكتبون على نهج غير النهج التقليدي القديم حيث أنهم قاموا بكتابة قصائدهم بقوالب وأشكال جديدة.
- حيث كان الشعر العربي القديم في الفترة الزمنية “القرن التاسع عشر الميلادي” كان يكتب على طريقة الشعر العربي في العصر العباسي.
- وظل الشعراء يكتبون الشعر القديم بمكونات أفكاره التافهة ومعانيه المبتذلة وأساليبه المصطنعة وبحوره وقوافيه الموحدة وبيوتها التي تتكون كلها من مكوني الصدر والعجز.
- أما في نهاية القرن التاسع عشر، أصبح الشعر العربي في ثوب جديد وهو ثوب الحداثة حيث تغيرت طريقة كتابته وتجددت مواضيعه حتى لو لم يخرج قالب القصيدة في الشعر الحديث عن ثوب وأشكال قوالب الشعر القديم.
- أما مواضيع الشعر الحديث فقد تبلورت حول الكفاح والثورة ضد الاستعمار، التغني بروح الوطنية، وإصلاح الفساد الاجتماعي، والدعوة للتقليل من الفقر والمرض الذين كانوا سائدين في هذه الفترة، وكانت هذه الموضوعات منتشرة بين شعراء العصر الحديث بشكل كبير.
- فبدأت كتابة الشعر العربي ترتقي فوق المعاني والصور والأفكار وتصل إلى التجارب الفنية التي تكون شكلاً فنياً.
- فأصبح هناك الكثير من القصائد الشعرية التي تكتب على الشعر الحر والشعر المرسل حيث تكتب هذه القصائد بدون التقدير بالوزن والقافية، فقد كانت مرسلة حسب رؤية الشاعر له.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: خصائص الشعر الحر وأهم رواد الشعر الحر
مدارس الشعر العربي الحديث
ظهرت مدارس الشعر العربي الحديث لأول مرة في القرن التاسع عشر الميلادي بعد ظهور النهضة الفنية في كتابة الشعر العربي ولكن لم تكن المدارس الشعرية الحديثة في بداية نشأتها قوية وزات صيت بل كانت ضعيفة وليس لها أي تأثير في الشعر وظلت هكذا حتى بداية القرن العشرين.
فبدأت تحدد الاتجاهات الشعرية ووضعت أسس مذاهب الشعر العربي الحديث، حتى أن النقاد قد اعترفوا وشهدوا لما تقوم به المدارس من تغيير وتأثير في الشعر العربي الحديث.
أعلام الشعر العربي الحديث
1. محمود درويش
كان الشاعر والكاتب محمود درويش أهم وأكبر أعلام الشعر العربي الحديث، حيث أنه قام بإنشاء لوناً شعرياً جديداً عما كانت تتلون به القصائد الشعرية العربية، وقد تربع الشاعر محمود درويش في أعلى قائمة الشعراء الذين لهم دواوين كثيرة.
ويرجع ذلك لأن الشاعر محمود درويش قد كتب وأصدر للعامة ما يقارب من 30 ديوان سواء في القصائد الشعرية أو في القصائد النثرية وقد أصدر أيضاً عددا من الكتب ليس بقليل حيث وصلت عدد الكتب التي كتبها محمود درويش وحده إلى ثماني كتب، ومن أهم مميزات شعر محمود درويش الآتي:
- الوطنية العربية التي تتغني به قصائده وقد سمى بسبب قائده الوطنية بالشاعر الفلسطيني نظراً لكمية القصائد الكبيرة التي كتبها حباً في فلسطين العربية الشقيقة.
- قصائده الرومانسية المليئة بالحب والشوق والوجد.
- لذا يعد محمود درويش أحد الأعمدة التي بنت الشعر العربي الحديث وعززت موقفه أمام الشعر العربي القديم، ومن كثرة حب محمود درويش لكتابة الشعر قال “وجدت نفسي أسطن النصوص الأدبية التي كنت أقراؤها وأعجب بها، فأنا أحد أبناء الثقافة المصرية تقريباً والأدب المصري”
- وقد أرجع المؤرخين والباحثين بالأدب العربي أن الذي كان يدفع محمود درويش للكتابة في أغلب الأحيان هو وطنتيه المصرية والعربية القومية وحسه على نصر القضية العربية والفلسطينية أمام الاحتلال الغاشم.
- كان محمود درويش من ضمن الشعراء الذين ينتمون للشعر الرومانسي ويرجع انتمائه لذلك النوع من الشعر هو حبه لشعراء الشعر المعاصر مثل نزار قباني الذي كان يراه مثله الأعلى في الشعر وكان أكثر ما يحبه محمود درويش في أشعار نزار قباني هي أشعاره الواضحة والصريحة.
- وكان محمود درويش في بادئ الأمر يعيش في بيروت ثم انتقل بعد ذلك إلى جمهورية مصر العربية فتأثر بإحساس الشباب المصري الثوري ونضاله للحرية ونصرة القومية العربية.
- فبدأ يكتب شعره بأسلوب وطابع مختلف حيث أصبح يكتب شعره بطابع الثورة والدين والقصص القديمة بالشعر وما يراه في حاضره من حضارة وثقافة
2. نازك الملائكة
- كانت نازك الملائكة شاعرة وناقدة للشعر والأدب في الوقت ذاته، وهي عراقية الأصل حيث ولدت وتربت ودرست وعاشت في العراق.
- وعد نازك الملائكة ضمن الشعراء المؤثرين في الشعر العربي وأحد أهم الأسباب التي قامت بتغيير وتطوير الشعر العربي الحديث والقصيدة العربية الحديثة.
- وقد أكملت نازك الملائكة دراستها في جامعة برنستون ثم انتقلت إلى جامعة وسكونسن لتحضير ماجستير الأدب المقارن بها، ثم بعد ذلك تنقلت بين جامعات الوطن العربي للدراسة مثل جامعة “بغداد، البصرة، الكويت” وقد سكنت فترة ليست بطويلة من الزمن في دولة إيطاليا.
- ثم انتقلت إلى دولة الولايات الأمريكية المتحدة لتعيش بها فترة من الزمن وقبل أن تعود مرة أخرى إلى العراق قامت بزيارة كل من “مصر، سوريا، الكويت”.
- ومن أهم ما كتبته نازك الملائكة في الشعر العربي هو ديوان “عاشقة الليل، مأساة الحياة، أغنية للإنسان يغير ألوانه البحر”.
- ومن أهم ما قامت بكتابته أبحاث دراسية ومقالات هي “نحو عالم عربي أفضل، قضايا الشعر المعاصر “وقد لفظت نازك الملائكة أنفاسها الأخيرة بعد رحلة مع المرض في دولة مصر العربية ودفنت في مصر عام 2017.
ننصحكم بزيارة مقال: عوامل نهضة الأدب في العصر الحديث بالتفصيل ومميزات كل منها
3- أحمد المجاطي
عند الحديث عن ظاهرة الشعر الحديث نجد أحمد المجاطي قال أن الشاعر العربي استطاع أن يخرج من ثوب نظام الشعر العربي القديم.
والقيام بالكثير من التحول في كتابة الشعر العربي الذي بدوره قام بزعزعة عناصر الشعر البالية القديمة مثل “اللغة، الإيقاع، التصوير” فأثر ذلك في بناء القصيدة وشكلها، وقد رأى احمد المجاطي أن تلك التغيرات التي قام بها الشعراء في الوطن العربي هي:
- تجديد اللغة في الشعر العربي الحديث فثد اتسمت اللغة في الشعر العربي الحديث بسمات الثورة والنضال ضد الاحتلال.
- وقد استشهد على كلامه ذلك بشعر السياب وقصائده الشعرية مثل “مديمة بلا مطر، منزل الأقنان “ثم أكمل المجاطي في حديثه وقال أن من أهم التغيرات التي حدثت في اللغة هي النفس التقليدي الذي أصبح موجوداً في الشعر العربي الحديث
- توقفهم عن اللغة التي يتحدثون بها في معاملاتهم الحياتية، ودرامية الشعر العربي الحديث مثل قصيدة “معزوفة لدرويش متجول” للشاعر محمد مفتاح الفيتوري.
أهم التطورات الموسيقية التي حدثت في الشعر العربي الحديث
وأصبح الشعر العربي الحديث يعبر أكثر بالصور والتي لها قدرة على عكس مدلول الملمات غير الصور التي يكتبها الشعراء في الشعر العربي القديم والتي كانت تعتمد على البيان والتجارب الشخصية تطور الموسيقي في الشعر العربي الحديث، ولعل أهم التطورات الموسيقية التي حدثت في الشعر العربي الحديث هي:_
- أصبحت القصائد الشعرية تكتب في هيئة سطر شعر واحد بعد أن كانت شطرين.
- يتراوح السطر الشعري بين القصر والطول، ولا يقتصر على عدد تفعيلات محددة.
- يكتب الشاعر العربي القصائد في الشعر العربي الحديث على البحور الشعرية التي يريدها دون أن يتقيد بعدد أبحر شعرية محددة، كما يستطيع الشاعر أن يراقص قلمه وهو يكتب الشعر على أكثر من موسيقي شعرية ناتجة من بحر شعري واحد.
- أصبحت التفعيلات الشعرية أكثر مرونة في الشعر العربي الحديث.
مميزات وعيوب الكتابة الشعرية
ولكن قال أحمد المجاطي أن على الرغم من تسهيل الكتابة الشعرية بسبب استطاعة الكتابة على أكثر من بحر في البحور الشعرية في القصيدة الواحدة فإن لهذه الميزة عيوب كثيرة مثل:
- وجود الزحاف بالقصائد الشعرية مما يؤدي إلى إحساس القارئ بالرتابة والشعور بالملل
- اختلاف الأضراب دون أن يهتموا بحدود قافية الأبيات الشعرية
- استعمال تفعيلة “فاعل”بدل “فاعلن” ليحشوا بها الأبيات الشعرية في القصائد الشعرية الحديثة.
- تغير نظام القافية في الشعر العربي الحديث.
إليكم من هنا: اجمل ابيات الشعر العربي في الحب والغزل
كانت هذه نبذة عن ظاهرة الشعر الحديث وما هو تعريف الشعر الحديث والمدارس الخاص به وأفضل شعراء الشعر الحديث، وكيف كانت طريقتهم في الكتابة لهذه الأشعر وكيف كانت تواكب العصر.