أهل المدينة المنورة الأصليون
أهل المدينة المنورة الأصليون هم أولئك البشر الذين كانوا يسكنون تلك البقعة المباركة منذ فجر التاريخ، وقبل هجرة الرسول –صلى الله عليه وسلم – إليها، حيث تنوعت الجذور والاصلاب التي سكنت المدينة ما بين عرب ويهود، ولكن الغالبية كانت من العرب، و سنعرض في هذا المقال بشيء من التفصيل هؤلاء السكان الذين سكنوا المدينة المنورة منذ القدم عبر موقع زيادة.
ما هي المدينة، وما الاسم القديم لها؟
المدينة المنورة هو الاسم الأحدث لتلك البقعة المباركة من الجزيرة العربية، وقديمًا كانت تسمى يثرب، وهي واحدة من أشهر مناطق الجزيرة العربية حتى قبل دخول الإسلام إليها، وقد ازدادت قيمتها التاريخية والدينية بهجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – إليها.
فقد أصبحت بعد الهجرة إليها من المعالم البارزة في تاريخ الإسلام فهي موطن تأسيس الدولة الإسلامية التي أسسها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد هجرته إليها، وبنى فيها مسجده المبارك المسجد النبوي، واتخذ من أهلها وسكان المدينة المنورة الأصليون وهو الأوس والخزرج اتخذ منهم أنصاراً له.
وكان الأنصار قد آمنوا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وعاهدوا على الجهاد في سبيل الله وعلى الدفاع عنه ضد أعداء الإسلام، ولاسيما مشركي مكة وكذلك اليهود الذين خانوا عهودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد دخول النبي – صلى الله عليه وسلم – يثرب واتخاذها عاصمة للدولة الإسلامية منع على المسلم تسميتها باسم يثرب، لكون هذا الاسم مرتبطًا بأحد ملوك العمالقة، وهم السكان القدامى لتلك المنطقة، وغير النبي – صلى الله عليه وسلم – اسمها إلى اسم المدينة المنورة.
وللمدينة أسماء كثيرة قديمة منها يثرب، وطيبة، وغيرها من الأسماء، وقد رآها النبي – صلى الله عليه وسلم – في رحلة إسرائه، حيث كانت أرضًا طيبة ذات نخل طيب فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لجبريل – عليه السلام -: ما هذه الأرض الطيبة، فقال له جبريل – عليه السلام -: إنها أرض طيبة وستكون إليها هجرتك.
تاريخ المدينة المنورة وأهم القبائل التي سكنتها قديمًا
الاسم القديم لها هو يثرب، وهي مدينة ذات أصول قديمة حيث يعود تاريخ إنشائها إلى الألف الخامس عشر قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وقد ورد اسم يثرب في رسومات الحضارة الآشورية القديمة في القرن السادس قبل الميلاد، حيث أشارت تلك النقوش إلى وجود مدينة بجزيرة العرب تسمي قريبا، كما وردت في كتابات الملك بطليموس إثناء الحضارة الإغريقية القديمة، حيث تشير تلك الكتابات إلى أن هناك قبائل قديمة كانت تسمى قبائل عيبل قد زحفت على تلك المنطقة وسكنتها.
وتعتبر يثرب من المناطق التي زحف عليها العمالقة، الذين سيطروا على أراضي الشام وفلسطين وأجزاء واسعة من الجزيرة العربية ومنها يثرب، حتى أنه يقال أن اسم يثرب قد ارتبط باسم ملك العمالقة، وصارت المدينة بعد سيطرة العمالقة عليها جزءًا حيويًا من مملكة معين اليمنية التي أحكمت قبضتها على اليمن وأطراف الجزيرة العربية، وكان لهم وجود قوي في منطقة يثرب.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: أجمل الصور لمكة المكرمة والمدينة المنورة hd 2024
التنوع الديمغرافي للمدينة المنورة
عرفت المدينة المنورة منذ فجر التاريخ الإنساني بتنوعها الديمغرافي والسكاني، فقد عرفتها الحضارات القديمة كالحضارة الآشورية، والحضارة الإغريقية، فضلاً عن تواجد الكثير من العناصر السكانية المختلف كالعرب البادية وبني إسرائيل متمثلين في اليهود.
وبسبب هذا التنوع الديموغرافي، فقد كانت تلك المنطقة وخاصة الفترة التي سبقت الإسلام، مصدر قلق وحروب وفتن، حتى جاء الإسلام فوجد أهلها العرب، فتناسوا ما بينهم من عداوات، وساروا خلف النبي – صلى الله عليه وسلم – في كل حروبه وجهاده في سبيل الله.
التواجد اليهودي في المدينة المنورة (يثرب)
وشهدت المدينة في ذلك الوقت زحفًا للقبائل اليهودية ولاسيما في القرن الثاني قبل الميلاد، وخاصة تلك الفترة التي واجه اليهود النكال والعذاب على أيدي الرومان في فلسطين والشام ونزحوا جنوبًا إلى حيث وجدوا في يثرب أرضًا صالحة للحياة بعيدًا عن تعذيب الرومان لهم.
ومكث اليهود بالمدينة المنورة حتى دخلها الإسلام، وأقام النبي – صلى الله عليه وسلم – معهم المعاهدات إلا أنهم نقضوا، وتآمروا على قتل النبي – صلى الله عليه وسلم – وأجلاهم عن المدينة إلى أطراف الجزيرة العربية، كما حدث مع أهل خيبر، وبني النضير وبني قينقاع.
التواجد العربي في المدينة المنورة (يثرب)
ثم صار الوجود العربي في منطقة يثرب حينما نزح بعض سكان اليمن وسكنوا المدينة المنورة، وتمثل الوجود العربي في يثرب في قبيلتي الأوس والخزرج، وذلك حينما قدمت القبيلتان من اليمن بعدما حل الخراب والدمار بها بعد انهيار سد مأرب.
وقد وقعت الكثير من التحرشات والنزاعات القبلية التي وصلت إلى حد الحروب التي استمرت لعقود طويلة بين القبيلتين الكبيرتين (الأوس والخزرج) وذلك بفضل الفتن التي كان اليهود يزرعونها بين القبيلتين لضعفهم ومن ثم تمكن اليهود من أرض الجزيرة العربية.
فلما جاء الإسلام وهاجر النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة قام بتوحيد الأوس والخزرج وهو أهل المدينة المنورة الأصليون تحت راية واحدة هي راية الأنصار الذين آووا النبي وأصحابه من المهاجرين وآزر وهما، ومن ثم انكفأ اليهود وصاروا أذلة ضعفاء في المدينة.
ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: أجمل الأماكن السياحية في المدينة المنورة 2024
من هم أهل المدينة المنورة الأصليون “قبل الإسلام”؟
كان أهل المدينة المنورة الأصليون قبل الإسلام وقبل هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – يتمثلون في شريحتين رئيسيتين هما:
- قبيلتا الأوس والخزرج: وكانت القبيلتان تمثلان النسبة الأكبر من السكان الأصليين للمدينة المنورة (يثرب) قبل الإسلام، وهم في الأصل من أهل اليمن الذين وصلوا يثرب هربًا من الدمار الذي لحق بأرضهم بعد انهيار سد مأرب.
- اليهود: وهم من السكان الأصليين للمدينة قبل مجيء المسلمين إليها، وقد وصل اليهود إلى المدينة المنورة قادمين من فلسطين والشام بعد أن نكل بهم الرومان الذين كانوا يسيطرون على فلسطين وأذاقوا اليهود العذاب، فهرب الكثير منهم إلى الجزيرة العربية واستوطنوا يثرب.
من هم أهل المدينة المنورة الأصليون “بعد الإسلام”؟
عقب هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – من مكة إلى المدينة بسبب ما لاقاه النبي وأصحابه من التنكيل والعذاب على يد مشركي قريش، وبعد أن بايعه أهل المدينة من الأوس والخزرج على الإسلام والجهاد في سبيل الله، أصبح أهل المدينة المنورة الأصليون بعد الإسلام ينتمون إلى ثلاثة شرائح:
الشريحة الأولى: المهاجرون الذين هاجروا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – من مكة و استوطنوا المدينة، وصارت أرضهم، وأقاموا فيها هم وأبناؤهم ومازا نسلهم موجودين بأرضها حتى اليوم.
الشريحة الثانية: تمثلت في الأنصار، وهم الذين آخى النبي – صلى الله عليه وسلم – بينهم ونزع ما كان بينهم من عداوة وحروب قبل الإسلام، وهؤلاء الأنصار قد آخى النبي – صلى الله عليه وسلم – بينهم وبين إخوانهم المهاجرين فازداد الإسلام بتلك المؤاخاة عزة ونصرا.
الشريحة الثالثة: تضمنت اليهود وبعض القبائل الأخرى التي ظلت على شركها، ولكن أصحاب تلك الشريحة الأخيرة لم يستمروا بالمدينة طويلا بعد استقرار أوضاع المسلمين، وخاصة بعد أن تآمروا فأظهر المشركون الإسلام وأبطن الكفر خوفًا من النبي صحابته، ونقض اليهود عهودهم، ولكن سرعان ما فضح الله أمر المنافقين، وحارب النبي اليهود وأجلاهم عن المدينة المنورة.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: أين تقع مكة المكرمة وما طقس وتضاريس مكة المكرمة
وفي نهاية هذا المقال الذي كان عنوانه أهل المدينة المنورة الأصليون نكون قد تناولنا كل ما يخص تلك القضية الهامة، حيث تناولنا كافة الجوانب المتعلقة بالموضوع، وعن التنوع الديمغرافي التي حظيت به منطقة يثرب قبل الإسلام والتي صار اسمها المدينة المنورة بعد دخول الإسلام إليها.