أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين

أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين معرفتها تفيد محبي دولة فلسطين وآثارها، حيث نجد أن الأشخاص الباحثين عن تاريخ فلسطين يرغبون في معرفة كافة المعلومات التاريخية حول المدن والمعالم الخاصة بها، لذا سوف نتعرف معًا على أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين من خلال موقع زيادة، وعلى كافة المعلومات الهامة التي تتعلق بهذه المدينة من خلال السطور القادمة.

أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين

يرجح الخبراء أن تاريخ أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين يعود إلى العصر الحجري، أي إلى ما قبل سبع آلاف سنة قبل الميلاد، الأمر الذي جعل الأثريون يطلقون عليها أقدم مدينة في التاريخ، وهذه المدينة موجودة حتى الآن، ومن ثم فإن أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين هي مدينة أريحا.

حيث قام الخبراء بتشخيص موقع أطلال مدينة أريحا التي تعتبر من أقدم مدن فلسطين في تل السلطان الواقع على بُعد حوالي كيلو مترين من شمال المدينة الحالية بجانب نبع عين السلطان، ومدينة اريحا تبعد عن القدس بنحو ثمانية وثلاثون كيلو متر، كما يعتبر الطريق الرئيسي واحد من مدينة القدس أو رام الله إلى مدينة أريحا، وهذا الطريق من أهم وأجمل الطرق في فلسطين.

كما أن هذا الطريق هو ذات الطريق التجاري القديم الذي كان وحتى الآن يربط مدينة القدس بأريحا وأيضًا يربطها بشرقي دولة الأردن عن طريق النهر، ويعتبر هذا الطريق من المناطق الشبه صحراوية، والتي تعرف على المستوى المحلي باسم “برية القدس”، ويوجد على جانبي هذا الطريق مجموعة كبيرة من الآثار والمواقع التاريخية الهامة التي تجدر بالزيارة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: معلومات عن المسجد الأقصى

أهم المعلومات عن أقدم مدينة في فلسطين

إن أصل التسمية لمدينة أريحا هو أصل سامي ومميز وكلمة أريحا عند الكنعانيين تعني القمر، كما أن كلمة أريحا هي كلمة مشتقة من فعل يريحو، وهذه الكلمة في لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني قمر وشهر، ومعناها في اللغة العبرانية “يرحو” وهي من أقدم المدن المعروفة في التوراة اليهودية، كما أن أريحا في السريانية تعني “الرائحة والأريج”.

تجدر الإشارة إلى أنه قام الهكسوس باتخاذ مدينة أريحا قاعدة لهم منذ سنة 1750 ق.م حتى سنة 1600 ق.م، كما ورد ذكر مدينة أريحا في التوراة باسم “أريحه”، وهي من أول المدن الكنعانية التي تمت مهاجمتها من قِبل العبرانيين، حيث قام قائد العبرانيين “يوشع بن نون” بالاستيلاء على مدينة “أريحا” في عام 1450 ق.م، ثم قاموا بحرقها وأهلكوا من فيها.

كما قام “عجلون” ملك المؤابيين في عصر القضاة من عام 1170 ق.م حتى عام 1030 ق.م بإخراج اليهود من مدينة أريحا وتم اتخاذها كعاصمة له، كما قام هيرودس الكبير بتحديد مدينة أريحا وتوسيعها وتزينها بالعديد من المنشآت المختلفة، حيث قام بتمديد المدينة فوق تلال ابي العليق بالقرب من عين السلطان، وسوف نتعرف على هذه المنشآت من خلال التالي:

  • قام الملك هيرودس الكبير ببناء القصور والجنائن والميادين والقنوات والبرك.
  • أنشأ هيرودس الكبير في جنوب مدينة أريحا القلاع الحصينة؛ لحماية المدينة والدفاع عنها.

بالرغم من ذلك لم تبق هذه المنشآت في مدينة أريحا، بل تم هدمها ولم يتبق منها غير الأنقاض الأثرية التي تشير على وجودها، لكنها ازدهرت في عهد الرومانيين، وكانت لمدينة أريحا أهمية كبيرة في عهد المسيح -عليه السلام- حيث قام المسيح بزيارها بنفسه، وقام بإبراء عيون أعميين وهما “برتيماوس” وصاحبه، كما زار فيها زكريا العشار في بيته، وكان قصير القامة، حيث اضطر للصعود إلى الشجرة كي يشاهد يسوع -عليه السلام- بين جموع الناس.

حول تاريخ أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين

انتشرت الديانة المسيحية في مدينة أريحا وذلك من عام 306 م حتى عام 337 م وذلك في عهد “قسطنطين الكبير” مؤسس القسطنطينية، وهذا الانتشار يرجع إلى الرهبان القائمين في الأديرة والكنائس التي قاموا بتعميرها، كي تكون مراكز لانتشار المسيحية وتعليمها، كما أنه في عام 325 م كانت مدينة أريحا مركزًا للأسقفية.

أما في عهد الإمبراطور البيزنطي “جستنيان” تم شق طريق يصل بين مدينة أريحا وبين البتراء، وكانت القوافل تقطع هذا الطريق في مدة من ثلاثة أيام إلى أربعة أيام، كما أنه تم إنشاء كنيسة فيها، وقامت ايضًا بشق طرق أخرى بينها وبين ييسان، وقد اتضح أن الكنائس ازداد عددها عما كانت عليه في القرن السابع.

كما أنه ذكر أن “الكسورفو” كانت كنيسة في الجلجال، وأخرى في المكان الذي كانوا يظنون أن المسيح قد خلع فيه رداءه قبل عمادته، وأخرى داخل دير كبير تم تسميته على اسم القديس “يوحنا”، وهي تقع على مرتفع يطل على نهر الأردن.

بعد ذلك تم دخول مدينة أريحا في الدولة الإسلامية العربية التي أقامت في تلك الديار في القرن السابع الميلادي، وكانت مدينة أريحا في صدر الإسلام هي مدينة الغور وأهلها من قوم قيس وكانت تعيش فيها جماعة من قوم قريش، وقام الرسول -صلى الله عليه وسلم-  بإخراج اليهود من المدينة المنورة إلى الشام وأذرعات وأريحا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عدد الفلسطينيين في العالم

أصول أقدم مدينة في فلسطين

تم رفع درجة أريحا خلال الحكم العثماني من قرية إلى ناحية، وكان يقيم فيها حاكم يسمى “المدير”، ويعمل على تولي إدارتها وإدارة البدو والقرى التي تجاورها في متصرفية القدس، كما أن مدينة اريحا أصبحت مركزًا للقضاء في عهد الانتداب البريطاني، واستمرت هكذا حتى عام 1944م، وذلك عندما قامت سلطة الانتداب بإلغاء قضاء وإلحاقه بقضاء القدس.

بينما في عام 1943 كانت مساحة قضاء أريحا حوالي 341 كم2، وكان يبلغ عدد سكانها حوالي 4.600 نسمة، وكانت قرى العوجا وديوك والنبي موسى والنويعمة تتبع أريحا دونًا عن القبائل البدوية المتجولة والمستقرة، كما عادت مدينة أريحا مركزًا للقضاء في عام 1948، كما أنه تم ضم حوالي 75 ألف نسمة في عام 1965م وكان معظمهم من اللاجئين.

إلى جانب ذلك فقد ظلت مدينة اريحا مركزًا للقضاء حتى بعد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967م، كما أنه تم اعتبرها مخيمات للاجئين الفلسطينيين الأربع، وهي أهم ما تم إضافته في عصرنا الحالي لأقدم مدينة في العالم، أما في وقتنا الحالي فلا يوجد في هذه المخيمات سوى 10 آلاف لاجئ فحسب، وهذا بسبب أن عدد كبير من اللاجئين أصبحوا لاجئين للمرة الثانية في الأردن.

تجدر الإشارة إلى أنه شهدت مدينة أريحا في السنوات الأخيرة أحداث تاريخية عديدة، حيث إنها أول مدينة يتم تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك بعد أتفاق أوسلو في عام 1993م، ومنذ هذا الوقت شهدت مدينة اريحا العديد من التحولات الهامة، ومن أهمها إقامة الكثير من المشاريع السياحية منها ما يلي:

  • أول كازينو في “المحافظات الفلسطينية” مخصص للأجانب.
  • فندق إنتركونتيننتال أريحا الذي يعد أحد توابع أرقى الفنادق الفلسطينية.
  • إقامة عدد كبير من الفنادق والحدائق العامة.

المعالم السياحية في أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين

إن أريحا التي تعتبر أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين تتميز بوجود الكثير من المعالم التاريخية والسياحية التي يتوافد عليها الزائرين، ومن هذه المعالم أريحا القديمة (تل السلطان)، وجبل التجربة، ودير اللاتين، وتلول أبو العلايق، إلى جانب نعران، وطواحين السكر، ومقام حسن الراعي ومقام عائشة، ومقام النبي موسى -عليه السلام-، ووادي القلط ودير السان جورج، وقصر هشام، وأخيرًا دير القديس يوحنا المعمداني.

لذا سوف نتعرف بالتفصيل على أهم وابزر هذه المعالم التي سبق ذكرها، وذلك من خلال التالي:

مقام حسن الراعي ومقام عائشة

تم حفظ المقبرة الكبيرة خارج اسوار المقام للحجاج المسلمين الذين توفوا في هذا المقام خلال أدائهم للاحتفالات، وذلك بناءً على رغبتهم في دفنهم بها لما لهذا المقام من أهمية دينية كبيرة، وعند الرجوع إلى التقاليد والأعراف المحلية نجد أن هذه المقبرة تحتوي على ضريحين مهمين، وهما مقامين تم الإشادة بهما.

كما يقع المقام الأكبر مقام حسن الراعي في غرب مقام سيدنا موسى بحوالي كيلو متر واحد، وحسن الراعي هو راعي أغنام كان يعمل لدى النبي موسى -عليه السلام-، وقيل أنه كان حارس هذا المقام في القرن التاسع عشر، أما المقام الثاني فيوجد في الجنوب الشرقي، ويعتقد أنه لعائشة زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو لامرأة أخرى صالحة تُدعى عائشة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين

وادي القلط ودير السان جورج

إن الوادي هو عبارة عن انحدار طبيعي بين الهضاب المجاورة، وهذا الوادي يتكون من جدران صخرية عالية تمتد لمسافة 45 كيلو متر بين مدينة أريحا والقدس، وكان هذا الوادي قديمًا هو الطريق الرئيسي لمدينة أريحا، ولكن حاليًا يتم استعماله من قِبل السائحين الزائرين للدير، وكان الوادي منذ القدم من أكبر المعالم ذات الأهمية في البلاد.

قام الرهبان بالسكن في هذا الوادي في القرن الثالث الميلادي، وذلك بعد أن كانوا يقيمون في الكهوف، ولكن بعد ذلك قاموا ببناء الأديرة في القرن الخامس والقرن السادس، والجدير بالذكر أن دير سان جورج هو الدير الوحيد الذي نجا من الدمار الذي حدث في فترة الغزو الفارسي في عام 614م.

لكن بعد ذلك تم تدمير هذا الدير، وقُتل ما بداخله من الرهبان والنساك، وحاليًا يتم عرض الجماجم للرهبان القتلى.

مدينة نعران

توجد مدينة نعران على بُعد أربعة  كيلو مترات إلى الشمال الغربي من مدينة أريحا، وهذه المدينة البيزنطية الصغيرة توجد إلى جانب عين النويعمة ونبع عين الديوك، كما أن المدينة يمكنها تتبع مسار القناة التي جلبت المياه إلى قصر هشام، ومن أكثر الآثار التي تدل على وجود هذه القناة هي روعة القوس العظيم الذي يربط أطراف الوادي بالينابيع القريبة.

كما أنه تم العثور على آثار معبد يهودي قديم متواجد في أسفل بيت فلسطيني، ويتميز هذا المعبد بالرسومات والموازييك التي تملأ أرضيته، كما أنه توجد به أيضًا نقوش عبرانية تبدأ بجملة “السلام على إسرائيل”، وهذا المنزل بقي تحت سيطرة إسرائيل، حتى بعد انتقال السلطات في مدينة أريحا، ويعمل جنود إسرائيل بحماية الموقع طوال اليوم.

دير اللاتين

قامت جماعة الفرنسيسكان ببناء هذا الدير في عام 1925، ويقع هذا الدير بالقرب من مدينة أريحا، وكان يوجد به كنسية الراعي الصالح، وكذلك يتواجد بداخله عدة أيقونات رائعة ونوافذ مزينة ومزخرفة، وتمثال السيدة العذراء، وكذلك الطفل يسوع، كما يوجد في الكنسية أيضًا مكان مخصص لتعميد الأطفال، ومكان آخر للاعتراف أمام الكاهن.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تاريخ مدينة الخليل في فلسطين

هكذا نكون تعرفنا معًا على اسم أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين، كما أشرنا إلى أهم المعلومات حول نشأة هذه المدينة، وأوضحنا تاريخ المدينة وأصولها، إلى جانب ذلك فقد تطرقنا لمعرفة أهم وابرز المعالم السياحية والتاريخية لهذه المدينة، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.