شرح الحديث الشريف أنواع القلوب
شرح الحديث الشريف أنواع القلوب وما تتصف به من أخلاق صالحة أو فاسدة، وذلك حسب أعمال المرء في حياته فلا يُقبلُ عملٍ إلّا من قلبٍ سليم ولن يُرفع عملٍ إلّا من قلبٍ صالح، والقلب هوى النفس ومِلك الجوارح فلا شيء يتم بدون أمر القلب، وتوجد أحاديث متعددة تتعلق بأنواع القلوب منها القلب المشحون بالهوى، والقلب الليّن، والقلب المؤمن المطمئن، والقلب الميت وغيرها سنقوم بتوضيحه من خلال مقالنا اليوم عبر موقع زيادة الإلكتروني فَعليكم بالمتابعة.
ننصحكم بزيارة مقال: باقة من أجمل أحاديث قدسية عن القلوب مكتوبة
شرح الحديث الشريف أنواع القلوب
يقول رسول الله صل الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:
“مِثلُ القلب مِثلُ الريشة تُقلبها الرياح بفلاة”.
حيث يوضح لنا النبي الكريم أن القلب مثل الريشة الطائرة الخفيفة المتقلبة في الهواء، ويتأثر من الفتن بمختلف أنواعها كالهواء عندما يُقلّبُ الريشة، كما يقول الرسول صل الله عليه وسلم:
“تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فَأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت له نكتة بيضاء، حتى يصير على قلبين أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كـ الكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا إلّا ما أشرب من هواه” رواه مسلم.
وفي ضوء ذلك فقد شرح الحديث الشريف أنواع القلوب ما بين البيضاء وأخرى سوداء نوضحها كما يلي:
واقرأ لمزيد من الإفادة حول: دعاء تسخير القلوب وجامع المطلوب للشيخ عبد القادر الجيلاني
أنواع القلوب البيضاء
- القلب المُطمئن والذي قال عنه رب العزة تعالى:
“الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم لذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب” سورة الرعد آية 28.
حيث أن هذا التنوع من القلوب لا يطمئن بدون الإيمان واليقين وذلك بذكر القرآن الكريم، فلا يشعر صاحبه باضطراب ولا وصب ولا نصب وإن أصابته مصيبة اطمئن بالله وشكره على عطاياه ابتلاءًا كانت أم خيرًا.
- القلب السليم والذي يقول عنه رب العرش العظيم:
“إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم” سورة الشعراء آية 89.
هذا يوضح القلب الصحيح الذي يخلو من أمراض النفاق والضلال والنجاسة والبدعة وآفة المال والبنون وغيرها.
- القلب المُنيب والذي ذكره الله تعالى في قوله الكريم:
“من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلبٍ مُنيب” سورة ق آية 33.
هذه الآية تعني القلب الذي يُقبِل على الطاعات والعكوف على محبة الله تعالى.
- القلب الوجِل والذي تم ذكره في قول الله تعالى:
“إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ الله وجِلت قلوبهم” سورة الأنفال الآية 2.
هذا النوع الذي يخاف ويفزع أو بمعنى أنه إذا أظلم وقيل له اتق الله، رجع وكفَّ ووجل قلبه مخافة الله تعالى.
القلب المربوط والذي جيئ عنه في قول الله تعالى:”وليربط على قلوبكم” سورة الأنفال آية 11.
تلك القلوب الصابرة والثابتة في كل ما تمر به من مصاعب وشدائد.
- القلب المُخبت والذي قال عنه رب العزة تعالى:
“فتُخبت له قلوبهم” سورة الحج آية 54.
تعني كلمة الخبت هو المكان المنخفض بالأرض، والمخبت هو المُطمئن إلى الله تعالى والمصلي المخلص أو الرقيق لوجه الله تعالى.
- القلب الخاشع والذي قيل عنه في كتابه العزيز:
“ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله” سورة الحديد آية 16.
هنا يشير إلى القلب القائم بين يدي الله بالخضوع والخنوع والخشوع التامّ.
- هناك أيضا في شرح الحديث الشريف أنواع القلوب القلب اللين المُقشعر الذي قال عنه الله تعالى في كتابه الكريم:
“الله نزل أحسن الحديث كتابًا مُتشابهًا مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم، ثم تبين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله” سورة الزمر آية 23.
أي إذا ذكرت آيات العذاب كان القلب والبدن والجلد يقشعر خوفًا من الله تعالى، ثم تلين أي ترِق قلوبهم إلى ذكر آيات الرحمة.
أنواع القلوب السوداء
تلك القلوب التي تنفتح على الفتن بمختلف أنواعها تتشربها دون خوفٍ أو قلقٍ من اقتراب موعد الحساب والتي منها ما يلي:
- القلب المختوم والذي جاء عنه في القرآن الكريم:
“وختم على سمعه وقلبه” سورة الجاثية آية 23.
هذا أسوأ القلوب أعاذنا الله وإياكم فيها تم غلق كل المنافذ لدخول أي موعظة أو تذكرة بالله تعالى، تسرب إلى هذا القلب كل ألوان الهوى والمحرمات والظلمات والتعطيل عن إدراك الهدى والنور والتقى والعفو من الله عز وجل.
- القلب المريض والذي قال عنه رب العرش العظيم:
“فَيطمع الذي في قلبه مرض” سورة الأحزاب آية 32.
هذا القلب هو المريض بشهوات النفس والدنيا، الضعيف أمام غرائز الهوى والمحرمات، مريض بالقول والطمع فيما لم يحلّهُ الله تعالى ويرتضيه لعبدٍ مؤمن صحيح القلب.
- القلب المغلق والذي جاء عنه في قوله تعالى:
“وقالوا قلوبنا غُلفٌ” سورة البقرة آية 88.
تلك القلوب التي عليها غطاء لا يسمح بأن يرى ويستشعر ما يعيش فيه من مصيبة كبيرة وهي الابتعاد عن الله تعالى والخوف من يومٍ عظيم.
- القلب القاسي والذي قيل عنه:
“ثم قست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة” سورة البقرة آية 74.
هذا النوع من القلوب هو القلب الشديد الصلابة والقسوة دون الإحساس بالخوف أو الإنابة لقول الله تعالى، تلك القلوب التي لم تقدر عليها أعلى درجات الحرارة شدة من جعلها ليّنة لكل موعظة أو عبرة من عذاب جهنم.
- القلب الغافل وهو الذي قال عنه رب العرش العظيم:
“ولا تُطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه وكان أمره فُرُطًا” سورة الكهف آية 28.
هنا تشير الآية الكريمة إلى القلب الّلاهِ عن ذكر الله وعبادته مهما سمع من آيات لم ولن يتأثر منها وبها.
- القلب الزائغ وجاء ذكره في القرآن الكريم:
“فَأما الذين في قلوبهم زيغٌ” سورة آل عمران آية 7.
حيث يعني الزيغ بأنه الميل أي الابتعاد عن كل يُقرِبُ إلى الله تعالى من قول أو فعل طيب ويصبح صاحب بدعة وزنديق.
- أخيرًا القلب الغليظ والذي يقول عنه رب العرش الكريم:
“ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك” سورة آل عمران آية 159.
هنا يعني بالقلب المُتحجر الأقرب إلى عدم الإشفاق والرحمة بالآخرين، القليل في مشاعره الفجُّ في انفعالاته المُتجهم الوجه.
كما أدعوك للتعرف على: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة شرح الحديث الشريف بالتفصيل
أنواع القلوب في الحديث الشريف
بالإضافة إلى ما تم ذكره عن شرح الحديث الشريف أنواع القلوب وأن ما تم توضيحه عن القلوب وأنواعها لم يكن كافيًا، حيث أن هناك أنواع أخرى من القلوب تم تحديدها في هذا الحديث الشريف كما يلي:
عن أبي سعيد الخدري قال: “قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “القلوب أربعة قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح، فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن سراجه فيه نوره، وأما القلب الأغلف فقلب الكافر، وأما القلب المنكوس فقلب المنافق عرف ثم أنكر، وأما القلب المصفح فقلب فيه إيمان ونفاق، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها الدم والقيح، فأي المدائن غلبت على الأخرى غلبت عليه” رواه أحمد.
هنا يوضح الحديث الشريف أنواع القلوب ما بين القلب الأجرد الذي لا يوجد به غل ولا غش ولا حقد، و القلب الأغلف وهو القاسي الذي لا يستطيع الفهم وقبول الموعظة، والقلب المنكوس وهو الذي تم انتكاسه بعد الشفاء والقلب المصفح أي الذي اجتمع فيه الخير والصلاح مع النفاق ولكنه يحمل النور لكي يُضيئ العتمة الموجودة بداخلها مرة أخرى.
لذلك فإن هذا الحديث يُمكن أن نستفيد منه الكثير من المواعظ والحكم والتي منها ما يلي:
- أن العمل الصالح تنقية للقلوب ومغسلة الذنوب ومطهرة من الخطايا.
- لابد على المرء المؤمن أن يفتح قلبه لكل ما يجعله ليّن يستمع للعبرة والموعظة لا يمل منها بل يستكثرها ولا يتكبر عليها.
- كما على المرء أن يعلم بأن الإيمان مثل الزهرة التي تحتاج إلى الرعاية بإمدادها بالعمل الصالح والعلم النافع.
- كذلك يُستفاد من هذا الحديث بأن النفاق مَضرة مثله مثل القرحة التي إذا ما أصابت البدن زادته ألمًا ووجعًا، هكذا النفاق ما أن مسَّ القلب زاده استحواذ مليئًا بالغل والشرور.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: خمس من الفطرة: شرح الحديث وما هي صفات الفطرة بالتفصيل؟
بذلك نكون قد أوضحنا لكم شرح الحديث الشريف أنواع القلوب سواء كانت القلوب البيضاء أو السوداء وأقسامها بدلائل من القرآن الكريم، كما تعرفنا أيضًا على أنواع أخرى من القلوب ما بين القلب الأجرد والقلب المصفح والمنكوس وجميعها قلوب لابد من الانتباه إلى تذكيرها بالمواعظ والحكم الربانية حتى تفيق وترجع إلى الله تعالى مخافة يومٍ عظيم.