اسم يطلق على صلاة النافلة
اسم يطلق على صلاة النافلة التابعة للفرض تعتبر النوافل من السنن التي يقوم بها المسلمون من أجل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالحفاظ على أدائها، ولكن هناك اسم يطلق على صلاة النافلة التابعة للفرض، فما هو؟ هذا ما نتناوله عبر موقع زيادة بالتفصيل في هذه المقالة.
هل تعلم أن هناك سورة في القرآن تسمى القتال؟، إذا كنت ترغب في التعرف عليها وعلى محاورها يمكنك زيارة مقال: ما هي السورة التي تسمى القتال وبعض محاورها
اسم يطلق على صلاة النافلة التابعة للفرض
- جميع العبادات التي أمر الله سبحانه وتعالى الناس بأدائها، جعل لها ما يقابلها من نوافل؛ فعلى سبيل المثال فرض الله على الناس صيام شهر رمضان، فجعل صيام أيام مثل الاثنين والخميس من النوافل، وكذلك الأمر في صيام الأيام البيض، وغيرها من الأيام.
- وكذلك فرض الله على الناس فريضة الحجّ، حيث جعل تأدية العمرة هي أحد هذه النوافل، أما بالنسبة للصلوات المفروضة، فقد جعل الله لها صلوات النوافل بكافة أنواعها التي سنذكرها فيما بعد.
- وهذه النوافل هي من رحمة الله سبحانه وتعالى على الناس، وفضل منه على كافة عباده، حتى يمكنهم أن يزيدوا من القيام بمزيد من العبادات والطاعات التي تُقرّبهم من ربهم سبحانه وتعالى.
هناك بعض الألقاب أو الصفات التي قد سميت بها بعض السور القرآنية نظرا لسبب نزولها، ومن ضمن هذه السور السورة التي تسمى بالفاضحة، فلما سميت بهذا الأسم؟، دعنا نتعرف على السبب سويا عبر مقال: ما هي السورة التي تسمى بالفاضحة؟ وما هو سبب نزولها؟
معنى النافلة لغةً واصطلاحاً
- يتم تعريف النَّافِلَةُ في اللغة العربية بأنها كل ما زاد عن النَّصِيب أَو الفَرض أَو الحقَ، وكذلك يتم إطلاق هذا المسمى أيضاً على الغنائم، والعطايا، والهبات، ونقوم بجمع كلمة نافلة على نحو نوافل.
- أما في الاصطلاح فإن النافلة تعني العِبادة التي يؤديها الناس، وهي ليسَت ضمن الفرائض التي فرضها الله على الإنسان، ولا يجب عليه أداؤها.
- وهي كذلك العِبادات الإضافية التي تزيد على ما هو واجب، وتندرج تحتها السنن المستحبة والمؤكدة وكذلك التطوّع الغير مؤقت.
تعطينا الآيات القرآنية الحكم والمواعظ والكثير من الأحكام الشرعية التي قد وضعها الله سبحانه لعبادة لإعمار الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما قيل في الفاحشة والحكم الشرعي الذي يجب تطبيقه على صاحبها، وقد جمعنا لك عبر مقال: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم.. تفسير الآيات
النوافل ووقتها
وتعتبر صلاة النوافل هي أحد أكثر أنواع النوافل شيوعًا من بين كل العبادات، وتتفرع هذه النوافل إلى قسمين، هما النوافل المطلقة، والنوافل المعينة، وهذه النوافل المعينة تتفرع إلى قسمين؛ نوافل مُتعلّقة بسبب، ونوافل متعلقة بوقت.
1- النوافل المتعلّقة بسبب
- صلاة الكسوف والخسوف، والمعنى المقصود من كلمة الكسوف هو انقضاء ضوء القمر أو جزء منه في الليل، وأما عن الخسوف فهو يعني انقضاء ضوء الشمس أو جزء منه في النهار.
- ويتم أداء تلك النافلة عن طريق صلاة ركعتين منذ لحظة بدء ظاهرة الكسوف أو كذلك الخسوف وحتى انتهائهما، أو ذهابهما.
- أما صلاة الاستسقاء، فهي يُقصد بها الصلاة التي تتم تأديتها من أجل طلب لسُقيا من الله سبحانه وتعالى بصفة خاصة، ويتم أداء تلك الصلاة في أي وقت مع الابتعاد عن الأوقات التي تم النهي عن الصلاة فيها.
- والأوقات المنهي فيها الصلاة هي من بعد صلاة الفجر وحتى طلوع الشمس، وكذلك من بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
- أما عن صلاة الاستخارة، فهي تتكون من ركعتين تتم تأديتهما من أجل طلب الاختيار من الله سبحانه وتعالى في أي أمرٍ من الأمور الدنيوية، مثل الزواج أو بداية مشروع معين، أو الحيرة بين شيئين تريد شراؤهما من أجل شركتك.
- ويتم أدا تلك الصلاة في كل وقت ما عدا الأوقات التي نهى الله ورسوله عن الصلاة فيها، والتي ذكرناها فيما سبق.
- وأيضًا هناك صلاة تسمى صلاة الحاجة، وهي صلام يتم تأديتها عندما يريد شخص ما حاجةً أو طلب معين من الله سبحانه وتعالى، ولم يتم تحديد وقت ثابت لهذه الصلاة، وكذلك يجب ألا نقوم بتأديتها في الأوقات المنهي فيها عن الصلاة.
- وهناك أخيرًا ركعتان يطلق عليهما ركعتا تحية المسجد، واللتان تؤدّيان لحظة دخولك في المسجد، وقبل أن تجلس.
2- النوافل المتعلقة بوقت
- أولًا صلاة التراويح، ويتم تأدية هذه الصلاة خلال ليالي شهر رمضان المعظم، ويكون ذلك بداية من بعد الانتهاء من صلاة العشاء، وحتى بداية قرآن الفجر.
- وهناك كذلك صلاة الوتر، والتي يتم تأديتها كذلك من بعد أداء صلاة العشاء، وصولًا إلى الفجر التالي، والحد الأدنى لها ركعة واحدة.
- كما أن هناك صلاة الضحى، والتي يتم تأديتها من بعد طلوع الشمس بقدر رمح، وحتى قبيل زوالها، ومن الأفضل أن تقوم بتأديتها حين تشتد حرارة الشمس.
- أما عن صلاة قيام الليل، أو صلاة التهجد، وهي نافلة تُصلى بدايةً من بعد الانتهاء من صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر التالي، وعدد ركعاتها إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.
- أما عن موضوعنا اليوم وهو السنن الرواتب، وهو اسم يطلق على صلاة النافلة التابعة للفرض، وتتمثل في النوافل التي يتم أداؤها قبل أو بعد أداء صلاة الفريضة.
- وتتفرع السنن الرواتب إلى قسمين؛ وهما السنن الرواتب المؤكدة، والتي تتمثل في ركعتين أو أربع ركعات يتم أداؤها قبل صلاة الظهر، وكذلك ركعتان يتم أداؤهما بعد انتهائك من أداء صلاة الظهر.
- وكذلك هناك ركعتان سنة بعد انتهائك من أداء صلاة المغرب، وأيضًا ركعتان بعد انتهائك من أداء صلاة العشاء، وهناك ركعتان قبل بداية صلاة الفجر.
- أما عن السنن الرواتب الغير مؤكّدة، وهي النوافل التي يقوم بأدائها الفرد، ولكنه لا يداوم على ذلك.
- وهي عبارة عن ركعتين يتم أداؤهما قبل بداية صلاة العصر، وكذلك ركعتين يتم أداؤهما قبل بداية صلاة المغرب، وهناك ركعتان يتم أداؤهما قبل بداية صلاة العِشاء.
3- النوافل المطلقة
- والمقصود بهذا النوع من النوافل هي تلك التي لا ترتبط بسبب معين، وليس لها وقت ثابت، ولا يتم أداؤها بعدد ركعات محدد.
- وتأدية هذه النوافل مشروعة في جوف الليل، أو في النهار، وذلك فيما عدا الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، ومن الأفضل أن تقوم بتأدية تلك النوافل ركعتان بعد ركعتين.
هناك بعض الألقاب أو الصفات التي قد سميت بها بعض السور القرآنية نظرا لسبب نزولها، ومن ضمن هذه السور السورة التي تسمى بالفاضحة، فلما سميت بهذا الأسم؟، دعنا نتعرف على السبب سويا عبر مقال: ما هي السورة التي تسمى بالفاضحة؟ وما هو سبب نزولها؟
سبب نزول النوافل
- أنزل الله سبحانه وتعالى على عباده الكثير من الرحمات الله، ومن ذلك أنه قام بتشريع باب التنفّل في العبادات والطاعات، وذلك من أجل التقرب إليه.
- وكذلك ذكر الله سبحانه وتعالى أهمية القيام بأداء النوافل التي جاءت إلينا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، والمداومة عليها، طمعاً رغبة في التقرب من الله، والحصول على أعلى أجر والاستفادة من الفضل العظيم الذي يعود على العباد من أدائها.
- فمن الأفضل للمسلم أن يستغل وقته أفضل استغلال، ويستفيد من تمام صحّته وحيويته، ونشاطه وذلك عن طريق القيام بأداء الكثير من النوافل باختلاف أنواعها، مثل صلاةٍ النوافل، وأداء الزكاةٍ، والقيام بفريضة الحجٍّ.
- وكذلك ذكر الله كثيرًا، والاستمرار على الصدقات، وغيرها الكثير من النوافل والأذكار والعبادات القولية والفعلية التي تقربنا من الله، وكذلك السريّة منها والجهريّة.
- والنوافل تعتبر أحد الأعمال الصالحة التي تكمل النقص، والتقصير الحادث في أداء عبادة الفرائض، ومن هذه النوافل ما يغفر لمن يؤديها بها كل ما سبق من ذنوبه، وذلك مثل صلاة التراويح وصلاة قيام الليل في ليالي رمضان.
- كما أن هناك بعض من النوافل قد يكون أحد الأسباب التي تغفر للفرد كل ذنوبه وكذلك خطاياه، كما تُضاعف أجره وتزيد من حسناته، وبعض النوافل تكون سببٌ في الحصول على محبة الله تعالى.
- كما تساعدك النوافل على نيل المكانة العالية في الحية الدنيا وكذلك في الآخرة، كما تساهم في الحفاظ على طهارة ونقاء النفس، وهناك حديث يدلّ على هذا الكلام.
- وجاء هذا الحديث عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يرويه عن الله نذكره لكم فيما يلي:
- (ما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه)، فالنوافل ترتقي بروح الإنسان، وتعطيه حب من الله.
ما هو تفسير علماء تفسير القرآن لقوله “إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا”؟، قد جمعنا لك ما تبحث عنه عبر مقال: إن الصلاة على المؤمنين كانت كتابا موقوتا.. تفسير أئمة العلماء
فضل صلاة النافلة
- هناك فضل كبير لأداء صلوات النوافل، جاء ذكره في السنة النبوية الشريفة، ومن هذا الفضل ما يلي.
- يعد أداء صلوات النوافل أحد أهم الأسباب التي تكسبك مَحبّة من الله سبحانه وتعالى، وقد ورد عن نبي الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنه قال:
- (إنَّ اللهَ قال: من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه؛ كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه).
- كما تكمل النوافل كما ذكرنا النقص الذي يَحصل في أداء صلاة الفروض؛ فإذا حاسب الله سبحانه وتعالى المسلم يوم الحساب ووجد نقصًا في صلاته المفروضة، ولكنه كان محافظًا على النوافل، فإنّ هذه النوافل تكفي مكان النقص الحادث في الفروض.
- وقد وردنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم).
- كما أن من فضل أداء النوافل علينا أنها تجلب لنا البركة، وذلك في البيوت التي يؤدّى أهلها صلاة النافلة بانتظام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: (اجعلوا في بيوتِكم من صلاتِكم، ولا تتَّخِذوها قبورًا).
- كما أن أداء الكثير من النوافل يعد أحد أهمم العوامل المسبب لدخولك الجنة، فقد ورد حديث عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال فيه:
- (كنت أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه، فقال لي: سلْ، فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنةِ، قال: أو غيرَ ذلك، قلت: هو ذاك، قال: فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ).
هناك بعض الصفات التي قد أطلقت على بعض السور القرآنية، فما هي السورة التي يطلق عليها سنام القرآن وسبب تسميتها بهذا الاسم؟، كل هذا وأكثر يمكنك التعرف عليه عبر مقال: ما هي السورة التي تسمى سنام القرآن؟
السنن الرواتب
- السنن الرواتب اسم يطلق على صلاة النافلة التابعة للفرض، وهي ما قام الله سبحانه وتعالى بتشريعه للمسلمين في النهار والليل قبل أداء وبعد الانتهاء من الصلوات المفروضة.
- وقد اختلف الكثير من العلماء في تحديد عدد ركعات السنن الرواتب، فمنهم من ذهب إلى الحديث عن أنّها تتكون من عشر ركعاتٍ، وكذلك ذهب بعضهم إلى أنها مكونة من اثنتا عشرة ركعةً، وهو الأرجح والمعمول به.
- وقد ثبت ذلك عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال أنّ السنة الراتبة قبل فرض الظهر أربع ركعاتٍ.
- والدليل على هذا الكلام ما قالته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، عندما قالت: (أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يدَعُ أربعاً قبلَ الظهرِ، وركعتينِ قبلَ الغَداةِ).
- ولكن على النقيض قد جاء عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ السنن الرواتب هي عبارة عن عشر ركعاتٍ، ويعني ذلك أنه يمكن أداء ركعتين قبل صلاة الظهر.
- ولكن ما جاء من حديث على لسان السيدة عائشة هو أقوى وأصح ممّا جاء عن ابن عمر؛ وسبب ذلك أن عائشة قامت بحفظ ذلك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، لكن ما جاء عن ابن عمر لم يحفظه عن الرسول.
- ونتيجة لذلك فإن عدد ركعات السنن الرواتب هو اثنتا عشرة ركعةً، منها أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الصبح.
- ولا بد من الإشارة إلى أنّ الحديث عن أن تارك السنن الرواتب فاسق هو حديث غير صحيح تمامًا، وغير مقبول بالمرة، فهي نافلةٌ، وليست فريضة، وبالتأكيد لا يعتبر الالتزام بأداء الفريضة فقط، والبعد عن المعاصي والذنوب فسقًا.
- ومن قام بأداء الفروض فقط فهو مؤمنٌ إيمانًا كاملًا سليمًا، والحديث عن أنّ الالتزام بأداء النوافل أحد شروط العدالة في الشهادة من قبل بعض الفقهاء لا يصحّ ولا يجوز تناقله، فمن التزم بأداء الفرض وترك المعاصي فهو مسلماً خالصًا.
- ولكن هذا لا يمنع أن القيام النوافل من كمال الإيمان وتمامه، فإن المؤمن قد يكون من هذه الأنواع التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بقوله: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ).
- والإنسان قد يكون ظالمًا لنفسه، أو مُقتصدًا، أو سابقٌ بالخيرات، كما ذكرت الآية، أما من يظلم نفسه فهو ذلك الشخص الذي يقوم بارتكاب المعاصي باستمرار، وهو الأقل درجة من بين المذكورين في الآية.
- أما المقتصد فهو الذي يقوم بأداء الفرائض والعبادات الواجبة عليه، والذي يترك طريق المعاصي والذنوب التي حرمها الله، ودرجته واقعة ما بين الفرد الظالم لنفسه، وذلك السابق بالخيرات.
- أمّا الشخص السابق بالخيرات، فهو ذو الدرجة الأفضل من بينهم؛ وهو من يؤدي الفرائض الواجبة، وكذلك يقوم بأداء النوافل، ونتيجة لما سبق فلا توجد أي سنن رواتب قبل أداء صلاة العصر إلّا أنّ أداء أربع ركعات قبل صلاة العصر هو أمر مستحب.
- وهناك دليل على هذا الكلام، وهو ما رواه عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (رحِم اللهُ امرأً صلَّى قبْلَ العصرِ أربعاً)، ولكن هؤلاء الأربع ركعات قبل العصر هم أقلّ درجة، وأجرًا من باقي السنن الرواتب.
للصلاة على النبي فضل كبير، لذا يجب علينا التمسك بها، ولكن ما هو فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة؟، وما حكم الصلاة عليه؟، كل هذا وأكثر يمكنك التعرف عليه عبر مقال: فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وحكم الصلاة عليه
فضل الحفاظ على السنن الرواتب
- جاءت العديد من الأحاديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، والتي توضح لنا ما لهذه السنن الرواتب من فضل وأجر عظيمين، ونذكر لكم فيما يلي توضيحًا لبعض من هذا الفضل.
- روى الإمام مسلم في صحيحه عن أم حبيبة -رضي الله عنها- أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (من صلَّى اثنتي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ، بني له بهن بيتٌ في الجنةِ)، والصلاة الموجودة في هذا الحديث هي ما يطلق عليه علماء المسلمين السنن الرواتب.
- ومن الحديث السابق يجب على المسلم أن يحافظ على هذه السنن، ويمكن الحفاظ عليها من خلال أدائها في وقتها، أو صلاتها قضاء عند انقضاء وقتها.
- فعلى سبيل المثال فإن نافلة صلاة الصبح يمكن قضاؤها بعد أداء الفريضة إن فاتتك، والأفضل أن تقضيها بعد طلوع الشمس، ومن لم يصلّ سنة الظهر قبل الفريضة، يمكنه أداؤها بعد الفريضة.
- وكذلك من فاتته نافلة الظهر التي تأتي بعد أداء الفرض يمكنه قضاؤها بعد الانتهاء من فرض العصر، حيث جاء ذلك ضمن الصحيح من آراء العلماء.
- ويجب أن نشير إلى أنّ الالتزام بهذه السنن في بعض الأحيان، ثم تركها في أحيان أخرى أحسن بكثير للفرد من ترك أدائها بشكل كامل، فأفضل الأعمال، وأقربها إلى الله هو العمل المستمر الدائم.
- وبالطبع فإن السنن الرواتب لا تعتبر واجبة على المسلم بإجماع أهل العلم والفقها، ولكن المحافظة على أدائها من الأمور المستحبة والمفضّلة، وكذلك القيام بها ليس من الأشياء التي لا بدّ من القيام بها.
- والدليل الوارد على كلّ ما سبق ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم مجيبًا على الرجل الذي سأله عن الإسلام، وقال له الرسول: (خمس صلوات في اليومَ والليلة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: لا، إلّا أن تطوع).
بعض السور القرآنية قد أطلق عليها بعض الصفات نسبة إلى سبب نزولها ومكان نزولها، فما هي سورة الفرائض؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟، إذا كنت تبحث عن التفاصيل يمكنك زيارة مقال: ما هي سورة الفرائض؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
وبذلك نكون قد علمنا أن السنن الرواتب هو اسم يطلق على صلاة النافلة التابعة للفرض، وتعرفنا على النوافل بكافة أنواعها، وتفاصيل السنن الرواتب، وفضل المحافظة عليها.