أهم شيء في الزواج
ما هو أهم شيء في الزواج؟ وما هي معايير اختيار الزوج والزوجة؟ إن الحياة الزوجية مليئة بالعديد من الخفايا والأسرار التي تساعدك على إقامة حياة سوية وصحية وقادرة على مواجهة مشكلات وتحديات الحياة، بيد ذلك حرص موقع زيادة أن يسلط الضوء حول أسس العلاقة الزوجية الناجحة.
أهم شيء في الزواج
جعل الله الزواج علاقة مقدسة تنطوي على مجموعة من الأسس والاحترام لكلا الطرفين للحفاظ على العلاقة والقدرة على تحقيق النجاح على المدى الطويل، وتكوين أسرة سوية قادرة على مواجهة تحديات المجتمع المختلفة.
الحب والرومانسية من الأمور المطلوبة في الزواج ولكن لا يمكن الاعتماد عليهما فقط لإقامة علاقة زوجية ناجحة، بل إن الأمر يتطرق إلى مجموعة من الأسس والقواعد الأخرى بدورها تتصف بأنها أهم شيء في الزواج.
1- الاحترام والتقدير
يُعد الاحترام أهم شيء في الزواج، حيث إنه الأساس لإقامة أي علاقة ناجحة في المجتمع؛ لأن كثرة العلاقات من حولنا أصبحت تفتقد إلى هذا العنصر الضروري بين الطرفين.
انتشرت المشكلات الزوجية والتي تبدأ بالإهانة بين الزوجين، كل ذلك يتسبب في عدم استمرار الحب والمودة بين الطرفين، وتبدأ العلاقة الزوجية تسير في طريق الفشل.
إلى جانب التقدير الذي يعد من أهم أسس الزواج الناجحة، حيث يجب على كل طرف في العلاقة أن يقدر تضحيات الطرف الآخر؛ لضمان النجاح والاستقرار بشكل سعيد دون مواجهة مشكلات صعبة أو بسيطة في العلاقة الزوجية.
اقرأ أيضًا: هل الزواج نصف الدين
2- مشاركة الطرفين
واحدة من أهم العوامل التي ترتكز عليها العلاقة الزوجية؛ لأنها تساعد على إقامة علاقة ناجحة، فالمشاركة ضرورية في القرارات وفي المهام والأنشطة وكافة الأشياء التي يفعلها الطرفين يجب أن تكون على قدر كبير من المشاركة.
حيث يُقال في علم النفس أن الزوجين عليهم التعامل على أنهما توأم ملتصق، يفعلون كل شيء معًا، من حيث الاهتمامات والمشاركات والمساعدة من الجانب المادي والمعنوي وغيرها من الأمور الأخرى.
3- الحب والمودة
الحب بمفرده لا يساعد على إقامة حياة زوجية سعيدة، بل ومعه المودة والاحترام، فالحب هو مجموعة من المشاعر الفياضة والجميلة تجمع ما بين الزوجين، بينما المودة هي السلوك الإيجابي الذي يتعامل به الزوجين مع بعضها البعض ويستدلون من خلاله على قوة الحب التي تجمع بينهما.
لذلك على الزوجين عدم الاكتفاء بمشاعر الحب فيما بينهم، ومن الأفضل أن يكون هناك ما يساعدهم على الاستمرار في منح هذه المشاعر باستمرار، ومن أهمها المودة.
4- الصبر والعطاء والتضحية
لضمان الحصول على علاقة زوجية ناجحة، يجب أن تتحلى بالصبر والتضحية والعطاء دون حدود، حيث إن الصفات التي ذكرت من قبل هي التي تولد بين الزوجين المزيد من مشاعر الحب مع القدرة على تحقيق المصالح المشتركة للأسرة الواحدة.
يمكن أن يتمثل ذلك في تعب أحد الأطراف فتجد أن الطرف الآخر يقف بجانبه، وتُقدِم المساندة والدعم في أوقات الضعف، ووقوف الزوج مع زوجته للمساعدة في الأعمال المنزلية خاصةً إذا كانت المرأة تعمل ولا تكتفي بالأعمال المنزلية فقط، كل ذلك يغرس القيّم والأخلاق في أطفالهم نحو قضاء المصالح بطريقة مشتركة.
أمّا التضحية في الزواج فهي من أهم العوامل التي يجب أن تنتشر بين الزوجين؛ لأنها تمثل قوة الحب ومن الأسس الضرورية التي تشير إلى قوة استقرار العلاقة الزوجية، بينما الصبر فيتمثل في قدرة الزوجين على تحمل المشكلات الزوجية التي تصادفهم من وقت لآخر، والتغاضي عنها، فمن أساسيات الزواج السعيدة هو مقاومة المشكلات معًا.
5- الصدق والصراحة
الصراحة بين الزوجين تصنف أهم شيء في الزواج، فيجب على كُل زوجين في الحياة التحلي بالصدق في المناقشات بين بعضهم البعض وحول الأمور اليومية فيما بينهم، فالصدق والصراحة عادةً ما يعود بالفوائد والمصالح على الزوجين في العلاقة.
فالصدق يزيد من الثقة في العلاقة الزوجية، وتزيد من نسبة التقارب فيما بينهم، فلا يمكن أن يكون هناك أسرار يتم إخفائها عن الطرف الآخر، فمن الأفضل أن يكون هناك حديث يتم بكل صراحة أريحية بين الطرفين، مع مراعاة المناقشة والحوار بين الزوجين.
6- التسامح والغفران
أمرنا الله -عز وجل- والرسول الكريم بالتسامح في الحياة، وقد أثبت علماء النفس أنه من أهم الصفات الواجب توافرها بين الزوجين، وتشير إلى مدى قوة ونجاح العلاقة الزوجية، فمن الطبيعي ألا تخلو العلاقة الزوجية من المشاحنات بين الطرفين، ولكن التجاوز عن الأخطاء يساعد على استمرار الحب والمودة والرحمة بين الزوجين.
التسامح والغفران صفات تعبر عن قوة التواصل واللطف واللين بين الزوجين، ولكن هذا لا يعني التجاوز في حق النفس والقبول بالإهانة أو الصفات التي لا يمكن تحملها في الحياة.
7- التواصل بين الطرفين
التواصل الفعّال بين الطرفين في العلاقة الزوجية يشير إلى مدى نجاح الزوجين معًا، فلابد للزوجين معًا أن يكون لديهم القدرة على التواصل الفعال مع شريك الحياة، وامتلاك القدرة على الاستماع إلى الشريك والإنصات إليه، ويمكن أن يتمثل التواصل الفعال من خلال التعاطف وإدارة حوار المناقشة الفعالة بين الطرفين.
يجب العلم أنه من الطبيعي أن يكون الأسلوب الحواري بين الطرفين يعتمد على الأسلوب اللطيف واللبق في التواصل؛ بيد أن يخلق بين الزوجين لغة التفاهم المطلوبة والتي من خلالها يمكن التخلص من المشكلات المشحونة فيما بينهم بسهولة.
يتمثل التواصل الفعال بين الطرفين في الجلوس سويًا والتحدُث بهدوء، مع إيجاد الحلول التي تعود بالفائدة على منزل الزوجية، ومناقشة الأمور المادية، فلا يجب على أي طرف أن يتجاهل الآخر في هذه الأمور، بل يجب الاهتمام بها لأنها تساعد على إيجاد حلول بين الزوجين بنجاح.
8- الأمانة والثقة
أهم شيء في الزواج يجب أن يتوفر في عنصر الأمانة والثقة بين الزوجين، فهي ما تُحافظ على قوة العلاقة، وتوفير نوع من الشفافية، بمعنى التخلي عن الكذب والخداع والابتعاد عن الخيانة.
9- الاستقلال الزوجي
من الطبيعي أن يعتمد الطرفين في العلاقة الزوجين على بعضهم البعض والابتعاد عن تواجد الأهل فيما بينهم قدر المستطاع؛ لأنها من أكثر الطرق التي تساهم في حدوث المشكلات فيما بينهم.
فعلى الزوجين الحفاظ على العلاقة الزوجية من خلال الابتعاد عن تواجد الأهل وتدخلهم في المشكلات أو الحياة الطبيعية، مع ضرورة احترام آرائهم، ولكن يجب عدم الالتزام بتنفيذها في الحياة، بل من الأفضل القيام بكل ما هو مفيد في العلاقة الزوجية للحفاظ عليها من التدمير أو الفقدان.
اقرأ أيضًا: هل رفض الزواج قدر
المعايير الصحيحة لاختيار الزوج أو الزوجة
وضع الدين الإسلامي بعض المعايير الصحيحة يجب العودة إليها عند اختيار الزوجة أو الزوج، فلا يمكن التفريط بها على أي حال من الأحوال، وإلا ستُصبِح هذه العلاقة غير موفقة، ولا ترزق ببركة الله عز وجل، لكن يمكنك التنازل عن البعض منها في حالة توفر عنصر الدين والتقوى في الطرف الآخر.
1- الدين والخلق
أهم شيء في الزواج هو أن يكون الطرف الآخر على قدر كبير من الدين والأخلاق الحميدة، فهو من المعايير الضرورية التي اهتم بها الدين الإسلامي بين الطرفين؛ لأن الزوجة ذات الأخلاق الدينية هي القادرة على إعانة زوجها على مصاعب الحياة ومشكلاتها، كما تحافظ على كرامة الزوجة فيشعر بالأمان معها.
فقد أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- على مراعاة الدين عند اختيار الطرف الآخر في العلاقة الزوجية، بقوله: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
2- القدرة المالية
من ضمن المعايير التي يحرص الكثير من الأشخاص على توفرها سواء في الرجل أو المرأة، وانتشر مؤخرًا في المجتمع أن هناك علاقات زوجية ينظر فيها إلى الأموال فقط بعيدًا عن الدين، وذلك تسبب في انتشار الفساد في البر.
يعود الأمر إلى قسوة الظروف الاقتصادية التي يمر بها المجتمع، فيعتقد الزوجين أن المال هو الحل للحصول على حياة زوجية سعيدة، والجدير بالذكر أن الدين هو الذي يحقق عنصر السعادة والاستقرار في المجتمع.
3- معيار الجمال
يحرص كلا الزوجين على اختيار معايير الجمال في الطرف الآخر، ولا يشترط على أن يتعارض عنصر الجمال مع الدين، بمعنى أنه إذا كانت الزوجة تبلغ قدر كبير من الجمال ولكنها تفتقر إلى الدين، فلا يمكن النظر إلى هذا الجمال من الأساس كما أشار لنا الرسول في أحاديث حول اختيار شريك الحياة.
4- الزوجة أو الزوج البكر
من الأسس الدينية الضرورية عند اختيار الزوجة هو أن تكون المرأة بكر رشيد، بمعنى لا يسبق لها الزواج من قبل، كما هو الحال مع المرأة، حيث يفضل أن تتزوج من رجل لم يسبق له الزواج.
حيث ورد في السنة النبوية الشريفة: “عليكم بالأبكار، فإنهم أعذب أفواها وأنتق أرحامًا وأرضى باليسير، “ومعنى كونهن أعذب أفواهًا: أطيب حديثًا وقولًا، وأنتق أرحامًا أي: أكثر أولادًا”، وعندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جابرًا رضي الله عنه: “هل تزوجت؟ فقال جابر: نعم يا رسول الله، قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قال: بل ثيبًا، قال: فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟”.
اقرأ أيضًا: هل الزواج مكتوب ام اختيار؟
5- الودود والولود
اهتم الدين الإسلامي أن يضع شرط الودود والولود من ضمن معايير العلاقة الزوجية الناجحة؛ لأنها تحافظ على العشرة والألفة بين الطرفين، كما أن صفة الولود تساهم في انتشار الاستقرار والسكن والحفاظ على الصفات الإنسانية بين الطرفين.
جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد خطب امرأة عقيمًا، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب إلا أنها لا تلد أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم”.
الجدير بالذكر أن هذه الصفات تنطبق على المرأة والرجل معًا وليس على المرأة فقط.
تتطلب العلاقة الزوجية بعض الصفات والمعايير الصحيحة التي تضمن نجاح العلاقة بين الطرفين، وتحقيق الغاية من الزواج.