أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين

أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين تجعلها مطمع لكثير من الدول، فهي الدولة الوحيدة التي تربط قارة أسيا بقارتي أفريقيا وأوروبا، فهي خط دفاع الشام، ويوجد بها المسجد الأقصى في القدس الشريفة فهو قبلة الإسلام الأولى ومسرى ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وثالث الحرمين الشريفين، كل هذه المميزات تجعلها محط أطماع دول العالم أجمع، ومن خلال موقع زيادة سنعرض أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين .

أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين

تتمثل أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين أنها تتوسط الوطن العربي وتقع في قلب العالم، فكل الطرق من البلاد العربية المختلفة تؤدي إليها، حيث تقع فلسطين في الجهة الشرقية لساحل البحر المتوسط، وتمثل حلقة وصل بين دول شرق المتوسط كإيران والعراق والخليج العربي مما جعلها تطل على بحرين البحر الأحمر والمتوسط.

فموقعها المتميز جعلها حلقة وصل بين حضارات وثقافات مختلفة، وبسبب الموقع الجغرافي المتميز وإطلالها على أكثر من ميناء بحري فقد ساعد على ازدهار التجارة فيها وتنوع المجالات المختلفة وتضم تنوع جغرافي هائل، وجعلها تجمع بين الطابع البدوي والمدني.

فكانت أراضيها جزء من الوطن الأصلي للإنسان الأول، وملتقى للحروب العسكرية على مر العصور، فكانت قديمًا طريق تجاري هام يربط بين وادي النيل وجنوب الجزيرة العربية، وبلاد الشام والعراق، فكانت تسير إليها القوافل التجارية القادمة من شبه الجزيرة العربية في الصيف والشتاء.

تتمثل حدود فلسطين مع دولة لبنان من رأس الناقورة على البحر المتوسط وتمتد إلى وراء مدينة بنت جبيل عند انعطاف الحد الذي يفصل بين القطرين شمالًا بزاوية قريبة من القائمة، وحدودها مع الأردن تتمثل في جنوب بحيرة طبرية عند مصب نهر اليرموك، ومن المصب تتجه الحدود في اتجاه الجنوب عند البحر الميت في وادي عربة حتى رأس الخليج العربي.

تتمثل الحدود مع مصر عند شبه الجزيرة العربية وأرض صحراء النقيب فيبدأ خط الحدود من مدينة رفع إلى خليج العقبة، ومن ناحية الغرب تطل فلسطين على المياه الدولية للبحر المتوسط.

في قديم الزمان كانت معبر لهجرة القبائل العربية الآتية من الجزيرة العربية ذاهبة إلى الشام أو شمال افريقيا، وزادت أهمية الموقع التجاري لها في عهد المماليك فكانت تنقل القوافل التجارية المتجهة إلى شرق أوروبا فتصل السفن إلى عدن وتفرج ما بها من حمولة لتنقل عن طريق البر من خلال القوافل في اليمن والحجاز إلى الموانئ الفلسطينية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أين تقع غزة في فلسطين

الأهمية الاستراتيجية والحضارية لفلسطين

تصنف فلسطين بأنها الجسر البري الوحيد الذي يربط قارة آسيا بأفريقيا وأوروبا، فهي البوابة الجنوبية لبلاد الشام وأول خد دفاع لها، فكل الطرق القادمة من الجزيرة العربية والعراق والأردن وسوريا وحتى مصر تؤدي إليها.

فالسهل الساحلي لفلسطين يعتبر حلقة وصل بين السهل الساحلي السوري واللبناني والمصري وايضًا السهل الساحلي لشمال قارة أفريقيا، فيمثل سهل يدعى مرج ابن عامر حلقة وصل بين وادي الأردن وفلسطين.

منذ قديم الزمن وبسبب أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين عمل الغزاة على إثبات وجودهم عن طريق احتلالهم لها، مثل الهكسوس الذين احتلوها حتى يؤمنوا وجودهم في مصر، ثم غزا عليها بعد ذلك الآشوريين، فشهدت الأراضي الفلسطينية كثير من المعارك كمعركة عين جالوت التي قادها سيف الدين قطز عام 1260 ومعركة حطين التي قادها صلاح الدين الأيوبي عام 1187.

تم القضاء على حلم نابليون في السيطرة على الشام بعد عجزه في اقتحام مدينة عكا عام 1799، وفي القرن العشرين وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى عام 1914 ففرضت إنجلترا سيطرتها على فلسطين لتحافظ على مصالحها الاستعمارية في المنطقة.

مما ترتب عليه إصدار وزير الخارجية البريطاني وعد بلفور المعروف بوعد من لا يملك لمن لا يستحق ونص الوعد على تأسيس وطن حقيقي لليهود في الأراضي الفلسطينية التي تم الاستقرار عليها بأنها أرض الميعاد.

الأهمية الدينية والسياحية

فلسطين من أكثر الدول التي تتمتع بأهمية دينية كبيرة بعد مكة والمدينة المنورة، حيث يوجد بها القدس التي هي مسرى ومعراج النبي محمد، ومهوى قلب عيسى ومجتلى عين موسى، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث أطلق على القدس عدة أسماء من أورشليم ودار السلام ومدينة العدل وإيلياء.

فهي معبد الشرق والغرب بسبب وجود مسجد الأقصى بها التي تعادل الصلاة فيه بمئتي وخمسين صلاة في أي مسجد آخر، فلا تتوقف الأهمية الدينية فقط عند المسجد الأقصى، فيوجد في فلسطين كنيسة القيامة  وكنيسة المهد فهي أشهر الأماكن الدينية الأثرية للديانة المسيحية، فكان قديمًا يأتي إليها النصارى حتى يتموا فيها مناسك الحج.

فلسطين هي منشأ النبي عيسى عليه السلام حيث تمت ولادته في بيت لحم وقضى فيها سنوات كثيرة من  عمره حتى أصبح شاب يافع، وبسبب المعالم الدينية التي تحتويها القدس فقد جعلها هذا مقصد للسائحين من جميع أنحاء العالم ليشاهدوا تفاصيل هذه المعالم مما يعمل على توفير الكثير من فرص العمل، وانتقال الثقافات والشعور بالسلام والمؤاخاة بين الأمم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي مدن فلسطين المحتلة

موقع فلسطين الفلكي

تقع الأراضي الفلسطينية بين خطي طول 15 و 34 درجة ودوائر عرض بين 35 إلى 40 شرقًا ودارتي طول وعرض 29 و30جنوبًا و 33 و 15 شمالًا، فتقع في جهة الشمال من خط الاستواء وشرق خط غرينيتش.

مما يجعل درجة الحرارة في الجنوب أعلى من درجات الحرارة في الشمال، مما يجعل المناخ المتنوع فيها ويترتب عليه جذب كثير من السياح، فتبلغ مساحة فلسطين حوالي 27.027 كيلو متر مربع ومساحة الضفة الغربية بما فيه الجزء الفلسطيني من البحر الميت 5840 كيلو متر مربع، وتبلغ مساحة قطاع غزة 365 كيلو متر مربع.

الموقع التجاري

شجع أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين على تعزيز مكانتها التجارية حيث تمر عليها القوافل التجارية القادمة من الشرق مثل الهند والجزيرة العربية وآسيا ومتجهة على الغرب في أوروبا، وحالًا ساعدت الموانئ الساحلية مثل حيفا ويافا وغزة على ازدهار التجارة وخاصة ميناء حيفا الذي كان عن طريقه يتم تصدير النفط العراقي إلى أوروبا.

احتلال فلسطين

بدأت أطماع اليهود في الظهور لاحتلال فلسطين منذ عام 1530 عندما حاول اليهودي الإيطالي يوسف ناسي الذي كان مصنف من ضمن أغنى رجال العالم بناء مستعمرة لليهود الفارين مما يحدث لهم في الغرب، وفي ثمانينات القرن التاسع عشر بدأ تبني نظريات أخرى لاستعمار الأراضي الفلسطينية.

في عام 1880 بدأت الحركة الصهيونية في الظهور في أوروبا، عن طريق عمل المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 فطالبت هذه الحركة بإقامة وطن لليهود، وقالوا يجب أن يكون المكان الذي سيتم اختياره له مكان في التاريخ اليهودي وتم الاتفاق على فلسطين التي كانت تابعة في هذا الوقت إلى سيادة الدولة العثمانية.

عندما علم أهالي فلسطين بمشروع اليهود رفضوه رفض قاطع، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية فيها اتفقت إنجلترا وفرنسا على السيطرة على الأراضي التي كانت تابعة للدولة العثمانية عن طريق اتفاقية عرفت باسم سايكس بيكو عام 1916 تم فيها الاتفاق سرًا على تقسيم الهلال الخصيب.

وقعت فلسطين تحت إدارة دولية إلى أن تم الاتفاق على سيطرة إنجلترا على مينائي حيفا وعكا، ولفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، فكان وقتها وزير الخارجية البريطاني بلفور قد أرسل رسالة إلى روتشيلد رئيس الطائفة اليهودية بإقامة وطن لهم في الأراضي الفلسطينية، وتم فتح باب هجرة اليهود للأراضي وبدأوا في شراء المنازل والأملاك من السكان الأصليين.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحيرة في فلسطين

مقاومة الفلسطينيين لليهود

لم يرضى الفلسطينيين بما يحدث وقاموا بالثورة والمقاومة وكان وقتها إنجلترا تستعد للدخول في الحرب العالمية الثانية فقامت بتسليح اليهود مما ترتب عليه الكثير من المجازر الدموية، وعند تولي منظمة الأمم المتحدة للقضية الفلسطينية قررت بتقسيم فلسطين إلى وطنين وطن للفلسطينيين وطن لليهود.

في عام 1947 تم الإعلان رسميًا عن أول وطن حقيقي لليهود أطلقوا عليه اسم إسرائيل، ولم يرضى العرب عن هذا الأمر فقامت حرب عام 1948 ولكن انتصرت فيها إسرائيل وتم تهجير الكثير من السكان وتقسيم القدس إلى جزئين جزء غربي خاضع للسيطرة الإسرائيلية والجزء الشرقي خاضع للسيطرة الأردنية.

بحلول عام 1949 سيطرت إسرائيل على جميع الموارد الموجودة في الدولة، بمرور الوقت بدأت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 بدهس عسكري إسرائيلي لمجموعة من المواطنين الفلسطينيين، ومع اعتراض السكان عن دفع الضرائب وثورتهم واجهت إسرائيل هذه الاعتراضات بالشدة والعنف.

مع كثير من الاتفاقيات والمباحثات التي لم تلتزم بها إسرائيل ظهرت الانتفاضة الثانية عام 2000م بسبب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي المسجد الأقصى وانتهاكه لحرمته هو وألف جندي إسرائيلي، ونتج عن الانتفاضة استشهاد الكثير من أشهرهم الطفل محمد الدرة الذي كان استشهاده له دور في تحريك العالم حول القضية.

بعد مرور عامين بدأت إسرائيل في بناء ما يعرف بالجدار العازل متعللة أنها تحمي حياة مواطنيها، وفي عام 2005م توفي ياسر عرفات وتأسست حركة حماس وبدأت المناوشات بينها وبين إسرائيل مما ترتب عليها مجازر مثل مجزرة غزة التي حدثت في ديسمبر عام 2008 واستمرت لمدة 22 يوم.

توفي إثر هذه المجزرة أكثر من 1300 مواطن مدني فلسطيني وما يزيد عن 5400 جريح، وحتى هذه اللحظة لم يتم الاعتراف بفلسطين بأنها دولة عربية ولم تتحرك منظمات المجتمع الدولي ومنظمات السلام لحل هذه القضية ويستمر الصراع بينها وبين قوات الاحتلال إلى أن يشاء الله تحريرها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أقدم مدينة سكنها الإنسان في فلسطين

هكذا نكون قد قدمنا أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين، وعرفنا الأهمية التجارية والدينية لها، كما تم توضيح الموقع الفلكي لها وأهميته في جعل مناخها متنوع وتحدثنا عن القضية الفلسطينية التي لن يتوقف الحديث عنها إلى نهاية الزمان فهي قضية انتفاضة ومقاومة، فقامت إسرائيل بالعديد من المجازر واستخدام الشدة والعنف ضد السكان الأصليين وسط صمت تام من العالم الدولي ومقاومة مستمرة من الأهالي الذين يعلمون قيمة الأرض وتسيل دمائهم في سبيل تحريرها من أيدي الطغاة الطامعين فيها، ونسأل الله أن يحفظنا من مطمع الآخرين وأن يحرر فلسطين من محتليها.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.