ما هي أهمية فلسطين

أهمية فلسطين تجعلنا نُدرك القيمة العظيمة التي تحملها تلك البلاد المباركة، والتي تكمن في العديد من الجوانب؛ منها الجانب التاريخي والديني والجغرافي، حيث إن فلسطين تتميز بالتراث العريق، والمكانة الدينية الكبرى في الشريعة الإسلامية، فهي موطن معظم الأنبياء، ويقع فيها أكثر الأماكن المقدسة التي تأتي أهميتها في منزلة تلي منزلة المسجد الحرام والمسجد النبويّ.

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى أرضها، وصلّى بكافة الأنبياء فيها، إذًا هيش مسكن الأنبياء وهي أرض الإسراء والمعراج، وهي تعد القضية المركزية الأولى لكافة الشعوب المسلمة التي وعد الله تعالى بنصرها المبين، لذا من خلال موقع زيادة نقدم لكم أهمية فلسطين.

أهمية فلسطين

لأرض فلسطين أهمية دينية وتاريخية كبرى؛ فهي أرض خاضت الكثير من الأمور التاريخية واختزلت العديد من تجارب مختلف الشعوب، فقد تعاقبت عليها حضارات عدّة؛ منها الحضارات البابلية، واليونانية، والرومانية، والفارسية، والعربية.

كما شهدت مختلف أشكال الحكم التابعة لديانات متعددة منها: الديانة المسيحية، واليهودية، والدين الإسلامي، وهي الأرض المباركة التي تشهد قتال المسلمين مع اليهود ونطق الحجر والشجر.

بالإضافة إلى أن لها أهمية جغرافية حيث تبلغ مساحتها 27,026,523.03 مترًا مربعًا، وتتمتع بالعديد من مظاهر الطبيعة الخلابة والمسطحات والتضاريس المتنوعة التي ساعدتها على سير وازدهار التجارة فيها وكثرة الموانئ.

أهمية فلسطين من الناحية الدينية هي الأرض التي تشهد مقتل المسيح الدجّال حين يلحق به سيدنا عيسى عليه السلام حتى باب لد، فيقوم بقتله بعد أن يدركه في هذا الموقع، واختيار الله تعالى لهذه الأرض بأن تشهد ذلك هو دليل على أهمية فلسطين الكبيرة، فهي الأرض المباركة المقدسة الطاهرة التي ستشهد الملاحم والمنازلة العظمى.

من قصص الأنبياء قصة نبي الله سليمان عليه السلام التي حدثت في وادي النمل الذي يقع في فلسطين، وهو بجانب مدينة عسقلان، كما يوجد فيها محراب زكريا عليه السلام، وسميت أرض فلسطين بالأرض المقدسة لأنها طاهرة خالية من الكفر والشرك.

أرض فلسطين هي أرضٌ مقدسة عند أصحاب الديانات السماوية الثلاث الدين الإسلامي واليهودية والنصرانية، فمن الناحية الإسلامية يقع في فلسطين المسجد الأقصى وقبة الصخرة التي هي أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ويقع المسجد الأقصى في مدينة القدس، كما أنها تعد من المدن المقدسة لدى الديانة المسيحية بسبب وجود كنيسة القيامة، وكنيسة المهد فيها.

وجود تلك الأماكن في فلسطين يجذب كثير من الحجاج إليها وهذا الأمر ينمي من المجالات التجارية والسياحية الموجودة فيها، ويترتب على ذلك حصول جوّ من الألفة والتآخي بين مختلف الشعوب القادمين من كافة بقاع العالم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: موضوع تعبير عن فلسطين بالمقدمة والخاتمة والعناصر

الأهمية الدينية لفلسطين

تضم فلسطين بين جنباتها أحد أفضل المساجد عند المسلمين، وهو المسجد الأقصى الذي ضاعف الله تعالى فيه الأجر والثواب المترتب على الصلوات والعبادات فيه، فإن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة في غيره.

المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرّحال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى”. متفق عليه.

سميت فلسطين بالأرض المقدسة في القرآن الكريم، قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ…) (21)، وقدسية الأرض تعود إلى العديد من الأسباب، منها المعلوم لنا ومنها ما يعلمه الله وحده.

فلسطين هي أرضٌ مباركة؛ أُسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم  على دابّة براق من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في هذا الأرض الشريفة، ثم صلّى في المسجد الأقصى بجميع الأنبياء وكان لهم إمامًا، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ ) (1).

يوجد في أرض فلسطين طائفة الحق؛ هي الطائفة التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنها باقيةٌ على الحقّ في حديثه الشريف؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي على الدِّينِ ظاهرينَ ، لعدوِّهم قاهرينَ ، لا يضرُّهم مَن خالفَهُم ؛ إلَّا ما أصابَهُم مِن لأواءَ حتَّى يأتيَهُم أمرُ اللَّهِ وَهُم كذلِكَ . قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، وأينَ هُم ؟ قالَ : ببيتِ المقدسِ وأَكْنافِ بيتِ المقدسِ.

فأمة الإسلام لها شأن عظيم جدًا؛ فإن نبيها محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين وقد أرسل إلى الناس كافة يبشرهم وينذرهم وتستمر دعوته حتى آخر الزمان، والأمة الإسلامية هي آخر أمم الأنبياء، وقد جاء هذا الحديث معبرًا عن جماعة من الأمة الإسلامية سيظلون يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل نصرة الدين الإسلامي، وجاء تأكيد بأنهم منتصرين لا محالة، وجاء في رواية بأن تلك الطائفة ستقاتل على أبواب بيت المقدس.

الأهمية الجغرافية والاستراتيجية لفلسطين

إن فلسطين تتميز بأهمية جغرافية واستراتيجية كبيرة فهي تقع في قلب العالم القديم؛ أي في جنوب غرب قارة آسيا، في الجهة الجنوبية من  الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وقد جعلها الموقع الجغرافي تكتسب أهمية جغرافية كبيرة بين البلاد، حيث إنها تُشكّل جسر يربط الطريق البري بين قارة آسيا وقارة إفريقيا.

كما تربط بين الطرق البحرية بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، وأيضًا بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي، وهي تقع في الجنوب الغربي من بلاد الشام أي أنها تربط بين البحر المتوسط في الناحية الغربية ونهر الأردن في الناحية الشرقية، فهي بالنسبة للعالم العربي واقعة في جناحه الآسيوي، لذا تكمن أهميتها الاستراتيجية في إشرافها على بحرين مهمين للغاية.

هكذا أصبحت فلسطين تشكل حلقة وصل بين قارات العالم القديم، كما شكلت نقطة تتصل فيها دول شرق المتوسط كإيران والعراق والخليج العربي بالبحر المتوسط، فقد باتت هي حلقة الوصل بين كثير من الحضارات والثقافات المتعددة للأمم العربية والإسلامية، مما جعل أهميتها الجغرافية والاستراتيجية تنعكس عليها بالإيجاب في بعض الأمور وبالسلب في أمور أخرى.

كانت فلسطين مطمعًا للكثير من الأعداء بسبب ازدهار المجال التجاري فيها نظرًا لما يتمتع به موقعها الجغرافي والاستراتيجي من مزايا جعلتها تتضمن العديد من الموانئ، والمناظر الطبيعية الخلابة والخيرات الكثيرة.

مثلًا نجد بأن الموقع الجغرافي جعل لها أيضًا أهمية حضارية جذبت أطماع الأعداء فيها، مثل الهكسوس والآشوريون، بالإضافة إلى العديد من المعارك التاريخية الهامة التي حدثت فيها مثل معركة عين جالوت عام 1260 م، ومعركة حطين عام 1187م، والمعركة التي فشل فيها نابليون في أن يحتل عكا ويسيطر على بلاد الشام في عام 1799م.

تأكد الاستعمار التابع لأوروبا في القرن العشرين الميلادي من أن فلسطين هي المركز الذي يسهل عملية السيطرة على المنطقة العربية، وبالتالي يستطيعون فرض سيطرتهم على مصالحهم الاستعمارية تجاه العرب، وكل ذلك كان بسبب أطماعهم في أهمية فلسطين من الناحية الحضارية والاستراتيجية.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: هل السعودية طبعت مع إسرائيل

الأهمية التجارية لفلسطين

ساهم موقع فلسطين الجغرافي في أن يوفر سبيلًا تمشي من خلاله القوافل التجارية القادمة من جهة الشرق إلى الغرب؛ حيث إن القوافل التجارية القادمة من آسيا وشبه جزيرة العرب والهند تذهب إلى الموانئ الفلسطينية الموجودة على البحر المتوسط أولًا ثم تتجه إلى أوروبا.

حدود فلسطين الجنوبية ربطت بين قارة آسيا وقارة إفريقيا وأصبح هذا أمرًا مساعدًا في إنشاء محطات تجارية تحقق ازدهارًا واستقرارًا في المجالات الاقتصادية لفلسطين ، وكان هذا في المدة الزمنية التي لم تحدث فيها المعارك والغزوات، وتلك الموانئ التجارية كانت واقعة  على ساحل البحر المتوسط في حيفا، ويافا، وغزة.

بشكل خاص كان الميناء الواقع في حيفا هو أهم المعالم التجارية لأن النفط العراقي كان يصدر من ميناء حيفا إلى الاتجاه الأوروبي؛ أصبح فلسطين مهمة في المجال التجاري بشكل عالمي.

بالإضافة إلى أن موقعها الاستراتيجي جعلها تصنف في المرتبة الأولى لسياسات الدول والعالم، كما أن استقرار العالم ارتبط باستقرارها والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة لها عاصمة هي القدس.

الأهمية التاريخية لفلسطين

التاريخ هو من يتيح لنا إمكانية التعرف على أهمية كل أمة من الأمم، فهو يعرض لنا الماضي والحاضر، ومن خلال ذلك يمكننا استلهام المستقبل، لذا وجب علينا معرفة الأهمية التاريخية ونقلها بشكل صحيح ودقيق، لأن كل فرد من الأفراد يفهم دوره من خلال الدراسة الواعية لذلك، كما هو واجب علينا أن ندرس أهمية فلسطين.

غالبية القوى في العالم مرّت من أرض فلسطين؛ لذا فإن لها تاريخ عريق شهد العديد من أشكال الحكم والخلافات كخلافة العهد الأموي، والعباسي، والدولة الطولونية، والإخشيدية، كما أنها شهدت احتلال الفاطميين وكل من العصر الأيوبي، والمملوكي، والعثماني، بالإضافة إلى أن تاريخها شهد خلافة الخلفاء الراشدين، وهي تشهد الآن احتلالًا صهيونيًا في عصرنا الحالي.

أهمية فلسطين التاريخية تمركزت في مدينة القدس، فقد تمتعت بتاريخ مليء بالحملات الصليبية، وقد فُتحت في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العام الهجري 15 بعد الانتصار على الروم، وكان قائد الجيش هو أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.

قامت جيوش المسلمين بالزحف نحو مدينة القدس لأنها أرض مقدسة تضم العديد من الأماكن التي تقام فيها الشعائر الإسلامية،  وكان فتحها فتحًا عظيمًا عمريًّا، وكانت مدينة تسامح وسلام تم حفظ المساجد وكنائس النصارى فيها.

إن أهمية فلسطين لها قيمة كبيرة في الدين الإسلامي وعند كافة علماء وأبناء الأمة الإسلامية رفعت من شعور الألفة والأخوة والحماس تجاه تلك البلاد، فهي الأرض التي هاجر الأنبياء إليها، ومنها حكم النبي سليمان عليه السلام العالم، وهي الأرض التي ضمت سيدنا عيسى عليه السلام إليها، وقد كان مولودًا بلا أب، وأهمية التاريخية تظهر لنا امتزاج ترابها الطاهر بدماء الصحابة رضوان الله عليهم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي مدن فلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني

إلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر أهمية فلسطين الحبيبة دينيًا، وتاريخيًا، وجغرافيًا، واقتصاديًا، وغير ذلك، فهي الأرض المقدسة التي وعد الله تعالى المتقين بنصرتها على أعدائها، وهي الأرض التي ازدادت أهميتها عبر العصور وحتى يومنا الحالي، ونتمنى لكم استلهام الكثير من أهمية فلسطين الثمينة خلال قراءتكم المتأنية، والدعاء لتلك البقاع الشريفة المباركة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.